المحرر موضوع: عقدة الخواجة  (زيارة 533 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رسل جمال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عقدة الخواجة
« في: 02:10 05/08/2017 »
عقدة الخواجة

رسل جمال

استوقفتني اعلانات تلفزيونية، لاحدى القنوات المصرية، وبالحقيقة كل ما يعرضون من اعلانات تروق لي كمشاهد، لما يمتلكون حس فني راقي، وذوق تسويقي جميل، به يروجون ما لديهم من سلع وبضائع، وحتى اثار واماكن سياحية،  وجاء في الاعلان ما مضمونه، ان المواطن المصري يعاني من " عقدة الخواجة".

اي انه يفضل السلع المستوردة، على السلع والمنتوج المحلي، ويفصل الاعلان بشرح، جودة ومتانه المنتوجات الوطنية، وانخفاض اسعارها قياسا بتلك المستوردة، التي تصيب المواطن البسيط بعدوى اقتنائها، لمجرد انها مستوردة، فقط للمباهاة و" الفشخرة" كما تقال بالمصري!

لا يخفى ان للأمر غايات ونتائج اقتصادية، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر، على نمو البلاد اقتصاديا وصناعيا، وحين نرى بلد كمصر، يكاد يكون لايستورد شيئا، لانه شبه مكتفي ذاتيا، بما يمتلك من صناعات ثقيلة كالحديد والصلب، وصناعات نسيجية تجعل منها تتصدر، بقية الدول بتصدير القطن المصري المعروف بجودته عالميا، اضافة الى صناعات اخرى كثيرة تشمل الصناعات الفلكلورية، التي تهتم بالموروثات ، ولا ننسى الجانب السياحي، الذي جعل من مصر خيار مفضل للسياح الاجانب، وللاعلام دور كبير في ذلك، لالقاء الضوء على المرافق الحيوية، رغم ما تعانيه من مشاكل.

وبعد ذكر كل تلك القنوات، وللمصادر المتنوعة، التي ترفد وتغني الثروة الوطنية المصرية، ونسأل الله ان يديمها لهم، هناك من يقول ان المصري يعاني من "ازمة الخواجة" !

اذن من ماذا يعاني المواطن العراقي؟ اذا كان اخيه المصري مصاب بعقدة الخواجة؟ فالمواطن العراقي مليئ بالعقد على مايبدو، اذ اصبح هو "الخواجة"بذاته
فهو يلبس ويأكل ويشرب صناعات شتى ماعدا "صنع في العراق" ونحن في بلاد مابين النهرين، نشرب مياه مستوردة، ومعباءة، من جيراننا الذين لايملكون انهار حتى، او ان الله امات انهارهم!

مفارقة مؤلمة جدا، عندما نمتلك تلك المساحات الشاسعة من الاراضي، وقد حبانا الله نهرين، ولا نقوى على توفير وجبة غذاء واحدة تكون عراقية خالصة!

مؤلم حقا عندما نمتلك مصانع ومعامل، معطلة وهناك جيوش من العاطلين عن العمل، ونستورد عمالة اجنبية، لنزيد الطين بلة، مضى بنا سوء التخطيط والادارة، ان جيل قادم سيأتي وهو مديون لصندوق النقد الدولي !