المحرر موضوع: الأقليات القومية والدينية في العراق بعد داعش ... الأفاق والمستقبل  (زيارة 2024 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأقليات القومية والدينية في العراق بعد داعش ... الأفاق والمستقبل
خوشــابا ســولاقا
بدءً ذي بدأ العراق يشكل فُسيفساء متنوع القوميات ولأديان والمذاهب من الناحية الديموغرافية ومتنوع من الناحية القبلية والعشائرية وغيرها من الخصوصيات على مستوى العراق الواحد وحتى على مستوى القومية الواحدة والدين الواحد مما يشكل تركيبة اجتماعية معقدة العلاقات الاجتماعية ومتناقضة ومتنافرة مع بعضها اجتماعياً بدرجة كبيرة في جوانب عديدة مما جعل التعايش فيما بينها تعايش هش قابل للأختراق من قبل الأعداء الطامعين في ظل هيمنة أنظمة سياسية تتسم بطابع الشوفينية القومية والدينية والمذهبية التي سادت في العراق خلال تاريخه الحديث ، وهذا ما جعل من المجتمع العراقي فريسة سهلة للفتك به في وقت ضعف سلطة الدولة المركزية المنبوذة من قبل القوميات المضطهدة وضعف سيادة القانون المنحاز للسلطة مقابل ارتفاع سقف العروض المغرية المقدمة من قبل الأغراب الأجانب ومن قبل دول الأقليم مقابل التعاون معها لسلب ثروات البلاد والتآمر عليه ومنعه من التقدم والتطور بذرائع تأمين الحماية تحت يافطات القومية والدين والمذهب من قبل هذا وذاك من الطامعين ، وهذه السياسة القائمة على مبدأ فرّق تَسُد شجعت وعمقت أسباب الخلافات والصراعات والحروب القومية والدينية والمذهبية بين مكونات الشعب العراقي وما حصل منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 الى اليوم خير دليل على ما نقول وكان ما حصل بعد سقوط النظام الدكتاتوري الشوفيني في عام 2003 النموذج الأبرز لتجليات تلك السياسة الحمقاء التي ظهرت بأبشع صورها في ممارسات دولة الخرافة الداعشية بحق المختلفين مع توجهاتها الأرهابية الأجرامية من كافة المكونات العراقية القومية والدينية والمذهبية من دون تمييز في المحافظات التي وقعت تحت سلطتها كانت نتيجة طبيعية وردة فعل طبيعية للسياسة الطائفية التي مارستها الحكومة الأتحادية بحق مكون معين ، ولكن كانت الضحية الكبرى بالنتيجة لكل ما جرى هي أبناء الأقليات القومية والدينية في تلك المناطق وتحديداً في محافظة نينوى مما سبب في نزوح وهروب وتشرد جماعي بالملايين في داخل أقليم كوردستان والمحافظات العراقية التي وفرت لهم الأمان وظروف معيشية بأدنى حدودها ، والقسم الأكبر منهم هاجر الى خارج العراق ، هذا كان واقع الحال في زمن سيطرة الأرهاب الداعشي .
محافظة نينوى حصراً تمثل النموذج المصغر للعراق من حيث التركيبة الديموغرافية قوميا ودينياً ومذهبياً من كل المكونات وحتى عشائرياً وقبلياً ، وهي في ذات الوقت تمثل الأرض التاريحية لسكان العراق الأصليين من الأقليات القومية والدينية كافة ، وقد عانت تلك الأقليات في الماضي والحاضر من الشيء الكثير من المظالم والاَضطهاد والتمييز القومي والديني والمذهبي ومن التفرقة في جميع مناحي الحياة على يد سلطات الأكثريات من العرب والكورد الشوفينية وتكللت هذه الممارسات في زمن داعش بالأبادة الجماعية " الجينوسايد " بأبشع صورها تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين الانسانية ، مما جعل أبناء تلك الأقليات القومية والدينية حساسة للغاية في مشاعرها للتعايش مع الآخرين من الشركاء في الوطن من الأكثريات من دون وجود ضمانات دولية توفر لهم الأمان للعيش والبقاء في مناطقهم التاريخية في محافظة نينوى المحررة حديثاً من طغيان داعش الأرهابي .
بعد تحرير مدينة الموصل وبعد أن يستكمل تحرير المحافظة بالكامل ظهرت وتظهر بجلاء في الأفق بوادر تشير الى احتمارت خطيرة تهدد بنشوب صراع سياسي حاد على الأرض قد يتخذ طابعاً دموياً وبالذات في المناطق التي تسكنها الأقليات القومية والدينية الأصيلة بين العرب والكورد لضم تلك المناطق الى مناطق نفوذهم السياسي ، وهنا سوف تكون الأقليات القومية والدينية بيضة القبان لحسم هذا الصراع لصالح طرف على حساب الطرف الآخر ، حيث  تبنى على موقفها المراهنات السياسية وبالتأكيد فإن أبناء الأقليات سوف تنحاز بحكم واقع ماضيها المرير وحاضرها الجريح الى من يضمن لهم حق تقرير المصير في إدارات ذاتية لممارسة كل حقوقهم القومية والثقافية والسياسية والدينة في ظل سلطة المواطنة الدستورية المدنية تتعاطى مع مواطنيها على أساس هوية المواطنة وليس على أساس هوية المكونات الخصوصية . لذلك نرى اليوم وعلى خلفية ما حصل للأقليات في زمن داعش وضعف الثقة بالشركاء في الوطن أن أبناء الأقليات تطالب بإدارات ذاتية لأدارة شؤونها في مناطقها تحت الحماية الأممية والدولية ضمن وحدة العراق جغرافياً وديموغرافياً ولا تحبذ أي شكل من أشكال الأستقلال أو الأنفصال عن جسد العراق الواحد . فمن سيفوز بولاء أبناء الأقليات ويكسب ثقتهم به ليعطوه كلمة المرور الى المستقبل العراقي ، العرب أم الكورد ؟؟ أم سيفرض الآخر الأجنبي الغريب إرادته على الجميع بإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية لمحافظة نبنوى كما يشاء بحسب أجنداته ؟؟ .
بعد تحرير محافظة نينوى وعلى ضوء المعطيات التي ذكرناه في أعلاه يتطلب الأمر من الحكومة العراقية الأتحادية في بغداد وحكومة الأقليم في أربيل العودة الى رشدهم الوطني والجلوس على طاولة الحوار الأخوي الديمقراطي لحل المشاكل العالقة لمنع نشوب أي صراع دموي في محافظة نينوى على الأرض لأن في هذا الصراع سيكون الجميع خاسرين ، ويكون ذلك فرصة ذهبية للطامعين في أرض العراق من دول الجوار للتدخل في الشأن العراقي بذرائع شتى ، مما يتطلب إجراء الآتي لوضع البلد على مساره الصحيح :- 
أولاً : تعديل الدستور بتطهيره من كل أدران الأثنية والدينية والطائفية والمحاصصة المقيته وجعلة دستوراً وطنياً مدنياً علمانياً بهوية وطنية عراقية خالٍ من الهويات الخصوصية يحترم الخصوصيات بعيدة عن السياسة ، وأن يتعامل مع المواطن العراقي على أساس المواطنة دون سواها .
ثانياً : أن يتضمن الدستور مواداً صريحة وواضحة لا لبس فيها بأن دولة العراق دولة مدنية لا دين ولا قومية ولا مذهب لها وهي حامية الجميع ، يعيشون فيها متساوين في الحقوق والواجبات والقانون فيها يكون الفيصل والمعيار في كل شيء .
ثالثاً : أن يتضمن الدستور مواد صريحة وواضحة يضمن لكل مكونات الشعب حقوقها القومية والدينية والمذهبية والسياسة والثقافية بالشكل الذي يحافظ على هويتها الخصوصية بما يتناسب مع وضعها وتواجدها الديموغرافي والجغرافي .
رابعاً : ان يتضمن الدستور مواد واضحة وصريحة في منح الفرص لتولي المواقع المسؤولة في دوائر وأجهزة الدولة بحسب المؤهلات العلمية والكفاءة المهنية والنزاهة والأخلاص في العمل والولاء الوطني ، على أساس المواطنة وليس على أساس الخصوصيات والمحسوبيات والمنسوبيات مع مراعاة مشاركة الجميع من دون تهميش أو أقصاء بقدر الأمكان بما في ذلك تولي رئاسة الجمهورية والبرلمان ورئاسة مجلس الوزراء ( أي بمعنى إلغاء المحاصصة ) وأن تكون نتائخ الأنتخابات هي الحاكم الفيصل وما يُعتد بها في تقرير ذلك .
خامساً : تغيير قانون الأنتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات على أن تكون أعضاء المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات من القضاة المهنيين المستقلين المعروفين بنزاهتم وولائهم الوطني يتم تعيينهم من قبل مجلس القضاء الأعلى بعيداً عن تدخل السلطة التنفيذية وفق معايير يتم وضعها من قبل خبراء قانونيين مختصين ويصادق عليها البرلمان .
سادساً : أن يتولى القضاء الأشراف بشكل مباشر على عملية الأنتخابات في التصويت وفرز النتائج وإعلانها من خلال وسائل الأعلام الرسمية بحضور ممثلي الأمم المتحدة لمنع حصول أي تلاعب أو تزوير في النتائج النهائية لاحقاً .
إن تنفيذ هذه المتطلبات سوف تؤمن شروط قيام دولة القانون والمؤسسات الدستورية وسوف تؤمن كل مستلزمات القضاء على الفساد الذي ينخر بجسد الدولة ، وسوف تؤمن الشروط الموضوعية للتعايش المجتمعي السلمي بين مكونات الشعب وبذلك سوف يقضي على كل أسباب الفرقة والتمييز والأقتتال بكل أشكاله ، وسوف تؤمن وحدة الوعي الوطني بالولاء للعراق ورص الصف الوطني في التصدي لكل التحديات والمؤآمرات على الوطن والشعب وتسد المنافذ بوجه كل متدخل أجني شرير ... هذا هو طريق الخلاص الوحيد للعراق والعراقيين لكي يعيشون موحدين بأمنٍ وأمان وسلام سويةً .

خوشـــابا ســـولاقا
25 / تموز / 2017 م       



غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ والصديق العزيز الاستاذ كاتبنا القدير خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
في مقالك هذا تناولت موضوعا في غاية الاهمية يمس حاضر ومستقبل شعبنا، ويا ريت كان قادتنا القوميين يحملون ذرة من الاخلاص ليدرسوا ويعاينوا حاضر ومستقبل شعبنا بعيدا عن احتكار المناصب والتنازع عليها، بصراحة مستقبل شعبنا غامض ومظلم وميؤس منه لان الغريب يفتك بنا ويهجرنا والمحسوبين علينا يلثون وراء المنصب ويتصارعون على بسط النفوذ ويتناحرون على كرسي مهتريء.... املنا في البقاء اصبح ضعيفا جدا لاننا فقدنا الامل بصورة نهائية.
بعد كل المآسي لا زلنا مفترقين ونسير متوازيين كي لا نلتقي.... تصور اعظم انجازاتهم المسيحيين كانت نزاع مسلح في سهل نينوى وعدم الاتفاق على ممثل  في اللجنة العليا للاستفتاء في الاقليم!!!! فكيف سيكون مستقبلنا؟

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخة الثرة بملاحظاتها النقدية بشأن الوضع القومي لأمتنا ودور القادة السياسيين لما تسمى بأحزابنا القومية الشبه الغائب بقراره المستقل عن فرض إرادة الآخرين عليهم واستقتالهم من أجل مناصب متهرئة كما وصفتموهم ونزيف الهجرة مستمر من أرض وطن الأجداد ومستقبلنا القومي غامض ومجهول المصير ، حقيقة كانت ملاحظاتكم في الصميم ولكن كما يقال " أَسمَعّتَ إن ناديتَ حياً ولكن لا حياة لمن تنادي " ..... ونكرر شكرنا لمروركم الدائم بما نكتبه ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ القدير اربي خوشابا سولاقا المحترم
تحية عطرة
في البداية اتوجه بالشكر العميق على ما تفضلت به في مقالك القيم، ودورك الفاعل والمتميز في اثارة لمثل هذه المواضيع الحساسة. لذلك اقول في الوطن لا يوجد فصل بين العقول النيرة التي تهدف لخلق مجتمع قوي ومتماسك وحالة التعايش السلمي بين الشعب الواحد والمواطنة الصحيحة، وبين العقول والضمائر الميتة والتي تسعى وراء خلق الفتن وزعزعة امل النهوض بالوطن والشعب الى مستويات ارقى، هذه الضمائر الفاسدة زرعت افكار الياس وعويل الضياع، مما ادى بنا الحال الى هذه الاوضاع المزرية التي نمر بها، ولا نعلم اين يتجه مصيرنا، ولكت رابي العزيز المشكلة تكمن فينا نحن كما نطلق ويطلق علينا كاقلية صغيرة لو كنا متمسكين ببعضنا بعض، اعتقد كان مشهدنا قد غير الكثير من التصورات والمفاهيم، لكن مع الاسف الشديد اصبحنا اليوم فئة صغيرة في الوطن وليس اقلية، وتقبل مروري ووجهة نظري والرب يرعاكك مع خالص محبتي
هنري سركيس

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ والصديق  مهندس الوطن الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
تحية ومحبة
رغم تواجدي خارج ولاية مشيكان الا أنني وجدت فرصة وسرقت  بعضاً من  وقت عائلتي كي أرد وباختصار على مقالتك الأنيقة  والفكرية والتي تحاول منها وبها إيجاد الحلول وإيقاف الشروخ في المجتمع العراقي المشلول   .
والتي عودتنا فيها على الصراحة .
سيدي الكريم انت تكتب عن الداء الذي يصيب العراق  كونك  تعرفه حيث تعيش في  وسطه   
ثم تكتب وتترشح وتاتي بوصفات طبية  وتقول هذا هو لكم الدواء

خمسة نقاط جميلة ومنطقية  .... لكن من تناجي 
هذا النقاط وكي تتحقق وتكون حقيقة
 يحتاج لها اناس وطنيين مثقفين  يدافعون ويكتبون عنها   في الصحف والمجلات والفضائيات وغيرها
كي تكون حقيقة
العراق بحاجة لثورة ثقافية وبحاجة لعقول مرنة شريفة مخلصة وأمينة على البلد
العراق بحاجة لمليون مخلص شريف مثل  خوشابا سولاقا وغيره  كي نبني ونعمل  .... لا نسرق ونهرب

سؤالي لك : كم في العراق من أمثالك ؟
تقبل محبتي يابرت تام

والبقية تأتي
جاني 

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم, تحيه طيبه
ما ذكرته في مقالك القيم هذا هو جزء مهم من العمليه السياسيه برمتها والذي يقع في جانب التنظير والتحليل السياسي البناء. ولكي تكتمل العمليه السياسيه بشكل صحيح, يجب ان يتم تطبيق الاسس التي ذكرتها وما ينطوي في هذا النهج من قبل الجانب التنفيذي مثل قيادات الاحزاب العامله والجهاز التنفيذي للدوله والجهات التشريعيه والقضائيه والرقابيه على الواقع الملموس. فبالعوده الى مجتمعنا العراقي بشكله العام وبالتحديد بعد سقوط النظام السابق* فأنه قد ثقلت كفة الميزان للجهات التنفيذيه من جهاز الحكومه والتشريعيين والقضائيين وقيادات الاحزاب واصحاب صنع القرار من الذين لا تتلائم هذه التوجهات الايجابيه مع مصالحها واجنداتها الخاصه بها على كفة الميزان للمخلصين, ولهذا السبب لم تأخذ العمليه السياسيه في العراق المنحى التقدمي.
مشكلتنا في العراق ليست في اننا ليس فينا من يعرف الطريق القويم ولكنها في من يقبل ان يمشي على هكذا طريق, لدينا مفكرين اخيار من جميع الاديان والاثنيات وينادون ويرفعون شعارات هادفه وبناءة ولكن كيف نجعل التيفيذيين (الحكومه والاحزاب والبرلمان والقضاء) يسير على نهجهم. ليس من داعي للاطاله فحضرتك سيد العارفين.
 
اعترف بجدارتك في تنظير وتحليل الامور السياسيه من منطلق مرتفع لتكون اراءك وافكارك نبراسا للاخرين. فشكرا لك لرفدنا بهذه الافكار التي تخدم الشعب العراقي بكل اثنياته وطوائفه وانتماءاته.
*(مازلنا نقول على نظام صدام حسين النظام السابق وكأننا نعترف ان الحكومات التي جاءت بعده لم تتأهل لتسمى نظام!)
مع الود والاحترام, اخوك نذار

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الطيب جان يلدا خوشابا المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب ذي القلم الجميل الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم

تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب تحياتنا الأخوية
بالنظر لكون مضمون مداخلاتكم متقارب على ما عرضناه في مقالنا وتجنباً للتكرار أرتأينا بالرد المشترك وكما هو أدناه راجينا منكم اعتذارنا على ذلك وهي إن دلت على شيء فهي تدل على وحدة أفكارنا ووجهات نظرنا حول الموضوع .
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم إطرائكم الرائع وكل ملاحظاتكم وتشخيصاتكم القيمة والثرة والتي أعتبرها أضافات مكملة لما عرضناه لوضع الأصبع على الجرح النازف للوطن ولأمتنا في ذات الوقت لكوننا جزء من الكل وما يعني الوطن يعنينا حتماً .
أصدقائنا الأعزاء .... كل المجتمعات المتقدمة نهضت بفعل أفكار النُخبة من المفكرين والفلاسفة والكتاب والمثقفين الذين كانت مهمتهم دائماً تشخيص الأمراض الفكرية والاجتماعية والأقتصادية والسياسية وتناقضاتها في المجتمع ونقدها وطرح المعالجات كأفكار وهنا بإعتقادنا المتواضع تنتهي مهمة هذه النخب وتبدأ مهمة النخب السياسية والشعب نفسه في تحويل تلك الأفكار الى صيغ عملية والعمل على تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع من خلال تشكيل تنظيمات وأحزاب سياسية ومؤسسات مهنية ومنظمات المجتمع المدني وتبقى النخب الفكرية المنظرة تراقب وتشاهد عن كثب وتنتقد الأخطاء لتعالج الأنحرافات وتصحيح المسارات ، شعوب هذه البلدان فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق هذه الصيغة كنخب وكسياسيين بسبب الولاءآت المنحرفة ، حيث أن طبيعة هذه المجتمعات قائمة على الولاء للدين أولاً وللقبيلة والعشيرة ثانياً وانعدام الولاء الحقيقي بمفهومه المعصر للوطن والهوية الوطنية ولذلك عاشت في دوامة الأقتتال والحروب العبثية الداخلية كما نشاهدها اليوم . وذلك كانت هذه الأمم والشعوب طيلة تاريخها الحديث لقمة سائغة وسهلة للمتربصين بها من الأعداء لأستغلالها أبشع استغلال على أساس تلك الولاءآت البالية والمتخلفة ، هذه الشعوب وهذه الأمم لا يهمها من يكون العدو بل يهمها بالدرجة الأساس ما هو دينه أو قبيلته وهكذا !!! ، ولذلك فإن إصلاح هذه المجتمعات يأتي من خلال تغيير أولويات ولاءآتها الفكرية والثقافية والاجتماعية من الولاء للخصوصيات الى الولاء للوطن والهوية الوطنية وهذه العملية تحتاج الى إحداث ثورة فكرية ثقافية اجتماعية في بنية المجتمع الفوقية .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا _ بغداد   

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
أستاذ خوشابا المحترم : لقد كتبت كلمة اليوم واذا قراتها ستصل الى النتيجة التي طالبت بها حضرتك في كلمتك هذه ! هههههههههههه
سيدي الكريم كلامك راءع ولكن الوصول اليه يجب البدا من نقطة الصفر وتعلم كم عانينا ولم نتقدم سنتمتر واحد تجاه تلك النقطة !!
اخي العزيز : هناك بلاوي ومعوقات ومطبات من الصعب تجاوزها للوصول الى تلك المطالَب .
نحتاج الى توعية الشعب توعية كاملة للوصول الى تلك النقطة .
صادقا سوف لا تحصل على اي نقطة من التي ذكرتها قبل البدا بنقطة الصفر . تحية وتقدير

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكاتب الساخر الرائع الأستاذ نيسان سمو االى الأخ والصديق العزيز لهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أولاً شكراً على مروركم الكريم بمقالنا  بتلك المداخة الرائعة ودعوتكم لنا للمرور بمقالكم هذا لغرض معرفة نقطة البداية للبدء بالأصلاح قبل أن نطالب بما طالبنا به من النقاط الستة في مقالنا .... وها نحن قد مرينا بمقالكم ولكنكم لم تحددوا أين هي تلك النقطة المفقودة غير تلميحكم إليها بنوع من الضبابية الساخرة كعادتكم دون أن تذكرونها بالأسم وبالتحديد وكما تقولون نقطة ورأس السطر ! .
لقد قال السيد المسيح لبطرس الرسول كما سمعناها منذ نعومة أظفارنا من القسان في الكنيسة ومن قِبل كل المُتثرثرين المدعين بالتدين المسيحاني " أنك الصخرة التي عليها أبني كنيستي ما تحله في الأرض محلول في السماء وما تربطه في الأرض مربوط في السماء "... هذا التخويل بمعناه السياسي المعاصر أن السيد المسيح قد خول كل صلاحياته التي منحها له الأب الى الرسول بطرس ( شمعون كيبا ) وأصبح بذلك بطرس الرسول ومن يخلفه لاحقاً على رأس الكنيسة هو بمثابة السيد المسيح ذاته أليس الأمر كذلك ضمن النظام الأبوي الثيوقراطي المعتمد في الكنيسة يا أخي العزيز نيسان أم أنا غلطان ؟؟... فليسمع المجتمعين الروحانيين بكل درجاتهم في أورشليم ( مدينة السلام ) اليوم أن السيد المسيح قال أبني كنيستي ( يعني كنيسة واحدة وليس كنائس بعدد ذرات الرمل على الشاطئ ) . هؤلاء ومَنْ قبلهم من الرُعاة منذ أفسس سنة 431 م وما قبلها وبعدها حاولوا واستقتلوا لتطبيق كل ما قاله السيد المسيح بحسب الأناجيل الأربعة برأس القطيع من البشر من أتباع كنائس المسيح وليس كنيسته الواحدة كما يصفون العلاقة بين رجل الدين والأتباع ( الراعي والقطيع ) باستثناء هذا القول الذي نعتبره نحن شخصياً أهم ما قاله السيد المسيح بصدد المحافظة على وحدة كنيسته الأيمانية وهو بمثابة دستور لتنظيم العائلة المسيحية في حل كل خلافاتها الآخرى بما في ذلك تعين رئيس بلدة ألقوش !!! بعد عشرين قرناً وبضعة سنوات لماذا تعددت الكنائس بخلاف توصية المسيح ؟ ماذا سيكون حكمه يوم الحساب أمام الأب بحق من تولوا منصب بطرس الرسول من بعده !! ؟؟ .... هل وفقنا في معرفة نقطة البداية المفقودة في المسلسل الهزلي هذا ؟؟ ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد