ملاحظاتي حول إطلاق اسماء أدباء على بعض معالم عنكاوا
بطرس نباتي بعد طرح مبادرة على اطلاق اسماء لادبائنا وكتابنا على بعض شوارع عنكاوا ، ظهر أكثر من رأي بين معارض أساسا للفكرة والذي اعتمد في معارضته على اسباب شخصية محضة وبين من طرح اكثر من رأي حول من هو المستحق ومن خلال مطالعتنا لهذه الاراء للاخوة المختلفين على تسمية شوارع وحدائق عنكاوا
من خلال تعليقاتهم على كتاب مديرية ناحية عنكاوا بتسمية بعض الشوارع بأسماء أدباء وكتاب لهم نتاجات ثقافية، أوردوا مقارنة غريبة في مضمونها بين ان تسجل الشوارع بأسماء الشهداء او غيرهم بدل هؤلاء الذين وردت أسماءهم ضمن كتاب المديرية .
بتصوري ان الأديب او الكاتب مهما بلغ من الإبداع لا يمكن مطلقا المقارنة بينه وبين الشهيد الذي يبذل أغلى ما لدى الانسان وهي حياته من اجل الحرية ومن اجل ان تتمتع الأجيال بحياة افضل واية مقارنة من هذا النوع تعتبر عقيمة لانها تحط من قدر ومنزلة الشهداء في قلوب الأمة
الشهداء لا يمكن مقارنة تضحياتهم بكائن من كان ، ولا يمكن بمجرد تسمية شارع بأسمائهم وكأنه منتهى الوفاء لما قدموه من التضحية بالنفس ، او بتسمية اي معلم مهما بلغ من أهمية والسمو فما بالكم ان يسمى شارع مليء بالحفر والقذارة باسمائهم .
إطلاق اسماء كتابنا وادباونا على الشوارع كما جاء في كتاب مديرية ناحية عنكاوا مبادرة جيدة ونحن نباركها ودعوت اليها مرارا ، الشوارع في عنكاوا كانت ولا تزال تحمل تسميات غريبة عجيبة مثل (ساحة الصقور ) (ساحة الغزلان ) (شارع حصاروست ) شارع كاريز شارع شورش وغيرها العديد من هذه الأسماء ليست لنا ولا تنتمي لتراثنا او لثقافتنا إذن لما نستكثر على أديب او مؤرِّخ ان يحمل شارع باءس اسمه بدل ان يحمل اسما اخر .
الأدباء والكتاب الذين وردت أسماءهم في كتاب ناحية عنكاوا يستحقون وبجدارة تكريمهم لان لكل منهم نتاجات ادبية او لغوية او تاريخية عديدة ويحق لبلدتنا ان تكرمهم وتفتخر بانتسابهم لها. ولا ادري بأي حق يتم تأجيل هذا التكريم رغم اني في مناسبة قبل أشهر التقينا صدفة بالسيد نوزاد هادي محافظ اربيل وبحضور الاخ العزيز انو جوهر مسؤول محلية عنكاوا للحزب الديموقراطي الكوردستاني ، وقبل ان مفاتحته بشأن تنفيذ امر مدير الناحية والمحافظة ، قال بالحرف الواحد بأن أبلغ مدير ناحية عنكاوا بإطلاق اسماء الأدباء على الشوارع وان كل شيء جاهز وتم التحضير له ، وكذلك الاخ جلال حبيب مدير ناحية عنكاوا اضافة موافقته الضمنية على هذا الامر ، فقد سعى جاهدا لتنفيذه وهذا الموقف يشكر عليه طبعا ..
وبرأي ان النظر الى هذه المسالة بمنظار حزبي ضيق او من الناحية الخلافات الشخصية مع بعض الأسماء التي وردت في كتاب مديرية الناحية او تقيمها بموجب تقييمهم بموجب حياتهم الخاصة بدون اخذ بعين الاعتبار مؤلفاتهم وتقييمها من الناحية الإبداعية لهو تجني واضح وصريح على الثقافة والمثقفين ..
لنأتي الى مسالة الشهداء وكيف يجب تكريمهم
بنظري لو أطلقنا اسم شهيد على الشارع لهو تجني واضح وصلف على مفهوم الشهادة ، فإذا اردنا ان نحتفي بشهيد او مجموعة شهداء في يوم ما
هل يا ترى سيحتفى به وسط الشارع ؟ او امام قطعة حديد تحمل اسمه للاحتفاء به ووضع أكاليل من الزهور،
اين يا ترى ؟عند قطعة الدلالة الحديدية ام على الرصيف القذر ، لنتأمل معا .. ولنفكر بمنطق ووفق ما يمليه عقلنا وبوضوح وبدون اي تشنج او عصبية ونبتعد عن الانانية ومعاكسة ما يقترحه الغير لمجرد اختلافنا معه في مساءل اخرى او توجيه الانتقاد له فقط من اجل النقد ، لنفكر وكما يلي ونسأل أنفسنا أيهما افضل. احتفئنا بالشهيد في الشارع ؟ او لو تم الاحتفاء في حديقة تحمل اسم شهداء عنكاوا ويكون لكل شهيد فيها تمثال له ومساحة تضم ذكريات ذلك الشهيد وتضحياته ، وصوره ومقتنياته وعند تكريمهم في ذكرى استشهاده نذهب جميعا حاملين أكاليل من الورود مع استذكار لماثرهم وبطولاتهم نحتفي بهم داخل تلك الحديقة التي ستذكرنا كل زهرة وكل شجرة وكل غصن من أغصانها بهم وبجهادهم ومعاناتهم.
أليس من الأفضل من الاحتفاء بهم امام قطعة حديد في شارع عام ؟ وكذلك من الممكن ان يكون لهولاء الشهداء (رحمهم الله ) يوم يقدم لهم شعراءنا به قصائدهم ونستذكر حياتهم ونحن نطل على صورهم عن كثب تلك الصور التي كادت تمحى من دفتر ذكرياتنا وستتلاشى ان لم نفعل ذلك من ذاكرة اجيالنا للأسف.
رب معترض او ناقد من اجل النقد يعترض ويقول وهل عندما نحتفي باديب فهل نحتفي به في الشارع الذي يحمل اسمه ؟ للإجابة على مثل هذا التساؤل أقول لسنا ملزمين مطلقا بالاحتفال السنوي او تكرار سنويا بالاحتفاء باديب او كاتب ولكننا ملزمون وواجب علينا ان نحتفي بشهدائنا وان ونستذكر مآثرهم في كل حين وعلى اقل تقدير سنويا او في مناسبات استشهادهم .
في العام الماضي اشتركت باحياء ذكرى الشهيد الشيوعي وكان ذلك الاحتفاء داخل مقبرة عنكاوا بالقرب من احد القبور وهناك قرأنا أنا وزملائي قصائد وراينا تقصيرا من جانبنا تجاه شهداؤنا لكون المكان لم يكن مناسبا لمثل هذه المناسبة العتيدة.
إقامة مثل هذا المشروع حديقة عامة و نصب يمثل الشهداء وتماثيل او مجسمات لهم سيكون حتما متعذرا على حكومة الإقليم او على رئاسة بلدية عنكاوا نظرا لما يمر به الإقليم من ضائقة مالية قاتلة لذلك ارى ان يتم انجازه عن طريق جمع التبرعات من المتمكنين ماليا من اهل عنكاوا حصرا او الانتظار لحين انتهاء هذه الأزمة المالية وعندها الإيعاز على لجنة من المهندسين لتخطيط وانجاز هذا الإنجاز الحضاري.