المحرر موضوع: الصهيونية رسول العنصرية والتأله بحسب الفكر اليهودي  (زيارة 1157 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مفكرون يهود يهاجمون اليهود واليهودية!! هل الفكر اليهودي هو الفكر الذي له مضمون يهودي؟ ام الفكر الذي خطّه قلم مفكر يهودي؟ ولكن ما القول في فكر له مضمون يهودي، وخطه مفكر يهودي، وهو معادٍ بشكل عنصري لليهود واليهودية، أي معادٍ للسامية وتصبح الصهيونية رسول العنصرية. المفكر والشاعر الالماني هاينريش هايمه معادياً لكل الأديان بما في ذلك اليهودية، وقد كتب يقول: انه توجد امراض ثلاثة شريرة هما (الفقر والالم واليهودية). بل كان يعتبر اليهودية قوة معادية للإنسانية فهي مصيبة وليست ديناً. ويُعبّر ميخا بيرديشفسكي المفكر الروسي الصهيوني، عن نفس الرؤية العنصرية المعادية لليهود، ويقول: (ان اليهودية القديمة كانت في واقع الامر العبادة الإسرائيلية القربانية الوثنية التي تدور حول عبادة الطبيعة والكون والاصنام ولا تلتزم بأي قيم أخلاقية، فهي ترى ان شعب إسرائيل شعب مقدس يمكنه ان يفعل ما يشاء). ويذهب ميخا الى ان الطبقة التوحيدية (التوراتية) دخيلة على العقيدة، وفي كتابه (سيناء وجرزيم) يذهب الى ان الجبل المقدس ليس جبل سيناء، وان مؤسس العقيدة الإسرائيلية ليس موسى وإنما يوشع بن نون الذي غزا كنعان، واباد سكانها بقسوة غير أخلاقية. وكان يطالب بالعودة الى الوثنية الحلولية القديمة (بكطريقة للتحرر من اليهودية الحاخامية فالبعث القومي بعث كوني وثني حلولي، عليهم العودة الى يهودية جديدة: يهودية تضع اليهودي قبل اليهودية وإسرائيل قبل التوراة، وتعيش في وئام مع الطبيعة، وهذه العودة الطبيعية هي برنامج ميخا لإصلاح اليهود واليهودية، فالشعب اليهودي (بحسب قوله) الذي تحول الى مجموعة من البشر تشبه الموتى من خلال برنامجه الإصلاحي وستدب فيه الحياة مرة أخرى من خلال برنامجه الإصلاح الصهيوني. وان زلمان شنياؤور (1887- 1959) ينتمي لهؤلاء المؤلفين الذين ينم ادبهم عن كُره عميق لليهودية وليهود المنفى (أي كل اليهود في العالم) ويطرحون بدلاً من ذلك رؤية علمانية مبنية على قيم القوة والبطش، ففي رؤية (نواة بآندري، بلغة اليديشية -يهود شرق أوربا-) يُقدم زلمان شخصية نواة (نوح) باعتباره نموذج لليهود الجديد الذي لم يتلق تعليماً دنياً، فهو ليس حزمة أعصاب يخاف من ورقة الشجر التي تحملها الريح. وهو يهودي بالعرق والوراثة (لا العقيدة) قوي لا يهاب يداه هي يدا عيسو تكسب له احترام الأغيار الذين كانوا يظنون ان اليهودي جبان بطبيعة يعيش حياة روحية محضة. المفكر الروسي اليهودي جوزيف براينر يكتب بالعبرية واليديشية فقد هاجم أحاد هجام المفكر الذي كان يشير الى الجماعات اليهودية باعتبارها (امة الروح) وكان ينادي بما يسميه (الصهيونية الثقافية والروحية) التي تذهب الى ان مهمة الصهيونية هي الحفاظ على ما يسمي الهوية اليهودية وتطورها والمعادية لليهودية والأديان، وتأسيس وطن قومي لليهود، كما تنادي الصهيونية. ولذا فأجاد هجام لم يجد أي غضاضة في بقاء اليهود في (الشتات) خارج فلسطين طالما انهم يحافظون على هويتهم الاثنية اليهودية. المفكر وعالم النفس النمساوي أُتو فين ينجر وهو من أهم الكتّاب اليهود الذين هاجموا اليهود واليهودية (1880- 1933). تأثر بمثالية ديكارت وافلاطون وصوفية اوغسطين واعتنق البروتستانتية. كتب عمله الكبير (الجنس والشخصية) الذي تضمن رؤية معادية لكل من اليهود والمرأة. تتلخص نظريته في ان هناك علاقة أساسية بين الجنس والشخصية. فيذهب الى ان الرجل يضم العناصر الإيجابية الأخلاقية والروحية والفكرية القادرة على الخلق والابداع، أما المرأة فتضم العناصر الإدراكية (المادية والحسية واللاأخلاقية). وهي غير قادرة على أي فضيلة وابداع. واعتبر ان مأساة البشر تكمن بين عناصر الذكور الطيبة والعناصر الانثوية الشريرة. وفي تناوله لليهود ولليهودية، اعتبر فين ينجر ان اليهودية تمثل العنصر الانثوي اللاأخلاقي وغير المقدس. في حين ان المسيحية تمثل عنصر الذكور الأسمى وهي الوجود. ورى ان خلاص اليهودي لا يأتي إلا من خلال تخلصه من يهوديته، وان الصهيونية او القومية اليهودية هي نقيض العقيدة اليهودية، إلا انها لم يُكتب لها النجاح لأن اليهود لا يدركون مفهوم الامة. وانه سيظهر هناك المخلص الحقيقي الذي سيخلص العالم من اليهودية والانثوية معاً. ويعد آرثر تريبتش (1880- 1927) النمساوي اليهودي وقد تنصر وأصبح من اعدى أعداء اليهودية (تلميذ فين ينجر) كتب كتاباً بعنوان (الروح واليهودية) القى فيه اللوم على اليهود لهزيمة الالمان والنمسا. في كتابه اثبت وجود مؤامرة يهودية لإفساد العالم والهيمنة عليه، وطوّر النظرية العرقية الغربية المعادية لليهودية. مفكرون كثيرون كتبوا، وهناك منظمات وهيئات مناهضة للصهيونية من اليهود واليهودية. اليهود الأرثوذكس يعارضون السياسة الإسرائيلية الصهيونية، ويرفض اليهود المتشددون علمانية الصهيونية، ومن بين هذه المنظمات الرافضة هي: منظمة ناطوري كارتا، منظمة هعيدا هحرييت أو الطائفة الحريدية، منظمة فوضويون ضد الجدار العازل، منظمة ترابط، منظمة زوخروت. وتوجد هيئات وجماعات يهودية تناهض الصهيونية وممارساتها لا تمثل استمراراً للتراث الديني اليهودي -تعاليم- (المصدر: الموقع الرسمي لحركة ناطوري كارتا + كتاب موسوعة اليهود واليهودية). البروفيسور شلومو ساند أستاذ التاريخ في جامعة تل ابيب ألف كتابين: (الأول اختراع الشعب الإسرائيلي والثاني كيف اخترعت ارض إسرائيل). تدور نظريته حول متى وكيف نشأ الشعب اليهودي؟ مما أثار غضب الصهيونية، حيث أنكر فيه قضية ان كل اليهود يرجعون لأصل واحد. واعتبرها فكرة كاذبة ولا أساس لها تاريخياً، وان هناك ديانة يهودية، ولكن ليس هناك ما يسمى بالشعب اليهودي. وان معظم اليهود لا علاقة لهم بالأرض التي يسمونها إسرائيل ويقول: (إذا كان التاريخ الإسرائيلي بيت من كارتون، فإن الاستنتاج الطبيعي بأن الأسس التي أقيمت عليها إسرائيل ايضاً بيت من كارتون). في 17/9/2014 تحدث الحاخام يسرائي ديفيد (المتحدث الرسمي) حول مستقبل إسرائيل وفق المفاهيم التوراتية من (برنامج بلا حدود) لدولة إسرائيل التي وصفها بانها (دولة صهيونية غير شرعية بحسب التعاليم اليهودية). واصفاً المستقبل: بان نهاية الزمن لن تأتي بالسلاح ولكنها ستأتي بمعجزة من الله، وانه لا تعترف بالحاخامات في إسرائيل فهم مهرطقين وعصّوا أوامر التوراة، وان الصهاينة جلبوا الكراهية لليهود في العالم، والصهاينة، ويقول: نعلم ان هناك إرهاصات قبل قدوم المخلص، وهي قبل نهاية الزمن، ولكن ليس لدينا فكرة متى يحدث ذلك، وعندم يأتي وقت زوال إسرائيل سيعلم الجميع بذلك، ولكن على اليهود ألا يخرجوا من الشتات، وإلا يمجدوا لأنها عصيان الله. من هذه النقاط، تأتي أهمية التأكيد على ضرورة تعزيز قبول الآخر وفي وعي الانسان والمجتمع وبالتالي تصبح هذه الفكرة العمود الفقري لتعايش الأديان والشعوب في المحبة والسلام.   
   الباحث/ ســــمير عســــكر