في اول حوار لعنكاوا كوم مع رئيس حركة تجمع السريان بعد انتخابه
جون هداية : انا لست مع عودة ابناء شعبنا لمناطقهم في الوقت الحاضر ولهذه الاسباب
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيدبعد رحيل انور متي هداية رئيس حركة تجمع السريان وعضو مجلس محافظة نينوى ممثل كوتا المسيحين بعد صراعه مع مرض الم به ، شغر منصب رئيس الحركة مما دعا لعقد المؤتمر الانتخابي و انتخاب رئيس جديد للحركة التي اسسها في قضاء الحمدانية (بغديدا ) في عام 2004 يشوع مجيد هداية والذي اغتيل في البلدة بعد ذلك التاريخ بعامين ،فكانت اصوات الناخبين قد رجحت كفة الشاب جون نجل الرئيس السابق للحركة لكي يتولى رئاسة الحركة في مسيرتها القادمة بما تحويه من اجواء الاحداث المتوالية وانقسام ابناء شعبنا بين خياري ترك البلد وشعورهم بالتهميش والاقصاء بعد محنة النزوح التي عاشوها في صيف عام 2014 او اختيارهم للبقاء والسير بركب العودة التي مازالت وتيرتها تجري بشكل بطيء مع بقاء نفس سيناريو تهميش مناطق تواجد ابناء شعبنا بما كانت تعانيه اصلا من البنية التحتية ونقص الخدمات المزمن ..عنكاوا كوم اجرت اول لقاء مع الرئيس الجديد لحركة تجمع السريان لغرض التعرف على برامجه وطموحاته لمسيرة التجمع القادمة وكان هذا اللقاء :
*ولجتم اخيرا ميدان العمل السياسي ، هل هو تاثر بالوالد الراحل انور متي هداية ام هو ترجمة لطموح سابق بدخول هذا الميدان ؟-قبل ان اجيبك على هذا السؤال لابد لي من الاشارة الى انني لست بجديد على هذا الميدان فضلا عن انني كنت متواجدا في الاجتماعات الاولى لاطلاق حركة تجمع السريان وذلك من خلال اتخاذها لمنزلنا كمقر للاجتماعات الاولية بل كنت على تماس معه من خلال عملي كناشط مدني وذلك في بدايات عملي ضمن تجمع عشتار لمنظمات المجتمع المدني في عام 2010 كما انتخبت كاحد اعضاء رابطة الطلبة والشبيبة الكلدانية السريانية الاشورية والتي كان لها الكثير من الانشطة في مناطقنا قبل التهجير اذكر منها اقامة البطولة الرياضية باسم شهيد الحركة ايشوع مجيد هداية كتقليد سنوي بالاضافة لاقامتنا لمؤتمر خاص بالشبيبة المسيحيين حيث شهد حضورا واسعا بلغ اكثر من 300 شاب وشابة من مختلف مناطقنا واقيم في قاعة عشتار في بغديدا وحينما انتخب انور متي هداية عضوا في مجلس محافظة نينوى عملت مع زملائي على اقامة ندوة جماهيرية بهدف حوار الشباب مع المسؤول والتقارب مع هذه الشرائح واطلاع كل من الطرفين على خطط وبرامج تهدف للارتقاء بالشريحة الشبابية كما اقمنا ضمن اطر العمل المدني للكثير من الدورات التطويرية سواء تلك التي كانت تختص بزيادة كفاءات الطلبة او غيرها من الدورات المتخصصة وفي عام 2014 كنت من ضمن الناشطين ببرنامج(كلنا مواطنون ) الذي نفذته منظمات المجتمع المدني برعاية ودعم منظمة هولندية باسم (باكس) والاتحاد الاوربي ومنظمة عاملة في الاقليم اسمها منظمة المسلة وكان هدف البرنامج العمل على تقبل الاخر ونبذ التعصب الديني والطائفي والاطلاع على ثقافات الاخر وطقوسهم وتقاليدهم بالاضافة لمشاركتي في عام 2015 ضمن مؤتمر شبابي حمل عنوان (صرخة شباب نينوى المهجر ) والذي حضرته شرائح شبابية مختلفة ما بين 200 الى 250 شاب وشابة عبروا عن معاناتهم خلال ازمة النزوح وانتهى بالعديد من التوصيات والتي انت احدها تهدف لتشكيل لجنة استشارية شبابية لمجلس محافظة نينوى كونه الجهة الراعية للمؤتمر وهدف اللجنة العمل الجاد على التقارب وابراز صور التعايش ما بين مكونات المحافظة وتم انتخابي منسقا لهذه اللجنة وكان مهمتي تتلخص بحضور جلسات المجلس ومناقشة الجانب الخاص بالشباب مع اللجنة الخاصة بها في المجلس واتصال مباشر حصرا برئيس المجلس واقمنا ايضا في هذا الجانب دراسة موسعة عن هجرة الشباب في محافظة نينوى حيث تم ابراز نتائج تلك الدراسة بمؤتمر ناقش كل الامور التي تدفع بالشباب للهجرة ومن خلال تبلور العمل في هذا المحور قمنا بتاسيس منظمة شبابية باسم صناع الحياة للتعايش وتم انتخابي رئيسا لها وذلك في ايار من العام الماضي وكانت من ضمن نشاطات هذه المنظمة العمل على اقامة ندوات تثقيفية تناقش قرار الامم المتحدة المرقم 2250 والخاص بمشاركة الشباب في اعمال السلم والامن واشراك الشباب بالمواضيع السياسية وكانت من بين المواقع التي اقمنا فيها مثل هذه الندوات جامعة جيهان والحمدانية اما بما يتعلق بسؤالك فانا لااخفي ان الوالد كان دائما ما يحثني على الابتعاد عن العمل السياسي رغم انه كان كتوما داخل محيط الاسرة وبما تركه من ارث طيب ومهم في مسيرة الحركة قررت الدخول في العمل السياسي من خلال المؤتمر الثاني للحركة والذي اقيم في ايار من هذا العام من اجل اكمال مسيرة فقيدي الحركة الشهيد يشوع مؤسس الحركة والراحل انور هداية وتلبية لاصوات مؤازري الحركة وجماهيرها وبعد انتخاب الهيئة القيادية للحركة حيث حصلت على 184 صوت من مجموع 224 مشارك في هذه الانتخابات تم فتح الباب للترشيح على منصب رئيس الحركة ونزولا عند طلب الكثير من اعضاء الحركة ومؤازريها رشحت لهذا المنصب وتم انتخابي له ودافعي الان هو اشراك الشباب في العمل السياسي وبذلك تكون حركة تجمع السريان هي الرائدة باستقطاب الشريحة الشبابية وتهيئتها للعمل السياسي فضلا عن انني من القلائل من الشباب ممن ولجوا العمل السياسي..
*ماذا بعد انتخابك رئيسا للحركة ، اي ماهي برامجكم وخططكم التي ستهيئون لها في الفترة القادمة ؟-بالتاكيد فالحركة لديها الكثير من الخطط والبرامج التي تعمل عليها لاسيما ما يخص السريان ومسالة ادراجهم بالدستور العراقي ضمن المادة 125 لكن وبما انني امثل الشباب فانا اعمل على خطط خاصة بهذه الشريحة اهمها تشجيع الشريحة الشبابية وتهيئة متطلباتهم فضلا عن تقديم الدعم لكي يواصلوا مسيرتهم في تبوء المناصب فاحساسهم بالابعاد والاقصاء اثر كثيرا خصوصا وان مقررات الهيئات التنفيذية مازالت تفكر بتخفيض سن الترشيح لمجلس النواب وجعله محددا بسن 25 سنة كما افكر باشراك المراة وكانت من اهم ما ارتات له الحركة هو اشراك الشريحة النسائية من خلال انتخاب السيدة هدى برنار كاحد اعضاء الهيئة التنفيذية حيث تسلمت مسؤولية لجنة الشباب في الهيئة التنفيذية لحركة تجمع السريان ..
*مابين رحيل السيد انور متي هداية وانتخابكم رئيسا جديدا للحركة مرت الاخيرة بمرحلة انتقالية شهدنا فيها غياب تام لانشطة الحركة ومسؤولياتها، هل تتفق معي في هذا الامر ؟-بالطبع رغم ان الحركة لم تغب كليا عن المشهد السياسي وكانت من ضمن الاحزاب الداخلة ضمن تجمع التنظيمات ممن كان لها موقف من توحيد خطاب الاحزاب والكيانات السياسية الخاصة بابناء شعبنا فضلا عن مشاركات وحضور في الكثير من الانشطة والفعاليات الخاصة بنا ..
*وما هي وجهة نظركم بشان الاستفتاء المزمع اقامته من جانب اقليم كردستان في نهاية ايلول ( سبتمبر ) المقبل ؟-نحن مؤيدين لاجراء هذا الاستفتاء بشكل كامل فهو يعد حق للشعوب من اجل تقرير مصيرها وهذا ما تكفله الدساتير الدولية ولم يكن اقليم كردستان الاقليم الاول الذي اقدم على هذه الخطوات وهنالك نماذج لاقاليم نادت بهذا الامر وحصلت على استقلالها حيث بعتبر هذا الامر نضالا سياسيا وهو ردة فعل متوقعة من قبل الاقليم على السياسات المتبعة من قبل الحكومات المتعاقبة في العراق وما قامت به من سياسات التهميش وغمط الحقوق ..
*نعود للمسالة التي مازالت تشكل هاجس ابناء شعبنا بين اختيارهم ما بين خيار ترك البلد والهجرة وما بين البقاء والعودة للمناطق المحررة من اجل اعمارها والاستقرار فيها ،مع اي خيار انتم ؟-بصراحة اقولها انا لست مع خيار العودة في الوقت الحاضر ودافعي في ذلك ان العودة مع عدم استقرار الاوضاع الامنية يبدو مغامرة غير محسوبة النتائج مع دعواتنا المكررة بحصر السلاح بيد الدولة بشكل رئيسي واساسي وطموحنا يتلخص بوجوب ادخال واشراك قوات سهل نينوى الى جانب القوات المتواجدة حاليا لمسك الارض من اهل المنطقة تحديدا ونحن نعمل ايضا على هذا الموضوع ووجوب تاسيس غرفة عمليات مشتركة للتنسيق ما بين القوات المتواجدة على الارض لدرء اي خرق امني يمكن ان يحدث كما دافعي لان اتمسك بمبدا التريث في العودة نابع من بقاء مناطقنا تعاني نقص الخدمات المزمن وغياب البنية التحتية المطلوبة ..
*وعلى ذكر امر نقص الخدمات والبنية التحتية ، هل تجد ان الدور الحكومي في هذا الجانب متواضع مع المبادرات التي تبرزها المنظمات الانسانية في تقديم العون والدعم للراغبين في العودة ؟-نعم الحكومة مقصرة جدا في هذا الجانب ونحن كسياسيين نعمل على مخاطبة الجهات ذات العلاقة من اجل لعب دور فاعل لاعادة البنية التحتية للمنطقة وتوفير الخدمات بما يلبي عودة الاهالي لمناطقهم فضلا عن امر اخر اكثر اهمية بتخصيص الدرجات الوظيفية وفرص عمل للعاطلين وعدم الاقتصار على تخصيص ميزانيات خاصة بتشجيع التطوع مما يؤدي لعسكرة المجتمع كما نلفت لامر اخر وهو تشجيع رجال الاعمال خاصة من ابناء شعبنا المغتربين بالقيام بدور فعال باستثمار رؤوس اموالهم بمشاريع استثمارية في مناطقنا من خلال تقديم الحكومة لضمانات في هذا الجانب ..
*بما انكم من الجهات التي شاركت بمؤتمر بروكسل ، هل تعتقد ان الدور الدولي الداعم لقضية شعبنا سيكون له تاثير بالمقارنة مع غيابه عن مساندة المهجرين وهم يعيشون ظروفا قاسية خلال محنة نزوحهم المستمرة للعام الثالث على التوالي ؟-دائما ما يكون هذا الامر واردا في كل اللقاءات التي تجمعنا مع ممثلي الجهات الدولية متطرقا للغياب الدولي عن دعم المهجرين ونزوحهم عن مناطقهم واستقرارهم ببيئات غير ملائمة ومازالت هذه المحنة تقضم من اعمارهم رغم تحرير مناطقهم فالكثير من العوائل يستحيل عودتهم لمنازلهم بعد تدميرها وتضررها وحرقها مع اننا نشير لوجود دعم دولي لكن بصورة متواضعة لاتتناسب مع حجم الكارثة والكثير من الاصوات باتت تنطلق للاشارة للخطر المحدق بالوجود المسيحي في الشرق الاوسط ..
*كانت الحركة في سياق عملها في مناطق سهل نينوى من ابرز الناشطين بالمجال الاعلامي حيث كانت تمتلك صحيفة باسم صدى السريان بالاضافة لمجلة الابداع السرياني فلماذا اختفت مثل هذه المطبوعات عن واقع الاعلام اليوم ؟-سبب اختفاء هذه المطبوعات يعزا الى الوضع الاقتصادي بالدرجة الاساس فضلا عن تشتت ابناء شعبنا نتيجة النزوح بالاضافة لاختيار الكتاب والاعلاميين طريق الهجرة من اجل استقرارهم في دول اخرى وهذا ما اثر سلبا في الواقع الاعلامي لشعبنا المسيحي كما ان توجه الحركة ومع بدايات ازمة النزوح كان يتحدد بشكل رئيسي بزيارة اماكن استقرار ابناء شعبنا والاطلاع على اوضاعهم ومحاولة تذليل الصعوبات التي يواجهونها من خلال توفير السلات الغذائية ومتطلبات المعيشة .