المحرر موضوع: على النائب جوزيف صليوا والبطريرك لويس ساكو الإفصاح عما يدور في قلبيهما  (زيارة 2042 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
على النائب جوزيف صليوا والبطريرك لويس ساكو الإفصاح عما يدور في قلبيهما


المشهد الذي يمر بها شعبنا وأحزابه وبعض كنائسه مشهد لا يطمئن. ما نقرأه وما نحسه مؤشر خطير ودليل ليس على فقدان البوصلة وحسب بل عدم التركيز والفوضى.

الأحزاب متنافرة. الكنائس متناحرة. والجماعات المسيحية المسلحة (مليشيات) – التي ربما لا تستطيع ان تكش ذبابة يطلقها الأعداء ضدنا – هي قاب قوسين او أدنى من الدخول في مناوشات وقتل بعضها البعض.

وحتى المؤتمر الدولي الذي عقد في بروكسل وفي أروقة البرلمان الأوروبي وبحضور نواب منه والتغطية الإخبارية الدولية والاهتمام الدولي الذي رافقه – الأمر الذي لم يحصل عليه حتى "الرئيس" مسعود البرزاني في زيارته الأخيرة الفاشلة للعاصمة الأوروبية هذه –جرت محاولات غير حميدة لتميعه وإسقاطه بحجج واهية ودفاعا عن مواقف بعض الزعامات التي صارت عبئا علينا كشعب وعلى كنائسنا ايضا.

وإن كان الخطاب (اللغة) أهم مؤشر للواقع الاجتماعي، كما يقول الفيلسوف المعاصر ميشيل فوكو، فإننا نكون حقا في ورطة وأزمة شديدة، ازمة وجود أخشى انه صار من الصعب بمكان عبورها بسلام.

أنظر الى صفحة المنتدى (المنبر الحر) في هذا الموقع وترى العجب العجاب. كل واحد منا يغني على ليلاه. وأخطر ما يواجهنا هو فلتان خطابنا حيث التدني وصل الى استخدام عبارات غير حميدة ترقى الي البذاءات.

وشخصيا أشفق على مشرف الموقع هذا، لأنه كما يبدو يستهلك أغلب وقته في رفع وحذف ما يراه غير حميد يرقى الى الشخصنة والمباشرة والاستهلاك الرخيص.

ومشكلتنا الكبرى ان الخطاب الرخيص والمبتذل ليس خاصية الناس العاديين من رواد المنتدى. ما يحز في القلب هو تهافت بعض كبار قومنا على مثل هذه التفاهات واستخدامها دون وخز ضمير وكأننا شعب من الرعاع لا نقرأ ولا نفهم ولا نحلل.

وكمثال على ما ذهبت إليه، سأركز بعض الشيء على الملاسنة او الاحتكاك الخطابي بين النائب صليوا والبطريرك ساكو. (رابط 1، و2 ، و 3)

عندما يهاجم مسؤول مسؤولا أخر مستخدما عبارات جارحة وغير حميدة ويستهدف الشخص وليس ما يقوم به من عمل وممارسة، تصبح مادة مثل هذه كالمنجم للإعلام الذي يهرع لاكتشافه والنهل منه.

وهذا فعلا ما حدث في اللقاء المثير الذي أجرته قناة الحدث مع النائب صليوا (رابط 1 و2 ). وكان الصحافي الذي أجري اللقاء ذكيا، لأنه استهله بعبارات غير مقبولة ولا يجوز ان تأتي من شخصية تحمل لقب "البطريرك" وطلب من النائب الرد عليها.

وعكس البطريرك ساكو، الذي يفتقر الى ألف باء العمل الدبلوماسي والسياسي والإعلامي – والدليل مطباته الكثيرة التي ربما لا تعد ولا تحصى – أظهر النائب صليوا درجة كبيرة من الذكاء الذي ينم عن تجربة وممارسة بالسياسة والدبلوماسية والعمل الإعلامي.

ورد الصاع صاعين للبطريرك ساكو – الذي كنت أتمنى ان يبقى بعيدا عن مزاريب السياسة والإعلام الكالفينية والمصلحية والنفعية – وبطريقة دبلوماسية لبقة. أتى ذلك في جملة واحدة تنوه وبشكل غير مباشر على الشخصية التي يقصدها وفيها اتهام خطير وخطير جدا.

يقول النائب صليوا من على منبر قناة الحدث وهي واحدة من أكثر القنوات العربية انتشارا، أي يشاهدها العشرات من الملايين من الناطقين بالعربية، وهي قناة تتفنن في انتقاء الحدث للنيل من الذين ليسوا على نهجها ونهج صاحب نعمتها: (رابط 2)

"انا لم أستخدم كلمات ... نابية، انا ما جرحت مشاعر ... ولكن فعلا هم يحضرون مئات المؤتمرات خارج البلد ويجمعون الفلوس باسم المسيحيين الكلدان السريان الاشوريين وهذه الفلوس لا تصل الى هذا المكون كما يستوجب او بكل المبالغ وانما تذهب هنا وهناك."

من هذا الموقع أطالب النائب صليوا، لأنه كما يقول – وهذا صحيح – إنه منتخب من الشعب وهو كممثل للشعب لا يجوز ان يعرج الى الهمز واللمز، أن يقول صراحة – رغم معرفتنا ولو بصورة غير مباشرة من يقصده بهذه الجملة – من هي الشخصية المسيحية التي "تجمع الفلوس باسم المسيحيين الكلدان السريان الاشوريين وهذه الفلوس لا تصل الى هذا المكون كما يستوجب او بكل المبالغ وانما تذهب هنا وهناك."

الشجاعة مهمة جدا للمشرع المنتخب. الدور الأساسي للمشرع (النائب) هو محاسبة السلطة، دينية او مدنية. هذه الشخصية التي تجمع الفلوس بهذا الشكل يجب ان يحاسبها شعبنا وكنائسنا محاسبة شديدة من خلال تشكيل لجنة تقصي كي نعرف كم هو المبلغ وكيف جرى جمعه باسم المسيحيين ومن ثم – حسب قول النائب – جرى صرفه هناك وهناك وفي غير محله.

وإن كان الأمر كذلك، على هذه الشخصية تقديم استقالتها بعد كشف كل الأوراق.

بطبيعة الحال، لا يجوز استباق الأمور رغم أنني لا أشك في ما قاله النائب صليوا لأن هناك ادلة عرضية على ما يقوله جرى تداولها في هذا المنتدى ومن قبل كتاب في رأي شعبنا لهم مكانتهم وهم من مناصري هذه الشخصية.

وأتي الى تصريح أخر للبطريرك ساكو الذي فيه يطلق اتهامات كبيرة وخطيرة لبعض الأحزاب المسيحية حيث يقول: (رابط 3)

"المشكلة هي في العقلية العراقية، عقلية فرض ارادت معينة بأوامر وليس عن طريق الحوار والاقناع. المشكلة في المكون المسيحي غير المتفق على رؤية واضحة ومطالب قابلة للتنفيذ والعديد من احزابه هو تابع وقابض للمال."

أيضا هنا نطلب من البطريرك ان يقول لنا أي من الأحزاب هي تابعة وقابضة للمال. الذي يطلق هكذا اتهامات يجب ان يكون هو مستقلا أي ليس تابعا وان يكون هو أيضا غير "قابض للمال."

في أي شعب يحترم فيه قادته أولا أنفسهم ومن ثم اتباعهم سيكون لزاما عليهم ان يفصحوا ما في قلبهم، لأن لا يجوز لمسؤول ان يطلق اتهامات على عواهنها. وأي شعب يحترم نفسه لكان طلب تشكيل لجنة لتقصي اتهامات خطيرة مثل هذه ومن مسؤولين كبار.

وأخيرا، كم كنت أتمنى ان لا يقحم البطريرك ساكو نفسه في مزاريب ودهاليز السياسة الفاسدة ودهاليز ومزاريب الإعلام غير المحايد وغير النزيه. الذي يدخل هذه المزاريب والدهاليز لا بد وأن يصبح جزءا منها ولا فرق بينه وبين من يمارسها.

والبطريرك يعترف في أخر بيان له (رابط 3) ان ليس هناك من يستمع له ويعمل بنصائحه من السياسيين في العراق. هنا أقول له وانا أجل وأقدس الكرسي الذي يجلس عليه سعيدا، ان الذي يقدم النصيحة عليه هو ان يقبل النصيحة قبل ان يقدمها للأخرين. وكم من الناس المخلصين قدموا نصائح للبطريرك ان يخرج من الحفرة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية والعلاقات العامة العميقة التي حفرها بنفسه لنفسه الى درجة يصعب عليه الأن الخروج منها.

كم كنت أتمنى ان يلعب البطريرك دور اجداده العظام الذين كان لا هم ولا غم لهم الا لم شمل رعيتهم والحفاظ على ثقافتهم ولغتهم الوطنية والكنسية – سر وجودهم ككنيسة وشعب. عندئذ كان سيرى كيف ان الكل وليس رعيته وحسب تقدسه وتجله وتلتف حوله وتفديه بأرواحها.

كل بيان جديد يصدره البطريرك – ومع الأسف – يأكل من جرفه – إن بقي له جرف – ويضعه في موقع لا يحسد عليه، كما هو الحال في الخصام بينه وبين النائب صليوا.


================
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,847722.0.html
رابط 2
http://www.ankawa.org/vshare/view/10455/joseph-sylawa-hadath/
رابط 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=848169.0


غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تصحيح واعتذار:

لقد ورد في متن المقال ان المشرف قام بحذف خبرين، الأول كان تعقيب البطريرك ساكو على موقف النائب صليوا والثاني كان رد النائب صليوا عليه.

لقد ظهر ان المشرف لم يحذف الخبرين وعليه اعتذر عن هذا الخطأ الذي ورد في جملة واحدة والتي تم رفعها من المقال.

وعذرا مرة أخرى وشكرا جزيلا للتنبية الذي ورد في رسالة الكترونية لي من قارىء أكن له كل التقدير والاحترام.


ليون

غير متصل كنعان شماس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1136
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ الدكتور ليون برخو المحترم
    لم تكن موفقا في نقدك  . البطريرك كان صادقا وشجاعا في قول ان الاخ  جوزيف لايمثل مسيحي  العراق ومن لايعرف ان (  العديد من احزابنا - المسيحية -  هي  تابع  وقابض  للمال )  من لايعرف  هذه الحقيقة  ؟ الواقع لهم كل  المبررات  ففي هذه الحرب الوديــــــــــة  مع داعش الاســـلامية من حق اي ضعيف  اعزل من السلاح ان يستنجد بهذا الحوت او ذلك التمساح او حتى اي قرصان او قاطع  طريق  فالمهم في هذا الماتم الكبير  لمسيحي العراق  المهم  هو البقاء على قيد الحياة . كلام الاخ جوزيف كان  دبلوماسي رائع لكن الاروع  تبقى  تعليقات البطريرك  الجليل  الاب لويس ساكو  فهو افضل قائد في اخبث حرب  . الحرب الوديـــــــــــــة مع داعش الاســـــلامية

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ كنعان شماس المحترم

أحترم رأيك وموقفك ولكن أخشى ان حضرتك لم تعالج النقد المثار لا سيما النقطة المهمة (التهمة) النتي يعرج عليها النائب صليوا.

ومن ثم ما للبطريرك ساكو والسياسية والإعلام والدبلوماسية والعلاقات العامة. هو لم يستلم السدة البطريركية كي يدخل هذه الدهاليز المظلمة والفاسدة ويكون علاقات مع السفراء والأحزاب وغيرها.

ومن ثم أيضا  الذي يطلق هكذا اتهامات مثل التي أطلقها البطريرك يجب ان يكون هو مستقلا أي ليس تابعا وان يكون هو أيضا غير "قابض للمال." بمعنى أخر ان الأمر حسب النائب ينطبق على البطريرك ساكو وهنا الطامة الكبرى.

البطريرك دوره روحي وثقافي. هو الناطر والحارس لثقافة وطقس وإرث وميراث كنيسته وليس داعية دبلوماسي وسياسي وحزبي وخبير علاقات عامة التي يمارسها ودخلها من أوسع الأبواب ولكنه لا يتقنها ولا يعرف الف بائها ومن هنا كل هذه المطبات التي جعلت منه ومن منصبه ومن الكرسي الذي يجلس عليه ورعيته مادة إعلامية خصبة للتندر والتهكم كما كان شأن اللقاء مع قناة الحدث وكذلك الكثير من البيانات ومنها لقاءاته التلفزيونية ومقابلاته الإعلامية  اذكر منها لقاءه مع قناة الشرقية على سبيل المثال لا الحصر...

أظن علينا كلنا نصح البطريرك لا بل الطلب منه (وليس إغداق المديح عليه وفي غير محله) أن يغادر هذه الدهاليز والمزاريب المظلمة الفاسدة التي أقحم نفسه فيها وهي تأكل من جرفه، هذا إن بقي له جرف.

إتهام النائب صليوا، كما ورد في اللقاء، شيء خطير، وخطير جدا، الوم البطريرك عليه من خلال إستخدامه الهزيل لسلاح الإعلام الذي يرتد عليه وبالا كل مرة يلجأ اليه.

تحياتي