المحرر موضوع: واشنطن تضغط على قطر بتجاهل دعواتها للحل  (زيارة 950 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
واشنطن تضغط على قطر بتجاهل دعواتها للحل
واشنطن لم تعد على عجلة من أمرها للوصول إلى حل للأزمة، وهو ما أحبط مسؤولين قطريين كانوا يلقون آمالا على زيارة كبار مستشاري ترامب.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/08/24،]

تجاهل واشنطن أحبط القطريين
الرياض – ضغطت الولايات المتحدة على قطر عبر تجاهل التعجّل القطري بالوصول إلى حل للأزمة الخليجية التي نشبت منذ أعلنت السعودية ومصر والإمارات والبحرين في الـ5 من يونيو الماضي مقاطعة قطر، مغلقة بذلك الباب أمام محاولات الدوحة خلق وساطة غربية تزاحم الوساطة الكويتية.

وأرسلت واشنطن رسالة واضحة إلى قطر مفادها أنها لم تعد على عجلة من أمرها للوصول إلى حل للأزمة، وهو ما أحبط مسؤولين قطريين كانوا يلقون آمالا على زيارة يقوم بها مستشارون كبار للرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة.

وبدت التحركات الأميركية غير مقتصرة على نقاش الأزمة الخليجية فقط، فقد قالت وكالتا الأنباء السعودية والقطرية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إن مسؤولين أميركيين بارزين اجتمعوا مع قادة في السعودية وقطر لبحث عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من دون التطرق للأزمة القطرية.

واجتمع كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، بالإضافة إلى جيسون غرينبلات المفاوض الأميركي ودينا حبيب باول نائب مستشار الأمن القومي، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة، قبل أن يتجهوا إلى الدوحة للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وإلى جانب جهود إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قالت وكالة الأنباء السعودية إن الجانبين بحثا تحقيق “أمن واستقرار وازدهار الشرق الأوسط”. ولم تذكر أي من وكالتي الأنباء الخلاف المستمر منذ شهور بين الرياض والدوحة والذي لم تفلح جهود الوساطة الكويتية في حله.

وأشارت مصادر دبلوماسية غربية في الرياض إلى أنه لم يعد بإمكان قطر التعويل على أي ضغوط تمارسها الولايات المتحدة والعواصم الغربية لإخراج الدوحة من مأزقها الحالي.

وقالت المصادر إن واشنطن باتت تعتبر الانقسام الحالي أمرا واقعا، وأن تعاملها مع قطر يأخذ بعين الاعتبار المزاج الخليجي-المصري العام، الذي لم يعد يقبل التساهل في مسألة دعم قطر للإرهاب الذي يهدد استقرار دول المنطقة.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الأمير محمد بن سلمان والمسؤولين الأميركيين بحثوا سبل تعزيز علاقتهم وتعاونهم الوثيق “كما وافق الجانبان على دعم توجههما الهادف إلى تحقيق سلام حقيقي ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتحقيق أمن واستقرار وازدهار الشرق الأوسط وما وراءه”.

وأكدت المصادر أن العواصم المقاطعة للدوحة تعتبر أن الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة وقطر حول مكافحة تمويل الإرهاب جرى بسبب الضغوط التي نتجت عن قرار المقاطعة الذي اتخذته الرباعية العربية ضد قطر بسبب دور قطر المركزي في هذا التمويل.

وأضافت أن الاتفاقية الأميركية القطرية لمكافحة الإرهاب تثبت أنه كان هناك خلاف قبل ذلك بسبب أنشطة قطر في تمويل الإرهاب، وأن اضطرار الطرفين للتوقيع على اتفاقية مكافحة الإرهاب يعكس إقرارهما بأن هناك خللا وجب تصويبه في مسألة علاقة الدوحة بالإرهاب.

وتأتي زيارة الوفد الأميركي للمنطقة من ضمن جهود واشنطن لتحريك ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وعلى ما يبدو فإن المقاربة الأميركية الجديدة ستلجأ إلى استطلاع ما يمكن أن تقدمه دول المنطقة من جهود من أجل وقف الجمود في مسألة التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

وقالت مصادر أميركية إن مناقشة واشنطن لمسألة على علاقة بالشرق الأوسط دون التطرق إلى مسألة النزاع مع قطر، ترسل إشارة مباشرة إلى قطر بأن طبيعة الخلاف الذي لطالما وصفته واشنطن بـ”العائلي” هي خارج إمكانات أي حل دولي أميركي، وأن الحل الحقيقي خليجي، وأن مخارج المسألة وجب أن تكون بأدوات وصيغ ومقاربات خليجية.

وأعلن البيت الأبيض عن الزيارة هذا الشهر، قائلا إنها تأتي في إطار “جولة إقليمية تتضمن اجتماعات مع زعماء من الإمارات وقطر والأردن ومصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية”.

وقال مسؤول في البيت الأبيض في ذلك الوقت إن الوفد الأميركي سيجتمع مع زعماء بالمنطقة لبحث “سبل إجراء محادثات سلام إسرائيلية-فلسطينية حقيقية”.

وأجمع خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب على أن الولايات المتحدة ستراقب عن كثبت سلوك قطر ومدى توافقه مع اتفاقية وقف تمويل الإرهاب الموقعة مع قطر، وأن أولوية واشنطن هي قطع الدوحة بشكل كامل لأي شكل من أشكال الدعم والتمويل للجماعات الإرهابية. ولفتوا إلى أن الموقف الأميركي الجديد المنتقد لباكستان في مسألة تمويل الإرهاب يعد مثالا جديدا لاستراتيجية الحسم التي تتخذها الإدارة الأميركية في هذا الملف.

ورأت مصادر أميركية أن حل النزاع مع قطر لم يعد أولوية لواشنطن، وأنه في ظل وحدة وتماسك موقف الدول المقاطعة، فإن الأمر لن يعدو كونه مشكلة لقطر، فيما بقية دول العالم متفقة مع دول أساسية في المنطقة تقاطع الدوحة على مسألة مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وسبل دعمه وتمويله.

واعتبرت هذه المصادر أن الدبلوماسية الأميركية مهتمة بأحداث نقلة نوعية في مسألة تحريك المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأن هذه المسألة تحتل حيزا رحبا في أولويات واشنطن في المنطقة. وتضيف هذه المصادر أن واشنطن تريد استطلاعا ما، يُمكن لكافة الأطراف الإقليمية أن تستخدمه لإحداث اختراق نوعي في هذا الملف.

واعتبرت مصادر إعلامية مرافقة لجولة الوفد الأميركي أن الوفد غير مخوّل بالخوض في أي موضوع آخر غير ذلك المتعلق بالشأن الفلسطيني الإسرائيلي.

ورأت مصادر خليجية أن الاستراتيجية الأميركية التي تتأكد يوما بعد آخر في مسألة مكافحة تمويل الإرهاب ترفد موقف الدول المقاطعة لقطر، وتدعم وجهة نظرها التي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة واتخاذ إجراءات عقابية أخرى ضد قطر. ولفتت هذه المصادر إلى أن الدوحة تشعر بعزلة حقيقية جراء توقف العواصم الدولية عن القيام بأي مبادرات لفك عزلتها، وأن تجاهل الوفد الأميركي لمسألة النزاع مع قطر مقصود منه حثّ الدوحة على اتخاذ تدابير حقيقية والتجرّؤ على اتخاذ قرار لقطع أي علاقات مع الجماعات الجهادية والاتساق الكامل مع الإجماع الخليجي والعربي والدولي في هذا الإطار.