الصديق الجديد العزيز جان يلدا خوشابا الجزيل الإحترام
تحية صادقة ومحبة مسيحية
بداية اود ان اعبر لك بكل ما كتب وفي كل اللغات من مفردات الشكر والتقدير وألأحترام لعلها تكون كافية لنرد لك هذا الموقف الأصيل الذي إن دل على شيء فهو يدل على أن كاتب هذا المقال انسان أصيل محب نزيه صادق لا يعرف غير النطق بالحق فنقول لك يا صديقنا أن مكانك عندنا اصبح في موضع إن أردنا النظر اليك سنرفع رأسنا كثيرا وكأننا ننظر للنجوم.
حقيقة يا رابي جاني نحن كنا محظوظين عندما إلتقيناك وتعرفنا عن كثب على هكذا رجال صادقين أوفياء وسنبقى نعتز بصداقتك وستجد فينا ما كنت تنشده في اصدقاء صدوقين والرب يباركك وعائلتك.
في الحديث عن ألأب الفاضل داود بفرو نقول:
ان الاب داود بفرو كاهن من مانكيش القرية الجميلة التي تقع في شمال العراق ضمن محافظة دهوك والتي تبعد عن مركز محافظة دهوك الى الشمال بحوالي 35 كم , ولهذا ألأب تاريخ زاخر في خدمة الكنيسة الكلدانية منذ ان كان في بداية شبابه ترعرع في قريته التي احبها, فما من مكان احب الى قلبه اكثر من مانكيش.
فهو من مواليد مانكيش سنة 1942 من أبوين تقيين معروفين في البلدة بايمانهما وهدوئهما.
يحدثني الاب الفاضل بفرو عن بدايات دعوته الكهنوتية عندما كان طفلا صغيرا يذهب الى البساتين في مانكيش ويحاول ان يجرب صوته في أغان ومقامات حيث كانت تترك في مسمعه صدى تحسّسه انه يمكن ان يكون مؤهلا لأداء الصلوات والقداديس بشكل متميز إن هو دعي من الرب لخدمة كنيسته. وكان بعدها يحضر الى الكنيسة ليستمع الى الصلوات ويتعمق فيها. وكثيرا ماكان يسجد أمام المذبح لوحده بعد الصلوات متأملا في قدرة الخالق والسبيل الى إرضاء الرب للاستحقاق المنشود في ملكوت السماوات.
ويقول ان الرب كان قد اختاره ودعاه لخدمة كنيسته, وأحس بهذه الدعوة عندما كان تلميذا في الصف الرابع الابتدائي في مدرسة مانكيش حيث سمع صوتأ يقول "تعال إتبعني". فظل مجدا بالدراسة منتظرا بشوق ولهفة يوم إنهائه الصف الرابع ليلتحق بمعهد مار يوحنا الكهنوتي في الموصل وعمره احد عشر عاما وتسعة اشهر ليقول: ها أنا ذا يا رب قادم إليك "سأبشر إخوتي بإسمك وفي وسط الجماعة أسبحك" فبدأ مسيرته في كرم الرب والتحق بالمعهد في بداية تشرين الاول من عام 1954. وكان متميزا بين اصدقائه التلاميذ فتخرج من المعهد ليرسم كاهنا في 12/6/1966.
خدم بداية في كنائس الشمال بدءأ بكنيسة مانكيش ثم كنائس العمادية والمدن المحيطة بها الى العام 1972 حين تعرض الى حادث مؤسف كاد ان يؤدي بحياته لولا إرادة الرب التي انقذته بمعجزة حيث انقلبت سيارته في وادي قريب من العمادية, وقد شاءت الارادة الالهية ان ترسل احد المارّة في ذلك الوادي لينقذه ونقل على اثرها الى مستشفى في بغداد بعد شفائه نسب الى ابرشية بغداد ليتابع خدمته التي نذر نفسه لها طول حياته, فخدم عدة كنائس في بغداد الى أن استقر في سنة 1976 في كنيسة مار توما في النعيرية فاشترى بيتا اخرا ملاصقا لها وبدء عمل كبير لبناء كنيسة وقاعة ومركز ثقافي متكامل وخدم فيها الى العام 2001 حتى باتت تعرف الكنيسة بإسمه بين المؤمنين.
ايضا تم انتخابه اول رئيسا للكاريتاس في العراق ( اخوية المحبة) وجاء ذلك الانتخاب من قبل مجلس اساقفة العراق واستمرت مسؤوليته تلك لمدة ثمان سنوات.
وفي فترة تلك ألمسؤولية عمل الاب بفرو بكل جد واخلاص وتفاني لخدمة الكنيسة حيث كان يرعى عوائل كثيرة واستطاع من خلال هذه المسؤولية استحصال الاموال من المؤسسات الكنسية المختلفة والتي تم صرفها لبناء مراكز ثقافية في كل من بغداد ومانكيش وايضا اموال لبناء ثلاث كنائس في الشمال في قرية سميل وقرية كلاله وفي جنوب دهوك اضافة الى بناء مدرستان في دهوك.
أما محطته التالية فكانت في كندا عندما تم تعيينه في 2001 من قبل مثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل بيداويد في مدينة ويندزر كثاني راعي كلداني في كندا وخدم في البداية عدة كنائس باالاضافة الى كنيسة العائلة المقدسة مثل لندن وهاملتون وسسكاتون وكالكري واحيانا فانكوفر حيث كان يذهب اليها ليقيم القداديس للجالية هناك.
عندما التحق كراع لكنيسة العائلة المقدسة ساهم بداية في توقيع عقد شراء الكنيسة وعمل على تطوير هذه الخورنة بمساعدة ابناءها الجدد القادمين الى ويندزر فقد كان عدد العوائل عند قدومه الى ويندزر 450 عائلة ونمى هذا العدد بشكل ملحوظ ومتسارع ليصل الان الى مايقارب 1700 عائلة.
أحيل الاب داود بفرو بطلب منه ووفق القوانين الكنسية المتعلقة بالعمر على التقاعد في 12/6/2017 بعد مسيرة طويلة تضمنت 51 عام في خدمة الكنيسة الكلدانية و12 عام قبلها في المعهد الكهنوتي اي ان تلك المسيرة كانت قد بدأت منذ 63 سنة وفي يوم إحالته على التقاعد قال الاب بفرو "سأظل حاملاً صليبي حتى الجلجلة"
لك كل كلمات الشكر والثناء أيها الكاهن القدير لكل ما قدمته لكنيسة الرب ولأبناء هذه الكنيسة ونطلب من الرب يسوع ان يجازيك على كل اعمالك ويمنحك الصحة والقوة والعمر الطويل انشاءالله.
شكرا لك عزيزي رابي جاني مرة ثانية والى اللقاء انشالله
اخوكم
الشماس الدكتور/ جورج مرقس منصور