المحرر موضوع: لبلبي بغداد الحبيبة ...بقلم : آرا سوفاليان  (زيارة 1186 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sound of Soul

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 13100
  • الجنس: أنثى
  • اردت العيش كما تريد نفسي فعاشت نفسي كما يريد زماني
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,53.0.html











 ثالث أيام عيد الفطر السعيد، أحببت أن أضع سماعتيّ الكرياتيف في أذني وامشي في الحشد، في جرمانا مشيت على الرصيف اليساري والساعة تكاد تستقبل منتصف الليل، بائعي العصير والموسم في ذروته رغم انتصاف تشرين الأول الذي كان يستقبل في غرته أول ثلجة في أزمنة الخير،

الصيف الطويل والاحتباس الحراري وموسم بائعي العصير الطويل وأشكال وألوان ليست معروفة، كوكتيلات لا تعد ولا تحصى من الثمار الإفريقية بلونها الأخضر الفاتح، وثمار الفريز، والموز والحليب، البرتقال والمانغا، وعصير الجزر والتوت الشامي وعصير التفاح ومزائج من نوعين أو ثلاثة حسب رغبة الزبون وشروطه التي لا يجد فيها البائع أي إحراج وحسب المثل الشعبي (مشارك الميّ ما بيعرف الخسارة).
شرائح سلطة الفواكه في أوعية من رقاقات الألمنيوم وصحون مليئة بالقشدة والموز والعسل والكيوي والمكسرات من اللوز والفستق الحلبي، وحشد من شباب العراق.
فتاة عراقية تركت رفيقتها وتقدمت بابتسامة خجلى وبيد تقبض على ورقة نقدية لم تألفها، تتقدم لتضعها بخجل على رف الرخام الأبيض الذي تحول لونه إلى ألوان قوس قزح، وطلبتْ من البائع، ابريقي كوكتيل واحد لها والآخر لرفيقتها ضمن شروط معينة، عرفت منها العسل والكيوي، وسمعتُ مسميات باللهجة العراقية لم أسمعها من قبل ويبدو أن لكل مسمّى بالشامية المحكية مقابل باللهجة العراقية وكان البائع يهز رأسه ويردد كلمة أعرف أعرف، وكأنه كان يملك كل محلات العصير على شواطئ دجلة والفرات وفي ساحات بغداد.
ومضيت بعد أن رأيت البائع يضيف السكر إلى إبريق الكوكتيل بواسطة كأس ماء كبير، بحيث يكون نصيب كل زبون عشرين ملعقة سكر على أقل تقدير، وأنا قد خرجت خلف كذبة بيضاء وهي ممارسة رياضة المشي، فكيف لي أن أمارس هذه الكذبة البيضاء وأفتتحها بعشرين ملعقة سكر؟
ومشيت ومحلات الأزياء إلى يساري، والداخل داخل والخارج خارج وعربات الأطفال كالهوادج يتوسطها أطفال ممتعضون على الدوام تضعهم أمهاتهم في نقطة الخطر عند قطع الشارع، حيث يدفع الطفل وهودجه في نقطة متقدمة لملاقاة الخطر في عربته الغير محمية والمتكونة من القماش في الغالب فإذا مرّت المسألة بسلام فإن الطفل سيتلقى نفحة من عوادم السيارات تدخل صدره بكل محبة واحترام أو سيلقى سحابة مازوت إذا كان المركوب المغادر جرذ أبيض أو باص مدرسة، أما في المحلات فالدخول لا يشكل أي عقبة ولكن الخروج يشابه الكمائن حيث يصطدم المارة بهذه العربة المنخفضة والقاتمة اللون في الغالب مما يسبب الهلع لساكن الهودج وأمه المشغولة بالنظر دوماً إلي الخلف.
محلات الجينز واللانجري والأحذية والعطور ومحلات الموبايلات حيث يطالعك على الدوام شاب عراقي دمث يبيعك موبايل مستعمل ويشتري منك موبايلك ويستطيع الشوفرة على كل الموبايلات ويفعِّل كل البطاقات، وعندما تسأله عن بطاقات الأنترنيت يطلب منك تحديد الاسم فإذا قلت له (الأولى) يجيبك : والله ما كو، وإذا سألته عن السبب يقول لك: العمولة دق النجف، بمعنى العمولة هزيلة. وسيل من الداخلين وسيل آخر من الخارجين وسيارة بيجو رائعة 405 جي إكس إل بيضاء ونظيفة صنعت في ايران وعليها من الخلف رسمة العربة الفارسية والمحارب العتيد وركاب السيارة أربعة إثنان في المقدمة، شاب خلف المقود وفي معصم يده اليمنى بلاك ضخم من الذهب، يعب الدنهيل اللايت ويتحدث باللهجة العراقية، وعلى يمينه ستيني بعينين تائهتين وشعر خفيف كشعر المسؤولين، لا يحتوي على شعرة بيضاء تعوَّد ان يتحدث بشفتين مقلوبتين، حيث كان وتعود أن يركب ولا يقود ولأنه في الخارج فلقد قدم تنازل واحد لا غير وهو التنازل عن امتياز الركوب في المقعد الخلفي والغريب أديب فنحن هنا في بلاد الشام.
وبقية ركاب السيارة هم اثنتين السيدة ويبدو أنها الزوجة زوجة المعلم: وهي تقف على الدرجة الثالثة ويدها اليمنى تفتح باب دكان الصياغة وجسدها نصفه خلف الباب ونصفه في الداخل ترتدي أساور ذهبية غريبة في اليدين وحتى الساعدين والصدر والأذنين، وفي قدمها اليمين خلخال وتنتعل نعل بلقيس المذهب وتضع الخواتم في أصابع قدميها وتدهن الأظافر بطلاء أحمر مذهب أيضاً كان مختزناً في أقبية برج بابل قبل سبي اليهود وقبل تجليات كتبتهم تتحدث بقرف مع صاحب محل الصياغة، ورغم جهلي بالموضوع فلقد استشعرت بأن هناك سجال يحدث باللهجتين العراقية والشامية تطور إلى مشاجرة، والرجل يدافع عن نفسه وهي تهاجم، ولا أعرف أن كانت العملية بيع أم شراء ولكن السيدة التي لم تتعود الغضب كانت تبدوا غاضبة والى أقصى الدرجات ولا أعلم إن كانت غابنة أو مغبونة ولكنها كانت لا تبدو أنها بخير، وكانت تهدد البائع باللهجة العراقية و بعبارة لم أحفظها ولكن معناها يفيد إلى ما يلي: (والله لو كنت عندنا في العراق لخلّي جوزي يوديك إلى مكان لا ينقذك منه إلاَّ الله).
لعلها لجأت هذه المرة إلى البيع وهو ما لم تألفه في حياتها التي أمضت معظمها في الشراء فتمت سرقتها بعد أن تلقت من الصائغ دروس في الوطنية، ومن خلفها خادمتها السيريلانكية الواقفة بوضع الاستعداد وهي كل ما تبقى لها من مرافقة زوجها الجالس في السيارة الإيرانية يعب الدنهيل اللايت مع من بقي له من سائقيه.
ومضيت قليلاً لأرى متسولة تتشح بوشاح الرافدين الأسود، جلست على الأرض تستجدي وهي غريبة اليد وغريبة اللسان تخجل برأسمالها، ورأسمال المتسول لسانه، فكانت تتسول بلسان من احتضنت بلادهم أكبر احتياطي نفط في العالم، وهي وشعبها تستطيع وببساطة الإنفاق على كل سكان المعمورة، و ها هي متروكة وصغارها على رصيف معتم في جرمانا العتيدة تلتقط ما لا يسد رمق أولادها.
وعلى عربية منهكة أيضاً تغذيها بطارية سيارة تم وضع سيديات منوعة تحوي كل شيء، ورفٌ خاص يتضمن كل أعمال المطربين العراقيين وأول هذه الأعمال مجموعة ناظم الغزالي الذي قتل غيلة لأن زوجته جميلة، دون أن نتأكد من صحة هذه المعلومة لندرة وسائط الاتصال وقتذاك، حيث لا حدود ولا مطار ولا مرفأ ولا إذاعة ولا تلفزيون ولا سفارة إلا الـ بي بي سي، اللاعب المتفرد على حلبة المصارعة.
وفي درج العربة الأيمن تقبع مسجلة سيارة ببفلات متعبة يخرج منها صوت إلهام المدفعي في أغنيته الشهيرة:
يا زارع بزر القروش ـ إزرع لنا حنة
وجمالنا غربن ـ وا ويلي ـ للشام وما جنَّ
ومحميلاتٍ داهاب ـ وا ويلي ـ وفوق الذهب حنة
جرحك يا قلب خزَّن ـ ولا تستشينا
يا زارع بزر القروش ـ إزرع لنا حنة
ومضيت قليلاً وقد بدأ التعثر، بالأرصفة المحطمة والمرقّعة والمتسخة وجرمانا عاصمة ريف دمشق ودمشق عاصمة الثقافة العربية، وساحة العباسيين معطلة منذ سنين طويلة والحفر ضارب أطنابه في أرجائها المتعبة، في معجزة هندسية لا تنتهي، فهمنا نهاياتها المتضمنة تخليد الخلفاء الذين أمضوا عهد مشرق البدايات مظلم النهايات مضى على النحو الذي تمضي إليه آمالنا.
في بداياته عزٌ ورفعة وفي نهاياته ذلٌ وانكسار، أبطال نهاياته أمضوا العمر في اللهو والمجون والمكائد حيث ثملوا أعين أشقائهم و اغتصبوا عروش آبائهم وبددوا ثروة الأمة وأفرغوا بيوت مال المسلمين على الموبقات والمكائد ولم يصرفوا دينار واحد على الجيش لأنهم صرفوا الجيش برمته، فاضطروا الى استقبال هولاكو وجحافل الغز بالصنوج والطبول والدفوف والمزاهر والمزامير والخشاخيش وبالناي والأعواد والراقصات، فضاعت بغداد وألقيت كتب الأمة وثقافتها وخلاصة حضارتها في دجلة والفرات ولم تقم لنا قائمة منذ ذاك اليوم، وبعد ذلك فهل يحق لهؤلاء ولأمثالهم أبسط أنواع التكريم.
ومضيت قليلاً ومطاعم الكص والدهن الحرّ، ومنتهى الآمال شطيرة من اللحم تشبه الفطيرة ورتل من الشباب والكل شطيرته بيده مختزلاً الحياة بشطيرة وشربة ماء من عبوة بيبسي بذل أصحابها الغالي والرخيص فيما سبق لاختراق أسواقنا، شربة ماء من عبوة بيبسي بلاستيكية كبيرة وفارغة كآمال الشباب وبلا غطاء احتوت ماء كلسية تدور على الجميع لتعود إلى المحل وتعبئ من جديد.
ويرن الخلوي ومفردات باللهجة العراقية والمتحدث علاء الدين يعرض بساط الريح للبيع وتذهب آماله أدراج الرياح... يريد المبادلة على أي شيء... والمتلقي في ساحة السيوف المشرعة...تخلى عن قصور ألف ليلة وليلة وتخلى عن شهرزاد وشهريار وشهر العار... وجاء يسعى للحصول على سقيفة مخالفة فوق دكان مخالفة أو ما يشبه الخان يتآوى فيه وأولاده وبقايا عائلته أو ما بقي منهم بعد المفخخات وبعد الإنتحاريين والانتحاريات ومراكب أبي ركال وفكر جهنم وما آل إليه المآل.
ومضيت قليلاً وبراد شاي خمير على عربة بعجلات منهكة وبلا أبواب وكبايات الشاي المترعة والكبار يضيِّفون الصغار سيجارة حمراء وقصور الحمراء تركناها هناك في الأندلس ترفد مواسمهم السياحية بملايين الدولارات واليورويات وأهل الخليج هناك وأهل جزيرة العرب هناك بل الجزيرة وجوارها بناسها وجمالها وسياراتها، وبيدهم أثمان بترولها وبترول الأمة، يبددونه هناك بلا حسيب ولا رقيب، فيغتني أهل البلد المضيافة وتمتلئ مصارف ماربيا ومالقا والمرية وقشطالة وبالانسيا ومدريد بأموال العرب، فيبنون المصانع وتدور في بلادهم عجلة الصناعة بعد دوران عجلة الزراعة وكل الفضل يعود لعجلة السياحة ونحن وقودها، ويصدِّرون لنا السيارات بأغلى الأثمان سيات وفورد وشيفروليه وترتع ميزانياتهم بالفائض ولا تحصد ميزانياتنا المنهكة أصلاً غير العجز والصدر للصدر والعجز للعجز.
وأمضي في طريقي محبطاً وتلك اللافتة الصفراء المشينة المثبتة في أماكن عدة وقد نسخت بالتناسخ وبدقة كإرثٍ ثقيل من عصر الظلمات عصر النرجيلة بالتركية أو الأركيلة بالمحكية كما يلي:
ألو أركيلة... الأركيلة في بيتك و في خدمتك والتوصيل مجاني وعند اتصالك بالأرقام التالية ستصلك أركيلة مع رأسين معسًّل حسب الطلب ومجمرة فحم وملقط ومبسم، الرأس الأول يلفّ بك الدنيا والرأس الثاني يطيح برأسك بعد رئتيك، ووزارة الصحة ومن خلفها الطب النووي وميزانية البلد في خدمتك... ألو أركيلة إتصل بنا الأركيلة علينا والسرطان عليك، ولا يجرؤ مسؤول واحد منذ عهد الاستقلال مروراً بعهد الإتحاد ثم الإنفصال والى اليوم على استصدار مرسوم أو قرار يمنع فيه المواطن من إجتراح السرطان وتكبيد ميزانية الدولة العبئ الهائل الناجم عن المعالجة بالاشعاع، ومسلَّمة منع الأطفال من اللعب... إخفاء اللعبة.
ومضيت قليلاً ومنطقة المطاعم والمعسًّل يعسِّل الأجواء، ويعسِّل السيارات الفخمة المتوقفة لغاية الرتل الثالث، وتتوقف السابا مباشرةً أمام سيارة أخرى متوقفة فيها شابان أقفل أحدهما الموبايل على عجل وخفَّضَ الثاني مصابيح السيارة، بعد أن لمح الغمازين في السابا وهما في وضعية الانطلاق، ونظر سائق السابا في المرآة وتحدث إلى مرافقه ببعض الكلمات، وأمر المرافق الفتاتين بالنزول ونزلت كل واحدة من بابها وفتحت الباب الخلفي المقابل لجهتها في السيارة الفارهة المتوقفة وتبادلت الفتاتين عبارات المجاملة على سبيل الهزء والدعابة والاستخفاف بما آلت إليه الأمور في المغترب، ودخلت كل واحدة في جهتها وتم إغلاق البابين وانطلقت السيارة الفارهة ولحقتها السابا ولحقتهما أعين الناس.
وهمس أحدهم بعبارة متهكمة تتحدث عن مشروعية تأمين بدلات إيجار البيوت في جرمانا بغض النظر عن الطريقة المتبعة، خاصة بعد أن تمت خصخصة بدلات الايجار فصعدت لتتجاوز الخمس وعشرون ألف دراخما يونانية من أجل شقة عادية وعلى السادة السياح من الاخوة العراقيين وعائلاتهم تأمين هذه المبالغ تحت طائلة قذف حاجياتهم الرثة إلى الشارع، وهذا هو الإيجار السياحي وعليك قبوله أو تحمل مشقة النوم في العراء، وأهلنا في العراق لم يعرفوا السياحة إلاَّ في الكتب، فلقد كانوا يسوحون في حرب عبثية حصدت الملايين تلاها إجتياح عبثي ثم تراجع عبثي ثم إحتلال مخطط وإفناء مخطط، وغابة أنابيب تبدأ من فوهات الآبار وتنتهي بناقلات النفط المتوقفة في ميناء البصرة، ونحن في صراعات مذهبية وعقائدية وحفلات جنائزية وخراب وطن ودمار أمة.
وفي ركن قصي خافت الإضاءة توقفت عربة متعبة يتصاعد من قدرها البخار تحوي على سطحها بعض الصحون البلاستيكية الفارغة وصحون أخرى صغيرة تحوي الملح والكمّون، وزجاجات تحوي مياه صفراء وضعت على سبيل الزينة وزبونين اثنين والبائع في ثياب رثة.
ونظرت من بعيد مستعيناً بحزم الضوء المتبقية فقرأت عبارة (لبلبي بغداد الحبيبة) وهي عبارة خطت على قطعة ورق سمراء التقطها صاحب العربة من مكان ما وشذبها ووضعها على جانب العربة الأمامي.
اقتربت أكثر وشعرت أن هذه الكلمة مألوفة بل ومعروفة وهي تركية الأصل لبلبي هي الكلمة المعربة لـِ ( لبلبو) التركية وهي حبة الحمّص، أو البليلة الشامية، وصرت بمحاذاة البائع وسمعت حشرجة مدخِّن وغناء حزين بنغمة الحسيني التي تفطر القلوب، وعبارات باللهجة العراقية اختلطت بأنين حزين، ربما تحدثت عن نخيل بغداد وبلحها الذي احرق وهو خَلال، وجيشها الذي أبيد في الصحراء والدبابات التي تم إذابتها بالمنضض والناس في داخلها والملاجئ التي قصفت فتحولت بمن فيها إلى أشلاء نجمت عن حفلة شواء عربيدية ماجنة، بكى الرجل وهو يذكر وداع الأحبة ووداع بغداد ووداع الأهل والولد والحبيبة.
والوحدة و هي حزمة العصي المجتمعة التي لن يقدر على ثنيها أحد والتي تفرقت الآن وبيعت في أسواق النخاسة واستبدلت بالتجزئة والوطن العربي لا يحتمل أية تجزئة فوق التجزئة التي فرضها سايكس وبيكو وخلفهم من هو خلفهم من آل صهيون.
ضعفنا أعاد حقب الاستعمار وكرهنا لبعضنا استوجب الاحتلال واستقدمه من مكامنه ومن مرحلة الثبات فاستيقظ في حضننا.
والحرية التي ضاعت، إلى درجة صرنا فيها نترحم على الأيام الخوالي بالرغم من أنها كانت معنونة بشطحات خيال صعبة التحقيق، لأن ما حدث اليوم يفوق كل وصف،فاليوم سَخِرَ الخيال من الحقيقة وتحول الوهم إلى واقع.
تعالوا لنتحد فوالله ما عرفنا الخزي إلاَّ بعد التفكك، الذي أورثنا العار.
أغنى بلاد العالم أذاقها التمزق ما أذاقها و تحول شعبها إلى فقراء، هائمون على وجوههم تائهون والغرب يبدد أموالهم ويحرق نفطهم ويسلبهم أرزاقهم وخيرات بلادهم ويبني مجده على دمائهم و رفاة أبنائهم، فهل سيقف الغرب وخلفهم من هو خلفهم عند هذا الحد ! وهل تصدقون ذلك؟
تعالوا الآن لنتحد فبلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان أو بغداذ وبغداذ أم الدنيا ودمشق مثلها والقاهرة ومعان ونجد ولبنان وتعز والقيروان، تعالوا لنتحد الآن قبل ضياع العراق وضياع ما يتلو العراق، تعالوا نتحد الآن لعلنا ننقذ العراق شمال ووسط وجنوب وننقذ بلاد الشام وجزيرة العرب ،وشمال افريقيا مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وساقية الذهب، لا للداي ولا للباي بل للوحدة لأن في الوحدة قوة وفي القوة تحرر وكرامة.
ونرجوا أن يأتي سريعاً وقبل فوات الآوان ذلك اليوم الذي نفهم فيه المعادلة حتى لا نخسر البقية الباقية من لبلبي بغداد الحبيبة فتنزل في حلوقنا سوداء متفحمة.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الارمني
دمشق 24/10/2007








http://www.ankawa.org/vshare/view/10418/god-bless

ما دام هناك في السماء من يحميني ليس هنا في الارض من يكسرني
ربي لا ادري ما تحمله لي الايام لكن ثقتي بانك معي تكفيني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,603190.0.html
ايميل ادارة منتدى الهجرةsound@ankawa.com