المحرر موضوع: سركون بولص ........ الذي رأى الأعماق كلها  (زيارة 1295 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 409
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


سركون بولص ........ الذي رأى الأعماق كلها


كتابة  : نمرود قاشا
 
أنا في النهار رجلٌ عاديّ
يؤدي واجباته العادية من دون أن يشتكي
كأيّ خروفٍ في القطيع، لكنني في الليل
نسـرٌ يعتلي الهضبة
وفريستي ترتاح تحت مخالبي .
سركون بولص , هذا الأشوري التائه , الذي غادر مسقط رأسه " الحبانية " حيث ثكنة الجيش البريطاني إلى كركوك , هذه المدينة الأدبية الثرة التي يسكنها الفقراء , ثم يأخذه مركب نوح إلى بغداد وقد كان غريبا عليها , ولذلك غادرها في الستينات إلى بيروت مشيا على الأقدام .
سركون بولص هذا المتمرد , لم يتزوج , ولم يتخذ له مهنة , ولم يستقر في مدينة , تناول كل ما كتب عنه القاص والروائي هيثم بهنام بردى في كتاب صدر عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية حمل عنوان ( سركون بولص الذي رأى ) من إعداد وتقديم ومشاركة القاص بردى , وهذا المصنف الذي يحمل الرقم ( 41 ) الذي تصدره المديرية وقد نظمت احتفالية لتوقيع الكتاب مساء يوم الاثنين 28 آب 2017 وعلى قاعة متحف التراث السرياني في عنكاوا .
الدكتور روبن بيث شموئيل افتتح الأمسية بالقول : يسعدني جدا أن يكون اول كتاب يصدر عن المديرية في عهدي  للأديب العراقي هيثم بهنام بردى , عن شخصية تركت بصمتها في الأدب العراقي والعربي , وخاصة الشعر , حيث تقدم المشهد الشعري العراقي والعربي وهو للشاعر والقاص سركون بولص .
وأضاف " بيث شموئيل : تكمن أهمية الجهد الذي بذله الزميل هيثم بردى في إصداره هذا انه سيسهل كثيرا عملية الوصول إلى مكانة سركون بولص في الأدب العربي الحديث وخاصة الشعر , خاصة وان المديرية سبق وان أصدرت كتابين عنه ومن إعداد القاص هيثم بردى أيضا .
وقد اختتم حديثة بتوجيه الشكر لمنظمة  سالت الهولندية ( salt  ) لدعمها في إخراج هذا الكتاب الى النور .
الشاعر شاكر مجيد سيفو تحدث عن المكانة الكبيرة لهذا الرمز السركوني العراقي في الأدب العربي والعالمي مستشهدا بما قيل عنه , وعن دوره الريادي في الشعر العربي , فقال عنه ( والحديث لسيفو ) الشاعر والمنظر السوري ادونيس " المخيلة عند سركون بولص معجونة بالمادة كأنها جسد آخر في جسده , شعر سركون بولص يسألني : لماذا أحبه .
وقد استشهد الشاعر سيفو بعدد آخر من الكتاب والأدباء العرب في تجربة سركون , إضافة إلى ذكريات شخصية  عنه خلال تواجده في احد المرابد الشعرية في بغداد .
الشاعر زهير بهنام بردى , احد الذين عاصروا سركون بولص أيضا قدم ورقته النقدية تحت عنوان " أيها الماضي ... أيها الماضي  , ماذا فعلت  بحياتي ) قال فيها : قبل البدء انقل تحيات شقيقي هيثم بردى , هذا الكاتب المبدع حيث يضع بين أيدينا هذا الكتاب إعدادا وتقديما ومشاركة عن الشاعر العراقي الكبير الرائي ليختار له عنوانا يحيلنا إلى النص الملحمي " هو الذي راى " فغني بذكره يا بلادي .
ويضيف : وهكذا فبين النص والميلاد كانت حياته وكان السعي للوصول إلى مدينة أين ؟ , ليعيش الحياة قرب الاكربول في مركب نوح وعظمة أخرى لكلب القبيلة , هذه التي ذكرت هي عنوانات مجاميعه الشعرية كما انه كتب القصة وضمها في غرفة مهجورة .
ويختتم بردى في ختام مداخلته بتقديمه مقترحا للمديرية في ان تطبع كتب او دراسات عن الشاعر الأب يوسف سعيد والشاعر جان دمو لتكتمل سلسلة مبدعو شعبنا وما تركوه من أدب ثر في خدمة الثقافة العربية .
بعدها فتح باب الحوار للأسئلة والمداخلات , حيث أجاب    الدكتور روبن والشاعرين بردى وسيفو عن الأسئلة والمداخلات التي طرحت من قبل الحضور .
وقد اختتمت الأمسية باحتفالية توقيع الكتاب باسم المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية من قبل كل من : مديرها العام الدكتور روبن بيث شموئيل والسيدة جاندارك هوزايا مديرة الثقافة السريانية في اربيل والسيد ديفيد نذير مدير المتحف السرياني في عنكاوا بدلا من القاص والروائي هيثم بهنام بردى لكونه موجود خارج الوطن .