المحرر موضوع: نعم للتغيرات الجذرية التي تحرك الاداء الحزبي وتعصف بالقيادات التي تمسكت بتأزيل وجودها!!  (زيارة 985 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نعم للتغيرات الجذرية التي تحرك الاداء الحزبي وتعصف بالقيادات التي تمسكت بتأزيل وجودها!!

أوشـــانا نيســان

أذا كان نهج التغيير والاصلاح هو هدف جميع شرائح أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وخارجه وإن اختلفت الدوافع السياسية وتقاطعت مرجعياتها الفكرية، فلماذا يجب أن نتردد في أطلاق عملية التغيير الجدي، ولا نقتفي أثرالدول الكبيرة وحكمة الشعوب العريقة التي بنت نهضتها ورسخت قيمها الديمقراطية وأجندة التعددية وحقوق الانسان في عقلية مواطنيها وعلى راسها زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية بعدما استفاقت في  التاسع من نوفمبر 2016على زلزال ترامب بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة. فالتغيير واجب في جميع المراحل بأعتباره الارضية الصالحة لخلق بذور التجديد والابداع.

أذ لو تمعنّا جيدا ضمن الانتكاسات الدراماتيكية للمشهد الحزبي المتأزم داخل الوطن وخارجه أثرالحالة من الغليان وتصاعد مساحات الرفض بين العديد من القطاعات الشعبية بعد الاصرارعلى تهميش قدرات النخبة المثقفة لآبناء شعبنا على وجه الخصوص لظهر لنا جليا، أن المعطيات الحالية للمشهد الحزبي المتفكك والمنهار تقودنا الى الاستفسار عن سر الهدوء الذي يسبق العاصفة وأن التغيير قادم لا محالة. رغم أن حركة التغييرالمؤملة طبقا لقراءتي لواقع شعبنا، ستخفق مرة أخرى في تفعيل دور وقدرات شعبنا الفكرية والارادة المهمشة للاكثرية الصامتة، بسبب رغبة القيادات الحزبية وعلى راسها "القيادات المتنفذة" تلك التي شاخت على مقاعدها البنفسجية  أثرالاستمرار في نهج تهميش القدرات السياسية والفكرية لدى العديد من القيادات الحزبية " الشابة" بسبب رغبة الاخيرة في العمل بأحترافية والتوجه نحو بناء مستقبل واعد ومنيرمن جهة الى جانب تصاعد حدة الاوضاع السياسية المتفاقمة هذه الايام بين الاقليم وبغداد من جهة اخرى.   

 أما التغيير الذي نحن بصدده، فأنه يختلف كثيرا عن التغيير المبرمج والمدروس ضمن معظم دوائر ومؤسسات الدولة أي دولة رسمية أو اي حزب سياسي وشرعي مشارك علنا ضمن عملية صناعة القرارات السياسية داخل البلد. ومن الواقع هذا تتطلب الضرورة، الاسراع في اعادة ترتيب دوراحزاب شعبنا مع اعادة هيكلة القيادات الحزبية التي بالغت في البقاء في قمة الهرم الحزبي، بالشكل الذي يتناسب مع مجريات التغيير والاصلاح ولاسيما بعد أشتداد حدة التحديات المحدقة بوجود ومستقبل شعبنا في كل بقعة من بقاع العالم.

التغيير أشوريا!!
من الطبيعي جدا أن ينتصر الانسان أي أنسان لنهج البعض واشدد "البعض" من القيادات الحزبية لابناء شعبنا الاشوري تلك التي ضحّت بمصالحها الفردية والشخصية من أجل تحقيق مصلحة شعبنا الابي وعلى راسها السكرتيرالاسبق للحزب الوطني الاشوري السيد نمرود بيتو، ولكن من الصعب جدا على الانسان نفسه أن يبقى مؤيدا لتلك السياسات الحزبية بأستمرار. لآن التاريخ أثبت أن الزعيم أو السكرتيرالحزبي الذي قدر له أن يفوز برئاسة الحزب في أكثرمن مؤتمرين، فهو فعلا " حزبي محنك" وفق مقايس الزعماء التقليدين في بلدان الشرق الاوسط، لا لانه قرر بعدم الاعتراف بعملية التناوب على السلطة الحزبية والسياسية وانما برفض اللعبة الديمقراطية من الاساس!!

والسبب باعتقادي يعود الى:

- أقتصاد الحزب وثرواته المستترة طريق للاغتناء غير المشروع والسلطة المستبدة ولاسيما في بلدان الشرق الاوسط
- نهج القيادات الحزبية التي شاخت في قمة الهرم وأصرارها على التشبث بقمة هرم السلطة الحزبية وعدم اعطاءها الفرصة لجيل أخر من الشباب حتى في حال أنشقاق أكثر من ثلثي اعضاء القيادة السياسية في الحركة السياسية
- غياب المرجعية القانونية أو معايير التقييم الشرعي بهدف مراقبة الاداء الحزبي النزيه للقيادات الحزبية وتقييم دور الانماط القيادية في تحسين الاداء والقيادة، بهدف ترسيخ الاصلاحات الديمقراطية داخل الهيكل التنظيمي للاحزاب وبالتالي أيجاد نوع من المنافسة القانونية والمشروعة بين قيادة هذا الحزب أو ذاك 

أذ لو تمعّنا قليلا في تاريخ نشوء أحزاب شعبنا ومنظماته السياسية أبتداء بالمنظمة الديمقراطية الاثورية التي تأسست عام 1957والملتقى الفكري أوالسياسي الاشوري الذي سمي لاحقا بالاتحاد الاشوري العالمي نهاية عقد الستينات من القرن الماضي، وفق المعايير المثبتة أعلاه لظهر لنا بوضوح، دور الاحداث المأسوية والمجازر الوحشية التي أقترفتها التيارات المذهبية والمنظمات الشوفينية والعنصرية التركية والعربية وحتى الفارسية منذ بداية عقد التسعينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا في عقلية المواطن الاشوري خاصة أو عقلية مسيحي الشرق عموما.

وللتأكيد على صحة قولنا هذا نكتب، أن أرهاصات الفكر الاشوري في كل من أيران وتركيا نجحتا في خلق المناخ الفكري الملائم في ترسيخ دعائم الثقافة الاشورية، تلك التي نجحت بدورها في التمرد على الواقع المرّ والاثبات للعالم كله أن احتلال عقول الشعوب أكبر بكثير من أحتلال ارض الشعوب نفسها. عليه فأن الاوراق التي صدرت قبل 168 عام كانت حبلى ببذور مرحلة جديدة في تاريخ ثقافة الامة الاشورية. بعدما قام الدكتور بنيامين لاباري ومساعده ميرزا شموئيل بأصدار أول صحيفة أشورية- سريانية( زهريرا دبهرا)  في أورميا بأيران  بتاريخ 1/11/ 1849.

علما أن نموعهد الصحافة الاشورية في اورميا كان ايذانا بتدشين مرحلة جديدة في تاريخ شعبنا الابي، وأن بزوغ بوادر الفكر القومي الاشوري في كل من أيران وتركيا قبل العراق، كان ردا على التعصب القومي والديني الذي مارسته سلاطين الامبراطورية العثمانية والصفوية وأخرها الجماعات الاسلامية المتطرفة بحق عموم مسيحي الشرق واشوريي مابين النهرين على وجه الخصوص. هذا وبالاضافة الى اسقاطات عقلية الاكثريات على عقلية المواطن الاشوري في كل بلد من بلدان الشرق.

ومن الواقع هذا يمكن للقارئ الكريم فهم دور ثقافة الاكثريتين الصفوية والعثمانية على عقلية المواطن الاشوري في الدولتين المتخاصمتين وقياسها مع تأثيرات الثقافة العربية على واقع الصراع القومي للمواطن الاشوري وعقليته في دولة العراق العربي منذ تاسيسها عام 1921.
لذلك فأن الجهة السياسية المرشحة والمعتدلة أو حتى المحايدة  لأطلاق عملية التغييرالمزمع وقيادتها باعتقادي، ستكون بلا شك قيادة الاتحاد الاشوري العالمي. حيث يعرف المطلع على تاريخ مسيرتنا السياسية وأنا واحدا منهم:


- أن التغييرات السياسية التي طرأت على النظم السياسية في الشرق وتحديدا في كل من ايران وتركيا خلال أكثر من 40 سنة خلت، يجب أن تعقبها تغييرات مشابهة في القيادات السياسية والحزبية للمكونات العرقية الاخرى في المنطقة وعلى رأسها القيادات الحزبية التي شاخت في قمة الهرم السياسي للاتحاد الاشوري العالمي وغيرها من القيادات الحزبية التي هرمت.
- ضرورة تطعيم قيادة الاتحاد الاشوري وغيرها من القيادات الحزبية الاخرى بالدماء الجديدة والشابة. هذا لا يعني بالضرورة تهميش دور تلك القيادات المخضرمة ومكانتها القومية أبدا وانما تحويلها الى مرجعية شرعية يمكن الاستشارة بها في كل شاردة وواردة. بالاضافة الى حاجة قيادة الاتحاد الى أفكارجديدة، دماء جديدة  وطروحات سياسية عصرية تتفق مع روح العصر وتطوراته أكثر من أي وقت مضى ولاسيما ما يتعلق بالعراق الذي تواجهه تحديات جدية ومصيرية قد تفلح في النهاية في تفكيك الخارطة السياسية للعراق القديم.
- يفترض بالقيادة السياسية الجديدة للاتحاد الاشوري العالمي أن تقف على مسافة واحدة من جميع القيادات الحزبية لابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه، لان الاتحاد وجد أصلا من أجل هذا الغرض ولم تفتح له مكاتب في العراق وسوريا ولبنان لهذا السبب أيضا. هذه المهمة التي تراجعت للاسف الشديد منذ تراجع الدور أو الطروحات السياسية البديلة والمحايدة لاشوريي أيران أمام زحف طروحات القيادات السياسية "العراقية" المنحازة لطرف "معين" وفق ولاءات عشائرية وعلى حساب بقية الاطراف!!
- حرص بعض القيادات في التمسك بزمام الاموروتحديدا أولئك الذين بقوا في قيادة الاتحاد لاكثر من عقود، باتت مسألة معقدة وتثني الاتحاد عن مهمته القومية ورسالته الانسانية بالشكل المرسوم. عليه تتطلب الضرورة حل الازمة والتخلص منها ديمقراطيا من خلال ترشيح قيادات جديدة مخلصة لقضية شعبنا الاشوري ومؤمنة بنهج الاتحاد الاشوري العالمي خلال ما يقارب من نصف قرن.
- يجب أن يكون للقيادة السياسية التي تنتخب في الخريف القادم موقفا واضحا، من شأنها تقديم مشاريع سياسية بديلة  لجميع المستجدات السياسية التي تنمو وتتطور ضمن خارطة العراق القديم وعلى راسها:
أ- موقف الاتحاد الاشوري العالمي من الاستفتاء الكوردي المقرر 25 سبتمبر القادم
ب- موقف الاتحاد الاشوري العالمي من التحالفات السياسية داخل الوطن وأخرها الاعلان عن تأسيس المجلس الأعلى لأحزاب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (سورايا)  بتاريخ 16 أب 2017.
ج- موقف الاتحاد الاشوري العالمي وطروحاته البديلة بهدف تحقيق وحدتنا القومية والكنسية على حد سواء. بالاضافة الى ألاجراءات القانونية التي تفرضها الضرورة على قيادة الاتحاد الاشوري العالمي المنتخب، لوقف كل قيادي حزبي "متهور" يعمل وعن كامل ارادته في سبيل تمزيق وحدة شعبنا.