المحرر موضوع: التنمّر في السِياسَةِ العِراقِيَّة !  (زيارة 723 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكَلامُ المُباح (142)

التنمّر في السِياسَةِ العِراقِيَّة !

يوسف أبو الفوز

أحتدم حديث متشعب، بين زوجتي و سُكينْة، خلال زيارتنا الاخيرة لبيت صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، حول ظاهرة "التنمّر" التي أتفقتا على انها نالت اهتمام الباحثين. كانت زوجتي ترى أن للحروب والاضطرابات السياسية تأثيراً في انتشارها في المجتمعات وخصوصا بين الاطفال في المدارس. ولمن ألتف حولهما، لخصت سُكينْة "التنمر" بكونه سلوكاً عدوانياً متكرراً، يشكل ظاهرة، ويعني أساسا شكلا من اشكال الاساءة التي يوجهها فرد أو مجموعة من الافراد للاخرين، ويحمل معها أيذاء نفسيا وجسديا للاخر، واللغة العربية تفيدنا بان الشَّخصُ اذا وصف بالتنمَّرَ فمعناه غضِب وساء خلقُه، وصار كالنَّمِر الغاضب. قالت زوجتي: ويمكن تعريف التنمّر بعدة أشكال، منها مهاجمة مجموعة افراد لمجموعة اخرى اقل قوة منها. وأضافت سُكينْة : أو ان يكون عن طريق تهديد الاخرين وارهابهم، اذ يمكن ان يكون بين فئات اجتماعية مختلفة.

واستهواني الحديث فقلت : أرتباطا بكلامكما، فان التنمّر يمكن ان يمارس بين الشعوب أيضا، وأعتقد ان "الشوفينية" خير مثال على ذلك. لم يستطع جَلِيل الصبر، فقال: هذا يعني ان التنمّر يمكن ان يسود في الاوساط السياسية، فالباحثون يخبرونا بأن المتنمرين عادة تكون لهم شخصيات استبدادية، تساعدهم على ممارسة الفساد السياسي والانقلاب وممارسة الكلِبتوقراطية ...

فقاطعه أَبُو جَلِيل: ماذا قلت .. هاي الأخيرة شنو ... كلاب قراطية ...؟

ابتسمنا جميعا ورفع جَلِيل صوته حتى يسمعه والده : قلت الكلِبتوقراطية .. وهو مصطلح يعني نظام حكم اللصوص. وهو نوع خاص من الحكم، حيث تُراكم الثروة الشخصية وتُحتكر السلطة السياسية من قبل القلة الحاكمة من المسؤولين الحكوميين،على حساب الجماعة، واللفظ مركب من مقطعين يونانيين؛ أولهما " الكلِبتو" بمعنى لص، وثانيهما "قراط" بمعنى حُكم.

صاح أَبُو جَلِيل : لحظة .. لحظة . هاي الكلابتو والنمور .. صارت عندي مثل الرطينة .. عوزها بس ذئاب وثعالب وتفتحون حديقة للـ ...

وضاعت كلماته الاخيرة بين ضحكاتنا. سعل أَبُو سُكينْة وقال : يا صاحبي .. أعتقد التنمّر كلمة تناسب سلوك بعض سياسيينا الذين ما زالوا يريدون ان يعتاشوا على ترهيب الاخرين وتخويف الناس، وبعض التصريحات من قبل شخصيات قيادية في احزاب وكتل نافذة في العراق، كشفت بأنها لا تزال تراهن على تأجيج المشاعر الطائفيةً وزرع المخاوف إزاء الآخر، لانها الرأسمال الأساسي لقوى الطائفية السياسية، وحين تستمع للبعض من سياسيي الصدفة في التلفزيون، تشعر وكأن أضراسه، تتحول الى أنياب ذئب مفترس، وأصابعه الى مخالب ضبع، وشفاهه الى

براطم كائن خرافي يبدو النمر الى جانبه قطا مسكينا، واذا تريد هات كلمة الـ"قراطية" وضع امامها الكلمة التي تعجبك !