المحرر موضوع: ○ هل تُطالب المناطق السنية الإلتحاق بأقليم كوردستان ؟ !!! ○  (زيارة 1055 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل تطالب المناطق السنيّة الالتحاق بإقليم كودستان ؟
وكالة الصحافـة :
الأحد 30 ـ 07 ـ 2017
علی معموري :
مع قرب نهاية “داعش” في العراق، تعود ثانية سرديّة المكوّنات الـثلاثة ( الشيعة، السنّة والكورد ) والتنافس الطائفيّ بينها، فهناك تحشيد واسع بين الأحزاب السياسيّة للمكوّنات الثلاثة نحو تعزيز الهويّة الطائفيّة لكلّ منها في رسم المشهد السياسيّ للعراق لمرحلة
ما بعد “داعش”.
حذّر رئيس الوزراء العراقيّ حيدر العبادي عبر سلسلة منشورات في صفحته الرسميّة على “فيسبوك”، ممّا أسماه محاولات البعض “تسويق الطائفيّة”، بعد الانتهاء من تحرير الموصل. وقال في منشور آخر: “بعد أن حرّرنا الموصل، ظهرت وجوه جديدة تتحدّث باسم أهل الموصل والأنبار، وهي كانت مختبئة”،وأشار حيدر العبادي تحديداً إلى ظهور مطالبات تطرح باسم أهل السنّة في المناطق المحرّرة لتقسيم البلد
على أسس طائفيّة، ومنها المطالبة بضمّ المناطق السنيّة إلى إقليم كوردستان على أساس أنّ العرب السنّة يجمعهم المذهب السنيّ مع الأكراد، الأمرالذي يعني تقسيم العراق إلى منطقة سنيّة تضمّ الأكراد والعرب السنّة وأخرى شيعيّة
تضمّ العرب الشيعة.
لقد شهدت قرى عربيّة في شمال محافظة
نينوى مظاهرات تطالب بضمّ مناطقها إلى
إقليم كوردستان، فتظاهر المئات من أبناء عشائر نينوى العربيّة من أهالي ناحيتيّ زمار وربيعة في غرب دجلة في 18 تمّوز/ يوليو للمطالبة بضمّ مناطقهم إلى إقليم كوردستان.
وتقع زمار وربيعة ضمن المناطق التي يطمح إقليم كوردستان إلى انضمامها، وهي المسمّاة في خطاب حكومة الإقليم بالمناطق الكوردستانيّة خارج إدارة الإقليم،وطالب أيضاً المشاركون
في المظاهرة بإتاحة حقّ التصويت لهم
في استفتاء إقليم كوردستان للاستقلال
والمقرّرانعقاده في 25 أيلول/ سبتمبر المقبل. وكذلك، طالب شيوخ عشائر في أطراف مدينة الموصل بـ22 حزيران / يونيو بضمّ مناطقهم
إلى إقليم كوردستان وإجراء استفتاء تقرير المصير فيها،وفي كركوك التي تنوي حكومة الإقليم إجراء الاستفتاء فيها أيضاً، رغم أنّها ليست ضمن حدود إقليم كوردستان الفعليّة،
أيّدت عشائر عربيّة، من ضمنها عشيرة العبادة، الاستفتاء على استقلال الإقليم،وقال شيخ عشيرة العبادة الشيخ خلف العبادي في 6 تمّوز/يوليو لموقع “كوردستان 24”:“نؤيّد استفتاء كردستان لأنّ قوّات الپيشمركة تحمي المكوّنات كافّة
من دون تفرقة على أسس دينيّة أو عرقيّة، ونحن سنقف مع الجهة التي تحمينا”. وتنبّأ رجل الدين السنيّ البارز أحمد الكبيسي في حوار
مع قناة “سامراء” العراقيّة في 20 تمّوز/ يوليو بأنّ “العراق سيقسّم،وبالتّالي المنطقة السنيّة القويّة في العراق ستكون كوردستان، وكوردستان سوف لن تكون للأكراد فقط، فكلّ العرب السنّة سيلتحقون بها عن رغبة صارمة، وكلّ العرب السنّة سيكونون تحت عباءتها بإخلاص”.
يظهر مشهد التنافس الطائفيّ في البلد أنّ هناك خطابين رئيسيّين معالمهما واضحة، فهناك الأحزاب الشيعيّةالتي تريد أن تكون لها اليدّ العليا في الدولة عبر تمثيلها السياسيّ والاحتفاظ بفصائلها العسكريّة ضمن مؤسّسة الحشد الشعبيّ التي أريد لها عبر قانون الحشدالشعبيّ أن تعمل خارج إطار الجيش العراقيّ وفي موازاته،وهناك أيضاً الخطاب الانفصاليّ للأحزاب الكورديّة، وخصوصاً الحزب الديمقراطيّ الكوردستانيّ ذات الأغلبيّة في البرلمان والحكومة،أمّا الأحزاب السياسيّة للعرب السنّة في العراق فما زالت عاجزة عن بلورة مطالب ناخبيها،فهي ليست مصمّمة على دعم العراق الموحّد ضمن خطاب وطنيّ شامل يجمعها مع المكوّنات الأخرى،وهي في الوقت نفسه عاجزة
عن تأسيس مشروع خاص لكيفيّة إدارة المناطق ذات الأغلبيّة السنيّة في مرحلة ما بعد “داعش”، وهذا ما يجعلها تستغلّ أحياناً من قبل الأحزاب الشيعيّة والكورديّة ضمن الأجندات السياسيّة لكلّ منها.. لقد وقعت مساومات عدّة سابقاً بين الأحزاب الشيعيّة والسنيّة لدعم مشروع سياسيّ لحزب شيعيّ،مقابل حصول الطرف السنيّ على
مناصب سياسيّة محدّدة. ويبدو الآن أنّ هناك محاولات كورديّة لاستغلال العرب السنّة لصالح المشروع الانفصاليّ للحزب الديمقراطيّ الكوردستانيّ ، ومن مظاهر ذلك، لقاء رئيس حكومة إقليم كوردستان مسعود بارزاني مع مجموعة من شيوخ العشائر العربيّةالتي تسكن المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى بـ22 حزيران/ يونيو الماضي،وقال المتحدّث باسم العشائر العربيّة في نينوى مزاحم
الحويت في بيان:
“إنّ شيوخ العشائر أبدوا رغبتهم في ضمّ مناطقهم إلى إقليم كوردستان، وشمولها بإجراء استفتاء تقرير المصير المقرّر عقده في 25 أيلول/ سبتمبر المقبل”.
ودعا إلى “ترشيح شخصيّات من القوميّة العربيّة لعضويّة برلمان كوردستان خلال المرحلةالمقبلة”.
ويعمل مسعود بارزاني في الوقت نفسه على تحشيد الدول العربيّة السنيّة للحصول على
دعمها في استقلال كوردستان، ولقد اجتمع بارزاني في 4 تمّوز/يوليو مع قناصل 7 دول عربيّة سنيّة في الإقليم،هي:
المملكة العربيّة السعوديّة، الأردن، مصر، الإمارات العربيّة المتّحدة، فلسطين، الكويت، والسودان، وشرح بارزاني لهم تصوّراته لمرحلة ما بعد “داعش” في العراق والأسباب التي دفعت إلى قرار إجراء استفتاء انفصال الإقليم عن العراق في أيلول/ سبتمبر المقبل،وعليه، يبدو أنّ المجتمع العربيّ السنيّ سيستخدم كورقة ضغط بيدّ الجناح الانفصاليّ في إقليم كوردستان ضدّ بغداد، بينما السلطة السياسيّة الشيعيّة في بغداد ستستمرّ بفشلها في احتضان المجتمع السنيّ ومساعدته في بلورة مشروع سياسيّ وطنيّ يساهم في تعزيز الهويّة الوطنيّة للعراق الموحد، وما سيضيع في هذا البين، ليس إلاّ مصالح المجتمع السنيّ، الذي عانى طوال السنوات الماضية من التدميرعلى يدّ المجاميع الإرهابيّة من جهة، والإهمال من قبل الحكومة المركزيّة في بغداد من جهة أخرى .