المحرر موضوع: الاصول العريقة لمدينة الموصل  (زيارة 2002 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فؤاد قزانجي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 40
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاصول العريقة لمدينة الموصل
                                           
استاذ /فؤاد يوسف قزانجي

ورثت مدينة الموصل ،تراثا  رافدينيا قديما وتراثا سريانيا عراقيا اصيلا. حيث قامت على ارضها مدينة نينوى   عاصمة الامبراطورية  الاشورية التي احتلت منطقة الهلال الخصيب  ومصر بين القرن التاسع  والقرن السابع قبل الميلاد  حيث بنيت فيها عدة قصور ومباني ومعابد بالاضافة الى سور وبوابات ضخمة تحرسها الثيران المجنحة ،بدلا من دور- شاروكين او كلخو .  ثم سقطت نينوى عاصمة الشرق نهائيا ودمرت في عام612 قبل الميلاد.
في القرن الرابع ق.م. ، ذكر المؤرخ زينفون المرافق لحملة (العشرة الاف مقاتل اغريقي) انه وصل الى موضع في شمال العراق سماه (مسبيلا) Muspile او مشبيلا. ومن المعتقد ان هذا الاسم ماخوذ من الكلمة الاشورية
مشبالو التي تعني المدينة الخربة (نينوى) اذ كان قد اصلح بعض ابنيتها الاسكندر الكبير،كما سكنها الفرثيون فترة من الزمن.(1)
في العصر الفارسي-السرياني بين القرن الاول والقرن السابع للميلادى، تكونت ثلاث بلدات في محيط نينوى : منها واحدة  نشأت حول بقايا احد الحصون الاشورية القديمة (تل قليعات) واصبحت  بلدة زراعية تقع على الجانب الغربي من دجلة وسميت البلدة بالسريانية (حصنا عبرايا)  اي الحصن العبوري حيث كان يقتضي من السكان عبور نهر دجلة اليها. ويضيف  الاستاذ سمير بشير حديد :”انتقل التجمع السكاني بعد دمار نينوى الى الطرف الثاني من نهر دجلة وهو مكان اكثر تحصينا لوقوعه في منطقة مرتفعة محاطة بالنهر عرفت (عبوريا) ،، . كما قامت بلدة ثانية  باسم نينوى مجاورة الى تل النبي يونان الذي بني عليه دير يونان النبي ، وتوسعت لتشمل بيوتا حول الدير .وتذكر التواريخ ا لسريانية انه في القرن السادس اقيم ديرالنبي يونان بن متى على تلة اثرية، وفي عام 555 كانت بلدة نينوى مقر اسقف نينوى مار حنانيشوع الجاثليق  .اذ صارت بلدة نينوى اسقفية تابعة لمطرانية اثور اوحدياب.  وفي هذا القرن بنى  الساسانيون قرب قرية نينوى ابنية للحاكم الاداري وبعض البيوت  واطلقوا على البلدة الجديدة :  ( ناو-اردشير )  .
حينما استولى على العراق المسلمون  بعد عام 638 سميت بلدة ناو-اردشير  بالموصل . وصار  اسقف ناو-اردشير وهو اسحق باسم اسقف نينوى ، وكان مركزه في دير مار يونان النبي، فوق التل (2) .ولعد مجيئ المسلمين ،قاموا ببناء جامع صغير بجواره في هذه الفترة ، وبعد توسعة الجامع سنة 985، شملت بقايا الدير.  وفي عام 1349 وجدت  فيه بقايا رفاة البطريرك حنانيشوع ، وصار الجامع يعرف بمرقد النبي يونس .(الباحث المتميز الاب البير ابونا معلقا في كتاب الرؤساء).
اما البلدة المسيحية الاخرى التي كانت  قريبة من (ناو-اردشير )، فهي مدينة سريانية تدعى حداذا ، سرعان ما تصفح اسمها الى حديثا . وكان الفرس يسمونها (ناوكرد). كانت تقع على الضفة الشرقية لدجلة وتبعد اربعة كيلومترات عن نينوى. وصارت مركزا اسقفيا قبل مجيئ المسلمين وذلك في عام 570 . ضمت كنيستان : احدهما دعيت (يزدين)  والاخرى سميت بالكنيسة الكبيرة.
كان (ايشوع ياو) اسقفا  على بلدة نينوى في بداية القرن السابع ، ثم اصبح رئيسا لاساقفة اربيل وحزا حيث اقام هناك  مدرسة قبلانا. وحل محله بعد الاستيلاء على ناو اردشير،  المطران (عمة) عام 638 .(3) 
 استمرت هذه الاسقفية حتى ابطلها يشوع بر نون اسقف نينوى وذلك في سنة 820. وذكر توما المرجي وسليمان الصائغ انه حتى بداية القرن التاسع،  كان في البلدات التي اصبحت تسمى الموصل،العديد من المدارس السريانية من بينها مدرسة دير مار جبرائيل المعروف بالدير الاعلى على نهر دجلة جوار حصنا عبرايا (باشطابية) ، واخرى في دير مار ميخائيل،ومدرسة في دير يونان (يونس النبي بن متى )، ومدرسة مار ايليا الحيري في الغرب، وكانت هذه المدارس تعلم مختلف العلوم واللاهوت واللغات.
ورد في التاريخ السعردي، ان المسيحيين من الارثوذكس التجأ وا الى نينوى هربا من الملك الروماني يوليانس الجاحد(359- 363). وكان معظمهم قد قدموا من مدينة آمد (ديار بكر). وفي نهاية القرن الرابع  تم تشييد دير مار متى او دير الشيخ متى على جبل الفاف (مقلوب). وصار الديركرسيا اسقفيا للكنيسة الارثذوكسية ثم كرسيا مطرانيا في الربع الاخير من المئة الخامسة للميلاد. واول اساقفته مار بر سهدا الذي استشهد سنة 480.
اعقب ذلك اقامة كنائس واديرة اخرى مثل ديرماربهنام الشهيد الذي يعتقد انه اقيم في اواخر المئة الخامسة، وهومن اقدم القديسين العراقيين، لعله استشهد واخته سارة في الاضطهاد الاربعيني مع الاف الشهداء في الفترة (339- 379). (3)
 في عام 570 شيد الراهب النسطوري ايشوعياب بر قسري في بلدة حصنا عبرايا، كنيسة كبيرة وديرا كما ورد في التاريخ السعردي ايضا، واصبح دير ايشوعياب يعرف بكنيسة مار اشعيا .
وكانت مجموعة البلدات: حصنا عبرايا ونينوى وحديثا  قد سميت ، كما ذكرنا  مدينة (نو- اردشير) او (ناو- اردشير) من قبل الملك كسرى الثاني ابرويز(590- 628). والمعتقد ان تعبير ناو قد يحمل  في طياته اشارة الى اسم نينوى . وخلال المعارك العديدة التي دارت قرب مدينة ناو- اردشير بين الفرس والرومان خاصة في عام 627 حيث تم دحر كسرى الثاني من قبل الامبراطور هرقل، وتحولت المد ينة الى مركز روماني ، وكانت تابعة لادارة القائد انتيوخس حاكم تكريت، لبضعة سنوات ثم انسحب منها الجيش الروماني.(4).
اما استيلاء المسلمين على بلدة  ناو- اردشير التي اسماها المسلمون الموصل، فقد رواها بايجاز البلداني احمد بن يحيى البلاذري على النحو التالي:
 انه قدم عتبة بن فرقد السلمي يقود جيشا للاستيلاء على الموصل  المدينة  المسيحية في (441هجرية .” فقاتله الفرس ، فاخذ حصنها عنوة، وعبر دجلة فصالحه اهل الحصن الاخر، ووجد بالمدينة  ديارات فصالحه اهلها على الجزية ثم فتح المرج وقراه، وارض باهذرا (دهوك) ثم استولى على باعذرا والحنانة والمعلة ؟ ودامير؟ وجميع معاقل الاكراد، ثم اتى بانعاثا من حزا ففتحها. وكان فيها بيع للنصارى ومنازل عند تلك البيع، ومحلة لليهود . وربما كان الاسقف النسطوري قد قدم لجيش المسلمين الميرة والتموين ، او ساعدهم في دخول مدينة  ناو اردشير. وبعد فترة من استحواذهم ، شاع  اسم الموصل بينهم لانها كانت توصل مابين العراق والجزيرة. وهكذا اصبحت بلدة الموصل تدريجيا بلدة اسلامية خلا البلدات والقرى حول الموصل التي بقيت مسيحية معظمها من اصول ارامية او كلدية . وفي عهد الخليفة مروان بن الحكم فرشت شوارع المدينة بالحصى من قبل ابن التليد الذي كان صاحب شرطة الخليفة والذي عينه واليا على الموصل والجزيرة وارمينيا واذربيجان”(5) .
  وكانت معظم سكان مركز نينوى من مجموعة القبائل العربية التي هاجرت الى العراق منذ القرن الثالث  للميلاد حينما تكونت مملكة الحيرة او المناذرة التي زال ملكها وتشتت اهلها في بداية القرن السابع للميلاد.
ثم اتسعت المدينة  لتشمل قرى اخرى. وكان في الموصل مدارس عدة لتعليم الثقافة السريانية من بينها مدرسة دير مار جبرائيل المعروف بالدير الاعلى، ومدرسة دير مار ميخائيل، ومدرسة دير يونان بن متى ، ومدرسة دير مار ايليا الحيري. وقد اكد توما المرجي ان مدينة الموصل ونواحيها ضمت العديد من المدارس السريانية. (6)
وقد تم تعيين مارن عمة جاثليقا على كنيسة المشرق في عام 647 بالرغم من كبر سنه، اذ ادعى البعض ان اصدقاءه العرب قد عملوا على تعيينه اعترافا منهم بالخدمات التي قدمها عند استيلائهم على الموصل، اذ كان قد زودهم بالمؤن الضرورية (7). واول اسقف سمي باسقف الموصل بدلا من اسقف نينوى، كان ايشو عياب الثالث
الحديابي الذي اصبح بطريكا على  كنيسة المشرق وذلك في عام 649 . وهذا دليل واضح ان اسم الموصل لم يكن معروفا قبل  القرن السابع .
وصارت الموصل في عهد مروان الثاني اخر خلفاء بني امية، قاعدة اقليم الجزيرة وبنى فيها الجامع العتيق
وتم تسوية طرقها،  وبنى حولها سورا، كما نصب لها جسرا وشيد لها قلعة لتحميها. وصارت عاصمة دويلة الحمدانيين خلال القرنين العاشر والحادي عشر، والتي ضمت اراضي الموصل والجزيرة ومدينة حلب. وقد بنى فيها نور الدين محمود جامعا اخرا صار حوله سوق المدينة. وقد اشتهرت الموصل بمنسوجاتها المسماة بالموسلين الذي وصلت شهرته الى اوربا، كما عرفت باستخدام المعادن . وكانت الموصل وما زالت مركزا زراعيا عراقيا مهما لزراعة الحنطة والشعيروالخضر والفاكهة. وفيها افضل انواع الرقي (البطيخ) في المشرق، وكذلك عرفت بانتاج السمن والسماق  والفحم.
احتلها المغول بعد احتلال هولاكو لبغداد في عام 1258. ثم احتلها العثمانيون في عام 1514.ومن الجديربالذكران اول مطران على بابل قد اقيم، كان عمانوئيل الكرملي وذلك في سنة 1642ببغداد . ومنذ ذلك الحين دخلت المسيحية في العراق عامة وفي الموصل بخاصة في طور التلاحم عندما توحدت تحت ظل الفكر الكاثوليكي  وتخلصت من الافكار النسطورية . كانت الموصل قد دافعت الموصل عن نفسها ببسالة ضد غزوة نادر شاه لها، و كان المسيحيون قد ساهموا بدورهم ضد الغزو الفارسي، فكافئهم والي الموصل حسين باشا الجليلي، بعد فشل الغزو، باستحصال موافقة الباب العالي على تجديد كنائس الولاية !
كان لتأسيس الرهبانية الدومنيكانية في الموصل سنة 1750 اثر كبير على المسيحيين عموما والكاثوليك خصوصا، وكانت كتبهم الثقافية والدينية، لها تاثيرها وخصوصا عندما جلبوا مطبعة لهم باللغة العربية، فكانت اول الغيث الثقافي الى العراق الذي كان ينحدر ثقافيا ، وذلك منذ كتابات غريغوريوس ابن العبري في القرن الثالث عشر. ولعل اول مطرانية كاثوليكية في الموصل،قد قامت في بداية القرن الثامن عشر.واستمرالنسطوريون يتحولون الى الكاثوليكية،حتى لم يبق منهم  منذ القرن التاسع عشر الا بعض الاشوريين .
وقد عانت الموصل من ويلات المجاعة منها المجاعة التي حدثت في عام 1878 حيث اكل الناس خلالها الخيل والحميروغيرها.
يدين المثقفون المسيحيون في الموصل الى المدرسة الثانوية للباترية التي تاسست في مفتتح القرن العشرين التي درس فيها الجيل الاول من المثقفين المشرقيين ، اللذين ساهموا في نهضة العراق الحديث امثال روفائيل بطي ورزوق غنام و الدكتور(الطبيب) العراقي  الاول حنا خياط وغيرهم . وقد حدثت في الموصل  مجاعة اخرى في نهاية الحرب العالمية الاولى وذلك في 1917- 1918 حينما انسحب الجيش التركي من الموصل واخذ معه جميع ما موجود من الحنطة والشعير المخزون في الموصل.
يذكر بعض المؤرخين العرب ان الموصل كانت مدينة اسطورية تعود الى راوند بن بوراسب اجداهاك ، وبحسب رواية اخرى ان اسمها القديم خولان . ويذكر ابن الاثير ان الموصل اخذت مكان نينوى حينما ازدهرت فيها المسيحية في القرن الثاني للميلاد . وكان الربان ايشو-يهبا بر كسرا حوالي 570 قد اقام ديرا على الجانب الغربي من دجلة مقابل بلدة نينوى، و هوموقع مار-ايشعيا. اما الكاتب المشرقي ابن بهلول فقد ذكر ان  اسمها كان ( بي-هرمز-كواذ) ، وكانت تابعة الى اسقفية حدياب اي اربيل منذ عام  554. واشار الباحث كويدي انه ورد في التواريخ السريانية انها كانت تسمى حصنا عبرايا حيث تطورت الى بلدة واسعة بعد ان اقام الملك خسرو الثاني فيها ابنية جديدة. وفي منتصف القرن السادس كما تكونت في دير مار متي اسقفية ارثوذكسية ايضا  كما ذكرنا بعد مجيئ المسلمين واستيلائهم على مدينة تغريث .
 وذكر المؤرخ الاسلامي  المقدسي : ان النبي يونس الذي  اراد ان يهدي اهل نينوى ،ولذلك فقد تم بناء على الموضع جامعا وخانا لاستقبال الذين يحجون الى قبره . وكان الموضع بالحقيقة هو  بقايا دير يونان النبي ! الذي عني به المسيحيون .
  يشكل العرب حاليا غالبية السكان في هذه المدينة يتبعهم المسيحيون ثم اليزيدية . تعد الموصل احدى المواطن المشرقية المسيحية في المشرق او الهلال الخصيب  لانها تحف بالقرى والبلدات المسيحية شانها شان حلب وبيروت وبيت لحم وغيرها.
تعتبر الموصل ثالث مدينة عراقية في الاهمية بعد بغداد والبصرة، وثاني مدينة في عدد السكان . وتبعد عن بغداد حوالي 450 كم، وهي مركز محافظة نينوى، وتضم جامعة وعدة كليات ومعاهد ومراكز حضارية وبقايا مدن تاريخية مثل نينوى واشور وكلخو (نمرود) ودور- شاروكين (خورسباد) وتربيصو وشيبانيبا وبلاوات وغيرها. وهناك بلدات مسيحية عديدة تابعة للموصل، قامت منذ العصر الفارسي- المسيحي (225- 637)، وتقع في شرقها وفي شمالها بلدات عدة من اهمها بخديدا (قره قوش) والقوش وتلكيفا وبرطلى وبطنايا وبعشيقة وكرمليس، بالاضافة الى العديد من الاديرة والكنائس.
 ويذكر ان الموصل عانت من العنت  ومن الارهاب الذي طال كنائسها ورجال الدين وبيوت المسيحيين منذ عام 2003 . ومنذ عام 2014 وحتى الان يعيش اهل الموصل  في محنة ، انتهت بفاجعة مروعة لاهلها مسيحيين ومسلمين ويزيدية في ما يسمى دولة الخلافة الاسلامية (داعش ) والقصة لم تنتهي بعد !؟



المصادر
1- لسترنج ،غي. بلدان الخلافة الاسلامية، ترجمة وتحرير بشير فرنسيس وكوركيس عواد. بغداد: مطبعة الرابطة،1954
2- عواد، كوركيس وسركيس، يعقوب. اصول اسماء مدن وقرى عراقية. لندن، دار الوراق للنشر، 2009   ص(126).
3- فييه، جان. آشور المسيحية .يغداد ،منشورات مجلة الفكر المسيحي .الجزأ الاول، ص 82-83 .
4- الحموي، شهاب الدين ابي عبدالله (ت.1224م) معجم البلدان.بيروت: المجلد الرابع (ص339- 340)
 5-  البلاذري، احمد بن يحيى. فتوح البلدان. ص 352- 355 ج1 .
  6- قاشا،سهيل. مسيحو العراق. لندن:دار الوراق،2009 ص 44، 60 ويقول الباحث الاب قاشا ان مار امه من اهل ارزن وكان اصلا مطرانا على مدينة جنديسابورالتي كان فيها الكثير من السريان من ذوي الاصول الارامية.
7- موسوعة الاسلام .الجزء السادس. ص898-902 بالانكليزية
8- قزانجي ،فؤاد يوسف . تاريخ الثقافة السريانية . اربيل : مديرية الثقافة السريانية ،2013 .
9-فؤاد  قزانجي واخرون . المدن والقرى المسيحية في العراق . مقالات مجلة الفكر المسيحي . بغداد ، مجلة الفكر المسيحي ص 136-312



غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد الكاتب فؤاد قزانجي المحترم
تحية وبعد

في الحقيقة احييك جدا لابداعك و تدوينك لتراث وتاريخ شعبنا في هذه المدينة التي أسستها الإمبراطورية الاشورية وبناها شعبنا من الاشورين الكلدان السريان وتواصلت الى يوم سقوطها بيد الساقطين
هناك ملاحظة في مستهل المقال الشيق
(ورثت مدينة الموصل ،تراثا  رافدينيا قديما وتراثا سريانيا عراقيا اصيلا. حيث قامت على ارضها مدينة نينوى   عاصمة الامبراطورية  الاشورية التي احتلت منطقة الهلال الخصيب  ومصر بين القرن التاسع  والقرن السابع قبل الميلاد  حيث بنيت فيها عدة قصور ومباني ومعابد بالاضافة الى سور وبوابات ضخمة تحرسها الثيران المجنحة ،بدلا من دور- شاروكين او كلخو .  ثم سقطت نينوى عاصمة الشرق نهائيا ودمرت في عام612 قبل الميلاد)
انا أتصور ان الموصل ورثت تراثا رافيدينيا قديما اسمه التراث الاشوري وليس السرياني لانه ليس للسريان حضارة وتاريخ مدون ومسجل ومعترف به او شواهد تاريخية سواء موقعية مكتشفة او مشار اليها في التاريخ وان السريان ليسوا الا قوما اشوريا ولا يوجد في التاريخ او لربما اذا اعتمدنا على كتاب العهد القديم وتاريخ العراق القديم ليس هناك ذكر لقوم اسمه السريان.
لذا لا ينبغي ان نقول الا انهم ورثوا تراثا اشوريا للأسباب التي ورد ذكرها   

أتمنى ان تتحفني برايك حول ملاحظتي
تحيتي واحترامي


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي فؤاد قزانجي
شلاما

نحترم ثقافتك التاريخية ، ولكن وكما نوه رابي وليد حنا ، فأنا استغربت أيضا بادعاء بان السريانية ، هي قومية كما يفهم من كلامك
واعتقد انت تعرف جيدا بان هذة الكلمة دخلت العراق في القرن العاشر الميلادي وهي تسمية لغة وليست اسم قومي
وأدناه مصادر تاريخية
اولا : ان المطران يوسف داود في كتابه اللمعة الشهية ص47 يقول ان السريان الشرقيين هم من ابناء اشور
ثانيا : من كتاب نصارى العراق نجد ان كلمةالسريان باللاتينية واليونانية تعنى اهل الشام
ثالثا : من كتاب قرقرش نجد ان السريانية لم تنتشر الا مع اليعاقبة وجاءت الى قرقرش بعد نهاية القرن العاشر
رابعا : من كتاب ذخيرة الاذهان نقرا ان لفظ سواريا ماخوذة بلا شك من اشورايا
خامسا : من كتاب اللمعة الشهية نجد ان اسم السريانية لم يكن الا اختصارا لكلمة اشورية
سادسا : من كتاب ادي شير كلدو واثور ج2 نجد ان السريان اليعاقبة اصلهم كلدان اثوريون جنسا ولغة وان اسم السريان هو يوناني خارجي اطلق غلطا وزورا عليهم
وهذة مصادر عديدة تثبت بان هذا المصطلح هو لغوي وليس اسم لقوم
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,805963.0.html

غير متصل بهنام موسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 157
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ فؤاد قزانجي المحترم
تحية المحبه
اقتباس
كلمة السريانية دخلت العراق القرن العاشر

مخطوطان من القرن السادس لاباء سريانيين شرقين الاول امة سريانية وشعب سرياني ولغة سريانية والثاني حتى الله جعلوه سرياني
لدينا قبل هذا التاريخ ايضا
نتمنى تقديم اعتذار لمن يدعي انه مثقف
إن الأصل في تسمية أي شعب هو ما يُسمِّي نفسه في لغته، وشعبنا لم يُطلق على نفسه يوما بلغته تسمية آشوري، أعطوني كتاباً واحداً، مصدراً واحداً، مخطوط واحد، وريقة واحدة، بل جملة واحدة تُسمِّي هذا الشعب آشوري، أعطوني قاموساً واحداً أو كتاباً وقاعديا واحداً يتضمن هذا التنسيب الذي تبدعونه، أعطوني إنساناً واحداً عِبرَ آلاف السنين لقب نفسه آشوري
المهندس عمانؤيل بيتو يوخنا، كاهن الكنيسة السريانية الشرقية (الآشورية حديثاً)

نتمنى   الاجابة على سوال الكاهن هناك مرة واحدة وردت كلمة شعب  وامة كلدانية او اشورية يطلقها على القوم على انفسهم





الشماس بهنام موسى


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الشماس بهنام موسى
تحية

 للقومية ضوابط محددة واسس منها اللغة وليست كلها اللغة فالسريان جلهم لا يتكلمون السريانية و قالها بطريرك السريان الراحل رحه الله بعظم لسانه من انهم ينتمون للعرب ولذا ترى ان احدهم يفتخر جدا جدا من ان السريان هم من (ال البيت)
هذا بالإضافة الى الأرض والحضارة والتاريخ والعادات والتقاليد وأخيرا الدين
كم مرة سالت وأتمنى ان بجيب احدهم بالدليل هل هناك عبر التاريخ خضارة اسمها السريانية ولماذا يحاول دائما البعض الذين محسوبون على السريان الطعن بالكلدان الاشورين والانتقاص منهم فهل هذا سيخلق للسريان حضارة وموقع تاريخي؟
لا احد يطعن بالسريان ولكن جل السريان حاقدين حقدا اسودا علي الاشورين الكلدان لربما حتى على السريان لو قالوا ان السريان من أصول اشورية كل هذا الحقد لا يبرر ان ليس للسريان حضارة ما لم يوجد ويقترن بادلة تاريخية واضحة وليس مجرد كلام يكتب هنا وهناك
احترامي

غير متصل بهنام موسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 157
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السادة القراء الكرام
ننتظر الاعتذار
شخص يدعي انه مثقف وفي كل قصة عنده حصة وينتقل ويقفز بين المواقع بالتعليقات الانترنيتية والمهم هذا الشخص يقول

كلمة السريان دخلت العراق القرن العاشر ونحن اتينا له ومن داخل كنيسته من القرن السادس السريان امة وشعب ولغة
اليس المفروض ان يعتذر ان كان مثقفا ام ان هذه الامة مبينة على خداع شعبها

نشكر الاستاذ الكبير فواد قزانجي على المقال الجميل ولدينا ملاحظة
اسم مدينة نينوى سومري ومدينة الموصل آخر مدينة عراقية دخلتها المسيحية في القرن السادس الميلادي وعند دخول المسلمين كانت قرية صغيرة محلتان فقط وطول عمر ابرشية الموصل خاضعة لاربيل الى العصور الحديثة واسم حصنا عبريا يعني حصن اليهود


http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?p=1281933#post1281933
الشماس بهنام موسى

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما
المثل يقول وجنت على نفسها ،،،،

فقصاصات الورق التي  يعتمد عليها البعض تثبت بجلاء ما نقول
فما أتى به هو كلمة سورايا وامتا سوريتا بلغتنا
وشتان بين سورايا  وامتا سوريتا  والسريان والامة السريانية
لان سورايا مشتقة من أشورايا
ولا يمكن اعتبار سورايا بأنها السريان
كما  ان امتنا  سورايتا لا يمكن اعتبارها  بأنها الأمة السريانية
هذة فلسفة فارغة لا سند تاريخي لها ومحاولة ياءسة لتمرير كذبه الحاقدين على الاشوريين
فالسريانية كلمة عربية صرفة
كما ان السريان أطلقت على الناطقين باللغة السريانية في الشام  وخاصة  في سوريا
وان ذلك المصطلح لم يدخل العراق الحالي الا في أواخر القرن العاشر الميلادي وحسب مصدر تاريخي
وان هذة الكتابات التي استشهد بها تعبر عن سريان  سوريا
وهل يمكن أيضا ان تنكروا بان مار افرام كان آشوريا حسب كتابته بقلمه
هذة حقاءق وكل واحد حر في الإيمان بما يشاء
لان هناك أيضا الكثيرين أهالي شعبنا في بغديدا وغيرها يعتبرون أنفسهم آشوريين
والذي لا يُؤْمِن باشوريته  حر في قراره ونحترم قراره ولأنه لا يؤثر شيءآخر بالآشوريين لان الاشوريين لا ينقصون ولا يزيدون  بهم
ويبقى اشور قضيب غضب الله وبركة على الارض ومن صنع يديه
فإذا كان هناك رحل دين لا يحترم هذة الآيات المقدسة  فلا نعتقد ان إيمانه بالكتاب المقدس ككل حقيقي
ربنا اغفر لهم انهم لا يعلمون ماذا يفعلون
وهذا راينا بكل صراحة

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما
من اجل اطلاع القاريء على حقاءق تاريخية حول السريان  ، كثقافة  ننقل
من قاموس زهريرا  نقرا ،،،( اما تسمية السريان ،فهي كما اوضحوالمختصون تحريف فارسي يوناني للاسم ( اثور  او اشور )

اخيقر يوخنا

لوضع التعريف الصحيح الذي جاء في قاموس زهريرا ( قاموس عربي سرياني ) من تأليف الأب شليمون ايشو خوشابا والأب عمانوءيل بيتو يوخنا ، مطبعة هاوار دهوك سنة ٢٠٠٠
، نقتبس من مقدمة القاموس ما يلي :

( اللغة السريانية ( احدى اهم لهجات اللغة الآرامية وورياثتها ) هي لغة شعب بلاد النهرين الأصيل ،، السريان او الاشوريين ،احفاد بابل وآشور وآرام

فمنذ بدايات التبشير المسيحي في مملكة الرها ( شمال سوريا ) وبدايات تأسيس كنيستهم العريقة ، كنيسة المشرق ، كانت اللغة السريانية ( لهجة الرها الآرامية ) هي اللغة التي بشر بها اباوءنا الأوائل وتلامذتهم ومنذ ذلك الحين غدت السريانية اللغة الرسمية لهذة الكنيسة الرسولية الأصيلة حملها ابناءها مع البشارة بالدِّين الجديد شرقا وشمالا وجنوبا

وتجدر الإشارة هنا الى ان اباوءنا لشدة غيرتهم وتمسكهم بمسيحيتهم ابتعدوا عن تسمياتها القديمة ، اعني الاشوري او الاثوري والكلداني والأرامي

وتقبلوا تسمية السريان والتي كانت تشمل كل الناطقين بالآرامية وبمختلف لهجاتها القبلية والوطنية

هذة التسمية كانت تطلق على سكان بلاد الشام ( سوريا ولبنان ) من الناطقين بالآرامية من قبل اليونان اولا ( حيث كانت اللغة والثقافة اليونانية في المنطقة ساءدتان )

كما ان التسميات القديمة كانت حاضرة في هذة التسمية الجديدة الشاملة في اذهان اَهلها بلا شك
اذ نجد :
شاعرنا الكبير مار نرساي ( ٤٣٧-٥٠٧) في قصيدته حول بلبلة الالسن عند بناء برج بابل يذكر اسماء وشعوب  كثيرة من أهل المنطقة من أهل المنطقة بينما يحجم عن ذكر اَهلها من الاشوريين والبابليين والكلدان والآراميين والفينيقيين ، ،

بعبارة اخرى كل الناطقين بالآرامية وبدل كل هذة الأسماء يذكر تسمية السريان

وقد أكد من جاء بعد نرساي وغيره من آباءنا الأوائل انتماء السريان الى شعوب بلاد النهرين
فهذا مورخنا الشهير ميخاءيل الكبير ( ١١٢٦-١١٩٩) في تاريخه المشهور يذكر في تعداده للأمم والشعوب ما يلي :/

( وبنو سام ، الاثوريون ، الكلدان ،اللوديون ، الآراميون ، وهم السريان )

ويوءكد هذا الانتماء في موضع اخر من كتابه المذكور حيث يقول :
( من أبناء سام : الكلدانيون ، الاثوريون وهم السريان )

اما تسمية السريان :
فهي أيضا ليست  بغريبة الجذور عن هذا الشعب النهرين الأصيل اذ هي كما اوضحوالمختصو ن تحريف فارسي يوناني للاسم ( اثور  او اشور )

ولا تزال ظاهرة تبادل الأصوات :
ش / س / ت / ث 
في كثير من مفردات لهجات الآرامية الاشورية المعاصرة الدارجة موجودة

اذا فالسريان هم :
بحق احفاد بابل وآشور وآرام
وان استعمالنا التسميتين السريانية والآشورية ( او الاثورية ) كلفظتين مرادفتين  الواحدة  للأخرى في المدلول هو استعمال صحيح ووجيه
وبناء على الحقاءق التاريخية واللغوية التي نوَّهنا الى بعضها آنفا ، نحن هنا نستعمل هاتين التسميتين التاريخيتين لشعبنا وكأنهما تسمية قوميه واحدة لا غير


كما ان قسما كبيرا من أبناء الشعب الاشوري ( السرياني ) في مءات القرى والمدن من بلادهم أورمية والعراق وبلاد الشام وجنوب تركيا لا زالوا يلهثون بالسريانية )
انتهى الاقتباس