المحرر موضوع: موقع " كاثوليك نيوز" :الاطفال يجب ان يكونوا في المدارس بحلول ايلول, وإلا بغديدا ستموت  (زيارة 2076 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

عنكاوا كوم/ كاثوليك نيوز/ دانييل بيكيني
ترجمة وتحرير / ريفان الحكيم


تصارع منظمة "اعانة الكنائس المحتاجة" الزمن مع لجنة اعمار سهل نينوى لإصلاح وإعادة بناء اكبر عدد ممكن من المنازل لكي تتمكن العائلات السريانية الكاثوليكية من العودة الى منازلها مع مطلع العام الدراسي القادم.

ان حوالي 600 عائلة قد عادت بالفعل الى هذه البلدة في سهل نينوى. الاب جرجيس جحولا المسؤول عن الفريق السرياني الكاثوليكي في لجنة الاعمار, تنبأ بثقة "في غضون 10 سنوات سيتم اعادة توطين البلدة كما كانت قبل تنظيم الدولة الاسلامية".

بلدة بغديدة(وتعرف ايضا بأسم قرقوش) والواقعة في سهل نينوى,دخلت في صراع مع الزمن, صراع من اجل البقاء. في ايلول المقبل سيتم اعادة افتتاح المدارس هناك. العائلات السريانية الكاثوليكية التي اجبرت على الفرار من المدينة قبل ثلاث سنوات هربا من بطش مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية والذين امضوا السنوات الثلاث الماضية كلاجئين داخليين في اقليم كردستان, تريد العودة الان الى ديارهم اخيرا- اذا كان ذلك ممكنا في الوقت المناسب لبداية العام الدراسي لأطفالهم.

وأوضح الاب جرجيس " تم تصليح المدارس في بلدة بغديدا من قبل مؤسسات دولية مختلفة مثل الامم المتحدة" واضاف " للأسف لم يتم بعد اعادة بناء منازل العائلات المسيحية التي تريد العودة. قبل مجئ داعش كان هناك حوالي 5000 عائلة سريانية كاثوليكية هنا, من بينهم حوالي 60% في سن المدارس. واذا لم تكن منازلهم جاهزة للسكن بحلول ايلول  فان هذه الاسر قد تقرر الذهاب الى مكان اخر وهذه المرة للابد. ومن ناحية اخرى, اذا نجحنا فأنا متأكد من انه في غضون 10 سنوات فأن بغديدا سوف يتم اعادة توطينها وسيكون هناك عدد كبير من المسيحيين هنا كما كان من قبل".

في هذه البلدة, التي احتلها الالاف من مسلحي داعش لسنتين ونصف "والتي ربما كانت قاعدة عملية" تركوا فيها تركة من حوالي 6327 منزلا بحاجة لإعادة الاعمار.

الارهابيون اضرموا النيران في 2269 منزل وهدموا بشكل جزئي 3950 منزل كما وفجروا 108.وتقوم منظمة اعانة الكنائس المحتاجة الى جانب منظمات اخرى بالمساعدة في اعادة اعمار هذه المنازل بدءا بالأقل تضررا. في الحقيقة تم فعليا اعادة اعمار 47 منزلا في القطاع E من المدينة.

واشار الاب جرجيس "العوائل تستجيب لعلامة الامل هذه وبدؤوا بالعودة. في بغديدا رجعت لغاية الان 600 عائلة, ولدينا حوالي 10 من العمال الذين تحولوا الى هنا للعمل في تصليح منازلهم بينما تنتظر عائلاتهم في اربيل للانضمام اليهم. الاطفال بشكل خاص فرحون جدا لتمكنهم من العودة الى الديار".

من اجل اعادة الحياة الى بغديدا, يتم تصليح شبكات الكهرباء والماء بشكل تدريجي. "امدادات الطاقة الكهربائية تعود ببطء. قامت الحكومة في بغداد بتصليح المحولات القديمة وقامت بشراء 15 محولة جديدة ولكنها لغاية الان غير كافية. ففي الحقيقة سنحتاج لحوالي 150 محولة اضافية. مسلحوا الدولة الاسلامية قاموا بتدمير شبكات المياه وفي بعض احياء المدينة لاتزال تعاني من غياب المياه.

واوضح الاب جحولا "ان السلطات بحاجة الى معدات حفر وردم ونحن لم نحصل عليها بعد".
ان القلب النابض الحقيقي لجهود اعادة الاعمار في بغديدا هو بالضبط في مكاتب الفريق السرياني الكاثوليكي بقيادة الاب جورج. "في كل يوم نتلقى مكالمات هاتفية من عائلات مسيحية ترغب بالعودة الى بيتها. يذهب مهندسينا ويتحققون من حالة منزلهم الهيكلية ويسجلون الاضرار. ثم يعودون الى المكتب هنا ويسجلون البيانات الموجودة في المسح. المزيد والمزيد من العوائل تطلب منا بتقديم تخمين لتكلفة اصلاح منازلهم – في الواقع نظرا للطلبات العديدة التي اصدرت في الاسام القليلة الماضية, كان علينا ان نلجا الى مهندسين اخرين".


بالرغم من الصعوبات, تقوم عائلات مسيحية اخرى بالعودة بشكل بطيئ الى اماكن اخرى ايضا مثل برطلة, المدينة التي يسكنها غالبية من السريان الارثوذكس في سهل نينوى.
من بين العوائل الـ650 التي كانت تعيش هنا قبل احتلال داعش, عادت مؤخرا 24 عائلة.  في هذه المدينة التي احتلت منذ السادس من اب من عام 2014 ولغاية 20 من تشرين الاول 2016, قام داعش بحرق 69 منزلا تعود لعوائل سريانية كاثوليكية, وتضرر 274 منزل ودمر 19 منها بشكل كامل.

ويشرف الاب بهنام بينوكا من لجنة اعادة اعمار نينوى على اعادة بناء هذه المنازل في برطلة. وكما في بغديدا, يقوم فريق من المهندسين بزيارة المنازل ويجرون مسحا للاضرار فيها ويقدمون تخمينا للتكلفة.

ويقول الاب بينوكا "هذا منزل ضياء بهنام نونا, وقد تم بناؤه على انقاض برطلة القديمة".
وبينما كنا نتمشى من بيت الى اخر عن طريق هذه الثقوب المتشابهة في جدران المنازل, اوضح الاب بهنام "قام الارهابيون بعمل ثقوب في جدران المنازل لكي يتمكنوا من التنقل من منزل الى اخر دون ان ترراهم المروحيات الامريكية"

الارضية مغطاة بجميع انواع المواد المحطمة – صور القديسين, والملابس, والمفروشات وقطع الاثاث. يبدو من المستحيل ان يعود اي شخص للعيش هنا.ومع ذلك يوجد مهندس يقوم بأخذ ابعاد الثقوب التي في الجدران, يبدو ان السيد ضياء بهنام سيكون لديه نوافذ جديد في منزله.

التحديات التي يواجهها المسيحيون في سهل نينوى هائلة" هناك حاليا 14 الف عائلة مسجلة ممن هربت من الموصل وسهل نينوى وتسكن في اربيل (ويقدر عدد افرادها بـ 90000) ويوجد حوالي 13 الف بيت ليتم اعادة اعماره, مخاوف امنية في القرى, والمناورات السياسية الكردية-العراقية على الارض, وشواغل البنى التحتية (المياه والكهرباء والطرق والمدارس والعيادات) والاهم من ذلك الفترة الانتقالية بين نهاية الايجارات الشهرية وحزم الطعام ونقل هذه الاسر الى القرى المحررة.

واستنادا الى احدث الدراسات الاستقصائية التي اجرتها لجنة اعادة اعمار نينوى في 14 تموز 2017, عادت بالفعل 1228 عائلة الى سهل نينوى, ويتم تجديد 423 عقارا والتي تم اعادة 157 منها من خلال المساهمات المالية التي قدمتها منظمة المعونة الكنائس المحتاجة.

منذ بداية الازمة, قدمت منظمة المعونة للكنائس المحتاجة الدعم المستمر للاجئين المسيحيين في شمال العراق. وحتى الان تم التبرع بما مجموعه 45 مليون دولار للمساعدة الطارئة بما في ذلك الغذاء والتعليم والاسكان والمساعدة الرعوية وإعادة الاعمار.


أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية