المحرر موضوع: بطرك الكلدان ساكو للمطران سرهد جمو: نحن والآشوريين أصلنا يهوداً إسرائيليين  (زيارة 8820 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
بطرك الكلدان ساكو للمطران سرهد جمو: نحن والآشوريين أصلنا يهوداً إسرائيليين

إن الكلدان والآشوريين الحاليين هم من الأسباط العشرة التائهة من بني إسرائيل الذين سباهم الآشوريون والكلدان القدماء، وذكرنا ذلك في أكثر من مقال وبوثائق من بطاركتهم ومطارنتهم، والبطريرك ساكو أكَّد ذلك بالتفصيل والمراجع الكثيرة في مقال المنشور في مجلة بين النهرين عدد 24 لسنة 1995-1996م، ص 204-216 بعنوان " كنيسة المشرق وأنطاكية".

 بعد أن اعتنق قسم كبير من اليهود المسبيين المسيحية عند دخولها انتموا للكنيسة الأنطاكية السريانية لأن لغة اليهود كانت الآرامية، وأنطاكية مسؤولة عن كل الشرق، وفي كل تاريخهم بعد الميلاد هم السريان الشرقيون، اعتنقوا النسطورية وانفصلوا عن أنطاكية سنة 497م لأغراض عقائدية وطائفية وقومية، وبقيت عندهم النزعة القومية العبرية طول الوقت، ثم قامت روما بتسمية القسم الكاثوليكي كلداناً وثبت اسمهم رسمياً في 5 تموز 1830م، وقام الإنكليز بتسمية القسم النسطوري آشوريين سنة 1876م، وثبت اسمهم رسميا في 17 تشرين أول 1976م، ومنذ أن انتحل الكلدان والآشوريين هذين الاسمين الوثنيين، بدئوا بجهود حثيثة للتخلي عن هويتهم السريانية المسيحية واستعادة هويتهم العبرية اليهو- مسيحية وتزوير التاريخ واللغة، وأن العراق هو بديل أورشليم، والآشوريون بدورهم سعوا جاهدين بذلك سياسياً، والكلدان ثقافياً، وقام المطران الكلداني الأثوري أدي شير باختراع عبارة كلدو- أثور سنة 1912م لأغراض سياسية لإقامة كيان عبري كلدو- أثوري شمال العراق بثوب يهو- مسيحي.

ضمن المتحمسين جداً للاسم الكلداني بغير علم مطران كاليفونيا سرهد جمو، الذي صدَّق أنه فعلاً كلداني وبدأ يخبط الحابل بالنابل محاولاً إثبات أنه كلداني بدون أي وثيقة من كنيسته، فيكتب مقالات ويعقد مؤتمرات ويُشكِّل لجان، ويأتي بمؤلفي كتب يجعلون كل شي كلداني بدون أي إشارة إلى مصدر من المصادر الكثيرة الموضوعة نهاية الكتاب لإيهام القارئ البسيط، والعجيب الغريب أن المطران سرهد جمو نفسه يقول:

إن كنيسة المشرق هي كنيسة أجدادنا المُلقبة أحياناً بالنسطورية المسماة لاحقاً بالكنيسة الكلدانية والأثورية، وهذه الأسماء انبثقت حديثاً في منتصف القرن السادس عشر بعد سنة 1553م، والاسم الكلداني استقر على الفئة المتحدة بروما، بينما تبنَّى الانكليكان (الانكليز) اسم الأثوريين في مداولاتهم مع المجموعة الغير متحدة بروما، وأن سياج العزلة أحاط بكنيسة المشرق أجيالاً عديدة، ثم جرت بعض الاتصالات بين كنيسة المشرق وبابا روما عبر المرسلين الغربيين منذ القرن الثالث عشر مع مهاجري بلاد ما بين النهرين في قبرص سنة 1445م، وأوضاع الكنيسة في تلك الفترة كانت غارقة في دياجير المحن نتيجة لمعاملة المغول وغيرهم القاسية، ولا زال إلى اليوم ديجور انعدام الوثائق الكنسية لتلك الفترة، وليس لنا اليوم أية وثيقة كنسية معاصرة تشرح لنا بشيء من التفصيل أحداث القرن الرابع عشر إلى السادس عشر، فتلك فترة يقف أمامها المؤرخ فارغ اليدين إلاَّ من بعض المعلومات الزهيدة. (مجلة بين النهرين 1996م، كنيسة المشرق بين شطريها، 182- 183، 188-190، 195، 200-201).

 ويُدرج المطران جمو ص 187 خارطة كنيسة المشرق تُسمَّى فيها منطقة جنوب العراق بيت الآراميين وليس بيت الكلدان، وتظهر فيها أمم أخرى كثيرة باسم بيت العرب والجرامقة والماديين وقردو (الأكراد) وهوزاي، وغيرها باستثناء بيت الآشوريين والكلدان. (ندرج الخارطة علماً أن كل آباء كنيسة المشرق يدرجوها وفي كتب باسم الكنيسة السريانية الشرقية، وهي مُطابقة لخارطة المطران أدي شير المُدرجة في كتابه الذي اخترع فيه تسمية كلدو- أثور سنة 1912م).



في سنة 1993م وفي مجلة بين النهرين 1993م، ص82-83، ردَّ البطريرك ساكو على المطران المتشدد سرهد جمو الذي يسعى جاهداً لاتخاذ اسم الكلدان هوية قومية سياسية من خلال عقد مؤتمرات ولجان، وفي عنوان آراء للمناقشة في هويتنا وبنيتنا ككنيسة مشرقية (كلدانية)، حيث يقول البطريرك ساكو:
لقد قرأتُ بإمعان ما كتبه الأبوان المحترمان سرهد حمو ومنصور فان فوسيل بخصوص هويتنا الكلدانية، وأود أن أسجل بعض الملاحظات:
 
إن كنيستنا ليست طائفية عنصرية حيث كانت تضم شعوباً متعددة، سريانياً عرباً فرساً تركاً صينيين هنوداً وغيرهم، وإن المسألة التي يود آباء المجمع الكلداني دراستها، آمل أنها ليست مسالة هويتنا الكلدانية (؟)، بقدر ما هي هويتنا المسيحية، فإسقاط الرسالة هو إسقاط الهوية، وكيف يمكن تأوين هذه الهوية التي ورثناها عبر الزمن بغلاف مشرقي (وليس كلدانياً أو آشورياً) عبر الزمن.

اعتقد من يوم فقدت كنيستنا بعدها الإرسالي فقدت هويتها، أليس إسقاط الرسالة إسقاط للهوية؟، والسؤال المطروح على المؤتمر ولجانه: هل يريد المؤتمر الإبقاء على الطابع اليهودي السائد على طقوسنا وريازة  (طراز بناء)كنائسنا وعلى تعابير لاهوتية منها غريبة وغير أصيلة. (مع ملاحظة أن علامة الاستفهام في (ليست مسالة هويتنا الكلدانية (؟)، والقوسين (وليس كلدانياً وآشورياً) عبر الزمن، منقولة حرفياً عن البطرك ساكو).

وأكّد البطرك ساكو ذلك أيضاً في مؤتمر التراث السرياني الحادي عشر المنعقد سنة 2006م قائلاً: تُعد الليتورجية الكلدانية والآشورية إحدى أقدم ليتورجيات الكنيسة، فهي تقليد مسيحي نشأ من أصل أورشليمي (يهودي)، والطقس الكلداني هو أبسط الطقوس الشرقية وأقدمها، ونشأ في بيئة بعيدة عن التأثر الهيليني (اليوناني) وحافظ على الطابع السامي المنحدر من التقليد الأورشليمي. (مركز الدراسات والأبحاث المشرقية، الرهبانية الأنطوانية، 2007م، ص 325-326).
وشكراً
موفق نيسكو