المحرر موضوع: الخوف من خسارة الورقة القطرية يفقد أنقرة خطابها المتوازن  (زيارة 743 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31484
    • مشاهدة الملف الشخصي
الخوف من خسارة الورقة القطرية يفقد أنقرة خطابها المتوازن
يضيق الخناق أكثر فأكثر على أنقرة التي تروج لنفسها باعتبارها وسيط سلام في الأزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى، فيما يؤكد خبراء أن الوضع الحالي لأنقرة يجعلها تستفيد أكثر من الأزمة لا من حلها، وهي لهذا تعمل جاهدة على إيهام الدوحة بقوة الجبهة التي تقف معها، ووصل الأمر إلى حد التناقض وتبرير الأزمة بأسباب مغايرة للواقع وتأطيرها ضمن الإستراتيجية المفضلة عند الرئيس رجب طيب أردوغان، وهي نظرية المؤامرة.
العرب/ عنكاوا كوم  [نُشر في 2017/08/02]

لولا الأزمة لما وطأت أقدام الجنود الأتراك الأرض القطرية
أنقرة- وضعت تركيا كل أوراقها على طاولة المعادلات السياسية في منطقة الشرق الأوسط ولم يعد لديها الكثير لتناور به، رغم أن الأحداث مازالت في طور التشكل واللعبة مستمرة. وقد فشلت أنقرة، التي تترنح على وقع سياساتها الفاشلة منذ سقوط مخطط تمكين الإسلاميين في دول الربيع العربي، في توجيه بوصلتها نحو الجهة الأكثر أمانا لها، وحاولت أن تتبع سياسة الكيل بمكيالين لكنها قادتها إلى الفشل.

تجلى هذا الفشل في أحدث تفاعلاته من خلال الدور الذي لعبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأزمة بين الدوحة من جهة والرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة من جهة أخرى. حاول أردوغان أن يلعب دور الوسيط ومبعوث السلام بين الطرفين، وهو يفتقر لأهم صفة يجب أن يتحلى بها الوسيط ألا وهي الحياد.

كانت الجولة الخليجية التي قام بها أردوغان مؤخرا القشة التي قسمت آخر أوراق تركيا في لعب دور لإنهاء المقاطعة التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، كما أشارت إلى تبدد ثقة الرياض بأنقرة. هنا لم يعد أمام أنقرة سوى الاصطفاف بكل قوتها إلى جانب قطر، لكن ليس لحل الأزمة بل لمحاولة إطالة أمدها قدر الإمكان.

وتقول أمل صقر الباحثة في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة إن الجولة الخليجية للرئيس التركي، والتي شملت قطر والسعودية والكويت، يومي 23 و24 يوليو الماضي، أخفقت في تحقيق أهدافها، أو تحقيق أي تقدم حقيقي في الأزمة القطرية، ولم يُضِفْ الرئيس التركي إلى مسارات التفاعلات في هذه الأزمة.

ويقول المراقبون إن تركيا أصبحت ترى أنه كلما طال أمد الأزمة استفادت أنقرة أكثر، سواء لناحية الظهور كلاعب مؤثر في الأزمة وأيضا لعدم ترك المجال فارغا أمام إيران، وابتزاز قطر قدر الإمكان، من خلال الاستثمارات وتوقيع الاتفاقيات وليس أدل على ذلك من السرعة التي تم بها إنشاء القاعدة العسكرية التركية في قطر.

أنقرة تهاجم واشنطن والاتحاد الأوروبي
إسطنبول- اتهمت صحيفة تركية حكومية مبعوثا رئاسيا أميركيا في عددها الصادر الثلاثاء 01 اغسطس 2017، بأنه “زعيم الإرهابيين” والمسؤول عن مقتل 46 ألف مدني، وذلك في ظل تصاعد غضب تركيا من واشنطن بسبب سوريا.

وينصب الغضب التركي على بريت مكاجورك، المبعوث الأميركي للتحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، على خلفية علاقته القوية بالميليشيا الكردية السورية الرئيسية، التي تعد القوة الرئيسية على الأرض التي تحارب المتطرفين من السنة. وكتبت صحيفة يني شفق في عنوان لها “أنت قاتل 46 ألف مدني”.

ولم تكتف وسائل الإعلام التركية بالتصعيد ضد واشنطن وأيضا ضد الرباعي المقاطع لقطر، بل أكملت عقد الغضب بالتصعيد ضد الاتحاد الأوروبي.

حيث اتهمت جريدة “صباح”، الموالية للحكومة أيضا، الاتحاد الأوروبي، بقيادة ألمانيا، بالسعي إلى تطبيق حظر بحق تركيا، قائلة إن الاتحاد “أصابه الجنون بسبب إنجازات تركيا الاقتصادية”.


ولاحظ المراقبون أن أنقرة غيرت من لهجتها تجاه دول المنطقة، وأضحت تنتهج خطابا حادا حتى تجاه المملكة العربية السعودية، التي سعى أردوغان جاهدا ليسوق نفسه باعتباره عنصرا رئيسيا في أي تحالف سني يمكن أن تقوده الرياض. وفشل أردوغان، الذي تصفه الباحثة بيت هامرغرن، رئيس برنامج الشرق الأوسـط وشـمال أفريقيا في المعهد السـويدي للشؤون الدولية، بأنه فاعل مندفع تنقصه القدرة على التفكير الاستراتيجي عندما يحاول الإبحار بين ثنايا العالم العربي، في الانضمام إلى الصف السعودي الذي يقود ديبلوماسية الشرق الأوسط بكامله في هذه الفترة، من خلال تسويات داخلية مع دول المنطقة.

أمام هذا الوضع، اتجهت أنقرة إلى التصعيد من خلال خلط الحقائق وتزييفها وصب الزيت على نيران الأزمة من أجل إطالة أمدها. وكان ذلك من خلال خطاب مشحون يصطاد في مياه التذبذب الأميركي في ما يتعلق بالتعامل مع قضية المقاطعة والانقسام داخل الإدارة الأميركية الموسعة بشأن سياسات ترامب في الشرق الأوسط وعلاقة واشنطن في عهده بالرياض أساسا.

ويشير محمد العربي، الباحث في العلوم السياسية إلى أن “تركيا تفتقد اليوم نظرة استراتيجية في تحركاتها. وتحولت من استراتيجية الفعل والمنطق الواضح إلى استراتيجية سلبية تحاول بقدر الإمكان الاستفادة من التناقضات”.

وكانت وكالة أنباء الأناضول نشرت تحليلا نسبته إلى زكريا كورشون، رئيس قسم التاريخ في جامعة السلطان محمد الفاتح ورئيس جمعية باحثي أفريقيا والشرق الأوسط، اعتبر فيه أن الأزمة افتعلها ترامب، وأقحم ملف قانون جاستا في القضية، دون أن يوضح العلاقة بينه وبين المقاطعة العربية لقطر.

كما تحدث الخبير التركي عما صرح به الرئيس الأميركي إثر عودته من زيارته للمملكة، بشأن حديث خليجي عن أن “قطر تدعم الإرهاب”. وزعم أن “الدول الأربع وجدت نفسها مضطرة لمهاجمة قطر، دون مسوغات مقنعة على صعيد العلاقات الدولية”، لكنه وفي موقف يكشف عن رؤية متناقضة عاد وقال إن التوتر يعود إلى سنة 2012، أي بعد أن بدأت تتضح تدخلات قطر في بعض الدول العربية.

وبينما يجمع الخبراء على أن الأزمة الراهنة هي في الأصل نتيجة لخصومات عائلية طويلة الأمد ولتوترات تعود إلى عهد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني، إلا أن التقرير التركي يروج لفكرة تناولتها بعض التقارير الغربية غير المطلعة على تاريخ المنطقة وتفاصيلها الدقيقة وتحرص على ما يجري ضمن “صراع بين زعامات شابة في الخليج العربي”.

وقال رانديب راميش، الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة الغارديان البريطانية، إن الشيخ حمد يمثل قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أنه أسس قناة الجزيرة التي قامت باتباع سياسات ساهمت في الكثير من المناسبات في إحداث فوضى وفتن.

وتلاقت هذه السياسات مع مخططات تركيا، التي ترى أنها مازالت تشكل عنصرا إيجابيا، في ما يتعلق بالتعاطي مع ملفات المنطقة، والتي من بينها ملف المقاطعة، حيث تحدث زكريا كورشون، في لهجة حملت رسائل مبطنة استهدفت أساسا، إيران، التي تزاحمها بشكل في جني فوائد الأزمة التي تمر بها قطر.

وجاء في المقال الذي ترجمته بتصرف وكالة أنباء الأناضول أن “دور تركيا في التوسط وموقفها الحكيم بالأزمة أعاد إلى الأذهان بأنه لا مستقبل لحل الأزمة دون وجود تركيا”. وأضاف التقرير في خطاب مخاتل بشأن الدور الإيراني “أما الطرف الثاني فهو إيران. وعلى الرغم من أن الأزمات التي شهدتها المنطقة مؤخرا أظهرت مدى عدوانية طهران من خلال سياسة التسلق على الأزمات، إلا أنها اتخذت موقفا عقلانيا في الأزمة القطرية”.

ليتنهي التقرير بمهاجمة واشنطن، التي وصلت علاقتها بأنقرة، أعلى مستويات التوتر على خلفية الدعم الأميركي للأكراد من جهة ورفض تسليم فتح الله غولن، من جهة أخرى. واعتبر التقرير التركي أن الأزمة “أثبتت أن العالم لا يدار من واشنطن وحدها”.

ويعلق خبراء على هذا الخطاب مشيرين إلى أن تركيا اليوم تعاني من جراح كثيرة ومتلازمة الإجهاد في ما بعد الصدمة وتحتاج إلى سنوات للتعافي منها. فبعد أن كانت هذه الجمهورية قبل بضع سنوات تبدو كمثال نشيط لمواطني الأنظمة المتسلطة والراكدة في العالم العربي، فقد فقدت اليوم بريقها وحضورها في المنطقة. ويقول محمد عبدالقادر خليل، مدير برنامج تركيا والمشرق العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه إذا لم تراجع أنقرة مواقفها فلن يكون الرهان على القيادة القطرية الراهنة أكثر حكمة من الرهان على المجموعات الإرهابية، والتيارات الراديكالية، والعناصر المرتبطة بجماعة الإخوان داخل البلدان العربية.


غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

تركيا ، يحكمها الإخوانجية !
المصير الأسودْ لقطر وحليفتها تركيا  .