المحرر موضوع: {المجوسي الرابع} الجزء الأول  (زيارة 1052 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
{المجوسي الرابع} الجزء الأول
بقلم جوزيف إبراهيم.
يروي لنا آباء الكنيسة المتتبعين عن كثب للتراث الشعبي المسيحي, قصصاً مشوقة ذي فائدة روحية واجتماعية عالية, وقصة المجوسي الرابع هي واحدة من تلك القصص.
يحكى أن عدد المجوس الذين قدموا من الشرق, لزيارة الرب يسوع أثناء ولادته, متتبعين النجم السماوي المنير عل مغارة بيت لحم, لتقديم الهداية والسجود لطفل المغارة, كانوا أربعة مجوس, وان سبب عدم وصول المجوسي الرابع في الزمن المناسب للمغارة, يعود لاهتمامه الكبير باختيار نوع الهدية التي تليق بالمخلص يسوع يفيدنا الإنجيل المقدس أن هدايا المجوس الثلاثة كانت ذهباً ولباناً ومراً, وفسر آباء الكنيسة أن الذهب يرمز للملوكية واللبان يرمز للمسح أو التقديس ,والمر يرمز للألم والعذاب, بينما وقع اختيار الرابع على ثلاثة مجوهرات, نادرة الوجود غالية الثمن تبهر الأنظار, دفع قيمتها كل ما يملك من أملاك, محتفظا بجمل صبور وبعض الزوادة للسفر, مما جعله يتأخر عن زملائه المجوس الثلاثة فبينما كان هذا المجوسي مسرعاً بتتبعه للنجم السماوي, كان زملائه قد أتموا مهمتهم, واقفلوا عائدين من طريق آخر, كما يخبرنا متى الرسول, أن هيرودس الملك أراد قتل الطفل يسوع من خلال هؤلاء المجوس, وحينما علم هيرودس باختفاءهم أمر بقتل كل أطفال بيت لحم دون الثانية من العمر, عسى ولعل أن يكون يسوع احدهم.
   

لقد فوجئ المجوسي الرابع حين وصوله بيت لحم بمشهد مروع تقشعر له الأبدان, فعوضا أن يرى الطفل الرضيع يسوع, شاهد اشلاءاً وأجساداً مقطعة الأوصال في كل مكان وفي كل زقاق من أزقة بيت لحم, وصريخ ونحيب الأمهات والآباء على فلذات أكبادهم يعلو للسماء, يخبرنا الكتاب المقدس أن العائلة المقدسة طلب منها الرحيل إلى مصر, والبقاء هناك لغاية نهاية عهد هيرودس, في هذه الأثناء استفسر المجوسي الرابع عن أسباب المجزرة من رعاة المغارة فعلم أن هيرودس أراد التخلص من الملك القادم يسوع كما اخبره رؤساء كهنة اليهود ,وأيضا استطاع معرفة وجهة المسير للعائلة المقدسة فراوده الأمل باللحاق بهم وبينما هو على مشارف بيت لحم وإذا بجندياً رومانياً شاهراً سيفه على طفلاً رضيعاً ليقتله ووالداه يتوسلان الجندي طالبين الرحمة والشفقة منه, وفي اللحظة الحرجة من هبوط السيف على رقبة الطفل صرخ المجوسي بأعلى صوته ملمحاً بإحدى المجوهرات قائلاً أعطيك هذه الجوهرة أيها الجندي إن أعفيت عن الطفل, لم يصدق الجندي عينيه فقبل بالعرض ,كيف لا وهو يطبق حكما جائرا لا ناقة له به ولا جمل ، بالإضافة إلى القيمة الكبيرة للجوهرة، فأخلى سبيل الطفل طالبا من أهله إخفائه احس المجوسي بغبطة عظيمة إلا انه حزن جداً بسبب التأخير المضاف إلى تأخيره السابق ، وفي المقابل كانت فرحة الجندي لا توصف لعلمه انه اصبح من طبقة النبلاء. تابع المجوسي سيره دون كلل قاصداً مصر سارحاً في أفكاره ومشاعره وبعد عشرات الأميال رأى تجمعاً سكنياً يوحي بالفقر الشديد. بقلم جوزيف إبراهيم في /24/8/2017/  يتبع في المرة القادمة.