المحرر موضوع: عنكاوا كوم تحاور الدكتور عوديشو ملكو حول ما جرى قبل (84)عاما في سميل .... كلما ازور سميل اشعر بانني بلاقيمة لبشاعة ما ارتكب فيها من مذبحة  (زيارة 2768 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37768
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عنكاوا كوم تحاور الدكتور عوديشو ملكو حول ما جرى قبل (84)عاما في سميل
كلما ازور( سميل )اشعر بانني بلاقيمة لبشاعة ما ارتكب فيها من مذبحة 
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

لم يحظ اي مطبوع ناقش قضية نكبة سميل باصداء موسعة مثلما حظي به كتاب  الدكتور عوديشو ملكو  الذي اصدره بعنوان (نكبة سميل 1933 اسبابها  وتاثيراتها المحلية والدولية ) في عام 2013 لذلك كان لنا حوار في تلك الفترة التي اعقبت صدور الكتاب  لننتظر فرصة اخرى توالت معها السنين  لنشهد معها الكثير من الاراء التي ناقشت ما ابرزه  ملكو في كتابه المذكور فضلا عن الكثير من الافكار  التي ابرزتها  الاحداث المتعاقبة  لاسيما ظهور تنظيم داعش وما افرزه من توجهه باقتلاع جذور المسيحيين بطردهم من مناطق تواجدهم  فاعتبرها ملكو كنتيجة  لتاثيرات  ما جرى قبل 84 عاما بالتمام والكمال ..حوارنا احتوى الكثير من الاسئلة التي تناولت اصداء الكتاب خصوصا لدى الاكاديميين ممن اعتبروا اضاءة الباحث بمثابة فتح ملفات كانت ذات نظرة مغلوطة واليكم تفاصيل اللقاء :

*في البداية ،علينا ان نتعرف عن الاصداء التي حازها كتابكم حول نكبة سميل وتاثيراتها وماهي الاراء التي تناولت الكتاب سواء كانت سلبية او ايجابية ؟
-قبل كل شيء اود الاشارة الى ان النسخ التي تم طبعها من هذا الكتاب والتي بلغت الفي نسخة نفذت تماما خصوصا وان هنالك الكثير من النسخ تم ارسالها لطالبيها من القراء سواء عن طريق البريد او غيرها من الوسائل المتاحة التي ابرزت طلبا كثيفا للاستزادة والمعرفة حول ما جرى من مذبحة في منطقة سميل  وخلال تلك الفترة السابقة وقفت على بعض الاراء مما  اشارت بالاشادة والثناء لما قدمته ومنها العديد من الاراء ابرزها ما احتواها موقع عنكاوا كوم من مقالة مطولة في هذا الجانب للباحث جواد محمد بندر فضلا عن مقالة اخرى نشرت في مجلة معلثا  لسان حال رابطة الادباء والكتاب الاشوريين  كما اود الوقوف عند راي للاكاديمية  الدكتورة  انعام مهدي سليمان رئيس قسم التاريخ في جامعة بغداد  التي كانت من ضمن لجنة مناقشة  اطروحة الدكتوراه  حيث قالت لي ( بان هذه الرسالة  نبهتنا كاكاديميين  لاعادة النظر بطريقة التدريس  على المستوى الاكاديمي لاحداث سميل) ..

*وهل هنالك محاولات لترجمة  الكتاب الى لغات اخرى بغية اتاحته للباحثين والكتاب في دول العالم ؟
-بالطبع فقد كانت هنالك مبادرات في هذا الجانب لترجمة الكتاب الى اللغتين الالمانية والانكليزية فبالنسبة للغة الالمانية كانت هنالك مبادرة من الدكتور  شليمون يونان وهو من احفاد ضحايا المذبحة ومقيم بالمانيا لترجمة الكتاب الى اللغة الالمانية  كما بادرت احدى الجهات في امريكا  بدعم ترجمة الكتاب الى اللغة الانكليزية وتم تهيئة العمل  من قبل المترجم اسماعيل قرداغي من جامعة صلاح الدين بمدينة اربيل  حيث قطع الرجل شوطا كبيرا لاتمام ترجمة الكتاب لهذه اللغة ..

*كونك قريب من موقع الحدث  اي (سميل)فما الذي يدور في بالك حالما تقترب من موقع الحدث او ارتكاب المجزرة ؟
-رغم ان زياراتي لسميل قليلة جدا  لكنني مع كل زيارة او اقتراب من موقع الحادث اشعر بانني بلا قيمة  كانسان او كباحث او كاشوري او كعراقي  واشعر كانني قدح مملوء بالحليب او العسل وتعرض للكسر فلم يعد ممكنا اصلاحه باي حال من الاحوال وليس لي اي امل في ان يصلح ذلك الخطا العظيم الذي ارتكب قبل 84 عاما في سميل فمحيط الجريمة موبوء بالوحوش الكاسرة ..

*قبل عامين شهد العالم مرور قرن على احداث سيفو وبالتالي اصدت دول العالم قاطبة لتلك المذبحة التي اودت بارواح الالاف من ابناء شعبنا فهل ستتمكن سميل ايضا من الابتعاد عن اطارها المحلي لتكون لها ذكرى عالمية على غرار مذابح سيفو ؟
-في محيطنا الموبوء بالنفوس المتعطشة بالدماء صعب ان  تنمو زهرة الحقيقة لذلك تبدو  مذبحة سميل ذات اطار ابشع من ان يقرن بما شهدته مذابح سيفو  والامر ليس بمرهون بعدد الضحايا او عدد السنوات التي مرت فعلى سبيل المثال كانت مذبحة سميل تمثل نقطة انقلاب نحو الاسوا  بشان الوجود الاشوري  والمسيحي في الشرق الاوسط  بينما مثلت مذابح سيفو منحى لاعطاء زخم كبير للوجود والاعتراف والاقرار  بحالة هذا الشعب  وتراثه ووجوده  في  الشرق الاوسط  ورايي في هذا الشان اخذه من ناحية كون حدوث مذابح سيفو في الوقت الذي كان فيه العالم تحت وطاة  الحربين العالميتين فحصلت اثر ذلك فسحة او منفذ لظهور الحقيقة المرتبطة بالجريمة المذكورة  اما مذبحة سميل فعلى العكس تماما فمازالت  القضية تعيش في بيئة موبوءة كما وانا مازلت في باب المقاربات اود الاشارة الى ان تركيا ومسؤوليتها بشان سيفو لم تلعب دورا لاخماد صوت الضحايا واخراس صوت الخيرين  اما مذبحة سميل فارتكبت في عنفوان تشكيل دولة اسلامية متطرفة ذات ابعاد قومية  لذلك يجب الانصات لتصريح الملك فيصل الذي قال بشان الحادث بان الامن في العراق قد استتب  بعد ان تم قلع انياب  الاشوريين في حين ان اتاتورك لم  يجرؤ على التصريح بما قاله الملك فيصل بهذا الشان ..

*ذكرت ان هنالك طبعة اخرى جديدة من الكتاب ستصدر في العام القادم هل فيها اضافات تم الالتفات اليها خلال الاعوام الماضية ؟
-بالطبع الكتاب لايحتمل الكثير من الاضافات فما يهمنا هو الحدث نفسه وما قيل بشانه من جميع الاطراف  لكنني قبل ايام قليلة وقفت على تصريح خطير للبطريرك ايشا شمعون في رسالته التي خاطب فيها عصبة الامم بعد ارتكاب المذبحة حيث كان طرحه يائسا وذات بعد استسلامي ذو شقين فالبطريرك اقترح على عصبة الامم  باستحداث منطقة للادارة الذاتية مخصصة للاشوريين والاكراد في شمال العراق  وهذا الطرح يشير الى ان سميل مثلت  العقدة في  المسيرة الاجتماعية للاشوريين والمسيحيين بشكل عام  اما الشق الثاني فابرزه البطريرك في رسالة موجهة لابناء كنيسته  طلب فيها تركيز الجهود للحفاظ على الوجود القومي بشكل رئيسي دون التركيز على ايجاد وطن  قومي ..

*ومازلنا في باب الاصداء لكتاب نكبة سميل فماذا عن تاثيراته في جهود الباحثين والاكاديمين من الجامعات العراقية ؟
-هنالك اشاراتين لجهود باحثين طلبوا مني على ضوء ما قدمته في كتابي اعداد ملخصات وبحوث في المسالة الاشورية ومن بينهم  الباحث ثامر العامري الذي اعد موسوعة  العشائر العراقية فاستعان بي شخصيا لكتاب فصل من تلك الموسوعة عني بالعشائر  الاشورية حيث صدرت الموسوعة في عام 2015 عن دار سعد الدين في دمشق كما طلب مني الباحث بشؤون الاقليات الاكاديمي سعد سلوم بحثا لضمه لكتابه الذي من المزمع اصداره بطبعة مزيدة حول المسيحيون في العراق والذي صدر بطبعته الاولى عام 2014 فاسهمت بكتابة فصل تحت عنوان (الاشوريون في العراق ..قهر الاشوريين تمهيد لتصفية المسيحيين والاشوريين في العراق ودول الشرق الاوسط )..

*وهل هنالك تاثيرات اخرى لم يستهدفها كتابك حول  ما جرى في سميل عام 1933؟
-انا اعتبر الكتاب مجرد اشارة او ومضة  او دخان بسيط لحدث كبير جدا وهنالك الكثير من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية  التي عانى منها العراق نتيجة هذا الحدث ومن يقرا اي جانب من جوانب الاحداث التي مرت على هذا البلد سوف يلمس انه نتيجة لما جرى في عام 1933 حتى ان تنظيم داعش وممارساته كانت نتيجة لما جرى من مذبحة ونكبة بحق المسيحيين وهي كلها نتاج للاستئثار بالسلطة واسقاط الاخر واثارة النعرات الطائفية وهي البيئة التي ولد وترعرع فيها هذا التنظيم ..

*وما الذي تشكله مذبحة سميل في خاطرك ؟
-اعتبرها شخصيا مدرسة تعلم فيها العراقيين الخوف والكبت والضغط المستمر والوعي الذي استتر لمنافع شخصية ..
*لو كان لك ميزان ووضعنا في احدى كفتيه التسمية التي اعتمدتها المصادر العراقية بشان سميل باعتبارها في وجهة نظرهم ثورة وانتفاضة او تمرد اما في الجانب الاخر فمنهم من يشير اليها كنكبة او مذبحة فاي الكفتين سترجح ؟
-هذا الامر مرهون بمقولة دائما ما يتداولها المؤرخون بان التاريخ يكتبه القوي  لذلك فالكفة الراجحة ستتحدث عما جرى في سميل بكونه تمرد ومحاولة الاطاحة بالحكم الملكي وكلها نابعة من خطاب سلطوي صادر  من البلاط الهاشمي ببغداد وما يعيدنا للمقولة التي اشرت اليها والتي قالتها لي الدكتورة انعام بشان النظرة الخاطئة والمجانبة للحقيقة والمعتمدة في المصادر الاكاديمية تجاه مذبحة سميل لكننا في المقابل نؤشر للكثير من المصادر التي كتبها اكاديميين يتمتعون بعقلانية وبما املاه عليهم ضميرهم المهني حتى منهم من كان بمنصب المسؤولية في الفترة التي زامنت ارتكاب المذبحة المذكورة حيث وصفوا الحدث بالمجزرة  والنكبة وماالى غيرها من التوصيفات ..

*في هذا الجانب تحضرني صفة دائما تشاع في المجتمع الموصلي تصف نكبة سميل ب(دكة التيارية )فما تعليقك حول هذه التسمية ؟
-هذه التسمية نابعة من توجيه تعبوي تعرض له المجتمع الموصلي للتقليل من عدو افتراضي باعطائه صفات الاستصغار والفئوية فالتيارية هي عشيرة من عشائر الاشوريين لذلك اشرت لهذا الامر في التباسات التسمية التي طالما تظهر في الاشارة للنكبة في تحدى فصول الكتاب .
 

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
شكرا الدكتور عوديشو ملكو على عطاءكم الزاخر لتدوين تاريخ شعبنا الاشوري المنكوب في ذاكرة الاجيال وبالحقائق كما عهدناك. نتمنى لك صديقنا العزيز دوام الصحة لرفد مكتبات شعبنا بمزيد من الابداع الذي لا ينضب.

ميخائيل ديشو

غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية الى كل الاقلام التي تحول نقل وايصال الحقيقة والصرخة والانين الى العالم لكي ينهض من النوم لان بحور الدماء هي في ازدياد , ومنها الذي جرى ويجري لابناء شعبنا من قتل واجبار على الرحيل من خلال زرع الخوف واطلاق التهديد والوعيد . فالف تحية لكاتبنا الكبير عوديشو ملكو والى كل من يساهم في نشر الحقيقة .