المحرر موضوع: الاب نوئيل فرمان لتفقتا : سعيد لكوني اليوم بين خلية من مثقفي ابناء شعبنا لجعلهم استراليا مركز اشعاع  (زيارة 1970 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Tpaqta- Sydney

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 80
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كاهن بين حضارتين[/center]

الاب نوئيل فرمان لتفقتا : سعيد لكوني اليوم بين خلية من مثقفي ابناء شعبنا لجعلهم استراليا مركز اشعاع

عبر الاب الاعلامي نوئيل فرمان عن فرحه للقاء بمجموعة من مثقفي ابناء شعبنا في تفقا سيدني قائلا سعيد لكوني اليوم بين خلية من مثقفي ابناء شعبنا لجعلهم استراليا مركز اشعاع.
جاء ذلك في محاضرته المعنونة " كاهن بين حضارتين" مساء الخميس 24 اب 2017 وعلى قاعة لانتانا، ضمن فعاليات تفقتا ملتقى سيدني الثقافي الشهرية.


 وقال الاب في محاضرته انه كصحفي كان يكتب في موضوعات مختلفة وبعد ان اصبح كاهنا صار عليه ان يركز على مهمته ومسؤولية كنسية يقوم بها.
واكد ان العناية الربانية جعلته في وضعه الحالي وقال :" انا ادين بهذه الثمرة الى الاباء الدومنيكان الذين درست على يدهم في الموصل. وصرت اليوم كاهنا لرعية فرنسية في كالكيري ولرعية كلدانية ايضا. كلاهما يختلفان في الطقوس والكرازات وفهم الحياة. ولكوني انا من بيئة مشرقية من ارض حضارة واعيش اليوم حضارة مختلفة" .
وأضاف الاعلامي الاب فرمان  قائلا ان الجماعة التي صاركاهنا لهم، الجماعة الكلدانية الشرقية  متمايلة بين خطين الاول روحي كنسي والثاني اصفاف قومي سياسي بطريقة معلنة او غير معلنة، وبتنافر عشائري. وجلبت معها من العراق امراض الغربة ومحاولة تحجيم دور الكاهن ودور الكنيسة في حياتهم.. معتقدين ان الكاهن خادم اسرار فقط. 
وتناول الاب فرمان الفرق الشاسع بين جالية الشرقييين وبين الغربيين. فالمشرقيون لديهم استعدادات طيبة تلقائية، والمواظبة الشماسية والجوق  لكن ايضا مختلطين مع الاخرين روتينيا بشكل مغلق الى جانب ان الوسط الكنسي يصير وسط للتنافرات والمماحكات. فالحضور جماعي تقليدي طقوسي وهناك من ينتبه وهناك من لا يعير اهمية لما يسمع. ونسبة منهم من الذين يحبون الصلاة والتامل ومقاسمة الانجيل.
في الكنيسة الغربية لا ياتي المؤمنون بشكل عشائري بل فردي ينشدون السكينة والهدوء وراحة البال والمصالحة مع الذات  والاخر ولكن بحسب استعداد كل واحد. وهم ايضا جماعة لغوية واقلية من اغلبية يصيرون مع الوقت جماعة انتمائية تشبه العشائرية وهكذا فليسوا بالمثالية التي قد نتصورها عندهم.
واكد الاب الاعلامي نوئيل فرمان ان الرسالة التي نقدمها لجماعة الشرقيين يعتبرونها تحصيل حاصل وتقبل من الاساس بطريقة ان كل شيء مقبول ولا اعتراض عليه، فالجماعة تظهر وكأنها تسبح في جو من القبول الايماني. وأضاف ان الجماعة عندما يحسون ان لارجعة للوطن ولا اتصال مع الجذور والتراث الارض مع الوقت بعد تمسكهم بان يكون لهم كاهن من جلدتهم، مع الوقت ستكون الجماعة بدون هذه الاحاسيس ولا تشعر ان هناك فرق  اذا كان اي كان اخر، اذا كان هذا الكاهن مجرد للاسرار ومن جانب اخر يستمرون بتقاليد ورثوها من ابائهم شاءت الكنيسة ان تعطتها صبغة روحية كتقليد ذبائح الشيرا. ونتيجة هذا صارت مناسبات لكانتونات عشائرية ترتقي الى عهد ما قبل ابراهيم .
الجماعة الغربية  لها مشاكلها ايضا وخاصة في كندا والفرنسيين خصوصا المهاجرين من كيبك الى غرب كندا. الكنيسة مكبلة بالثورة الصامتة منذ الستينيات. ثورة ابتعاد عن الكنيسة ثورة ضد الاكليروس الذين بحجة المحافظة على الديموغرافية كانوا يتدخلون في الحياة الزوجية وتحديد عدد الاولاد.  امام هذا اكتسحت الجماعة راديكالية اصولية. لذا باتت الكنيسة كل يوم تحاول تعديل طريقة حديثها وخطابها علها تجتذب ارضية مشتركة مع الخط العلماني.
وجاء الاب نوئيل ببعض الامثلة كالتخوف من استخدام عبارات اصيلة في الانجيل تحاشيا للوقوع في مسؤولية تندرج تحت ما يسمى (politically correct  ). على سبيل المثال الزواني في مثل الابن الشاطر يترجمونها الى عبارة البنات. وكذلك مثال العذارى يترجمونه الى لفظة البنات.
هذه امثلة وغيرها تجعل الخطاب مع الغربيين بالنسبة للكاهن الشرقي ينطلق من الصفر من البديهيات في الايمان الشرقي ويضطر الكاهن الى اللجوء الى اساليب التاويل والشرح والتقديم بشكل يلفت النظر الى التفكير ومتابعة تسلسل الموضوع.
وقال الاب في محاضرته انه لاحظ عند المشرقيين تنافس على الرعايا المشرقيين ليس تنافسا بناء. فالجماعة مثلا في كالكيري كانوا يعرفون بعضهم البعض ويترددون الى كنيسة وفجأة تاتي الكنائس الشرقية وتفتتح كنائس روم كاثوليك سريان كاثوليك موارنة وكلدان. الشيء الذي يؤثر على التشتيت وضعف الخطاب الانجيلي بينما الحاجة الى تكون هناك خدمة مشتركة.
وذكر الاب نوئيل حالة اخرى في مجتمعنا الشرقي في الغرب مؤسفة وهي انقطاع عن الجذور وعدم التفكير في التعامل مع البلد كبلد نقضي اوقاتا فيه نزوره بانتظام ندعمه وندعم المسيحيين الذين فيه. ويأتي اليوم الذي يتم الاستغناء عن الحاجة الى الكاهن سواء في الزواج أوالعماذ وغيره..  فالنظر الى العماذ مثلا اصبح بطريقة اخرى ويمارس لمسرة الاهل فقط وليس ممارسته لعمقه الروحي وبقناعة ايمانية.
وذكر الاب نوئيل بعض محاولاته ككاهن ترعرع في بيئة مشرقية لتقديم الايمان وفق تجذره ووفق بيئة المسيح ولغته التي فيها نشأ.. وقال :" نشجعهم لجعلهم يحسون ان تاريخ ايمانهم اطول ومتواصل مع تاريخ المسيحية ويحسون بنكهة هذا الانتماء."
وتناول اخيرا الاب المحاضر حالات اخرى  مثل تقديم المصطلحات التي يعيشها ويقوم في عيد الفصح بترتيل الكلام الجوهري بلغته الام وجعل الغربيين ان يشعورا بانحداره من بلاد بين النهرين ومن بقعة تنتمي الى البشرية الجديدة ما بعد نوح والطوفان.
واختتم حديثه بقوله :" هذا ما جعلني اقدم مفهوم الكرازة في اطار حياة يسوع لفهمنا بيئتنا."
واتيحت الفرصة للسادة الاحاضرين للاستفسار وطرح الاسئلة التي تناولها المحاضر بالتناوب للاجابة عنها باسهاب. هذا وكان الاستاذ غازي ميخائيل مدير مكتب قناة عشتار الفضائية حاضرا لنقل المحاضرة كاملة بكاميرته.

اعلام تفقتا
عادل دنو