الصديق العزيز الاستاذ يونس المحترم
تحيه طيبه
سرد جميل ووصف اجمل لمشهد درامي متوقع لا قدر الله , شخصيا لا اتمنى العيش لحين حصوله لانه سيكون صنف موت آخر لا يشبه موت اللحظه لمرة واحده بل موت بطيئ مليئ بالحسرات والخيبات .
بعد سقوط نظام صدام حسين , إعتدت على زيارة العراق عن طريق اسطنبول ثم ديار بكر وماردين باتجاه ابراهيم الخليل ثم زاخو والقوش,نظرا لجمال مدينة ماردين وموقعها الجغرافي الخلاب , قررت في احد المرات المبيت ليلتين من اجل الإطلاع على جمال وقدم بيوت وحصون المدينه القديمه التي تمتد فوق طول قمة سلسلة الجبل, اثناء تجوالي فيها دخلت في دكان (بقاله) للتعرف على ما يبيعه, فوجدت شابا بعمر 17 عام جالسا فيها, سألته بالانكليزي , هل انت من اهالي هذه المدينه, اجابني نعم , قلت له ما هي لغتك الاصليه, قال لي انا اعرف اتكلم التركي والسرياني وقليل من العربيه, فبدأت اتحدث معه بالعربيه,وعندما احسست بعدم راحته مني, اشتريت منه كيلو صابون غار وعصير رمان صنع محلي وليفة حمام .. ثم سالني من اين انت قلت له عراقي من بلده اسمها القوش ,اجابني بان لابيه صديقا من قرقوش, صححت له قائلا بان قرقوش هي غير القوش لكن كلاهما بلدات مسيحيه, اخيرا قال لي ربما والدي او القس يعرفون اكثر مني ان كنت تريد ان تعرف المزيد.
اخي يونس, ذهبت الى الكنيسه التي يقيم فيها القس وقد تجاوز السبعين فقدمت له نفسي, ومنه سمعت بتفاصيل حال المتبقين من سكنة ماردين الاصليين وهم لا يتجاوز عددهم الثلاثين عائله, بعد ان كانت البلده مقفله لاهلها السريان الى ان حصل الذي حصل في سفر بللك ايام الحرب الكونيه الاولى وما رافقها من مذابح . ثم خرجت اتجول في شوارعها التي لم اسمع فيها احدا يتحدث باللغة السريانيه , فقط التركية والكرديه , وحين عدت الى هولنده كتبت مقالة حول ما شاهدته عبرت فيها عن خشيتي من ان يحل نفس الشيئ في بلداتنا (كلامي هذاكان في العام 2007).... بعد قرابة عام كتبت مقاله اخرى حول نشاطات شباب القوش وتلاحمهم في تقديم الخدمات الطوعيه ,فإعتذرت في مقالتي عن الخشية التي تحدثت عنها .
دعنا اخي يونس نتمنى المزيد من تلاحم ابناء بلدتنا في القوش من اجل ان تبقى القوش لأهلها ...... وتقبلوا خالص تحياتي