المحرر موضوع: البارزاني مصطفى ( رحمه ُالله ) و الفساد !!!  (زيارة 935 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسين حسن نرمو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البارزاني مصطفى ( رحمه ُالله ) و الفساد !!!
حسين حسن نرمو
كثيرة هي الثورات ، التي طالت و تُطال مداها ، حدثت على مستوى العالم
أجمع ، تلك الثورات نادت باسم شعوبها وفق شعارات معروفة  بالتحرّر من
الظُلم ، الاضطهاد ، العبودية ، الدكتاتوريات والسُلطات الانفرادية في
دولهم أو مناطقهم ... منها أي الثورات كانت سلمية وبيضاء ، حققت أهدافها
في رفع الحيف والظلم على الشعوب ، ومنها كانت دموية وقتالية ، حاربت
الدكتاتوريات وقدمت الكثير من الضحايا والشهداء ... من الثورات أيضا ً
أنصفت حقوق رجالها الغيارى وشهداءها ، ومنها ابتلعت رجالها الشُجعان
وحقوق ضحاياها ، لكنها أعطت كُل الحقوق والامتيازات للجُبناء الصاعدين
على أكتاف الثوريين والذين اصطفوا يوما ً ما مع الأعداء ضد الثورات ...
الشعب الكوردي أو الكوردستاني وبعد التقسيم وفق معاهدة ( سايكس ــ بيكو )
، نال قسطا ً كبيرا ً من الظُلم والاضطهاد تحت نير السُلطات المتعاقبة في
الدول ذات الوجود الكوردي ، تلك السُلطات كانت ديمقراطية وأشباهها قبل
الدكتاتوريات ... لذا الكورد كغيرهم من المظلومين ، قاموا بانتفاضات
وحركات وثورات عديدة وفي مراحل مختلفة ، نادوا بالحقوق أقل من المشروعة
أحيانا ً وأبسطها في الكثير من الأحيان ... ثورة أيلول المجيدة على سبيل
المثال لا الحصر ، كانت من الثورات طويلة الأمد ، دامت قرابة عقد ٌ ونيف
من الزمن ، تخللتها عدا صولات القتال طبعا ً بين قوات البيشمه ركه
المُدافعة عن الحقوق المشروعة للكورد من جهة ، والقوات العراقية حينذاك
من الجيش العراقي النظامي ، المعروف بعدده ، عِدَته وشراسته مع القوات
غير النظامية المتجحفلة مع الجيش آنذاك من ( الفرسان ) الكورد والذين
تحالفوا أو بالأحرى تواطئوا مع الدولة العراقية ضد الثورة ، نعم عدا
الجولات الطويلة من القتال وأثناء ثورة أيلول ، تخلّلت العديد من جولات
المفاوضات بين فترة وأخرى ، بين القيادة السياسية والعسكرية للكورد ،
والحكومات المتعاقبة ، التي حَكَمَت غالبيتها بالحديد والنار الشعب
العراقي بأكمله عربا ً وكوردا ً والمكونات الأخرى ، ( ربّما كانت تلك
الفترات ــ الهدنات ــ سببا ً في إطالة عمر البعض من الحكومات أو
الدكتاتوريات لا سيما في عام 1970 وعام 1975 تحديدا ً ) ، بالتأكيد خلال
المفاوضات ، صدرت بيانات وكُتِبَت اتفاقيات تضمنت نقاطا ً لحسم الخلاف ،
كانت آخرها الهُدنة الطويلة سُميت باتفاقية 11 آذار عام 1970 ، والتي
دامت أربع سنوات ، قبل أن تتجدد القتال مرة أخرى ولِمدة عام بأكمله ،
انتهت الثورة بالمؤامرة المعروفة ، وفق اتفاقية الجزائر بين العراق (
صدام حسين ) و أيران ( محمد رضا بهلوي ) في جزائر العاصمة برعاية ( هواري
بومدين ) ...
رغم صعوبة الظروف في الجبال حينذاك ، إلا أن الحزب القائد للثورة بقيادة
المغفور له البارزاني مصطفى ، تواقا ً بين فترة وأخرى لعقد الكونفرانسات
والمؤتمرات الحزبية ، لتقييم الأوضاع القائمة آنئذ ، حيث المندوبين
يشاركون في المؤتمرات قاطعين مئات الكيلومترات ، مستغرقين أياما ً في
المشي على الأقدام نحو المكان والزمان المحددين ، حتى يستمعون ، أو يرون
قائدهم من بعيد في الكثيرمن الأحيان ... طالما موضوع مقالنا عن الفساد
والبارزاني الخالد ، لنرى ماذا قال البارزاني مصطفى زعيم الحركة التحررية
الكوردية خلال عقود ٍ من الزمن ، نعم قال في خطابه المرتجل  في 15 /
نيسان / 1967 وفي إحدى الكونفرانسات  للبارتي ، نقتبس من خطابه وما قال
عن الفساد والفاسدين ... ( المسسؤول الذي يتخلى عن مصالح الثورة من أجل
مصالحه الشخصية ، أو الذي يعمل لملئ جيوبه ، مثل هذا الشخص لا يُمكن
اعتباره كورديا ً ولا يمكن أن يخدم الثورة ) ... تصوروا ( لا يمكن
اعتباره كورديا ً ) ...
إذا ً ! هكذا وصف البارزاني حينذاك الفاسد والفاسدين ، وبأسلوب ثوري أمام
حشد المؤتمرين ، والذين كانوا يمثلون كافة تنظيمات الحزب في عموم
كوردستان ، ( بالتأكيد هنالك البعض الكثير من الحاضرين آنذاك في
الكونفرانس أحياءا ً لا يزالون يرزقون ، ربما يكونوا البعض منهم الآن في
خانة المفسدين ) ...
خلاصة القول : ــ يا ترى ، ولنفرض جدلا ً ، لو بقي البارزاني حيا ً وعاصر
مرحلة ما بعد الانتفاضة ولحد الآن ، ورأى بأم عينيه ما تجري في كوردستان
من سوء الإدارة ، استغلال المناصب ، امتلاك الاراضي الميرية وغيرها ،
والاستثمار المزيّف لصالح طبقة معينة ، وربّما محسوبة عليه بالدرجة
الأساس ، لجمع الأموال على حساب الإقليم ، ليتم إيداع وتسجيل المليارات
من العملة الصعبة بأسماء الكبار والصغار في بنوك سويسرا وربّما في أمريكا
أيضا ً ... نعم ، لو عاصر البارزاني الخالد عصر الفساد هذا ...
هل كان سيتذكر مقولته المعروفة والتي قالها في خطابه المؤتمري قبل عقود
من الزمن الثوري ؟
أم كان ، سيقبل بالوضع الحالي مثل الثوريين الآخرين ، ليكون عفا الله عما
سلف ، ويسايس الوضع ، ويجامل القائمين على ذلك صغار الأمس وكُبار اليوم ،
بما فعلوا ويفعلون بمقدّرات كوردستان ، ومحاولة امتلاك كُل شئ ، ولا
يشبعون ؟
أم كان يدعو أو يسارع إلى مكافحة الفساد ويطبق الشعار المعروف ( من أين لك هذا ) ؟
لكن ! في اعتقادي لو كان البارزاني مصطفى رحمه الله موجودا ً ، أو كما
قلنا لو عاد إلى الوجود جدلا ً خلال العقدين الماضيين أو أكثر منهما
بقليل ... بالتأكيد  كان سيتمنى العودة أو الرجوع إلى الماضي الثوري ،
ربّما بالموت ألف مرة ولا يرى ما يجري الآن ، ولا كما يعملون القادة
الآنيين ، من الهروب إلى الأمام أو المستقبل ، للخروج من الأزمات ،
ومعالجة الواحدة بأخرى ، لتكون أكبر من التي سبقتها وأكثر تركة ً وثقلا ً
على كاهل الشعب وتحديدا ً الفقراء منه ...
18 / 8 / 2017
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com