المحرر موضوع: لقاء مع .. البطريرك اسطيفانوس الثاني غطاس  (زيارة 2017 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لقاء مع .. البطريرك اسطيفانوس الثاني غطاس
 

نحن الأقباط  (مصريون حقيقيون) ونعتز بهذه الكلمة
نحن في حوار متواصل مع أخوتنا المسلمين وبيننا نقاط ايجابية كثيرة
رسالتي لكم : أحبوا أوطانكم انتموا اليها انتماءا قلبيا وعاطفيا وروحيا

ماجد عزيزة - تورونتو /

زار تورونتو صاحب الغبطة البطريرك الأنبا اسطفانوس الثاني غطاس بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك وكاردينال الكنيسة الجامعة ، في زيارة رعوية لتفقد أبناء طائفته ، والبطريرك غطاس من مواليد محافظة سوهاج بمصر عام 1920 ، حصل على ليسانس الفلسفة واللاهوت من كلية نشر الإيمان بروما عام 1938 وسيم كاهنا عام 1944 ، ثم اختاره السينودس المقدس مطرانا لكرسي طيبة بالأقصر عام 1967 وفي نفس السنة سيم اسقفا ، وفي العام 1986 انتخب بالإجماع بطريركا للأقباط الكاثوليك ، حتى منحه الراحل الكبير البابا يوحنا بولس الثاني رتبة الكاردينالية عام 2001 .
في لقاء معه اجريناه معه ، أجاب غبطة البطريرك على مجموعة من اسئلتنا بدأها بالشكر لأسرة الجريدة على جهودها التي تقدمها لجميع الجاليات العربية وغيرها في كندا .. عن سؤال كيفية احساسه بالإيمان المسيحي من قبل مسيحيي المهجر الذين يعيشون في عالم الغرب قال :
نعم .. توجد صعوبة لكي يطبقوا كل تقاليدنا الشرقية وكل تراثنا المسيحي في هذه البلاد ، يجدون صعوبة لأنهم يريدون أن يمزجوا بين الروح الغربية وروح كنيستنا القبطية القديمة التي أسسها القديس مرقس في القرن الأول الميلادي ، كل هذا نجد فيه صعوبة ونجد ان أولادنا بالرغم من أنهم متمسكون كل التمسك بايمانهم العريق وبمعتقداتهم وتقاليدهم ، انما نظرا لما يعيشون فيه في هذه البلاد يصعب عليهم أن يتمسكوا التمسك الحقيقي بتقاليدنا العريقة .
وأكد غبطته على أن الكنيسة القبطية الكاثوليكية لها علاقات محبة وتعاون مع الكنائس الأخرى وخاصة الكنيسة الكلدانية ، ونحن نتعاون معها ، وهنا في كندا ومن خلال الأب بشوي أنيس راعي كنيسة العائلة المقدسة ، فإنه من انشط الكهنة ولي معلومات كبيرة عنه وعن تعاونه مع الآخرين ، وان أبواب كنيسته مفتوحة على مصاريعها لجميع المسيحيين لأستقبالهم وخدمتهم ، وانه يفتح قلبه للجميع ، واننا ندعو ابنائنا في كل كنيسة أن ينتموا اليها انتماءا حقيقيا وان يتواصلوا على صلواتهم وطقوسهم ، لكن ندعوهم لأن ياتوا ويروا في كنائسنا روح التقوى والعبادة والإنتماء بيننا وبين البعض ، تعالوا لتروا النموذج الصالح . 


تعيش الكنيسة الكاثوليكية زمنا جديدا بعد تسنم قداسة البابا بنديكتس السادس عشر السدة البابوية ، هل تعتقد أن تغييرا ما ستشهده الكنيسة الكاثوليكية ؟ سألناه فأجاب : لا اظن ، ان يحصل شيء في الكنيسة ، لأن الكنيسة هي دائما وأبدا كنيسة المسيح التي أسسها السيد المسيح وقال لبطرس : أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها ، فإذا كان الجحيم لا يقوى عليها فإذن هي ستبقى راسخة قوية لا تتزحزح .
سألناه عن توجيه قداسة البابا خلال كلمته في الشباب المجتمعين في مهرجانهم في كولونيا بألمانيا التي قال فيها : مواجهة طريق الحياة هو البحث عن الحقيقة والعدالة . فكيف يجد الشباب طريق الحقيقة والعدالة ، فأجاب :
يجد الشباب طريق الحق والعدالة اذا رجعوا إلى كلمات الإنجيل المقدس وتوصيات السيد المسيح الذي قال : كونوا رحماء كما أباكم هو رحوم ، كونوا انقياء القلب ، كونوا دائما وأبدا في فقر روحي الذي يعطينا روح التجرد وروح العمل القويم في كل ما نقوم به من أعمال ، هذا ما يجب أن يكون في قلب كل مسيحي وليس فقط الشباب .
قلت له : أن قداسة البابا ركز في رسالته  يوم الأربعاء الماضي على المزمور 125 حول صلاة شعب الله في رسالته المسيحية المحفوفة بالمخاطر والمحن ، لماذا ركز قداسته على مسالة المخاطر والمحن ؟
قال : نعم ان المسيحي يلاقي في كل مكان المحن والصلبان ، والمسيح ذاته قال : من يريد أن يتبعني فليحمل صليبه يوميا ويتبعني ، فمهما عملنا من وسائل للراحة الأرضية فدائما تعترضنا الصلبان والمحن والشدائد ، ولذلك يجب على المسيحي أن يتمسك بكل ما في المسيحية من قوة لأن في الصليب الإنتصار ، في الموت القيامة ، في كل ما نقوم به هو الذي يعطينا القوة والشجاعة ، ولذلك على المسيحي أن يجاهد دائما وأبدا لكي يعيش مع المسيح وباتحاد معه .
العالم يعيش حالة عنف وأحداث دموية وارهاب ما موقف المسيحية من ذلك ؟ قال : قال لنا السيد المسيح لا تخافوا أنا معكم ، فإذا كان هناك من أحداث دامية صعبة فلا يؤثر ذلك ، إذا اتكلنا على الله ، ونعمل بمقتضى فرائده ووصاياه ، فعند ذلك لا نخاف ، يل بالعكس نسير دوما في طريق الكمال ونعيش مع المسيح ونتقوى على كل صعوبات وتجارب .
وعن سؤال .. كيف يحس الأقباط بانتمائهم لمصر قال : نحن الأقباط ، نحن المصريون الحقيقيون ، وما زلنا نعتز بهذه الكلمة ، بأننا مصريون من الدرجة الأولى ، أعني ما زلنا نحن نقر بأن مصر في قلبنا وأننا أبناء هذا الوطن الحبيب ، ولذلك مهما كانت الصعوبات ، ومهما عمل الآخرون فإننا ما زلنا ننتمي إلى هذا الوطن ، وطن مصر الذي أتى بنا وساعدنا وأشرق علينا لنكون من أبناءه الأوفياء .
وعن حوار الأديان قال : ان هذا الحوار دائما وأبدا على مر الأجيال موجود ، فنحن في حوار متواصل بيننا وبين أخوتنا المسلمين ، هذا ما يدل على وجود نقاط ايجابية بيننا وبينهم ، ونحن نتخذ هذه النقاط لكي تكون فعلا طريقا لتقريب القلوب ، ولكن لا يمكننا أن نتمسك أبدا بما يكون فيه من نقاط سلبية أو معتقدات أو تقاليد لا تناسب المسيحية ، فالحوار يقوم على أن نسعى في الإيجابيات التي تعطينا الدفع لكي نتحاور معا في هذه الحياة المصرية المسيحية ، لذلك لو كنا نريد ان نقيم حوارا حقيقيا بين الأديان يجب أن نجد كل ما فيها من ايجابيات كي نسعى للحوار المقبول .[/size]