المحرر موضوع: جـرائـم وبـلاء بـحـق الأُصـلاء  (زيارة 2623 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جـرائـم وبـلاء بـحـق الأُصـلاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  زاهـر دودا  /  7 آب 2017

      ربما يخطر في بال احد المعنيين هذا السؤال الاتي وخاصة نحن نعيش حدث تاريخي اليم منذ 6 آب 2014 ويتوافق مع ذكرى أكثر ايلاما وحزنا على ما اصابنا في السابع من آب عام 1933 مذبحة سميل الاشورية التي ذهب ضحيتها اكثر من خمسة آلاف نفس بريئة من الاطفال والنساء والشيوخ على ايدي الجيش العراقي وبتعاون الحشد العشائري العربي والكردي . والسؤال :
ـــــ  لماذا لم يقتل الجيش العراقي ومعه الحشد الشعبي نساء وأطفال مقاتلي داعش الإرهابي مثلما فعل سلفه بعوائل الثوار الاشوريين في 7 آب 1933 !؟
مع ان المقارنة بين اعمال داعش الاجرامي بحق الانسانية عموما واضحة ومرفوضة وبين مجموعة ثائرة طالبت بحقها القومي التاريخي العادل بغض النظر عن الاسباب والدوافع التي ادت الى هذه الحركة القومية !   
 المحقق الجنائي الناجح في اي جريمة مهما كانت ، السؤال المهم الاول الذي يبني عليه مسار التحقيق هو العثور على المستفيد الأول ماديا أو معنويا وربط علاقته بالحدث . رغم ان الخيوط البارزة والأشخاص الذين كانوا اداة ووسيلة لفعل الجريمة غير كافية وناجحة لتحقيق الحق والعدل في توزيع العقوبة على الجناة ..
الذي يهمنا للوصول الى جواب شامل يضم اسباب كل الافعال الاجرامية بحق شعب اعزل مدني لم تكن مطالبه شريرة او نواياه كانت في ابادة الآخر ، وإنما كل ما اراد هو الحفاظ على وجوده على اراضيه التاريخية ، وهو الشعب الاصيل صاحب الارض وله الفضل في احتواء واستضافة القتلة طوعا او مرغما عبر التاريخ .
الدفاع عن النفس مشروع وحسب الامكانيات المتاحة ، ولكن ، لم تكن المعادلة وكفة الميزان بين الطرفين الثوار اصحاب الارض في دفاعهم عن وجودهم وبين السلطة الغاشمة بعسكرها وحشدها لأفراد العشائر المختلفة العربية والكردية ، ولكن ، ربما شعورهم الجبان تطلب الى هذا الرد والانتقام ، ولكن ، لماذا تم القتل والتمثيل بالجثث المدنيين من الشيوخ والنساء والاطفال ؟
هل وصل بهم الرعب والخوف من الجماد ايضا في حرق وهدم الدور والكنائس وكل ما كان يصادفهم اثناء هجمتهم على القرى الآشورية ؟!.
العقاب لم يكن وحده الغاية المطلوبة ولكن كانت النوايا في النتائج الاخيرة التي تحققت لهم وكانوا ينتهزون مثل تلك الفرصة للانقضاض على الفريسة ليس لإشباع غريزة القتل الدموية المتأصلة في نفوسهم فحسب ، ولكن من اجل الواقع الذي نلمسه الان في محو الوجود لإفراغ المنطقة من اهلها الاصلاء لكي لا يبقى وريث حي يطالب بحقوقه التاريخية يوما . 
لننظر كيف تغيرت ديموغرافية قضاء دهوك بعد عام ١٩٣٣ اثر افراغ قرى من سكانها وتهجير من نجى الى مناطق اخرى وقسم منهم رحلّوا الى سوريا في حوض الخابور ، نجد اليوم دهوك محافظة كبيرة سكانها الاصليين اصبحوا أقلية بين غالبية كردية ، ماذا حل بالبلدة الاشورية المسالمة سميل وقرى اشورية اخرى ، وبيد من الان ، واين اهلها وكيف تغيرت ديموغرافية المنطقة كلها ومن الذي استفاد من تلك الجرائم البشعة بحق اهلنا !..
لم تكن النوايا المعلنة بمعاقبة الثوار وحتى في قتلهم فحسب، انما المبيتة كانت لإبادة جماعية لشعب اصيل مالك الارض والحضارة ، لغزو المنطقة واحتلالها كما شاهدنا وعايشنا احفادهم اليوم وما قاموا به في آب عام ٢٠١٤ باحتلال القرى وبلدات سهل نينوى بأجمعه وافراغه من سكانه الاصليين طمعا فيه بدون حجة او مبرر او جرم فعلوه بالضد من السلطات الشرعية او مخالفا لأحكام قوانين الدولة الاسلامية (داعش) الوجه الحقيقي لمجرمي الامس .
اسلوب داعش في الترهيب وإدخال الرعب في قلوب المدنيين كان ناجحا للوصول الى هدفهم العام الاول في احتلال الارض بدون سفك دماء كثيرة ربما كانت ستعيق تقدمه وتثير ضده حفيظة المتعاونين الخونة قبل غيرهم للرأي العام العالمي الذي كان اسيرا مشلول الضمير فاقد الكرامة الانسانية على ما لحق ونقل في الوسائل الاعلامية بالصورة والصوت ، وستكون وصمة عار في جبين قادة الدول العظمى على تواطئهم وسكوتكم على ابادة بشر من مجموعة عرقية اصيلة وبتحطيم الحجر المتمثل بالآثار الشاخصة المرعبة لكل غازي بربري .
لا اعتقد العامل الديني او القومي لوحده كان المبرر الوحيد او السبب الرئيسي وراء تكالب المجرمين للنيل من الودعاء المسالمين ، وانما الاستحواذ على السلطة وعلى اكبر مساحة ارض جغرافية ممكنة لإشباع غريزة اطماعهم المتوارثة وهو هدفهم المخفي الحقيقي مستغلين التعاطف المذهبي الديني لجلب مرتزقة من دول اوروبا واسيا الوسطى ومن افريقيا واميركا رغم اختلاف قومياتهم ولغاتهم وثقافة حياة دولهم ..
ان عدم قيام الجيش العراقي ومعه الحشد العشائري والشعبي وغيرهم بقتل اتباع داعش المدنيين بعد انتصارهم لمعارك شرسة قدم الجيش خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات ، لأن غاية الجيش كانت لتحرير الارض وإعادتها الى سيطرة وحكم الدولة، وبانتهاء وجود المقاتلين تكون قد سيطرت على الارض وما فيها وبذلك تتحقق الغاية .
اما ما حدث في 1933 لم يكن باستطاعة الدولة السيطرة على الارض بانتهاء وجود المقاتلين وبقاء اهلهم وأتباعهم وعائلاتهم الورثة الشرعيين وأصحاب الارض التاريخيين ، لذلك تمت عملية التصفية والإبادة من قبل الجيش والمتطوعين من ابناء العشائر العربية والكردية المستفيدين الاكثر من هذا الغزو الدموي ، اضافة الى ادخال عامل الديني والقومي في تأجيج الرأي العام الشعبي لمؤازرة هذا الاجراء مما ساعد على تحقيق الهدف بأسرع وقت ممكن .
لا يختلف هذا الاسلوب الدموي في آب 1933 مع مفهوم داعش الارهابي وما قامت به حيث لا تبقي أحدا حيا عندما تحتل منطقة جغرافية تابعة لغير مذهبها الطائفي لكي لا يشكل خطرا وعائقا في مسيرة توسعها الجغرافي . وما اشبه بداعش الأمس وداعش اليوم وإن تغيرت الأسماء والمسميات والعناوين ، ولكن الافعال نفسها والاسلوب متقارب والهدف واحد للسيطرة على الأرض وإخضاع الباقي من سكانها ..       



غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية وتقدير لهذا الموضوع الذي يحمل بين سطوره الكثير من المعاني والعبر .
BBC

غير متصل بنيامن آزز

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بكل بساطة ... الداعشيون هم إسلام ...لكن لنطرح السؤال بالشكل التالي: لماذا لم يذبح الجيش العراقي عوائل الأكراد طيلة أعوام إنتفاضتهم منذ الستينات وقيامهم بقتل الآلآف من جنود الجيش العراقي؟؟

متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1830
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصديق العزيز زاهر دودا
تحية
مقالة نوعية وتحليل منطقي لما حدث ويحدث لنا .
اضم صوتي للأخ بنيامين ازز وهو لماذا لم يفتك الجيش العرافي بأهالي الاكراد ( طبعاً نحن لا نتمنى لا نريد  هذا مطلقاٍ )   وينهش  بهم  ويبدهم مثلما فعل بِنَا ؟؟؟؟
 
تحياتي
والبقية تأتي
جاني

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية وتقدير لهذا الموضوع الذي يحمل بين سطوره الكثير من المعاني والعبر .
تحية وتقدير لك اخ فاروق كيوركيس ويسعدني قراءتك الواعية للمعاني الخجولة بين السطور للمقال المنشور .
 

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
: لماذا لم يذبح الجيش العراقي عوائل الأكراد طيلة أعوام إنتفاضتهم منذ الستينات وقيامهم بقتل الآلآف من جنود الجيش العراقي؟؟
الاخ العزيز المحترم
بنيامين آزز
بكل بساطة ... لأن سلطة الجيش والأكراد مسلمون ومن نفس المذهب السني للسلطة المركزية ولا يشكلون خطرا على الدين ... بينما الاشوريون يختلفون قوميا ودينيا بالاضافة كونهم اقلية عددية غير مدعومة دينيا من الدول الكبرى بل حرة من سلطة كرسي روما الذي وقف متفرجا ان لم يكن سعيدا على تأديب او اضطهاد من ليس تحت عباءته ..
حافظ الاكراد على عرقهم كما الاتراك على هويتهم القومية واصبحوا قوة وسلطة مستقلة استغلت قوة الدين عند اعتناقهم الدين الاسلامي بعد غزو المغول والتتر للمنطقة كما حافظ الفرس على قوميتهم وكيانهم عندما اعتنقوا الاسلام اثر خسارتهم الحرب مع الجيش الاسلامي في معركة القادسية قبل 1400 عام ، والقومية التي دائما كانت الضحية المتقهقرة باستمرار هم السكان الاصليين الاشوريين بينما الاخرين في توسع جغرافي وبازدياد بشري ايضا .
الصراع بين العرب والاكراد والفرس والاتراك صراع سياسي على السلطة وليس عقائدي ديني بعد اعتناقهم الدين الاسلامي كما يقول لنا التاريخ الصراع على السلطة بين الامويين والعباسيين من اجل الخلافة لا غير، ومعاركم من اجل ان لا تتجزأ سلطتهم عند انفصال جزء جغرافي من دولهم ، بالعكس من الاشوريين لم ولن يفكروا يوما بالانفصال لانهم ينتمون لكل الارض (ميزوبوتاميا) ولا يتخلوا عن جذور اجدادهم واثارهم المنتشرة المكتشفة والمدفونة تحت الأرض .   
 حاول حزب البعث العربي تعريب شمال العراق وخاصة الاكراد لبسط نفوذه وسيطرته وليس من اجل تغيير القومية . ولكن الاكراد يعملون دائما ويروجون الى الدفاع عن القومية (المبرر الوحيد) لكسب المؤيدين علما ان السلطة الحاكمة في كل الاوقات كانت تحتوي على شخصيات كردية قوية ونافذة ومتساوية مع اقرانهم العربية . وضحية الصراع والنزاع على الارض كان دائما الاشوريين بسبب بسيط ، عدم توحدهم وتوزع سلطاتهم الدينية وانقسامهم المذهبي اللعين . الثمن الباهظ الذي لا زال يستمر شعبنا يدفعه الى ان ينقرض هو تمسكه الديني على حساب الأرض ، والكنيسة على مر التاريخ منذ كانت السائدة في الشرق قبل الاسلام ترفض اقامة دولة مدنية لها سلطة توازي سلطتها الدينية الكنسية ، لم يشملنا التغيير ولم نستفد من قيام الثورة في اوروبا قبل خمس قرون وفصلت الكنيسة وتدخلها في الشؤون المدنية السياسية العامة. 
الحديث يطول وتتدخل كثير من الافكار والتاريخ فيه كثير من الاسرار والالغاز وتحتاج الى الجرأة والشجاعة في التفكير فيها .!!
 
تحية وتقديري 

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الاخ العزيز جان يلدا خوشابا المحترم
تحية وبعد

شكرا لمرورك ويسعدني رأيك دائما
 تجد الجواب لسؤالك في الرد الذي كتبته لتعقيب الاخ بنيامين آزز ، أتمنى ان تقرأه ، أعتقد يفي رغم ان الموضوع يحتاج الى صفحات وصفحات ان لم يكن الى كتب لتشابك الامور وتداخلها تاريخيا ودينيا ومذهبيا وقوميا وجغرافيا و و

ولك مني اجمل الامنيات     

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2231
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ العزيز زاهر دودا المحترم
تحيه طيبه
عزيزي زاهر,  بعد الشكر, من خلال ملاحظة المجريات التي رافقت ظهور الاديان وما بعدها, تحديدا تلك التي فرضت على الاقوام والشعوب بحد السيف وبقر البطون بالاعتماد على نصوص الكتب المقدسه ( العنيفة منها والسلمية الناعمه ), فبسببها تشكلت صفحة اخرى لثقافة وحشيه ولاانسانيه اضيفت الى صفحات اخرى من الاعتداء والتجاوز فاصبح السلوك المبني على انصر اخاك ظالما او مظلوما هو المعمول به اجتماعيا وسياسيا وعسكريا, ليكون بقر بطون المسيحيات شانا عادلا ومحلل دينيا بينما قتل المسلمات لاي سبب كان  كما هو حال زوجات واخوات الدواعش  شأن محرّم.
اذن البشريه في ازمه انسانيه عندما يكون الكيل بهذا المكيال المهترئ.
تقبلوا خالص تحياتي

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ العزيز شوكت توسا
بعد التحية والاحترام
شكرا جزيلا على مرورك اولا ، وبوضع بصمتك المعطرة الجميلة من فكر تحليلك الصائب في الازدواجية على العدوان بحق الابرياء وبتعاملهم الاخوي مع اعوان الدواعش الذي عاثوا في الارض دماءا وويلات يندى لها الفكر البشري على مر التاريخ الحديث ..
لشهدائنا الرحمة والخلود وللمعتدين الخزي والعار الى يوم الدين

ارجو لك استاذ شوكت الغالي دوام الصحة والسعادة والتوفيق 
تقبل احترامي وتقديري
 

متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5205
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكنيسة على مر التاريخ  ترفض اقامة دولة مدنية لها سلطة توازي سلطتها الدينية الكنسية !!!!!!!!!!!!!! ، لم يشملنا التغيير ولم نستفد من قيام الثورة في اوروبا قبل خمس قرون وفصلت الكنيسة وتدخلها في الشؤون المدنية السياسية العامة. 
............... ولهـذا لا تـتـأمـل خـيـراً من شعـبنا ... أخي زاهـر .

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي العزيز مايكل سيبي المحترم
بعد التحية والتقدير 

شكرا جزيلا لمرورك ولقراءتك الدقيقة لمعنى المنشور وبردك الجميل القصير
اخي مايكل ، احترم دائما كتاباتك وطروحاتك الناتجة من التجربة للثقافة العميقة المدنية والدينية
كم يسعدني ان تتلاقى افكارنا ورؤانا في القضايا المهمة المصيرية المشتركة بالرغم من اختلافنا الشكلي من البعض الاخر ! 

دمت دائما بالف خير وسلام