المحرر موضوع: اَلْفُجُلُ فِي اَلسِياسُةِ اَلْعِراقِيَّة!  (زيارة 513 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكَلامُ المُباح (143)

اَلْفُجُلُ فِي اَلسِياسُةِ اَلْعِراقِيَّة!

يوسف أبو الفوز

وصلتُ بيتَ صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، محملاً بحزمةٍ من الصحفِ والمجلات، مُخمناً إن جَلستنا سَتكون محتدمةً بالاسئلةِ والموضوعاتِ السياسية، أمام التطورات المتلاحقة والساخنة في أوضاع بلادنا، والتي يمزحُ أَبُو سُكينْة بانَ درجات حرارة الصيف الجهنمية ترفعُ من سخونةِ كل الاحداث في بلادنا.

ومن أيام وجَلِيل، مهتم بمتابعة وعرض المواقف الرافضة لتصويت مجلس النواب على قانون انتخابات مجالس المحافظات وإعتماد طريقة (سانت ليغو 1.7)، التي أجمع المعارضون لها، على وصفها توجهاً أقصائيا من قبلِ القوى المتنفذة التى تريد الأستئثار بالسلطة والحفاظ على نهج المحاصصة وقطع الطريق أمام أي أفقٍ للتعددية السياسية.

قال أَبُو جَلِيل: هل يمكن ان تفيدونا من أين جاءنا هذا السانت لوغو ؟

ضحكَ جَلِيل وقال: يا والدي أسمه الصحيح "سينت-لاغوي" ، والاسم الكامل "أندريه سينت –لاغوي"، وهذا عالم رياضيات فرنسي، يعتبر رائدا في مجال نظرية الرسم البياني، ولد عام 1882 وتوفي عام 1950، نشر أبحاثه عام 1910 حول اساليب تخصيص المقاعد، وسميت الطريقة بأسمه، وكان هدفه تسهيل حساب التناسب في النتائج الانتخابية واعتمدتها العديد من دول العالم .

قالت زَوجَتي: ولكن يبدو أن القوى المتنفذة عندنا منطقها الاساسي هو وضع المزيد من الصعوبات أمام أيّ تغيير لا يكون من صالحها، لتبقى متنفذة ومتفردة ويتواصل الفشل السياسي وأنتشار الفساد وسوء الادارة وتستمر معاناة أبناء شعبنا مع تردي الخدمات في كل مجالات الحياة.

كان صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، يصغي بإهتمام لكل ما يجري، وكان قبل أيام قد طلب مني أن اشرحَ له الملابسات المتعلقة بطريقة "سينت-لاغوي" في حساب الاصوات والمقاعد، فلم يكن ما سمع جديدا عليه. تنحنحَ ومدَّ ساقه قليلاً، وقال:

ـ لابد من حل، ولا تتعبوا انفسكم وتأملوا من القوى المتنفذة ما يرضيكم . سانت ليغو أو سينت لاغوي .. الجماعة عندهم الأمور كلها "سلة لغف"، بمعنى سد الطريق أمام أيّ إصلاح أو تغيير، والاستمرار في سدّ أذانهم عن سماع أصوات المطالبات الشعبية، بل والاستهانة بالارادة الشعبية، ويعملون بحماس تحت ظل شعار: " رغيف خبز لاتكسرين .. باقة فجل لاتفلين .. وأكلي حتى تشبعين" !