المحرر موضوع: موت الإنسانية ...  (زيارة 551 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خليل كارده

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 82
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
موت الإنسانية ...
« في: 12:51 04/08/2017 »
موت الإنسانية ...
في مثل هذا اليوم المشؤوم بتاريخ 3/8/2014 قامت عناصر  داعش الإرهابي بعدد لا يتجاوز المئتان بهجوم خاطف ومفاجئ على الإيزيديين المدنيين في مدينة  شنكال وقراها التابعة لها , والتي يسكنها الاف المدنيين العزل من الإيزيديين . وقاموا بعمليات وسخة من قتل ونهب وخطف النساء في عمليات يندى له جبين الانسانية حتى يومنا هذا ونحن نستذكر هذه الذكرى المؤلمة على قلوب جل الكوردستانيين الشرفاء .
بينما القوات الكوردية المنوط بها حماية شنكال والتي قدرت بعشرات الالاف هربت امام هذه الحفنة الضالة من المجرمين  تاركا ورائها اذيال الخيبة والعار , وتاركا العزل من المدنيين الإيزيديين لينالوا قدرهم المحتوم وعند مقابلة هذه القوات المنسحبة عند مفرق دهوك من قبل وسائل الاعلام الكوردستانية قالوا بالحرف لدينا اوامر بالانسحاب من قبل قائدهم الميداني .
هكذا بكل بساطة ليست لديهم أوامر بالقتال وهم ألوف بمواجهة حفنة ضالة لا تتعدى اعدادهم المائتان وهذا يفسر بأن الإيزيديين قدموا قربانا لصفقة سياسية ما , أو طبخة سياسية أعدت في الخفاء مقابل مصالح شخصية وحزبية .
وهذا ما اتضح لنا فيما بعد من أن كان  هناك احتقان في  المشهد السياسي العراقي والكوردستاني من تراشق وملاسنة سياسية بين نوري المالكي وقتها وبين مسعود برزاني حول جملة من الملفات السياسية والنفطية والعسكرية العالقة والتي لم تحل أساسا ولم توجد اية بادرة للحل في الافق المنظور او البعيد , وتهديدات برزاني المستفزة و المستمرة بالانفصال , أثارت نوري المالكي وكان أحد  المتواطئين في تسليم  الموصل وتقديمه على طبق من ذهب لعصابات  داعش وعلى أثرها تفكك الجيش العراقي وتمكن قادة الجيش من الفرار الى أربيل ومن ثم الى بغداد  وغنيمة عصابات داعش للاسلحة المتطورة والحديثة والتي زودت بها مؤخرا و التي كانت بحوزة الجيش العراقي والتي قدرت بأكثر من عشرين مليار دولار  .
وبعد أن احتلت عصابات داعش محافظة الموصل عاثت بها فسادا بالطول والعرض , وكانت بعض نقاط داعش المتقدمة يفصل بينها وبين نقاط القوات الكوردية عدة أمتار في تماس في عدة مدن كوردستانية , وكان الاولى لهذه القوات الكوردية وعلى رأسهم قائدهم الميداني الحيطة والحذر ورفع الجاهزية القتالية لدي هذه القوات لمواجهة محتملة مع هذ العصابة المجرمة .
لكن وبعد عدة شهور من هدنة غير معلنة استباحت عصابات داعش المدن الكوردستانية وأغارت على شنكال وقراها وفرار القوات الكوردية امامها دون قتال وبتواطأ من قبل قائدهم الميداني وبأمر شخصي من القائد العام وبصفقة سياسية مع المجرم أردوغان وكان القصد محاربة فصائل الكريلا التي كانت قريبة من المنطقة والتي دافعت بشراسة لوقف تقدم عصابات داعش وانقاذ الايزيديين المدنيين الذين هربوا الى الجبال المحيطة بشنكال .
نعم كان هناك تواطأ وصفقة سياسية بين مسعود وأردوغان والهدف غير المعلن محاربة فصائل الكريلا المنتشرة في المنطقة القريبة , ولم يدركوا بأن عصابات داعش سوف تتمادى في عمليات القتل وخطف النساء والعذارى وتدمير المنطقة وأحتلالها .
والكل يعلم ماذا حدث بعد ذلك من بيع وهتك للاعراض للحرائر دون ذنب اقترفوه سوى تسليمهم بأن القوات الكوردية المتواجدة في شنكال وقراها سوف تحميهم , ولم يدركوا الا بعد فوات الاوان بأنهم قدموا قربانا لتواطأ محلي وأقليمي , ولذلك نراهم الان شكلوا قوات من الإيزيديين أنفسهم لحماية مدنهم وقراهم ولا يثقون ولا يعتمدون الا على قواهم  الذاتية .
كل هذا حدث أمام أعين العالم  دون أي  تحرك أقليمي أو دولي لمحاربة هذه العصابات المجرمة وأنقاذ الايزيديين , دون أية  واعز ضميري أو أخلاقي .
في هذه الذكرى المؤلمة نقول للايزيديين عليكم بحماية أنفسكم والاعتماد على  قواكم الذاتية دون العويل  على الاخر وتقوية وتمتيين قواتكم وجبهتكم  الداخلية لحماية مدنكم وقراكم من اي غدر يغدر بكم مستقبلا .

خليل كارده