المحرر موضوع: أبنائي في الماء ...  (زيارة 926 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وهاب شريف

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أبنائي في الماء ...
« في: 10:18 09/08/2017 »

أبنائي في الماء


وهاب شريف

تسير الأيام في عروقهم 
يتذكرون اليابسة ويضحكون
 كانت لعبةً مرتَّبةَ الأحداث
 بدقة
 تلك الحياةُ التي رمتهم
عندما أغلق الحظُّ النافذة َعلى صبرهم ،
 أبنائي في الماء
ترتعش تقاسيم وجوههم
كلما توقّعوا ما ستكون عليه
 فرائصُ الصغار الجدد
 وهم يحرثون حقول احزانهم ومتطلباتهم العريقة
 أبنائي المساكين
 كانوا غيورين أكثر مما تتطلَّب المائدة
كانوا شرفاء أكثر مما تحتاج الحقيقة
 كانوا خلوقين
 أكثر مما يكتمون ويظهرون
ويضحكون إذا ماضاقت الأفواه
 واتسعت العيون
 كانوا عراقيين أكثر مما ينبغي .
أبنائي  انتشروا في غياهب الكتب القديمة
عندما وجدوا الدمع يختلط بالخرافة
 والمكارم بالشعوذة
 والشرف بالدعابة
 والفخر بالغبار
 سكبوا أرواحهم في الشجر
 وطّدوا عَلاقتهم بالماء
صاروا سياسيين فقراء
 ودبلوماسيين أنقياء
مع الهواء
مع الشمس
مع النار
مع السلام
وما استطاعوا
وما استمكنوا
وما استمروا
وما حنَّ الحبيبُ
ولا رقَّتْ الأفئدة
 أبنائي
رفدوا الماء بالتفاؤل والإعتذار
 أحكموا قبضة النهر على أعناقهم
 عندما قدموا أعذب المشاعر للماء
 وأحلى الصور والذكريات .
حلّوا في الورد والسنابل
استنسختهم القصائد الحديثة
واستنشقهم
 عطشُ الواقفين بباب أشواقهم
 المداعبين لأعضائهم التناسلية بالخيال ..
أبنائي     
 سرُّ الأرض
 ونرجسية الصعود إلى السحاب
 وعنفوان الحرف
في شجاعة المطر
 وجرأة الطين على استيعاب الألم
 أيها الصالحون المدَّعون الزاعمون
 أما تعبتم من الكلام والخديعة ؟
أبنائي
 استعذبوا الفراق 
عندما لسعتهم حقيقتكم
واستوطنوا الماء
من أجل الطفولة والحياة
لما ستنجبون
 من وجع
وأسف
وندم .