المحرر موضوع: ريتا  (زيارة 1299 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل al8oshi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 310
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ريتا
« في: 11:32 03/09/2017 »
جوهرة صنعتها أنامل عائلة (ريتا نزار ملاخا)
د.نزار ملاخا
أحكي لكم اليوم 2/9/2017 قصة جوهرة نادرة، وشجرة باسقة، رعيناها بدم ودموع عيوننا، نجمة بين إخوتها الثلاثة، أبنتي العزيزة ريتا، هي من مواليد العراق عام 1994م كركوك، كانت في صفّها الأول عندما غادرنا العراق عام 2001م، وشاءت الظروف أن نفترق، لنجد ملاذاً آمنا في دولة الدنمارك، في مراكز اللجوء قضينا ما يقارب من ثلاث سنوات مع لاجئين آخرين من شعوب من مختلف الجنسيات، تعلمت ريتا هناك الإنگليزية باللهجة الصومالية، وتكلمت الصومالية وقليل من لغات أخرى، وأخيراً لغة لا يعرفها إلا مَن عاش في تلك المراكز، فهي لغة عجيبة، خليط من كل اللغات، بالإضافة إلى ذلك فهي تكلمت الكلدانية بطلاقة بالإضافة إلى دروس يومية في الفترة المسائية باللغة العربية فرضتُها عليها وعلى شقيقها الأكبر منها سرمد، بعد مرحلة الإقامة وأستقرار وضعنا بالنسبة للجوء، دخلت ريتا المدرسة المنتظمة، وتفوقت فيها، دروس منتظمة في المدرسة ودروس إضافية في البيت، العربية، وقراءة فصل من الكتاب المقدس كل ليلة، كنتُ أقرأ لها ولشقيقها لحين أن يغلبهما النعاس ويَناما، هذه الجوهرة سهرنا الليالي من أجلها، كنتُ حريصاً على أن أوفر لهم كل شئ ومن خلالي، وجاهدتُ جهاداً حسناً في زرع مكارم الأخلاق في نفوسهم، حاولتُ قدر الإمكان أن أزرع في نفوسهم  تقاليدنا العراقية الأصيلة بالإضافة إلى أستنقاء كل ما هو جيد من التقاليد والعادات الأوربية، كنتُ مستعداً لأعمل كل شئ وأبذل كل جهد في سبيل تربيتها، ولا ابالغ إن قلتُ لو عطشت ريتا لمددتُ يدي إلى غيوم السماء أعصرها لـ ريتا  منها ماء.رعيناها، سهرنا على تربيتها أنا ووالدتها، علمناها الفضيلة والعفة والطهارة والشرف، بالإضافة إلى الإيمان بالدرجة الأساس والعلم أيضاً، فأثمرت كل هذه الجهود عن لؤلؤة ثمينة تفتخر بها هي قبلنا، هذه اللؤلؤة تفتخر بمن صنع بريقها، تفتخر بمن زادها لمعاناً، وحملت أسماً وعزّة وكرامة، وها نحن لحد اليوم (ثلاث وعشرين عاماً) نجهد في زيادة لمعانها، وهي تزداد بريقا ولمعاناً يوماً بعد يوم، هذه الجوهرة الثمينة، وهذه الدرّة الأمينة، ريتا الغالية التي حملت إيماناً بالله ومحبة للعراق العظيم، ووفاءً وإخلاصاً لوطنٍ ثانٍ أحتضنها ورعاها وساعَدَنا في حمايتها من كل تقلبات الزمن (الدنمارك) فأينعت علماً ووعياً وثقافةً، واليوم تتخرج ريتا من الجامعة، وهي تحمل شهادة البكالوريوس في اللغات اللاتينية والعلاقات الدولية، ويتم قبولها في أسپانيا لتكملة الدراسات العليا (الماجستير) في اللغة الإسپانية.
تعلق قلب شاب دنماركي يوازيها في الخصائص والطِباع بحب ريتا لِما رأى فيها من صفات وخصائص لا يمكن له أن يمر عليها مرورك الكِرام، أنتظرها سنتين إلى أن أنهت دراستها الجامعية الأولية وهو كذلك، وجاء لزيارتنا حاملا بين يديه قلباً وسمو أخلاق من الصعوبة أن نجدها في شباب بلد فيه كل شئ مُتاح، في بلد، الحرية بابها مفتوح على مصراعيه، شاب عاش في إحدى قرى الدنمارك، ولم يلفعه هواء المدن الدنماركية ولا صخيب موسيقاها، ولم ينجرف إلى ما أنجرف إليه أغلب الشباب من تهور وعشوائية في الحياة، شاب ملتزم أخلاقياً من عائلة كريمة رايتُ فيه ذلك المثال الذي يستحق أن أستودعه جوهرتي الغالية،
ابنتي العزيزة ريتا، ايتها الجوهرة الثمينة، اليوم نستودعك هذا الشاب الأمين، ليس طوعاً ولكن مُرغمين، وهذه هي سُنّة الحياة، فلم اشأ أن أقف في طريقك بحجة أو لسبب لا قيمة له، اليوم وانت لحقائبك تحزمين، لم تكن تدرين بأنكِ حملتِ قلوبنا معكِ، ولكن برغبتنا ومحبتنا، أليوم أستودعك بيد مارك بعد أن استودعك الباري عز وجل ليحميكِ ويسعدكِ ويوفقكِ في حياتكِ الزوجية وفي دراستك المستقبلية، أملي أن تعودي لنا وأنت تحملين شهادة الدكتوراه بعد الماجستير،

أيتها الغالية، دموعي ملأت عيوني وأنا أشاهدك حاجياتك ومقتنياتك تلملمين وتلك الحقائب تحزمين، لتنقلينها إلى إلى مكان أمين، بيت الزوجية الجديد، نعم لم أتمكن بالرغم من كل شجاعتي من حبس دموعي، نعم قلتِ لي يا أبتي علّمْتَنا أن الرجال لا تبكي، فلماذا دمعك خَطَّ على خدودك سطوراً، حينها أنفجرت تلك المآقي وجادت بالدمع وهي دموع ممزوجة بمشاعر مختلطة من حنين ومحبة وفرح، قلتِ لي يا أبتي عرفتُ في قلبك شجاعاً لا يهاب المصاعب، هذا القلب الذي تَحَمّل من أجلنا كل شئ، نعم يا حبيبتي، لقد فارقنا إخوتك وبقيتِ أنتِ في البيت، أنتِ التي كنتٍ تشعرين بفرحي وسعادتي، أنتِ كنتِ التي تتحسسين المي ومعاناتي، أنتِ التي عايشت قسوة الحياة عليَّ، أنتِ التي تلمستِ جروح قلبي وألامي بمشاعرك قبل يديك، وهنا أتوقف عن الكتابة فقد خنقتني العبرة ولا أستطيع الإستمرار.
مارك ايها العزيز يا مَن فزتَ بهذه الجوهرة، وهذه الدرّة، أستودعك اليوم جوهرة ولا كل الجواهر، بيدي اسلّمها لك، وفي أقدس مكان أمام الله والعالم أجمع (التقليد أن يسير الأب برفقة ابنته إلى منتصف الكنيسة وهناك يستلمها خطيبها ليقفا أما الله والكاهن ويعلنهما زوج وزوجة أمام الجميع) أستودعك جوهرة قَلَّ مثيلها في مثل هذا الزمن القاسي، وفي مثل هذا البلد المنفتح، حيث الحرية بلا قيود ولا حدود، أستودع عزيزي مارك إيماناً ثابتاً بالله لا يتزعزع ، إيماناً عرفته وعايشته وسهرتُ الليالي من أجله لأنني أنا الذي زرعته في قلب غضٍ رقيق مرهف الحس ، استودعك مشاعر جيّاشة وأحاسيس رقيقة وقلب مملوء حباً لك، أستودعك شجرة ولا كل الأشجار، استودعك نخلة عراقية باسقة، أستودعك قلباً ووجنةً تحمّر خجلاً من أية كلمة، أستودعك نجمة يسطع بريقها في عز الظهيرة، أستودعك إنسانة يشهد لها كل مَن عرفها، أستودعك جهوداً ومشاعر واحاسيس ثلاث وعشرين عاماً، فَكُنْ لها ذلك الدرع الحصين والسند الأمين والجبل المتين الذي تستند إليه إذا ما أجبرتها الظروف على الضعف، كُن لها ذلك الأب وتلك الأم التي قدمت لها من العطف والحنان بحوراً، قدمتها لها على أطباق من ذهب.تلك الأم التي رعتها وسقتها الإيمان ومكارم الأخلاق وحب الوطن قبل أن ترضعها أول قطرة حليب .
اليوم تزوجت ريتا وهذه أول الكلمات أكتبها في هذا الصباح بحقّها
رعاكِ الله يا أبنتي وأسعدك وملأ بيتك بنيناً وبنات.3/9/2017   


غير متصل Sound of Soul

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 13100
  • الجنس: أنثى
  • اردت العيش كما تريد نفسي فعاشت نفسي كما يريد زماني
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,53.0.html
رد: ريتا
« رد #1 في: 01:52 05/09/2017 »


الاخ الالقوشي
تحية طيبة ...
محبةٌ انبثقت من القلب والوجدان وتسربت من بين احرفكم سيولاً وجداولَ
كما الدموع التي ترقرقت من اعينكم حين رأيتم ريتا تحزم حقائبها لتغادر الى حياتها الجديدة مع رفيق العمر الذي اختارته .
ليحفظ الرب  كريمتكم "ريتا" ويرعاها بعينه التي لا تنام ويوفقها الى ما يرضاه وترضوه لها
ويكتب لها السعادة في كل خطوة تخطيها مع زوجها مارك .
مقالة مؤثرة جدا .
دمتم بالف خير وسعادة
Sound of Soul

http://www.ankawa.org/vshare/view/10418/god-bless

ما دام هناك في السماء من يحميني ليس هنا في الارض من يكسرني
ربي لا ادري ما تحمله لي الايام لكن ثقتي بانك معي تكفيني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,603190.0.html
ايميل ادارة منتدى الهجرةsound@ankawa.com

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ريتا
« رد #2 في: 07:53 06/09/2017 »
الأخ والأستاذ العزيز د. نزار والعائلة المحترمة
الف مبروك لريتا ولكم متمنين لها كامل السعادة في الحياة الزوجية الناجحة ..
مع مزيد من البنات والبنين لخير وتقدم الأنسان في العالم..
اخوكم
منصور عجمايا والعائلة
5\9\2017