المحرر موضوع: إستدعاء الآخر قراءة في مجموعتي الشاعرتين منى مشون وناريمان علوش  (زيارة 2275 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 326
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إستدعاء الآخر
قراءة في مجموعتي الشاعرتين منى مشون وناريمان علوش

نادرة عادل طربية
قيل انّ المرأة اذا احبّت رجلاً رفعته الى سابع سماء واذا كرهته انزلته الى سابع أرض فكيف اذا كانت صاحبةُ قلم ؟ فاحذر أيها الرجل من امرأةٍ خانت الصمت ومارست الكلام فتمخض سطوراً من رحم طغيانك ليُعلِنَ " الثورة الانثى " كتاب منى مشون ... وكذا الشاعرة ناريمان علوش ارتشفتك حرفاً فكنت ايحاءات شعرية ورجولة بلا ملامح فكان  كتاب "امرأة عذراء " . "الثورة الانثى" و " إمرأة عذراء " : عنوانان يحملان في طياتهما بعداً فلسفياً اثارا جدلاً كبيراً عند القراء عامّة والنقاد خاصةً كالاديب والشاعر العراقي الذي اتى من بلد الحضارات العريقة من ارض الرافدين الخصبة بالمثقفين والمبدعين والشعراء ... الأرض التي أنجبت المتنبي ، بدر شاكر السياب و نازك الملائكة ... من العراق قدم شاهرا قلما مميزا و فكرا متوقدا وقلبا حاضراً ... فكان له دراسة مقارنة بين المجموعتين الشعريتين تحت عنوان " إستدعاء الآخر " بدعوة من منتدى " تحولات " للكاتب والاعلامي " سركيس بو زيد " حيث تحولت قاعة الف في شارع الحمراء الى امسية ولية من الشعر تمّ فيها عقد التحام بين قصائد الشاعرتين : ناريمان علوش المرأة الثائرة الصامتة الغائبة الشاهدة نارها باردة وروحها سراب هي الرحيل الغافي في احضان الغياب هي القنديل المنطفئ والمعلق على الباب هي النجمة الهاربة في العتمة والضباب هي امراة لا تنحني الا لتكتب ففي انحنائها ارتقاء الى آفاق شاسعة المدى بينها وبين الكتابة عشق سرمدي صاحبة يراع انثوي انساني.تدوزن به احاسيسها على اوتار السطور في حروف وقصائد. هي كخط الاستواء كلما سفّرك بقطار ديوان تسفرك بآخر بعد اتمام الرحلة التي لا تنتهي . أما منى مشون التي لم تتخيل يوما أن تكتب شعراً او نثرا او نشر ما تعبر عنه ... الا ان هيمنة الفكر الذكوري عند الرجل والمرأة على حد سواء اثار فيها رغبة البوح والكلام فهي بقلمها : تكتب عن كل انثى تروي القصص المؤلمة من قلبها تلملم ايّ حرقة من عينها تمسح كل دمعة تضمّد الجرح في كل لحظة فتفجر العذاب مع كل صرخة ثم تدعوها بقولها : ابشري ...ابشري قد قامت الثورة لقد آن الاوان ان تكون حرة فأنت بحق الثورة الانثى فكان الرجل أي " الآخر " الذي استدعى الشاعر نزار ديراني لعرض دراسته المقارنة بين قصائدهما . وبعد ثورتها بين التمسرح والواقعية اعلنت الشاعرة منى مشون في نهاية كتابها الانتصار : ورفضت الاستسلام للياس المحتوم فهي  لن تسكت لن تتراجع لن تموت وهل يجوز لمن قرر ان يذهب الى ابعد ما يكون ان يعود؟ " اما ناريمان علوش فضربت موعدا مع الوداع : " فهناك على رصيف الامكنة المجنونة فقدا صواب قلبيهما فغدت واياه اسطورة يفوخ من الماضي عطرا معتقا في مؤونة الذكريات المنسية.... هذه الدراسة القيمة الغنية بالمعلومات سلط فيها الاديب ديراني الضو على نقاط لا يراها القارئ في كلا الكتابين مما اثار فضول الحاضرين فكان لهم مداخلات ثرية ومناقشة بناءة مع الكاتب المميز حيث رد على اسألتهم برحابة صدر ختاما لكل مقام مقال ولكل عمل عظيم تكريم شكرا لك من القلب ايها الاديب والشاعر المبدع استاذ نزار ديراني وهنيئا لكما ايتها الشاعرتين