المحرر موضوع: تظاهرات في إسبانيا ضد تمويل قطر للإرهاب  (زيارة 1172 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31419
    • مشاهدة الملف الشخصي
تظاهرات في إسبانيا ضد تمويل قطر للإرهاب
الأموال القطرية تتدفق على تنظيمات إسلامية تسعى لإقامة الخلافة في أوروبا.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/09/04]

لسنا معبرا للأموال القطرية الممولة للإرهاب
برشلونة (إسبانيا) - تظاهر المئات وسط مدينة برشلونة مساء الأحد منددين بدعم قطر للإرهاب وتمويل جماعات إسلامية متطرفة تمكنت من تحويل إقليم كاتالونيا إلى “معبر للأموال والتنظيمات الإرهابية” في أوروبا.

وندد المتظاهرون، الذين رفعوا أعلاما إسبانية وأخرى لدول أوروبية ولافتات كتب عليها “قطر راعية الإرهاب”، بشريان من الأموال المتدفقة على تنظيمات الإخوان المسلمين والقاعدة ومتشددين آخرين، كانت سببا في عزلة تعرقل قدرة المسلمين في أوروبا على الاندماج في مجتمعاتهم.

وتجمع المتظاهرون في ساحة “لاس رامبلاس” حيث دهس سائق بمركبته العشرات موقعا 14 قتيلا في السابع عشر من أغسطس الماضي، ورفعوا لافتات عليها صور تدين قادة النظام القطري، ورددوا هتافات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن تمويل جماعات متشددة، شنت في السنوات الماضية سلسلة اعتداءات دامية في مدن أوروبية عدة.

وطالب المتظاهرون بملاحقة قادة النظام القطري وتقديمهم لمحاكمة جنائية داخل إسبانيا وأمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كما طالبوا من الحكومة الإسبانية ونظيراتها الأوروبية بسرعة قطع علاقاتها الرسمية مع النظام القطري وعدم التستر على “إرهاب دولة قطر” بذريعة الحفاظ على الاستثمارات القطرية في أوروبا.

وتعكس هذه التظاهرات وعيا يزداد يوما بعد آخر في أوروبا بدور قطر في بناء تواجد مهيمن على الجالية المسلمة في أوروبا، عبر تمويل ودعم تنظيمات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين.

توماس ألكوفيرو: حان الوقت كي نعلن دون التباس أن قطر تدعم الإرهاب
وبدأ سياسيون أوروبيون في أخذ اتهامات توجهها السعودية ومصر والإمارات والبحرين إلى قطر بدعم الإرهاب، على محمل الجدّ. ومن بين هؤلاء بابلو إغلاسياس، زعيم حركة “بوديموس” اليسارية الإسبانية.

ولا يوفر إغلاسياس جهدا في مهاجمة قطر واتهامها بنشر أيديولوجيا متطرفة تسهم في زعزعة استقرار المجتمع الإسباني. وقبل أيام شارك إغلاسياس في تظاهرة حاشدة للتنديد بالإرهاب في وسط مدينة برشلونة.

وأظهرت صحيفة “الموندو” الإسبانية صورة خلال التظاهرة تجمع إغلاسياس بمحمد بن جهام الكواري، السفير القطري في مدريد. وقالت الصحيفة إن الكواري “خدع إغلاسياس والتقط الصورة معه من دون أن يعرّفه بنفسه”. ونشر الكواري الصورة لاحقا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول نشطاء إسبان إن الكواري حاول عبر المشاركة في هذه التظاهرة المزايدة والإيحاء بأن بلاده بريئة من علاقتها بالتنظيمات المتطرفة، رغم وجود إحصائيات حكومية تفيد بتورط قطر المباشر على مدار أعوام في دعم مراكز إسلامية وجمعيات ترتبط بتنظيم الإخوان المسلمين، وتعمل على نشر التشدد.

وقبل ذلك شغل الكواري منصب سفير قطر في باريس لمدة عشرة أعوام، حتى عام 2013. ووجهت وسائل إعلام فرنسية عدة اتهامات للكواري بإقامة علاقات مع تنظيمات الإسلام السياسي، والاستثمار في جالية مسلمة تمتلئ بها ضواحي باريس الفقيرة، سعيا للسيطرة عليها من قبل الدوحة.

وفي عام 2012 قالت تقارير حكومية فرنسية إن قطر استثمرت 50 مليون يورو في الضواحي الفقيرة ذات الأغلبية المسلمة في باريس.

وتحاول قطر تكرار نفس السياسة في إسبانيا، حيث تسعى تنظيمات الإسلام السياسي إلى ترويج أيديولوجيا متشددة تقوم على “استعادة الأندلس من المحتلين الإسبان”.

وقال توماس ألكوفيرو، الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في مقال نشرته صحيفة “لا فانغارديا” الإسبانية “حان الوقت كي نعلن دون التباس أن قطر تدعم الإرهاب”.

ويروج متشددون يسيطرون على المركز الثقافي الإسلامي في برشلونة لأيديولوجيا الإسلاميين، ويعملون على توجيه مجموعات محلية تعمل في جمعيات خيرية، وترتبط بالفرع الإسباني لـ”منظمة الإغاثة الإسلامية”، ذراع العمل الميداني لتنظيم الإخوان المسلمين.

السفير القطري محمد الكواري استغفل زعيم منظمة بوديموس اليسارية بابلو إغلاسياس وأخذ صورة معه في التظاهرة المعادية لتمويل الإرهاب ونشرها على تويتر.
وينتمي قادة منظمة الإغاثة الإسلامية في إسبانيا إلى “الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش”، وهي منظمة إسلامية أخرى لها روابط وثيقة بالإخوان المسلمين. ويؤكد تقرير صادر عن الاستخبارات الوطنية الإسبانية عام 2011، أن المركز الثقافي الإسلامي في برشلونة تلقى دعما قطريا قُدّر بـ300 ألف يورو، عبر شبكة تمويل معقدة لخداع منظومة الرقابة على النظام المالي الإسباني.

ويدير المركز الثقافي الإسلامي في المدينة سالم بن عمارة، العضو في الإخوان المسلمين. وواجه المركز انتقادات حادة بسبب مقارباته الأيديولوجية المتشددة، وإصرار بن عمارة على ربطه بتنظيم الإخوان، ودعاة متشددين آخرين.

وتقول صحيفة “لا رازون” الإسبانية إن الدوحة مولت مراكز إسلامية وجمعيات خيرية تنشر أفكارا متطرفة في إقليم كاتالونيا عبر رجال أعمال أثرياء، ووسطاء آخرين. ولعبت قطر دورا محوريا في تحويل مراكز عبادة هناك إلى بؤر لنشر التطرف.

وتضع هذه التقارير السياسيين الإسبان في مأزق كبير، إذ قالت دراسة نشرتها الشرطة الدولية “الإنتربول” إن نحو 5 آلاف متشدد يقيمون في إسبانيا.

ويقول الكاتب الإسباني تشافي فيبريس إن “الحكام والصحافة وصناع الرأي في الغرب باتوا على دراية كاملة بأبعاد اللعبة المزدوجة التي تمارسها قطر”.

ويعيش في إسبانيا قرابة 2.5 مليون مسلم، 7 بالمئة منهم يقيمون في إقليم كاتالونيا. وتضم إسبانيا إجمالي 1260 مسجدا ومركزا للعبادة، وتتركز 256 منها في كاتالونيا وحدها، حيث يعيش أكبر عدد من المهاجرين.

وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية لصحيفة “لاغازيتا” الإسبانية “رغم ادعاءات قطر بأنها تمول جماعات معتدلة فقط، إلا أنها زودت تنظيمات متشددة تحلم بإقامة خلافة إسلامية في أوروبا”.

وحاولت قطر الحصول على تسهيلات حكومية من أجل اختراق المجتمع الإسباني عبر رجال أعمال ومنظمات خيرية واستثمارات حكومية.

وفي برشلونة تدعم “مؤسسة قطر” نادي برشلونة الإسباني عبر اتفاق رعاية وقع عام 2010 تقدر قيمته بـ170 مليون يورو على مدار خمسة أعوام. واليوم يقبع الرئيس السابق لنادي برشلونة ساندرو روسيل في السجن بتهمة غسيل الأموال.

وحافظ روسيل على علاقات وثيقة مع الحكومة القطرية عبر شركة “بونس سبورتس ماركت”، التي باعها لاحقا لمجموعة تجارية تجمعها روابط وثيقة بالحكومة القطرية.

واستحوذ صندوق الاستثمار القطري “ديار” على فندق “فيلا دي برسلونة” مقابل 200 مليون يورو، ومنتجع ومرسى اليخوت “مارينا تاروكو” مقابل 65 مليون يورو.