المحرر موضوع: الدوحة تجهض الوساطة الكويتية بإعادة سفيرها إلى طهران  (زيارة 810 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدوحة تجهض الوساطة الكويتية بإعادة سفيرها إلى طهران
القرار القطري يعتبر كيديا ضد الرياض بالذات التي تقود الجهد العربي والإسلامي العام لمواجهة التدخل الإيراني في المنطقة.
العرب/ عنكاوا كوم    [نُشر في 2017/08/25،]

قطر في تناغم تامّ مع إيران
الرياض - عمّقت قطر عزلتها الخليجية وزادت من توسيع الهوّة مع محيطها العربي عبر إعادة سفيرها إلى طهران في تأكيد لنزوع الدوحة نحو الالتصاق بالخيارات الإيرانية في المنطقة.

وقال المكتب الإعلامي التابع لوزارة الخارجية القطرية في بيان على موقعه الإلكتروني، “أعلنت دولة قطر اليوم أن سفيرها لدى طهران سيعود لممارسة مهامه الدبلوماسية”.

وأضاف “عبرت دولة قطر عن تطلّعها لتعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كافة المجالات”.

وأوضح البيان أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف وبحث معه “العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها”.

وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي عن ترحيبه بهذا القرار، مضيفا أن “تطوير علاقاتنا مع جيراننا يمثل أولوية مطلقة بالنسبة للحكومة الجديدة” التي بدأت عملها هذا الأسبوع.

ورأت أوساط خليجية مراقبة أن الدوحة تسعى للتصعيد مع الرياض وإجهاض الوساطة الكويتية بشأن إيجاد حلّ للخلاف الذي اندلع منذ أن قررت السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية في الـ5 من يونيو واتخاذ إجراءات عقابية لاحقة ضد الدوحة.

ولم توضح الوزارة القطرية متى سيعود السفير إلى طهران.

وسمحت إيران للخطوط الجوية القطرية باستخدام مجالها الجوي وأرسلت إمدادات غذائية للدوحة بعدما قطعت الدول الأربع العلاقات وروابط النقل والتجارة مع قطر.

وعلّقت أوساط سعودية مراقبة على القرار القطري بصفته كيديا ضد الرياض بالذات التي تقود الجهد العربي والإسلامي العام لمواجهة التدخل الإيراني في المنطقة وتقويض تمدّد طهران داخل الدول العربية.

وأضافت هذه الأوساط أن القرار القطري يؤكد الاتهامات التي وجهتها الدول المقاطعة ضد قطر بنسج علاقات متقدمة مع إيران على الرغم من أجندة طهران ضد دول المنطقة وسعيها لتقويض الاستقرار فيها.

واعتبرت أنه ما من منطق يفسر تناقض مواقف قطر السابقة من مسألتي سوريا واليمن، حيث العامل الإيراني هو أساس المشكلة، مع موقفها الحالي بانتهاج سياسة تتقرّب من نظام ولاية الفقيه.

وكان الإعلام القطري قد دأب في الآونة الأخيرة على الترويج لمزاعم عن سعي السعودية لتطبيع علاقاتها مع إيران في محاولة للدفاع عن علاقات الدوحة مع طهران وتمهيدا للخطوة التي أقدمت عليها قطر، الأربعاء، بإعادة السفير القطري إلى طهران.

ولاحظ المراقبون “تطبيل” قناة الجزيرة للمصافحة التي جمعت وزير خارجية السعودية عادل الجبير بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في تركيا قبل أسابيع، ولتصريحات وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي من طهران، والتي زعم فيها أن السعودية طلبت وساطة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتطوير علاقات الرياض وطهران.

وكان ظريف قد اعتبر أن المصافحة مع نظيره السعودي ترجع لعلاقات شخصية ولا يمكن اعتبارها تطورا في علاقات البلدين. كما نفت السعودية مزاعم الوساطة التي أعلن عنها الأعرجي، فيما نفى ظريف نفسه هذه الأنباء واعتبر أن “بعض التصريحات الإعلامية في هذا المجال غير دقيقة وغير واقعية تماما”.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال في مؤتمر صحافي، الاثنين الماضي، تعليقا على وساطة العراق بين طهران والرياض ونفي السعودية لوجود الوساطة، “إنّ طهران ترغب في أن تكون لدول الجوار علاقات جيدة معها، وإن سياسة إيران واضحة وترحب في الوقت نفسه بكل تطور من شأنه أن يخفّف من حدة التوترات”.

ولاحظت أوساط دبلوماسية غربية أن إعلان قطر عن إعادة سفيرها إلى إيران جاء بعد ساعات على تصريحات وزير الخارجية الإيراني عن تبادل للزيارات سيقوم به وفدان دبلوماسيان سعودي وإيراني بغرض تفقد السفارات والقنصليات.

وقال ظريف إن إيران سترد بإيجابية على الخطوات السعودية تجاهها في حال راجعت الرياض سياساتها الإقليمية، وأعادت النظر فيها، مؤكدا أن هذا الأمر يصب في مصلحة السعودية نفسها، ولفت إلى أنّ إیران “قامت باتخاذ خطوات مطلوبة” لتخفیف التوترات مع السعودية وأنه حان دور الریاض لاتخاذ هذه الخطوات.

واعتبرت مصادر إيرانية أن تصريحات ظريف تنم عن توق إيراني للوصل مع السعودية وتطوير العلاقات مع الرياض وليس مع الدوحة، وأن إيران، ورغم خصومتها مع الرياض، إلا أنها تعتبر أن السعودية هي الدولة الأهم في المنطقة لترتيب أي علاقات طبيعية مع كل المنطقة العربية.

وقالت مصادر مراقبة للشؤون القطرية إن الدوحة تسعى للهروب إلى الأمام من خلال تغليب أجندتها مع إيران على أجندتها مع أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضافت أن تعويل قطر على تنسيق يجري بين تركيا وإيران في ملف مواجهة الحراك الكردي هو رهان متسرّع ولا يلحظ أن الدولتين تختلفان على ملفات كثيرة أخرى دفعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في فبراير الماضي، إلى الحديث عن “نزعة قومية فارسية”، وإلى انتقاد “التوسّع الفارسي”.

واعتبرت هذه المصادر أنه من “المعيب” أن تقوم قطر بالاندفاع لإعادة سفيرها بعد أسابيع على قرار الكويت، التي يعوّل الخليجيون على وساطتها، بإغلاق الملحقية الثقافية الإيرانية والمكتب العسكري وتخفيض عدد الدبلوماسيين بسفارة إيران فيها من 14 إلى 9، وذلك على خلفية قضية خلية العبدلي.

ويعود الموقف الخليجي من إيران إلى التدخلات العسكرية والأمنية الخطيرة التي تقوم بها طهران في اليمن والعراق وسوريا والبحرين والكويت ولبنان، وأن لا شيء تغير في السلوك الإيراني يسمح بإزالة الهواجس الخليجية ويتيح تطبيعا مع إيران على النسق الذي تعتمده قطر.

واعتبرت مصادر سياسية أن حديث ظريف عن تبادل زيارات لدبلوماسيين خليجيين لتفقد السفارات والقنصليات لا يعدو كونه خطوة على طريق الألف ميل والتي لن تصل إلى خواتيمها الصحيحة في علاقات البلدين قبل أن تتوقف إيران عن العبث بأمن المنطقة برمتها وخصوصا أمن واستقرار دول الخليج.