المحرر موضوع: قطار الليل الى نينوى, عندما تكون الديكتاتورية حقيقة تصبح الثورة واجب  (زيارة 1018 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 664
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي



قطار الليل الى نينوى, عندما تكون الديكتاتورية حقيقة تصبح الثورة واجب

ميخائيل ديشو

"نترك شيئا من أنفسنا وراءنا عندما نترك مكانا، ونحن نبقى هناك، على الرغم من أننا نذهب بعيدا. وهناك أشياء فينا لايمكن  أن نجدها مرة أخرى الا  بالعودة إلى هناك"

تحذير: قراءة هذه المقدمة مسؤوليتك الشخصية, ننصح ذوي المشاعر المرهفة عدم الاستمرار في قراءتها

المقدمة

يقال بأن الصرصار رغم صرصرته المزعجة في الليل ورائحته الكريهة, هو المخلوق الوحيد الذي سوف ينجو من حرب نووية مقبلة, وهذه حكمة الخالق حسب اعتقادي, ليبث رائحته الكريهه وصوته المقرف حوله, فيهرب منه حتى سكون الكون. ولان الاشوري هو اخر من يبقى على وجه البسيطة, حسب الكتب, فأنه لا بد ان يكون صرصارا.

لهذا السبب يبدأ الاشوري بالصرصرة عندما ينهض في الصباح لانه يجد نفسه صرصارا. حيث يبدأ يصرصر على امه الاشورية  وهو غير متأكد متى ماتت: اليوم او ربما في الامس.... وبعدها يطعن تاريخه ويمشي في جنازته, كما مشى في جنازة امه. هو مشدوه  بغربته وعزلته ولا يعرف ما يحدث حوله.
 
هذا هو واقع شعبنا الاشوري بتسمياته المختلفة, يعيش في غربة فكرية, يمشي مذهولا خلف قتلاه, ثم لا يستكين الا في الحانات. وكصرصار يصرصر  بعبثية غريبة, في متاهات اللامبالاة وغربة عن الواقع.

كثير من مثقفينا وعلماءنا وسياسينا ورجال ديننا غرباء عبثيين, كل منهم  يكتب ويصرح في اتجاه واحد وببعد واحد. وهم سعداء بما يكتبون, ويصرحون, مندهشين بقابلياتهم الفكرية لخلق جيل من الفوضويين والصراصر  تحت تسميات حزبية وكنسية ومذهبية, او بمبررات علمية او فلسفية صرصورية غريبة .
 
نحن الاشوريون عبيد عبثيون, سعداء عند سادتنا الغرباء, نعيش عار الرق منذ كنا نملأ ضفاف النهرين الى يوم الخروج. بعضنا يضرب سادة بعضنا الاخر. وكل منا يقول لسيده, انظر يا سيدي انا اضرب سيد اخي العبد.
 
 كيف تقول يا اماديو "لا أود العيش في عالم دون كاتدرائيات. أحتاج لبهاء نوافذها، أحتاج لزهدها الرصين، لصمتها الإلزامي. أحتاج أن يغمرني صوت الأرغن. وللتفاني المقدس للمصلين. أحتاج قداسة الكلمات، وعظمة الأشعار المقدسة. هذا كل كل ما أحتاجه. لكنني أحتاج أيضا الحرية والتحدي في مواجهة القسوة. وأحدهما لا شيء دون الآخر. ولا أحد سيجبرني على الإختيار". ولا نقتلك برصاصة في الرأس !
 
كيف تقول يا اماديو " الصليب لكم والسيف لنا" ولا نسقيك سم الزعاف لتسقط كسكير على قارعة الرصيف!

 نحن اماديو فقط داخل كنائسنا وكاتدرانياتنا, اما خارجها فنحن عبيد مهانون, لانعرف معنى الحرية والتحدي, نواجه قسوة الاخرين بخشوع وخنوع. هكذا علمونا اسيادنا منذ قرون عديدة, ابادونا قبل اعدائنا.


https://www.youtube.com/watch?v=VKpJF-bAfeM


..