المحرر موضوع: الاستقرار "أمل بعيد المنال" للأيزديين في العراق.. وكابوس داعش يطاردهم  (زيارة 922 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستقرار "أمل بعيد المنال" للأيزديين في العراق.. وكابوس داعش يطاردهم

عنكاوا دوت كوم/ بغداد/  NRT

خلال هذا الصيف، استطاعت القوات العراقية طرد داعش من الموصل، ومن معظم أنحاء الشمال العراقي. ولكن بحسب كاثي أوتن، صحفية بريطانية مقيمة في كردستان العراق، ومؤلفة كتاب "رماد يغطي وجوههن: إيزيديات وداعش"، سيصدر في الشهر المقبل، ما زال الاستقرار أملاً بعيد المنال بالنسبة للإيزيديين.

وتذّكر الصحفية بنظرة داعش لأفراد الطائفة الإيزيدية باعتبارهم من الكفار، ولذا استباح منطقتهم، وقتل في آب 2014، مئات، بل ربما آلاف، من رجالهم، بعدما تمكن حوالي 50 ألفاً من الهروب نحو جبل سنجار. من ثم سبى داعش من بقي من إيزيديات مع أطفالهن.

وتلفت أوتن لبقاء ثلاثة آلاف أسيرة في قبضة التنظيم، ولكن مع هزائمه المتلاحقة، وخسارته لمناطق واسعة في العراق وسوريا، تلاشى الاهتمام الدولي بهن.

وكانت ليلى في الثالثة والعشرين عندما استعبدها داعش، ومن ضمن 6000 إيزيدية اعتقلهن داعش في سنجار. في البداية نقلت ليلى مع إيزيديات أخريات إلى الرقة، في سوريا. من ثم نقلت ثانية، واشتراها مقاتل عربي من قرية قريبة من سنجار. كانت ليلى تعرف هذا الرجل، فقد كان بمثابة عم لها ولأخوتها عندما كانت طفلة. ولذا ظنت أنه سينقذها. ولكنه بعد ثلاثة أيام، باعها لقائد عسكري في داعش، والذي احتفظ بها لأكثر من عام حيث كان يغتصبها ويعذبها بانتظام.

وتتابع أوتن سرد ما جرى مع ليلى التي استطاعت في ربيع 2016، التواصل مع مهرب ساعدها على استعادة حريتها في كردستان العراق. ولكن بعد سبعة أشهر على هروبها، كانت ما تزال تقيم في معسكر صغير خاص بالنازحين من منطقة سنجار. وفي الأيام الأولى من هروبها، كانت ليلى سعيدة بعودتها إلى أسرتها.

ولكن بعد أشهر، تحولت سعادتها إلى صدمة وواجهت صعوبات في التواصل مع سكان المعسكر، وصارت تعاني كوابيس وذكريات مريرة، وتملكها شعور بأن عناصر داعش سيخطفونها ثانية. لقد ساءت حالتها العقلية.

وقالت ليلى للصحفية إن السلطات الدينية الإيزيدية رحبت بعودة النساء اللاتي استعبدهن داعش، ولكنها وجدت صعوبة في التأقلم مع أسرتها. وقالت "لن يستطيع الإيزيديون نسيان ما جرى لنسائهنم. وحتى لو تزوجنا، أو وقعنا في الحب، سيظل في نفوسنا شيء انكسر، ولن يشفى أبداً".

وتشير أوتن لبقاء معظم الإيزيديات في معسكرات وملاجئ مؤقتة ضمن كردستان العراق. وقد عادت بعضهن، لكنهن يعشن في رعب من تعرضهن لعنف إضافي.

وقد استولت، خلال السنوات الثلاث الماضية، قوة مسلحة على أجزاء مختلفة من إقليم سنجار. وفي 2014، قاتل حزب العمال الكردستاني، بي كي كي، الذي حارب الحكومة التركية طوال عشرات السنين، داعش إلى جانب حلفاء سوريين، واستطاع فتح ممر بري، ما مكن آلاف من الإيزيديين الذين لجأوا إلى جبل سنجار هرباً من داعش، من العبور نحو كردستان العراق. وفي 2015، استردت قوات البشمركة الكردية، مدينة سنجار من داعش. وفي الوقت الحالي، يرفض بي كي كي مغادرة المدينة. ولذا يخشى معظم السكان من تجدد القتال بين مختلف الفصائل المتناحرة في شمال العراق.

وفي ذات السياق، قالت مهباد، أيزيدية في السابعة والخمسين "نريد أن نذهب إلى مكان أكثر أمناً".

وفي تموز الأخير، عثرت قوات عراقية، خلال المعركة لتحرير الموصل، على فتى أيزيدي، 13 عاماً، بين ركام المسجد الكبير في المدينة. وقد أمضى عماد تمو السنوات الثلاث الأخيرة كعبد عند مقاتلي داعش الذين أساؤوا معاملته، وأجبروه على حمل الذخيرة ونقل الماء إلى خطوط الجبهة، عبر مناطق سيطر عليها التنظيم. ويجد عماد الذي فقد معظم أفراد أسرته، صعوبة في الاندماج مع ما تبقى من أقاربه.

ومن جديد تنقل الصحفية رأي ليلى في الحرب الدائرة حالياً لتحرير مناطق من سيطرة داعش، وتقول "لا أستطيع فهم أولويات الدول التي تقود الحرب ضد التنظيم. أتابع نشرات الأخبار وأرى أنهم يستولون على قرى فارغة، فيما مازال آلاف الإيزيديين أسرى في الرقة. لماذا لا يعملون على إنقاذهم؟".
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية