المحرر موضوع: صحيفة تتحدث عن أزمة عطش في أربيل.. الموت من أجل قطرة مياه!  (زيارة 1129 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل albabely

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 7917
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
بغداد اليوم/اربيل
نشرت صحيفة "العربي الجديد"، الاحد، تقريرا سلط الضوء على ازمة مياه تعاني منها مناطق في عاصمة اقليم كردستان اربيل، مؤكدة وقوع "مشاجرات وجريمة قتل" من أجل الماء.

وذكرت صحيفة العربي الجديد في تقرير لها ان الشاب الكردي هيوا خليل خوشناو  فشل لليوم الثاني على التوالي في استخراج ماء الشرب من بئر جوفي يقع قرب منزله، على الرغم من استخدامه مضخة كهربائية وأخرى يدوية وهي أدوات لا بد من توفرها في جميع منازل المناطق الشرقية والشمالية من مدينة أربيل المركز الإداري لإقليم كردستان العراق.

واضاف التقرير ان "هذه الادوات لابد ان تتوفر من أجل تأمين الحصول على حصة من المياه التي يتم ضخها إلى المنازل عبر الآبار الجوفية كل يومين، في ظل أزمة مياه غير مسبوقة"، مشيراً الى ان "أهالي منطقة كسنزان الواقعة في شرقي أربيل تظاهروا يوم الجمعة الماضية للمطالبة بحل مشكلة المياه المتفاقمة".

ويتم تزويد حي كسنزان بالمياه الصالحة للشرب وفق نظام الآبار الجوفية المنتشرة في المناطق الشمالية والشرقية من المدينة.

وقال خوشناو في حديث للعربي الجديد ان "منطقته تشهد أعلى مستويات الأزمة مع بداية فصل الصيف، ما أجبر السكان على اللجوء إلى أساليب الحفر غير القانوني عبر استخدام أنبوب أكبر من المرخص في تعليمات البلدية، أو شراء المياه من الباعة الذين يشكلون إحدى المظاهر التي أفرزتها الأزمة".

الشاب البالغ من العمر 24 عاماً أوضح أن "جفاف أحد الآبار في منطقتهم أجبر المسؤولين في دائرة المياه التابعة لوزارة الزراعة والموارد المائية في إقليم كردستان على ربط المربع السكني بالبئر المجاور والذي بات يخدم منطقتين في وقت واحد بحيث يقوم المسؤول عن تشغيله بضخ الماء يوم واحد لكل مربع سكني"، موضحا أن "البئر الحالي يعاني من الانخفاض الشديد في مستوى المياه ومهدد بالجفاف ايضا".

واشار التقرير الى ان "المشكلة ذاتها دفعت حسن صباح كرمياني إلى ترك منزله في حي دارتوه شمال أربيل، والانتقال إلى منزل مستأجر في منطقة هافلان وذلك للتخلص من نفقات شراء الماء من الباعة الجائلين إذ تضاعفت أسعار بضاعتهم وبعد أن كان خزان مقطورة المياه الصالحة للشرب من سعة 5 آلاف لتر يباع بمبلغ 10 آلاف دينار عراقي (8 دولارات أميركية) قبل عامين، بلغ سعر ذات الكمية 50 ألف دينار عراقي (40 دولاراً أميركياً)".

وبين التقرير ان "قرار الانتقال اتخذه كرمياني بعد شهرين من الانتظار قضاهما في التناوب مع أفراد عائلته من أجل سحب المياه بواسطة مضخة كهربائية وفي أوقات متأخرة بعد منتصف الليل، بسبب بعد منزله عن بئر المياه الجوفية، ما يجعله آخر الحاصلين على الماء الذي ينقطع بشكل مفاجئ لعدة مرات في الساعة الواحدة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المغذي للمضخة الكبيرة الساحبة من البئر الجوفي".

وقال كرمياني لـ"العربي الجديد" أنه "كان ينفق 40 ألف دينار، (ما يوازي 34 دولاراً أميركياً) أسبوعياً من أجل شراء أربعة خزانات مياه تبلغ سعة الخزان الواحد ألف لتر من الباعة الجائلين الذين زاد عددهم وازدهرت مبيعاتهم وهي نفقات إضافية باتت تعاني منها أغلب العائلات الساكنة في حي دراتو ذي الطابع الفقير".

وشهدت منطقة كسنزان حادثة قتل في حزيران الماضي، بسبب مشاجرة حصلت على خلفية التزاحم الحاصل للتزود بمياه الشرب وفق ما كشفه ضابط في مديرية شرطة أربيل لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن "الحادثة نتج عنها مجموعة من المصابين أيضاً".

واضاف الضابط الذي يحمل رتبة رائد، أن "أزمة المياه كانت السبب في انطلاق أول تظاهرة ضد تردي الخدمات في مدينة أربيل، وذلك في شهر آذار من العام الماضي وتم خلالها قطع طرق وإشعال الإطارات في مناطق بينج حساروك وهاوكاري وأحياء سكنية أخرى"، مبيناً أن "السيطرة على التظاهرة وإنهائها تمت بعد تعهد مسؤولين محليين بالتعامل السريع ومعالجة المشكلة".

وسجلت مراكز الشرطة في أربيل منذ بداية العام وحتى تموز الماضي، 37 محضرا خاصاً بمشاجرات حدثت بسبب خلافات ومعارك المياه، وأغلبها يتلخص بالاعتراض على قيام بعض المواطنين بالسحب غير القانوني للمياه من الأنبوب الرئيسي، وهو ما يؤدي إلى حرمان المنازل المجاورة من الحصول على المياه كما كشف الضابط الأربيلي لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى وقوع إصابات بشرية وخسائر بالممتلكات جراء تلك المشاجرات.

من جانبه قال مهندس الري أنور حمه السورجي ان "مستويات المياه الجوفية ضمن مهام عمله في مديرية الري بأربيل انخفضت مع تسجيل معدل عال في عدد الآبار الجافة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية تموز الماضي، مقارنة مع السنوات الماضية إذ بلغ عددها خمسة آبار رئيسية.

واوضح انه تم "تسجيل جفاف بئر واحد في السنة الماضية 2016، وهو أمر يرجعه إلى تنامي أعداد السكان في الأحياء الشمالية والشرقية من أربيل، بسبب رخص أسعار المنازل فيها مع الاستمرار في الأسلوب القديم بتوفير المياه للسكان عبر استخراجها من الآبار الجوفية والتي من الممكن أن تجف في أي وقت ويبقى السكان بلا ماء في انتظار حفر بئر جديدة".

وتبدو معالم تزايد الأزمة في انخفاض كبير لمياه الآبار بمعدل يتراوح بين 8 أمتار وحتى 10 أمتار في آخر عامين، وهي نسبة تنذر بجفاف عشرات الآبار خلال السنوات الثلاث المقبلة، بعد أن كان الانخفاض في مستوى مياه الآبار يتراوح بين مترين و5 أمتار سنوياً في مناطق شمال وشرق أربيل، كما يوضح المهندس السورجي.

وبعد أن كان الحفر لمسافة 80 مترا كفيلاً بالحصول على المياه العذبة في أربيل قبل 10 سنوات تغير الحال كثيراً، وفقاً لإفادة السورجي الذي يبين أن الحفارات والمكائن العائدة لهم وللشركات الخاصة المتعاقدة معهم تمضي أياماً طويلة من أجل العثور على الماء، إذ بات الماء موجودا على عمق 450 مترا وأكثر، مرجحاً أن المعدل سيتصاعد بشكل سريع خلال السنوات القادمة.

وتتفاوت قيمة حفر البئر بحسب نوعية وجودة المواد المستخدمة مثل الأنابيب والمضخة الغاطسة وحجم البناء الذي يشيد فوق البئر والغرفة المخصصة للموظف الذي يقوم بدور الحارس والمشغل في نفس الوقت، كما أوضح السورجي لـ"العربي الجديد"، مبيناً أن الكلفة في المتوسط لا تقل عن 40 مليون دينار (31 ألف دولار أميركي) للبئر الواحدة.

المصدر: العربي الجديد
http://www.faceiraq.net/inews.php?id=5779047
مريم العذراء مخلصتي * ويسوع الملك نور الكون  الابدي * وبابل ارض اجدادي