المحرر موضوع: الجزء الأوّل من الفصل الأوّل من كتابي / سُبُل النهوض في الشرق الأوسط! الفصل الأول / ماضي المنطقة القريب وحاضرها!  (زيارة 1076 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الجزء الأوّل من الفصل الأوّل من كتابي / سُبُل النهوض في الشرق الأوسط!


الفصل الأول / ماضي المنطقة القريب وحاضرها!

1 / العروبة والإسلام هويتان رئيستان من دون المواطنة!


(هذا الجزء كتب عام 2011)
من الحكمة أن تضع علامات إستفهام ,على الأشياء التي كانت ثوابت على المدى الطويل ! (برتراند راسل)   
لو لم يكن منبع ولسان الإسلام عربي ,هل كنّا (نحنُ العرب) لنعتنقهُ ؟
على فرض ,أنّهُ ظهرَ في الهند أو الصين ,فهل كنّا سنؤمن بهِ؟
لاتفكروا الآن بصعوبة اللغتين السنسكريتية والصينية فليست تلكَ غايتي .
بل القصد هو مُناقشة تأثير(العروبة والإسلام) سلباً وإيجاباً على شعوب منطقتنا!
الذي يُراجع التأريخ بنظرة شاملة مُحايدة سيرى ما يلي بوضوح:
الإسلام والعروبة , كانا على الأعمّ الأغلب هما الهويتان اللتان تصدرتا الأسباب في تشكيل المنظومة القيميّة والأخلاقيّة ,وحتى التفاصيل الحياتيّة اليوميّة لشعوب المنطقة وقد تبادلا الصدارة فيما بينهم أيضاً .فمرّة نسمع (الله أكبر) كشعار يجمعهم في الحروب سواءً كانت هجومية (غزو أو فتوحات) أو دفاعيّة (الحروب الصليبية مثلاً)!
ومرّة نجد العروبة ( وبالذات ما يخص اللغة العربية) تفعل فعلها فيهم كالسحر , لتقودهم قصيدة من شاعر أو خطبة نارية من قائد أو خطيب مفوّه بارع الى عبور البحر وحرق المراكب ورائهم تفرغاً لمقارعةِ العدو.
أقول كلا العنصرين المهمين ( العروبة والإسلام ) ,تصدّرا المشهد خلال ال 14 قرن الماضي , وما زالا يفعلان فعلهم بين شعوب المنطقة سلباً وإيجاباً .حتى نصل اليوم الى ثورات الربيع العربي ,التي تحوّلت الى خريف إسلامي تنتظر الغالبيّة إنقضائهِ!
(تذكروا في هذا المجال الأغاني المصرية الوطنية وتأثيرها في ثورة اللوتس)!
شدٌ وجذب !   
مثلما كان للعنصرين المذكورين فوائد قليلة ومحدودة ,لكن بالمقابل كان لهم تأثيرات سلبية غاية في التعقيد والتأثير ,وصولاً الى جيناتنا .
فانّ (الإسلام والعروبة) لم يكونا على الدوام مصدر توافق الشعوب وتلاقيها وتعاونها ,إنّما لعبا دوراً بالضدّ من ذلك في أغلب الأوقات وكانوا عناصر تفتيت للشعوب!
هنا يكفي تذكر حرب واحدة على سبيل المثال كالتي قام بها صدّام حسين لإحتلال الكويت عام 1990 بإسم القوميّة والإسلام بحيث أطلق بعدها حملتهِ الإيمانية وقال (اليوم يقف الإيمان كلّه في معسكر واحد ضدّ الكفر كلّه) .بالطبع كان يقصد أمريكا والغرب وبعض العرب الذين وصلوا لتحرير الكويت!
جميعنا نتذكر تداعيات تلك الحرب في تفتيت العرب وتصارعهم وظهور مزيد من العقد النفسيّة التي لم يتخلص (الأخوة الكويتيين) منها تماماَ!
ماذا نتوقع عن طبيعة العلاقات بين الشعوب لو لم تكن شبكة العروبة والإسلام هي المسيطرة على علاقات الناس والضابطة لسلوكهم؟
(يسأل صديقي الكاتب الليبرالي المصري محمـد البدري)!
ألم تقُد تلك الهويتان (العروبة والإسلام) الى كثير من التنافر والتناحر وقامتا بدورٍ مخرّب بين الناس في أوقاتٍ مختلفة؟
( سؤال آخر من البدري)!
ألم تفرض طبيعتهم (الإقصائية غالباً) وصايتها على الناس لقمع كل من تحدثهُ نفسه حديث الحرية والمَدَنية؟ يضيف البدري!
وسأضيف أسئلتي الخاصة:
ألم يفرز لنا الدين تلك المِلل والنِحَل والطوائف التي طالما تناحرت فيما بينها مرّة من أجل السيادة , ومرّات من أجل البقاء؟
ألم يجمعنا الدين أياماً معدودات خلال مواسم الحجّ أو الصيام , بينما إستخدمهُ (الثيوقراطيّون) في معاداة أخواننا في الوطن من ديانات اُخرى؟
(تذكروا معاناة الأخوة المسيحيين في مصر والعراق)!
بل لقد حفر الدين الخنادق العميقة بين طوائفهِ المختلفة ذاتها منذُ وفاة النبي.
تذكروا الصراع الشيعي السنّي في العراق و البحرين على سبيل المثال!
(للدكتور عبد الخالق حسين كتاب رائع بهذا الخصوص)!
إنظروا كذلك الى الحالة السورية اليوم ,التي رغم ثورتها الشعبية الهادرة ضدّ الظلم والطغيان الأسدي البعثي الفاشي ,تجد أقلام وأفواه المشايخ السلفيين ,يجيّرون تلك الثورة ضدّ الطائفة العلوية (أو النصيرية حسب التسمية السلفيّة) ليجعلوا منها ثورة دموية ظلاميّة تدعو الى إجتثاث الآخر وإقتلاعهِ من جذورهِ!   
والشعب السوري يستحق هنا التحيّة ,فنحنُ العراقيين رغم تضحياتنا بالملايين ,ومقابرنا الجماعيّة شاهد على عصر الطاغيّة صدّام ,لكننّا لم نكن نقوى على مجابهتهِ بصدورٍ عارية تقف أمام مدافعهِ ودباباتهِ نظراً لخبرتنا بقسوتهِ الغاشمة!
في الواقع كثير من مشاهد الثورات الحاليّة في مختلف البلدان تثير الإعجاب والتقدير .(أعتقد أنّ كاميرات الموبايل وفرّت شجاعة إضافيّة)!
***
وماذا عن القوميّة العربية ؟   
نعم لقد جمعتنا اللغة العربية الجميلة التي في ظنّي هي أروع ما لدى العرب .لكن كم إختلفنا وتحاربنا وإحتلَّ بعضنا بعضاً؟
(تذكروا ثانيةً إحتلال صدام للكويت وإحتلال نظام الأسد لبنان وقضية الصحراء المغربية... وما شابه)!   
تذكروا إستخدام الخطاب القومي في الستين عام الأخيرة لتحريك القضيّة الفلسطينية!
لكن عندما تحين الفرصة يقوم (الفلسطيني الزرقاوي) بذبح العراقيين بدمٍ بارد وتخرج مدينة الزرقا تحتفل بجثتهِ النافقة العفنة!
من جهة أخرى ,طالما ردّد البعض عبارة [لقد قتل العرب من الفلسطينيين أكثر ممّا فعلت إسرائيل منذُ قيامها حتى اليوم]!
وللحقّ أظنّها عبارة صادقة!   
وماذا عن القوميّات الأخرى المتعايشة معنا وبيننا؟
ألم تنتهك حقوقها من الطغاة وأعوانهم أدعياء القوميّة والبعثية والشوفينيّة أدعياء الوطنيّة الأنذال؟   
تذكروا ما حصل للأكراد والأمازيغ على سبيل المثال لا الحصر!
حتى في حالة تطابق الدين واللغة ,هل نفعا بشيء للتخلّي عن بعض الأنانية الشعبويّة أو المناطقية ؟   
لماذا يبقى اليمن السعيد ,غير سعيد وبائس و فقير دون باقي دول الجزيرة العربية؟
ما هو الفرق الجوهري بين الناس في تلك الجزيرة ؟
أليس اليمنيّون هم منبع وأصل العرب منذ عدنان وقحطان؟
ألم يكن النفط (عملياً) أقوى تأثيراً من الإسلام والعروبة في تحديد العلاقة والتعامل بين تلك الدول وشعوبها؟   
بل سأذهب أبعد من ذلك لأشير الى إحتقار القبائل العربية للغريب من خارج القبيلة أو ممن يُسمون الحَضر أو أبناء المدن ,أليس كذلك ؟
ستقولون الحكّام الطغاة , وأقول لنرى مايحصل بعد رحيلهم القريب!
فأنا أعلن بصراحتي (المكروهه) أنّ العلّة في نفوسنا جميعاً وقد وصلت الى جيناتنا بواسطة عناصر عديدة ,إنّما أهمّها العروبة والإسلام!
ولو تعمقنا في التفاصيل سنرى حتى داخل الطائفة الدينية الواحدة يسود العنف والإقصاء عند تضارب المصالح .
وعلى رأيّ (د. طارق حجي) فعندما لايجدون عدواً مشتركاً سوف يقتلون بعضهم كما فعل الظواهري مع الأب الروحي للقاعدة ,عبدالله عزّام!
***
واحدة من المهازل التي ضحك المسلمون العرب على أنفسهم بها هي عدم تعاونهم أو تقبّلهم معونة الغربي القادم الى منطقتنا إلاّ عندما يُعلن إسلامهِ!
جميعنا يتذكر إعلان إسلام نابليون بونابرت في مصر وكذلك عبدالله فيلبي ولورنس العرب في بداية القرن الماضي ليقودوا العرب في ثورتهم ضدّ الرجل العثماني المريض!   
بل وصل الأمر الى إستخدام تلك الورقة من أعوان هتلر فأعلنوا إسلامه.
وبثّ صديقه أمين الحُسيني تلك الشائعة لجذب مشاعر وتعاطف الناس معه.
أقول أليست تلك صورة ساذجة تفضح ما تركهُ الدين في نفوسنا؟
متى سنعترف بكل تلك التأثيرات السلبية لنبدأ الخطوة الصحيحة في هذا العالم الحُرّ المتطوّر؟   
عالم بلا دين واحد ولا قوميّة واحدة ولا نوع واحد!   
بل للجميع حقّ التمتع بجمال هذهِ الحياة .
ألم يصدُق كارل ساجان عندما قال :
هذا الكون أعظم وأكبر وأدهى وأشدّ أناقة ممّا أخبرنا عنهُ الأنبياء!




رعد الحافظ


غير متصل كنعان شماس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1136
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
شــــوقتنا  ايها النبيل  رعد الحافظ  شـــوقتنا  الى صراحتك ( المكروهــة ) فهذا العالم  فعلا اجمل  مما  اخبرنا عنه  الانبيــاء ... فالى المزيد من التالق  وقنابل التنويـــر في هذا الظلام الحالك  واكتبها ببلاغة المتنبي  التي  نظر الاعمى اليها  واســـمعت من به  صمم ولاتنسى اننا  اســـرى ومفتونين  باللغة العربيــــة ...  تحية ايها العزيز  رعد الحافظ

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق والأخ العزيز / كنعان شماس
أهلاً بحضورك المفرِِح المُشجع!
نعم اللغة العربية هي من بين الأشياء القليلة الجميلة التي ورثناها من بلادنا البائسة عموماً
لكن لاحظ حتى هذه اللغة الجميلة إستخدموها غالباً لخطاب الكراهيّة وترويع الآخرين (قردة خاسئين)!
حتى الأمثال الشعبية غالبيتها تستخدم كلمات جميلة لكن لتعطي معاني ومفاهيم خاطئة / ولي وقفة في كتابي عن هذا الموضوع
سأحاول قريبا إتقان طريقة نشر الكتاب إلكترونيا على كوكل ( وبالمجان طبعا) كمساهمة بسيطة لنشر المعرفة والتنوير!
لكن من جهة أخرى سوف أستمر بنشر إجزاء من الكتاب بهذه الطريقة أعلاه!
تقبّل محبتي!
رعد الحافظ