المحرر موضوع: قادة مسيحيون عراقيون يتخوفون من ظهور 'دولة اسلامية جديدة'  (زيارة 2230 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37766
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني



عنكاوا كوم \ ميدل ايست آي
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم


لندن- قال راعي الاسر المسيحية القليلة المتبقية في البصرة ان الاقليات تخشى ظهور دولة اسلامية جديدة في العراق, مدعومة من الجماعات التي تعرضت لغسل الادمغة. وقال ان بغداد فشلت في تعزيز التسامح الديني في بلد تخللته سنوات من الحرب الطائفية

واضاف المطران حبيب ججو رئيس الاساقفة الكلدان في جنوب البلاد لـ ميدل ايست آي, "ان سياسات بغداد مثل التقليل من التراث المسيحي للعراق في المناهج الدراسية, تفاقم الجهل بين السكان الذين على الرغم من فصلهم لايزال يتمتع بالتنوع الثقافي".

وزاد "ان الدولة الاسلامية قد تكون هزمت في الموصل, ولكن جيل جديد من العراقيين الذين نشئوا على مدى عقد من التعصب يمكن ان يصبحوا متطرفين ما لم يتم عمل المزيد لتعزيز قبول الاخر".

وفي خلال زيارته الى لندن قال "لقد كان هناك الكثير ممن كانوا تحت حكم داعش وقد تعرضوا لغسل الدماغ" مشيرا الى فتاة سنية نزحت من الموصل والتي رفضت المساعدات الغذائية من احدى المؤسسات المسيحية. وأضاف انها واحدة من بين الكثيرين.

وقال "نأمل ان يقتلع داعش من العراق لكننا نخشى قيام داعش جديدة. هناك الملايين من الاميين والشباب والاطفال في الشوارع يتسولون: انها فوضى . وهناك نوعان من السكان – واحد منهم يعيش وفقا للقرن السادس والسابع, او الرابع عشر, عقلية قديمة جدا".
وقال ججو الذي تقلصت جماعته الى بضع مئات من الاسر منذ الغزو الامريكي عام 2003, انه يتعين على وزارة التربية بذل المزيد من الجهود لتثقيف الشعب والسماح بتاريخ ما قبل الاسلام في المناهج للاعتراف بشرعية كافة المجتمعات العراقية.

وقال "انهم يركزون على التاريخ الإسلامي ويقللون كثيرا من المسيحية, وقد اشتكينا كثيرا ولعدة مرات".

وقال رئيس الاساقفة الذي كان قد امضى وقتا في لندن كزعيم للجماعة الكلدانية ي ايلينغ ان وزارة التربية العراقية كانت بطيئة في اعادة فتح المدارس التي اغلقت خلال سنوات العنف.


وقال " ان وزارة التربية لا تقوم بعمل جيد في تعليم الناس" مشيرا الى ان الملايين يصنفون الان على انهم اميين. واظهرت الارقام الرسمية ان العدد الكلي حوالي 8 ملايين شخص وهو انخفاض كبير منذ عهد صدام حسين عندما كان تقريبا 100% من العراقيين يتعلمون القراءة والكتابة.

وقال ان هناك مصدر اخر للتطرف الا وهو خطاب الكراهية. واضاف " لايزال هناك زعماء دينيون متعصبون في العراق والذين يشوهون صورة اليهود والمسيحيين".

وقال رجل الدين ان الشعب العراقي ككل انقسم بطريقتين, اولا بين التقدميين لصالح تعدد الثقافات وحقوق المرأة والزعماء الدينيون الذين سيعيدون الناس الى الماضي.
وقال ان هناك فجوة اخرى تقع بين العراقيين السنة والشيعة. "الشيعة في الجنوب لايزالون يكرهون جميع اعضاء حزب البعث }حزب صدام حسين{.

بعد مرور اربعة عشر عاما, لايزال حزب البعث يتلقى اللوم اذا كان هناك شئ يسير على نحو خاطئ, وينبغي ان يكون هناك مغفرة... اذا كان البرلمان (الاغلبية الشيعية) في بغداد يجتمع ويطابق مع السنة, سيكون هناك مستقبل لهذا البلد, والا فان العنف سيستمر بشكل غير محدود.


اما في الجنوب كان هناك تغيير جوهري في المواقف تجاه المسيحيين وقال ان الشيعة الشباب يريدون استكشاف تراثهم البابلي الكلداني, واشاد  بمتحف البصرة الذي افتتح في الخريف الماضي بمساعدة من الجيش البريطاني والمتحف البريطاني, لإدراج هذه الفصول القديمة في معارضهم.

واضاف ان الكاثوليك والانجيليين في البصرة يديرون ثلاث دور حضانة وثلاثة دور تمريض ومكتبة ودروس في الحاسوب للمسلمين والمسيحيين. كما اظهر الشيعة المحليون اهتماما كبيرا في فهم معتقدات المسيحيين. وروى "في الاشهر الثمان الماضية جاء رؤساء العديد من الجامعات المحلية والكليات التقنية الى الابرشية"\

وقال " لقد ادركوا انه منذ عام 2003 حصلت فجوة في معرفة الناس عن المسيحية, واخذوا 1300 نسخة من الكتاب المقدس". واضاف "ان الشيعة المحليين يلقون التشجيع من زعماؤهم الدينيون على القدوم الى الكنيسة لكي يعرفوا شيئا عن المسيح"

وورد ذكر المسيح في القرآن باسم النبي عيسى, وهناك سورة كاملة مخصصة لمريم.
الكنيسة في البصرة, التي استنزفها العنف والهجرة, تضطر الى تحويل نفسها للبقاء على قيد الحياة.

كان هناك حوالي 5000 عائلة مسيحية في المدينة في الستينات. اما الابرشية الجنوبية فهي الان موطن 350 عائلة فقط من بينهم 23 عائلة لاجئة  من المناطق التي استولى عليها داعش قبل ثلاث سنوات.

وقد تم ايواء بعض تلك العائلات في الكنائس الست التي لم تعد مطلوبة للعبادة.  وقبل عام, توقع رجل الدين انه سيكون اخر مسيحي في البصرة والمنطقة المحيطة بها في غضون ثلاث سنوات.

اخر الكلدانيين
وردا على سؤال حول ما اذا كان لايزال يعتقد ذلك, قال "قلت بعد ذلك اذا كان الوضع هو نفسه, لكن هذا الشهر ثلاث عائلات مسيحية غادرت البصرة". وعلى الرغم من ان العنف المتطرف قد تلاشى, الا ان المسيحيين العراقيين الشباب مازالوا يتحدثون عن الرغبة في الهجرة بسبب انعدام الامن وضعف الآفاق الاقتصادية.

وقال ان المسيحيين في البصرة واجهوا تمييزا عند التقدم للوظائف, وقال بعضهم انه طلب منهم تقديم دليل على انتمائهم الى حزب سياسي اسلامي من اجل عرض موقفهم. واضاف "لايوجد رصد للتحريض او التمييز".

وبالاضافة الى ذلك, قال له زعيم الطائفة المندائية في البصرة, الذين يتبعون مار يوحنا المعمدان, انه يخشى البقاء في العراق ويريد الهجرة مع اخر 350 عائلة مندائية متبقية في المدينة.

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية