المحرر موضوع: علاقات قوية بين الرياض وبغداد: ضرورة استراتيجية طال انتظارها  (زيارة 626 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31553
    • مشاهدة الملف الشخصي
علاقات قوية بين الرياض وبغداد: ضرورة استراتيجية طال انتظارها
لم ترق زيارة الزعيم الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر إلى السعودية والإمارات للبعض داخل العراق وخارجه، وأثارت استياءهم لأنها تأتي لتشكل حلقة قوية ضمن سلسلة المساعي الخليجية لمواجهة النفوذ الإيراني بدءا من السياسة وصولا إلى الاقتصاد ضمن تحالفات تعطى السعودية دورا في بناء البلاد التي مزقتها الحرب وإعادة بوصلة العراق نحو محيطه العربي.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/08/23،]

دبلوماسية أكثر مرونة
بغداد – بدا جليّا في الآونة الأخيرة أن الرياض وبغداد بصدد إعادة ترميم العلاقات بعد عقود من الفتور وصل حد القطيعة، التي فتحت الباب أمام إيران لتضرب في العمق العربي وتستغل فرصة وفّرتها الولايات المتحدة الأميركية بعد غزو 2003 لإحكام قبضتها على مفاتيح الحكم في الدولة التي خاضت معها حربا دامية بين عامي 1980 و1988.

لكن، ليس الغزو الأميركي وحده الذي فتح أبواب العراق أمام إيران، ومنه امتدت أذرعها إلى دول أخرى من الشرق الأوسط إلى العمق الأفريقي، بل يحمّل الخبراء والمملكة العربية السعودية جزءا من المسؤولية. فعلى مدى السنوات الـ14 الماضية، حافظت الرياض على مسافاتها، معتبرة أن العراق قد أصبح بالفعل للإيرانيين.

لكن تغيّرت المعطيات في الفترة الأخيرة وأصبحت الرياض على استعداد لإعادة تقييم السياسات القديمة والتنافس في المجالات التي تنازلت عنها في لعب دور. ويعكس القلق من عودة السعودية إلى العراق وصياغة الرياض لرؤى دبلوماسية ودفاعية جديدة مدى التأثير الكبير الذي تركه غياب السعودية ومدى التأثير الذي تحدثه عودتها.

وفي توصيف دقيق لأهمية هذا التأثير، جاء في مجلة “فورين أفريز” الأميركية أن من بين أفضل الأخبار القادمة من الشرق الأوسط منذ فترة طويلة التحسّن الأخير الذي طال انتظاره في العلاقات بين السعودية والعراق.

وكتب الباحثان فراس مصدق وكينيث بولاك، في تحليل نشرته المجلة الأميركية الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، وتصدرته صورة للأمير محمد سلمان مع الزعيم الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر خلال الاجتماع الذي تم بينهما في الرياض، أن انفتاح السعودية على العراقيين مهمّ، ليس فقط للعلاقات الثنائية، بل لإعادة إدماج العراق في بيئته العربية الأوسع.

خيرالله خيرالله: السعودية تدخل على العراق من بوابة الصدر لكن من دون تجاهل الأبواب الأخرى
وبعد زيارة الصدر للسعودية، زار الزعيم الشيعي دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، عن حقبة جديدة من الارتباط بين العراق ودول الخليج العربي. وزار أربعة وزراء خارجية عرب بغداد هذا الشهر.

زيارة مفاجئة
أسباب كثيرة تجعل من اجتماع الصدر مع السعوديين والإماراتيين محل اهتمام وتركيز دوليين ومحل قلق واستياء إيران وحلفائها في العراق. من بين هذه الأسباب أن الصدر، وفق فورين أفيرز، يتخذ عادة خطا قوميا.

وعلى الرغم من تعقيد علاقته مع طهران بسبب قاعدته المستقلة، فإنه كان حليفا إيرانيا مهمّا خلال مرحلة ما بعد صدام حسين.

ولا تزال ميليشياته سرايا السلام تتلقى دعما واسعا من الحرس الثوري الإيراني.

ويرى علي المعموري، الخبير في الشأنين العراقي والإيراني، أن السعودية اتّجهت إلى استخدام أدوات النفوذ الناعم والإيجابي في تنافسها مع إيران في العراق عوضا عمّا كانت تفعله سابقا من عزل العراق وإنكار الواقع السياسي الجديد ما بعد عام 2003 اللذين كان لهما الدور الأكبر في إفراغ المشهد لصالح إيران.

ويتوافق تقرير نشرته وكالة فرانس برس مع هذا التوجه، حيث اعتبر محللون وخبراء تحدثت إليهم الوكالة الفرنسية أن استضافة الصدر في الرياض وأبوظبي تظهر للمنافسين الإقليميين، وخصوصا إيران، أن السعودية والإمارات قادرتان على الاستفادة من الشيعية السياسية في العراق والتأثير فيها.

ويدعم مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، هذه الفرضية بالقول إن السعودية والإمارات ترغبان بتطوير تحالفاتهما داخل العراق من أجل صد النفوذ الإيراني. وبالتالي فإن الاجتماعات مع مقتدى الصدر تعزز وضعه الدولي وتشدد على مواجهته لإيران.

إبراهيم الزبيدي: الصدر في الرياض في مهمة نوايا حسنة لرأب الصدع وتطييب الخواطر
ويشير فنار حداد، الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة، إلى أن مقتدى الصدر سيكون كالفوز بالجائزة. فهو في الأصل شيعي عراقي، غير موثوق إن لم يكن مزعجا لإيران، وله قاعدة شعبية حقيقية وأتباع أوفياء. لكن على الخليجيين أن يعيدوا النظر في توقعاتهم حيال استعداده لتقديم نفسه على هذا النحو.

فيما ينبّه الكاتب العراقي إبراهيم الزبيدي بضرورة عدم تحميل زيارة الصدر إلى الرياض أكثر مما تحمل، مشيرا إلى أن مقتدى الصدر لا ينوي ولا يريد مكاسرة السكين الإيرانية الباطشة المتربّصة بكل رأس وطني عراقي حرّ ونزيه مثله.

ويصنف الزبيدي الزيارة ضمن مهمة نوايا حسنة لرأب الصدع وتطييب الخواطر، خصوصا وأن النظام الحاكم في إيران يمر بأقسى مراحل حياته هذه الأيام، وهو في حاجة إلى أي جهد يبذله قريب أو بعيد لكي يساعده على تبريد جبهاته الحامية في سوريا ولبنان وفلسطين واليمن والعراق.

هوية الصدر العراقية العربية
زار الرئيس العراقي فؤاد معصوم برفقة وزيري الخارجية والداخلية المملكة العربية السعودية في نوفمبر 2014. ثم دعت الرياض رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى زيارتها في مارس 2015، أعقب ذلك افتتاح سفارة السعودية في بغداد في ديسمبر 2015.

وسبقت زيارة مقتدى الصدر إلى الرياض في نهاية يوليو زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى العاصمة العراقية قبل أشهر للمرة الأولى منذ 14 عاما.

وبعيد ذلك، لبّى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعوة رسمية من السعودية في يونيو، تلتها زيارات رسمية أخرى لوزراء نافذين بينهم وزير النفط العراقي وشخصيات رفيعة المستوى.

وما لبث أن عاد مقتدى الصدر من الرياض، حتى توجه إلى أبوظبي على متن طائرة إماراتية خاصة، في زيارتين وصفهما أحد المقربين من الصدر بـ”ضربة موجعة وقاصمة” في وجه “العملاء”.

ويعتبر الكاتب العراقي فاروق يوسف أن هوّية الصدر العربية في العراق هي أهم ما فيه في مرحلة صارت تلك الهوية فيها في وضع رث ومزر وسط جدل كردي وشيعي لا يخفي انحيازه لإيران.

ويضيف أن الصدر العربي هو الذي جمعته صورة تاريخية مع الأمير السعودي. وهي رسالة موجهة إلى جهات عديدة، في مقدمتها إيران.

فاروق يوسف: الصدر العربي هو الذي جمعته صورة تاريخية مع الأمير السعودي
ويوضح يوسف أن الصدر لم يفعل ذلك على سبيل إظهار تحديه لإيران ولكنه تحد موجه إلى أتباع إيران من سياسيي العراق الفاشلين. وما أدركه الصدر في وقت مبكر من انخراطه في العمل السياسي أن إيران ترغب في أن يُحكم العراق من قبل مواليها من أجل ألا تقوم له قائمة. وهو ما حدث فعلا. فبعد أكثر من عشر سنوات من حكم حزب الدعوة لم يقم العراق من كبوته ولا يزال يقفز مثل حيوان أعرج من حفرة إلى أخرى.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني خيرالله خيرالله أن مقتدى الصدر يمثّل حالة عراقية لا يمكن الاستهانة بها، بغض النظر عن مزاجيته والشكوك في مدى قدرته على الذهاب بعيدا في السير في خط مستقلّ عن إيران.

لكنّ ما لا يمكن الاستخفاف به أنّه يمتلك قدرة على تجييش قسم لا بأس به من العراقيين وتعبئتهم ليس من زاوية شيعية فحسب، بل من زاوية عربية أيضا.

لكن، ورغم الثقل الذي يمثله مقتدى الصدر، إلا أن ذلك لا يعني أنه الرهان الوحيد للرياض بل هناك أبواب أخرى يمكن طرقها ومسائل أخرى يمكن الرهان عليها في نفس الوقت، من ذلك، وكما يشير خيرالله، فشل المشروع الإيراني الذي ليس لديه ما يقدّمه للعراق باستثناء نشر البؤس والتخلّف والميليشيات المذهبية التي كان تدمير الموصل من آخر إنجازاتها.

ومن بين الأبواب الأخرى التي فتحت أمام عودة العلاقات السعودية العراقية استعداد الرياض لدعم بغداد للنهوض من كبوة الحرب وتطوير التجارة والاتصالات بين البلدين وإعادة فتح خطوط الأنابيب الضخمة التي تمر عبر السعودية من العراق إلى البحر الأحمر والتي تم بناؤها خلال الحرب الإيرانية العراقية، ولكنها أغلقت بعد غزو صدام حسين للكويت عام 1990.

ومن بين أحدث المشاريع التي تأتي في هذا السياق، قرار إعادة افتتاح منفذ عرعر الحدودي الرئيسي بين البلدين، والذي كان أغلق قبل أكثر من 27 عاما بعيْد غزو العراق للكويت.

وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي سعد الحديثي إن هناك اتفاقا مع الجانب السعودي على إعادة تأهيل منفذ عرعر الحدودي، الواقع على بعد 430 كلم جنوب غرب الرمادي، وافتتاحه بشكل كامل لأغراض التبادل التجاري والزيارات بين البلدين، وهذا الاتفاق جرى خلال زيارة رئيس الوزراء إلى السعودية في يونيو الماضي.

ولم يتحدد موعد رسمي لافتتاح المنفذ، لكن المدير العام للجمارك السعودية أحمد الحقباني رجح أن يتم الافتتاح خلال شهرين أو ثلاثة.

وقال الحقباني في تصريح لوكالة الأنباء السعودية “واس”، خلال مرافقته لوزير النقل سليمان الحمدان، في جولة على المنفذ، إن العمل بدأ في تجهيز المنفذ، وسيتم تعزيزه بكوادر بشرية مؤهلة وتقنيات حديثة مناسبة لتلبية حاجات المنفذ خلال الفترة المقبلة، ليتناسب مع حركة التبادل التجاري المتوقعة بين البلدين.

وزير النقل السعودي سليمان بن عبدالله الحمدان خلال زيارة (الاثنين 22 أغسطس 2017) إلى منفذ جديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية للوقوف على آخر الاستعدادات والتجهيزات لافتتاح هذا المعبر الحدودي مع العراق الذي ستكون عودته إلى العمل كرابط تجاري أساسي بين البلدين وبداية المسار في سحب البساط الاقتصادي من تحت إيران التي تستفيد بشكل كبير من إغراق السوق العراقية بسلعها
وتم فتحه جزئيا أمام أفواج الحجيج المتجهة لأداء مناسك الحج، كما تفقد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي السفير السعودي السابق لدى بغداد ثامر السبهان والمبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك منفذ عرعر الأربعاء الماضي.

ويشير مراقبون إلى أن افتتاح منفذ عرعر وعودته إلى العمل كرابط تجاري أساسي بين البلدين، سيكون بداية المسار في سحب البساط الاقتصادي من تحت إيران التي تستفيد بشكل كبير من إغراق السوق العراقية بسلعها.

لا لشيطنة الحشد
في موقف اعتبر نتيجة مباشرة للزيارة التي قام بها، أطلق الصدر، بعيد عودته من الرياض، تصريحات تدعو إلى حل فصائل الحشد الشعبي ودمجها ضمن القوات الأمنية العراقية. تجعل تلك المواقف الصدر “جذابا بشكل خاص للسعودية والإمارات”، وفق حداد، الذي يشير إلى أن “الصدر نفسه غير موافق على شيطنة الحشد في العالم العربي”.

وأعطت هذه تصريحات الصدر دافعا قويا للقول إن السعودية بسياستها الحالية وإمكانياتها ومركزيتها تقف حجر عثرة أمام استمرار إيران في العبث بالعراق والمنطقة، فيما اعتبرت فورين أفيرز أن هذا الانفتاح على قادة الشيعة في العراق يوحي بأن السعوديين قادرون أيضا على خوض لعبة سياسية أكثر صرامة.

ويختصر المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية الخطوة بالقول إن “إيران كانت تزعم أنها ممسكة بكل خيوط الشيعة، حتى المتخاصمين، إلا أن سحب بعض الخيوط منها مثل التيار الصدري (..) يشكل صفعة قوية لها”.

لذلك، يرى الخبير الأميركي مايكل نايتس أن “طهران ستنظر إلى الشراكة السعودية مع العبادي والصدر كسبب آخر لضرورة رحيل العبادي من منصبه كرئيس للوزراء في انتخابات العام 2018″. وقد سارعت طهران إلى تدارك الموقف للحفاظ على مكاسبها في العراق عن طريق تحريك وكلائها ومن خلال عقد اتفاقيات بين البلدين.

ومن ذلك، الاتفاقية الأمنيّة التي وقعتها مع وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي خلال زيارته لإيران في 23 يوليو الماضي. وتمّ التوقيع على الاتفاقيّة على استعجال لافت للنظر يفضح دوافع طهران وقلقها من التطورات الأخيرة والتقارب العراقي مع المحور العربي السني.

وفي ضوء ذلك، يدعو فراس مصدق وكينيث بولاك واشنطن إلى مقاومة الإغراء بافتراض أن الدور السعودي الأكبر في العراق سيسمح بدور أميركي أصغر.

للموقف السعودي المتجه نحو الأمام يمكن أن يعطي ثقة للسنة العراقيين للمساومة مع الشيعة في بغداد
ويضيفان في تقرير فورين أفيرز أنه يمكن أن يكون العراق مستفيدا رئيسيا من هذا التحول، وهذا من شأنه أن يكون مفيدا للغاية للجهود الأميركية لتحقيق الاستقرار في البلاد في أعقاب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

ويمكن للسعوديين أن يلعبوا دورا مهمّا في منع جارتهم الشمالية من الانزلاق مرة أخرى إلى الحرب الأهلية للمرة الثالثة. وقد يساعد نفوذهم مع الزعماء العراقيين والقبائل في المحافظة المضطربة على تسهيل التوصل إلى تسوية سياسية تؤدي إلى حكومة أكثر تمثيلا في بغداد.

ويمكن للموقف السعودي المتجه نحو الأمام أن يعطي ثقة للسنة العراقيين للمساومة مع الشيعة في بغداد. ومع معرفتهم بأنهم يتمتعون بدعم قوي من الجيران، يمكن أن يكونوا أكثر استعدادا للتوصل إلى حل توفيقي. كما ينبغي لها أن تجعلهم أكثر ثقة بأن “المتشددين الشيعة” لن يتمكنوا من تجاهل مطالبهم المشروعة في مجالات مثل التمثيل السياسي والمنافع الاقتصادية. كما يمكن أن يساعدهم على تلبية احتياجات البلاد بعد الدمار الذي ألحقه تنظيم الدولة الإسلامية.

تتسم الأبعاد النفسية والسياسية لهذا الأمر بأهمية متساوية، حسب ما جاء في تقرير فورين أفيرز. فعلى الرغم من أن العديد من الشيعة العراقيين لديهم قدر من الثقة في أن إيران سوف تدعمهم عندما لا يوجد أحد آخر يدعمهم، فإن معظمهم لا يحبون الطبيعة الطاغية للنفوذ الإيراني.

لكن تلفت المجلة الأميركية إلى أنه في الماضي عندما حاول زعيم شيعي معتدل أن يصوغ طريقا بعيدا عن إيران، وجد أنه من المستحيل أن يحل أحد محل سخاء طهران وحمايتها. حيث لا تساعد الولايات المتحدة ولا الدول العربية، مما يجبر الزعيم المعتدل على العودة إلى إيران.

وتخلص إلى أنه يجب أن ينظر إلى الدعم السعودي على أنه تمكين الولايات المتحدة من القيام بالأشياء التي لا يمكن إلا أن تفعلها: مساعدة العراقيين على التوصل إلى اتفاق وطني جديد للمصالحة الوطنية وتقاسم السلطة بين السنة والشيعة والمساعدة في إيجاد حل دائم لمركز كردستان العراق وتخفيف تأثير إيران المفرط في دولة عربية ذات أهمية استراتيجية.