المحرر موضوع: السوسيولوجيا الهدامة وقراءة زيد ميشو السطحية والطائفية لتراث شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة – ردّ على ردّ  (زيارة 5691 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السوسيولوجيا الهدامة وقراءة زيد ميشو السطحية والطائفية لتراث شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة – ردّ على ردّ

"الأغنية التي تُغنى بشجاعة ستظل أغنية جديدة الى الأبد."
فكتور جارا

غمرتني السعادة للاستجابة الكبيرة التي لاقتها القصيدة من تراثنا الجميل والتي قمت بأدائها بشجاعة ونشرت تحليلا جريئا لخطابها في هذا الموقع. استأثرت القصيدة باهتمام بالغ لم أكن أتوقعه. وهذا رابطها ورابط المقال:

https://www.youtube.com/watch?v=Cu1JvaxDBDs
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,850296.0.html

وقد ردّ السيد زيد ميشو بمقال مطول منتقدا القصيدة. والرد مستحب دائما لأن معناه أن ما أكتبه قد شحذ الفكر والعقل لدى الأخر وجعله يفكر ويقدم طروحاته وأفكاره المعاكسة. وأشكره لأنه منح لي فرصة الردّ أيضا. وفي المقال هذا أيضا هناك تعليق مطوّل للزميل الدكتور عبد الله رابي. وله الشكر أيضا لأنه منحني فرصة الردّ. (رابط 1).

وبدءا أرجو من قرائي الكرام عدم الدهشة او الاستغراب لكلمتين وردتا في عنوان مقالي هذا وهما: " السوسيولوجيا الهدّامة،" والقراءة "الطائفية." أطلب منهم الصبر والاستمرار في القراءة وستتوضح الأمور لديهم وبأدلة دامغة للمفردتين او المفهومين.

كيف نقرأ؟

هناك عدد من القراءات المختلفة التي بواسطتها نستطيع تحليل نصوص مثل النص الذي هو مثار الخلاف بيني وبين السيد ميشو ود. رابي. ألخصها ادناه:

اولا القراءة الذاتية. في هذه القراءة نقيس ونحلل ونقيّم ونثمن النص حسب ميولنا الشخصية.
ثانيا القراءة الموضوعية. في هذه القراءة نضع ميولنا مهما كانت وبقدر الإمكان جانبا لتحليل وتقييم النص.
 ثالثا القراءة التحريمية. في هذه القراءة لا نحتكم الى العقل بل الى الفكرة المذهبية (الطائفية) المسبقة.

اين تقع قراءة السيد ميشو وقراءة د. رابي

مع جلّ احترامي، فإن القراءتين لا سيما قراءة السيد ميشو تقع في خانة القراءة التحريمية (الطائفية). ولهذا ومع احترامي مرة أخرى كانت القراءة مضللة ولاتاريخية وسطحية، وشأنها شأن أي قراءة تحريمية تقوم على ثنائية (انا وميلي على حق وخصمي وميله على باطل). ومقياس الحق والباطل لدى القراءة التحريمية هو القرب والبعد من مذهب (عقيدة) القارئ (الكاتب) الذي يطلق الأحكام المطلقة على عواهنا رغم بطلانها ويتشبث بها حتى وإن قدمت أدلة دامغة لبطلانها.

تحليل قراءة السيد زيد ميشو

كما قلت قدم لنا السيد زيد ميشو قراءة تحريمية صرفة لأنه يبني موقفه من القصيدة هذه على قربها وبعدها من مفهومه الخاص للمذهب الذي هو عليه.

ولهذا يرى أن القصيدة هذه "هرطقة" او "بدعة" ويطلب من "الكنيسة" ان تصنفها "في خانة الهرطقات" وفي ثنايا مقاله سخرية وتهكم يصل حدّ الازدراء ليس فقط بكاتب السطور حيث يصف القصيدة "ببدعة ليون"، ولكن أيضا بمؤلف هذه القصيدة الرائعة التي حقا تؤرخ لفترة حرجة من تاريخ شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة حيث يقول: " كتبها احد السذج من الذين لا يعرفون (كوعهم من بوعهم) او شخص هرطوقي"، متجاهلا في هذا الدعم التشجيع والحب اللامحدود الذي حصلت عليه القصيدة من القراء محبي مشرقيتهم بشتى مذاهبهم وتسمياتهم. هذه قراءة طائفية تحريمية خطيرة لا تعمل بها أي أمة او شعب يريد الحفاظ على هويته وثقافته.

والقراءة التحريمية مثل هذه لا يقبل بها مثلا حتى الكردي السني الأمي لأنه يترك بيته وعائلته في جنوب شرق تركيا ويهرع للقتال من أجل الإيزيدية (عبدة الأوثان من وجهة نظر الشخص السني الطائفي) ويستقتل من أجل مزاراتهم و"أصنامهم" وأماكن عبادتهم لأنه يراها جزءا من ثقافته وتاريخه ويحفظ شعرهم وأغانيهم الكردية ويتغنى بها رغم انها لا تطابق عقيدة مذهبه السني.

والقراءة التحريمية هذه لا يقبل بها المعمّم الذي يقود دولة كبيرة وقوية في الشرق الأوسط وهي إيران. في إيران يطبعون كتب مولانا جلال الدين الرومي، وهو شاعر ومتصوف سني مبادئه وأفكاره وعقيدته على طرفي نقيض من عقيدة ولاية الفقيه الإيرانية، يطبعونها على ورق مصقول وأحيانا مذهّب ويزخرفون بيوتهم بنصوص منها لا بل مكانة قصائد هذا الشاعر والأهمية التي يمنحها هؤلاء المعممون له تقارب ما يمنحونه للقرآن او لكتاب نهج البلاغة للإمام علي. لماذا؟ لأن الرومي شاعر فارسي كتب بالفارسية. وهذا شأن حافظ الشيرازي وغيره من الكتاب وكذلك حال التراث والأساطير والملاحم الفارسية التي أغلبها لكتّاب مجهولي الهوية والاسم. وهذه القصائد لا تقيّم حسب الزمان والمكان، كما يقول د. رابي رغم أنها مكتوبة بلغة كلاسيكية صعبة الفهم ولكن هناك شروح وهوامش تيسرها للقارئ.

والعرب لا يلغون ويهرطقون الشعراء قبل الإسلام وبعده من الذين لا توائم منطلقاتهم وأفكارهم العقيدة. هناك شعراء مسيحيون وفي العصر الحديث رواد الشعر والثقافة العربية أغلبهم من المسيحيين ولديهم طروحات قد لا تتماشى مع العقيدة السنية الإسلامية مثلا ولكنهم مادة درس دسمة في جامعة الأزهر الإسلامية.

وهناك أمثلة كثيرة في كل بقعة من الأرض وأذكّر القراء ان جبران خليل جبران كاتب وفيلسوف يخالف العقيدة في كل شيء تقريبا وفي كتابه "النبي" يتبارى مع الكتب التي يراها أصحابها انها من السماء، العهد القديم والإنجيل والقرآن، ولكن لأنه كتب هذا الكتاب بالإنكليزية بعد ان هاجر الى أمريكا خصص الكونغرس الأمريكي – وثلث أعضائه تقريبا من الكاثوليك – ملايين الدولارات لبناء حديقة كبيرة تخليدا له في واشنطن.

وأذكّر القراء بحب وشغف يصل الى حدّ التقديس لنصوص كلاسيكية إنكليزية وفرنسية ويونانية واسبانية وبرتغالية وغيرها من الأمم– لا يسع المجال لسردها هنا – تعارض العقيدة التي عليها أصحابها بصورة صارخة ولكن شعوبها تقدسها وتدرسها وتبسطها وتجعل منها نبراسا للهداية صوب الثقافة والهوية الوطنية والدفاع عن الثوابت والمقدسات الوطنية ورغم ان أي قراءة سطحية وطائفية وتحريمية لها ستجعلها مثار ازدراء وسخرية كما هو الحال مع صاحبنا السيد ميشو. عندنا صار القياس والمقياس للثوابت الوطنية والهوية القراءة التحريمية والطائفية للتراث والثقافة لأننا كل شيء تقريبا نقيسه ضمن نطاق الطائفة والعقيدة او المؤسسة المذهبية التي نحن لها تابعون.

والقراءة التحريمية الطائفية مثل هذه تستخف وتسقط وتهرطق وتكفر أي نص وتراث وثقافة وطنية لا تتماشى مع تفسيرها المذهبي ولهذا لا يرى السيد زيد ميشو أي حسنة في هذه القصيدة الرائعة رغم جمال بلاغتها وحواريتها البديعة وعمق معانيها وشجى لحنها وروعة استعاراتها. قراءة تحريمية مثل هذه تنظر ومع الأسف بدونية وازدراء الى الثوابت الثقافية واللغوية الوطنية وتنظر بسمو وكبرياء وفخر الى الثقافات الدخيلة والأجنبية فقط لأنه من وجهة نظرها انها ليست هرطقة بل موائمة للتفسير الخاص والشخصي للمذهبية التي نحن عليها.

الهرطقة تفسير بشري ذاتي

والهرطقة وحتى العقيدة  doctrine تفسير بشري، لأن ما أراه هرطقة قد يراه غيرى امرا صائبا. الى عهد قريب كان لوثر واللوثرية هرطقة في عيون مؤسسة الكنيسة الرومانية. في هذا العام أقام البابا فرنسيس قداسا مهيبا لذكراه والاحتفاء به في السويد وطلب المغفرة لما اقترفه الفاتيكان في حقه وحق اتباعه وقال إن لوثر شاهد على الإنجيل والمسيح. إذا الهرطقة مسألة نسبية. بالمناسبة، الدول الإسكندنافية التي تعد أكثر دول العالم تمدنا وحضارة وتطورا قائمة على الفلسفة اللوثرية في اغلب مناحي حياتها ومنها التعليم والتربية والنظرة الى التراث والثقافة والإرث والتراث الكنسي.

والقراءة التحريمية تجعل المرء يفقد الصواب والفكر والحس السليم أحيانا. فمثلا، يهاجم السيد زيد ميشو هذه القصيدة المكتوبة بلغة اجداده والتي توائم عقيدة اجداده ولكنه لا يدين وربما يبتسم ويفرح ويتناغم مع الذي مثلا يقول "سمراء من قوم عيسى من اباح لها ....الخ" ويتناغم وانطلاقا من موقف طائفي ومذهبي وتحريمي بحت مع الدخلاء والأجانب الذين احرقوا ودمّروا ثقافته ونصوصه وعذّبوا اجداده شر عذاب. وهناك من الشعر العربي الذي قرأناه وحفظناه على ظهر القلب ما يهدم العقيدة، مع ذلك لا ضير في هذا، وهناك من التراث الكردي ونغنيه ونصفق له ونرقص لأنغامه ومع رجال ديننا وهو مسيء لنا كمسيحيين ومشين لإنسانيتنا ومخالف بصورة صارخة لعقيدتنا مع ذلك لا ضير في هذا. المهم ان لا يكون هرطوقي، أي يكون مكتوبا بلغتنا وهو جزء من تراثنا وتراث اجدادنا.

ما أشبه اليوم بالبارحة

الدعوة الى الغاء هذه القصيدة تشبه الحملات التي شنها الغرباء والأجانب باسم المذهبية والطائفية والهرطقة وبواسطتها احرقوا لنا كنوزا لا تثمن من المخطوطات والكتب ومنها ما رموه في نهر دجلة حتى صار لونه لون الحبر. قراءة هؤلاء لتراثنا ومذهب اجدادنا القويم والسليم والمقدس كانت قراءة تحريمية.
 
وعقيدة انتقال العذراء حديثة العهد أي بت فيها الفاتيكان في عام 1950. هل كان الفاتيكان وأتباعه في هرطقة قبل هذا القرار أي لمدة 1950 سنة؟

ومن ثم عقيدة كنيسة المشرق وما أتى في القصيدة بهذا الشأن يتطابق مع الكنائس الأرثدوكسية التي تخالف عقيدة الانتقال لدى الفاتيكان، فهل هذه الكنائس في هرطقة أيضا؟

وهناك ليس أخطاء بل مغالطات تشبث بها السيد زيد ميشو رغم بطلانها الواضح.

فلا أظن أنه يستطيع كتابة اسمه بلغتنا السريانية ولا أن يقرا حروفها ولا علم له بالقصيدة ولا ماهية الشعر السرياني بدليل إصراره على أنها 57 كلمة مستندا الى الترجمة العربية وليس النص السرياني الأصلي الذي هو يشكل في مجمله قصيدة متكاملة نقلتها للقراء الكرام للاطلاع في المقال الذي كتبته عنها. مع ذلك يطلق العنان لمغالطاته ويقول ان القصيدة مثلا يجب ان تكون سبعة أبيات وذات قافية وغيره من الأحكام المطلقة التي تنم عن عدم دراية لأنه يطبق ما يعرفه والذي لا يتجاوز المعرفة المدرسية عن الشعر باللغة العربية.

ويحكم على القصيدة دون ان يعرف ان الجزء الذي نقوم بأدائه ما هو الا خانة واحدة لأن القصيدة هذه من ثلاث خانات وهي موزونة بدقة وفيها بعض القافية ولكن لأنها شعر حر فالقافية ليست الزاما ابدا في الشعر الحر.

ولأن قراءته قراءة تحريمية، يصرّ الكاتب على المغالطة ويكرر يجب الغائها من الطقس والغائها كصلاة ومع الأسف يتفق معه زميلنا د. رابي.

هناك في كنيسة المشرق (الكلدانية والاشورية ومعها شقيقتها السريانية) ما نطلق عليه الصلاة الفرضية. هذه صلاة ملزمة. القصيدة هذه (ولهذا سميتها قصيدة وليس ترتيلة) خارج الصلاة الفرضية وليست صلاة وهي خاصة بمنطقة محددة من تواجد شعبنا وهي جزء من الفلكلور الشعبي. وشعبنا له قصائد وفنون وآداب لا تثمن خارج الصلاة الفرضية. لم أفهم لماذا لم يحاول الكاتب الاستفسار عن هذه القصيدة وما إن كانت جزء من الصلاة ام لا ولم أفهم كيف سايره د. عبد الله رابي.

أما اللغة فهي سريانية وهذا اسمها العلمي والأكاديمي وهناك أكثر من 100 جامعة في العالم تدرسها وتطلق عليها هذا الاسم. سميتها كلدانية لأنها شائعة بين الكلدان. نقول قصيدة او أغنية عراقية او مصرية او لبنانية ولكن لغتها العربية.

موقف د. عبد الله رابي

كما قلت انا مستغرب ومندهش لتعقيب الدكتور عبد الله رابي. اسأل هل قراءة السيد زيد ميشو التحريمية والطائفية لهذا النص تؤهله – ومع احترامي لشخصه – لقب "الصحفي المتمرس والمحلل"؟

ومن ثم لماذا يقع د. رابي في ذات الأخطاء والمغالطات التي وقع فيها السيد زيد ميشو؟ مثلا، القول إن هذه القصيدة جزء من الطقس وهي ليست كذلك والقول إن "هذا اللحن لا يساوي شيئا من الناحية النفسية"، كيف عرفت ذلك وهل أجريت بحثا أكاديميا يستند الى أسس البحث في علم النفس ومن ثم وصلت الى هذا الاستنتاج؟

وكذلك يبني زميلنا العزيز الدكتور رابي طروحاته في تعقيبه على قراءة السيد زيد ميشو التحريمية والطائفية التي يرى انه إليها يجب ان نستند في تعاملنا مع التراث والثقافة حيث يقول: "فالكلمات لا تنسجم مع العقيدة الدينية ... فقد ابدعت (يقصد السيد زيد ميشو) في ربطها العقائدي."

ومن ثم يستكثر د. رابي على المطارنة الكلدان ترتيل القصيدة! لماذا؟ لأنها تخالف العقيدة، بينما حمل جواز الماني مثلا الذي فيه اليوم يصنف الناس عكس العقيدة من حيث الجنس، هذا لا ضير فيه وكذلك المواقف الكثيرة التي تعارض النصوص إن كانت جزء من الكتاب المقدس او الإنجيل، أيضا هذا لا ضير فيه، او التغني من قبل المطارنة بقصيدة فيروز "زهرة المدائن" التي فيها تقول، استنادا الى أية قرآنيه: "يا ليلة الإسراء يا درب من مرّوا إلى السماء" هذا أيضا لا ضير فيه، وأن يشارك المطارنة  في حفلاتنا وأعراسنا والناس تنشد القصيدة الكردية "نركز نركز" والتي فيها يهين النص اسم "مريم" ويهين المسيحيين بصورة عامة حيث يتغزل بهذا الاسم ومسيحية والدها ويقول "بابه مرو فلّلايية"، وأن نحلف بإسم الله ونقسم بالكتاب المقدس والإنجيل وعلى الملأ ومن ثم يظهر اننا اقسمنا بالباطل وهذه جريمة لا تغفرها حتى القوانين الوضعية ويخسر صاحبها مصداقيته بسببها في المجتمعات المدنية وليس الدينية، هذا لا ضير فيه ولا يعارض العقيدة.  وهناك الكثير لا يسع المجال لذكره. بيد أن انشادنا وقراءتنا لرائعة من ادبنا الكنسي والشعبي شيء غير مقبول ويجب ادانته وهرطقته وتحريمه (تكفيره) لأنه يخالف عقيدة بت فيها الفاتيكان قبل حوالي ستة عقود.

ويقول د. رابي ان بعض القسس قالوا له إن الطقس فيه الكثير من هذه الإشكالات. لم يذكر زميلنا العزيز اسم أي كاهن ولم يذكر النصوص، ولكن من خبرتي أقول له لم يبق في صفوف الكلدان من له إلمام كامل باللغة والطقس والآدب والفنون والثقافة (وهي من الأركان الأساسية لهوية أي شعب) او يمارس هذا الطقس والثقافة عدا أشخاص ربما لا يتجاوز عددهم أصابع اليد. والتحريم والهرطقة التي صارت ومع الأسف جزءا من وعينا الجمعي واحد من الأسباب المهمة لزوالنا عاجلا وليس أجالا كشعب وكنيسة مشرقية مجيدة.


وأذكّر د. رابي، وعن خبرة، ان البطريركية الكلدانية العتيدة كلها لا تتقن لغتنا وطقسنا ولا تمارسهما لا بل تستهجنها وتزدريها وتفضل الدخيل والأجنبي عليها ووقعت ولا يزال في أخطاء مميتة في نسخ (أي تجميع) نافورة القداس الجديد الذي هو الأن على ما أظن في طبعته الخامسة ولا يزال مليء بالأخطاء. أذا كانت البطريركية العتيدة لا تستطيع ان تستنسخ (تنقل نصوصا من هنا وهناك) بصورة صحيحة والمثقفون والأكاديميون في صفوفنا يقيسون الثقافة بمقياس المذهب والعقيدة والطائفة والهرطقة والتحريم، فما بقي لنا من تراث وميراث ولغة وثقافة وآدب وشعر وفنون وهوية في طريقه الى الانقراض ونحن معه لا محالة.

وأذكّره أيضا ان البطريركية العتيدة ليس فقط لا تعرف ولا تتقن لغتنا بل انها لم تكتب وهي في سنتها الخامسة جملة مفيدة وبسيطة واحدة بلغتنا. كل ما قامت به هو تأليف نصوص لا ترقى الى مادة إنشاء للمرحلة المتوسطة، وباللغة العربية، وهي ركيكة فيها أخطاء كثيرة وتفتقر الى السياق والترابط والتساوق وتعارض المنطق السليم وفرضتها على الكنائس كي تحل محل الأصيل والسامي والنبوي.

وكيف تتزاوج الثقافات وتقتبس واحدة من الأخرى؟ هل بتأليف نصوص باهتة باللغة العربية او تقديم ترجمات ركيكة بالعربية لما متوافر لدينا؟ وكيف سيبدع الشباب وباي لغة؟ اليس كل إبداع يستقي من التراث ويبني عليه ام يهدمه من خلال الاتكاء على الدخيل والأجنبي؟

وما هي السوسيولوجيا الهدامة؟

في العلوم الاجتماعية وعلى الخصوص في علم الاجتماع هناك فرع له باع مؤثر يتناول الأسباب التي تؤدي الى ضمور واضمحلال وموت الدول والمجتمعات والثقافات.

شخصيا أرى ان القراءة التحريمية والطائفية مثل هذه ليس فقط لنصوص من تراثنا بل لتراث اجدادنا وابائنا المشرقيين الذين كانوا على مذهب الأجداد السليم والقويم والمقدس يشكل خطرا وجوديا علينا لأنه يلغي تواصلنا وأستمراريتنا ويزيل هويتنا أي يذبحنا ونحن أحياء.

أصحاب القراءات التحريمية مثل هذه يعتقدون أن ثقافتهم ولغتهم ونصوصهم وتراثهم هو المسؤول عن تردي أوضاعهم وعليهم الغاء هذا التراث – تأوينه – كما يحدث الأن في مؤسسة الكنيسة الكلدانية – واستبداله بتراث أمم ومؤسسات أجنبية دخيلة يتصورون انها تفوقهم ثقافة وتمدنا وسموا.

هذه النظرة خطيرة جدا علينا كشعب وكنيسة مشرقية مجيدة لأنها تنظر بدونية – ومع الأسف – الى ما لدينا وبفوقية الى الثقافات الدخيلة والأجنبية؛ وتدعو الى إزالة ما لدينا واستبداله بالأجنبي والدخيل – أي إزالة الهوية والوجود.

ويحذر السوسيولوجيون (علماء الاجتماع) من هكذا مواقف ويؤكدون أن النظرة الدونية للثقافة الوطنية من قبل أي امة او شعب تعد سببا رئيسيا لموته واندثار حضارته وزوال هويته أي فنائه.

وكنت قد كتبت مقالا في هذا الشأن قبل حوالي ثلاثة أعوام ولكن يبدو ان القراءة والمواقف الطائفية والتحريمية التي زرعها فينا الأجانب والدخلاء قد غرست أنيابها في وعينا الجمعي حيث بدأنا نخشى من كلمات محددة في قصيدة مغناة من أجمل القصائد في تراثنا لا بل أيقونة من أيقونات فلكلور شعبنا وهي قصيدة مشيحا ملكا دلعلمين:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=773157.0

دعوة

وختاما ادعو قرائي الكرام من المعلقين الذين أرحب بهم أن يناقشوا المسائل التي أثرتها هنا والدخول في حوار ونقد (ليس انتقاد) بنّاء دون الاتكاء على ثقافة التحريم والطائفية. مع ذلك لا أظن – وسأكون سعيدا لو حدث العكس – ان بعض الأخوة، وهم مرحب بهم على أية حال، بإمكانهم الخروج من قمقم التحريم والطائفية الى عالم الثقافة والهوية والفنون واللغة، العوامل التي سوية تشكل ثمرة من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية.
=============================================
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=850800.0

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيد ليون :
في البدأ انا متفق معك في مسألة هرطقة القصيدة او إلغائها بالرغم من انني لا اُحبذ القصائد وخاصة إذا كانت بلغة لا نجيدها ..
ثانياً : أنا متفق معك في مسألة القراءة التحريمية ولكن وللأسف فهناك البعض وأقول البعض ولا اعني المذكورين في كلمتك هذه اضحى هذا هدفهم وطريقهم الفارغ . في ردي الاخير على السيد صباح قيا على كلمتي الاخيرة والتي هي بقرب كلمتك أوضحت الفكرة ولا ارغب نقل الرد هنا لعدم التقاطع او التداخل مع كلمتك هذه ولكن إذا قرأته اعتقد ستتفق معي وهو قريب لما اتيت به انت هنا .
ثالثاً : الاخ زيد قاريء وكاتب قومي ومذهبي اكثر مما هو أكاديمي ( مثلي مثلاً ) لهذا ذهب الى ذلك التحليل وخاصة القصيدة بلغة سريانية والصراع معهم مستمر ولكن لا افهم دور الدكتور رابي عبد الله ( أنا لم اتشدد اليها ولكني لم اطلب هرطقتها او حرمانها ) .
رابعاً : لا اعتقد هناك الكثير من السوسيولوجيا التي ذكرتها معنا بمفهومها الحقيقي  ولكن الظروف عندما تحاصر اي شعب يبدأ ذلك الشعب بإهمال امور كثيرة والتمسك بما هو اهم ( طبعاً فاهم قصدي ) لهذا تتكاثر مثل هذه الحالات في شعبنا الذي لم يبقى إلا القليل ويفقد آخر حصة من ترابه .وكما يقول المثل او القول : طارَ الرأس وانت تسأل عن الذيل ! اعتقد هذا هو الحال الذي نحن فيه وهو يؤثر على الجميع وفي كل الجوانب .
وأخيراً ها انا قد رديتُ في ضمن ومتن كلمتك وأرجو منك مرة اخرى إذا قمتَ بغناء قصيدة او ترنيمة او انشودة تكون بلغتنا لكي ندرك ونفهم فحواها ( شلون راح انحب شيء ما نفتهمه ) ؟ ..  احنا ناقصين بلاوي !!!!
اعرف القصيدة باللغة القديمة وهي قد تَغنت بتلك اللغه ولا لوم او دخل لك فيها ولكن يبقى البحث عن مترجم عملية معقدة . ههههههههه
تحية طيبة واتمنى ان لا تتحول انت ايضاً وكلمتك هذه الى المجادلات الشخصية والطائفية العنصرية التي تحضر بشكل كبير في هذا الموقع .
 


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4976
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ليون برخو
شلاما
اولا شكرًا على هذة الإيضاحات وان كانت طويلة ،ثانيا لنا راي قد يكون له علاقة  بموضوع تراثنا ارجو الاطلاع والمعذرة مقدما اذا لم تقتنع به
ونترككم مع راينا ونقول
طالما ان   ترانيم وقصائد وإشعار  مار افرام ، تعتبر من أشهر  ما كتب في المسيحية حيث نجد هنا ان روما تعتبر مار افرام الاشوري ،معلما لكناءس العالم
فإذا كان مار افرام الاشوري كما جاء في هذا النص بهذة الأهمية والمنزلة الروحية لكناءس العالم ، فلماذ لا نترجم  البعض من أشعاره التي فاقت مليون  بيت شعر الى  لغتنا البسيطة الحالية
حيث اننا رغم اعتزازنا بتراثنا الا اننا يجب ان لا نكون عبيدا له ونتخلى عن إمكانيات ضهور مار افرام ثاني لجيلنا الحالي فالأمة الاشورية التي أنجبت مار افرام الاول ليست عاقرة لإنجاب الثاني
حيث ان الثاني سيكتب بلغة ومشاعر ومفاهيم معاصرة تناسب زماننا وجيلنا وحضارتنا الانسانية
حيث انه ليست كل الأشعار القديمة صالحة من حيث مفاهيمها او إيقاعاتها للجيل المعاصر

Mar Aprim the Assyrian, the representative of the Church in the first ecumenical council at Nicea in 325A.D., played a great role in the literary and religious life of all Christians until today. That is the reason he is recognized by the Roman Catholic Church which declared Saint Aprim as the doctor of the Universal Church
http://fatherdavidbirdosb.blogspot.ca/2010/12/assyrian-church-of-east-and-rome.html

وربما لتاثير إشعار مار افرام على كنيسة روما جعل البابا بولس الخامس  يوبخ  شاه الفرس لإساءته للآشوريين
كما جاء في 
لرسالة التي بعثها البابا بولس الخامس الى الشاه في عام 1612 حيث يقول
Those in particular who are called Assyrians or Jacobites and inhabit Isfahan will be compelled to sell their very children in order to pay the heavy tax you have imposed on them, unless You take pity on their misfortune
تقبل تحياتي والرب يبارك في اعمالك

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سيدي الكريم نيسان الهوزي،

النقاط الأربع التي أتيت بها سليمة ونصيحتك في نهاية التعقيب في محلها.

كلنا نحاول ان نساعد اولا شعبنا ومن ثم أنفسنا حسب فهمنا. وأظن ان الكل ينطلق من نيات صافية لأن الهدف هو إنقاذ شعبنا مع هويته وثقافته ولغته. هدفنا ومعي الأخوة الذين اختلف معهم في هذا المقال مشترك، بيد ان طريقة الوصول إليه قد تختلف.

شخصيا أرى أن ربط النشاط القومي او ربط الهوية بالمذهبية والطائفية أمر غير واقعي وغير مقبول.

الهوية (القومية) الثقافية لأي أمة تجمع بين المذاهب والميول وحتى الأديان المختلفة والناشطون القوميون يضعون الهوية والثقافة فوق المذهبية والدين والطائفة والميول.

نحن شعب مسكين تقاذفنا امواج كثيرة، كما وضحت حضرتك في تعقيبك المهم، وهذا قد يكون وراء الكثير من تقاطع الأفكار التي يجب الا تفسد الود والروابط التي تجمعنا وهي كثيرة.

تحياتي

غير متصل Mateena

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 36
    • مشاهدة الملف الشخصي
النشيد لا يتعارض مع الايمان الكاثوليكي على الاطلاق!

كيف؟

لنرجع الى نص اعلان البابا بييوس الثاني عشر بتاريخ الاول من تشرين الثاني 1950 حول صعود مريم العذراء الى السماء روحا و جسدا.  تجدونه في الرابط التالي على موقع الفاتيكان:
http://w2.vatican.va/content/pius-xii/en/apost_constitutions/documents/hf_p-xii_apc_19501101_munificentissimus-deus.html
يقول النص في النقطة 44: "ان الطاهرة ام الله العذراء مريم بعد ان اكملت مسار حياتها الدنيوية رُفعَت جسدا و روحا الى الامجاد السماوية".  ويستعين هذا الاعلان على الكثير من كتابات اباء الكنيسة عن هذا الموضوع. ففي النقطة 17 يكتب ادريان الاول "جليل هو يا رب ان نحتفل هذا اليوم بان ام الله المقدسة ماتت موتا مؤقتآ (او انيآ) ولكن لم تبقى اسيرة الموت وهي التي انجبت ابنك ربنا الحي من جسدها".

وفي النقطة 18 يسرد من الطقس البيزنطي: "الله ملك الكون قد منحك افضالآ تفوق الطبيعة فكما ابقاكي عذراء خلال ولادة طفلك كذلك ابقى جسدك غير فاسد في القبر ومجده من خلال فعله الالاهي برفعه من القبر".
والاعلان يسرد الكثير من كتابات اباء الكنيسة بهذا الخصوص. وايآ من هذه الكتابات و لا نص الاعلان يقول ان مريم العذراء لم تمت وانما النص يقول بانها رفعت الى السماء روحآ و جسدآ لم يفسد بعد الموت.

ان الذي كتب النشيد لا شك كان يدرك قضايا الايمان القويم و لا ارى بانه خرقه باي شكل من الاشكال.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ليون برخو
شلاما
اولا شكرًا على هذة الإيضاحات وان كانت طويلة ،ثانيا لنا راي قد يكون له علاقة  بموضوع تراثنا ارجو الاطلاع والمعذرة مقدما اذا لم تقتنع به

رابي أخيقر يوخنا

شلاما

كأكاديمي لا أستطيع القفز على الحقائق التاريخية ولن أمنح رأي دون دليل علمي أكاديمي رصين.

ومشكلة شعبنا هو القفز فوق التاريخ والبحث العلمي الرصين للبرهنة على الميول والتي تبقى ذاتية، أي ومع كل أحترامي لك وتقديري لشخصك قرأتك تقع ضمن النوع الأول من القراءة، وهي القراءة الذاتية وليس الموضوعيىة.

ولدي دليل. مثلا تذكر ان البابا بولس الخامس في مستهل القرن السابع عشر كتب رسالة الى شاه إيران ويذكر فيها اسم الأشوريين Assyrians. هذا صحيح، بيد ان نقل الاقتباس بهذه الطريقة يقع ضمن القراءة الذاتية وغير الموضوعية والتي لا يعتد بها. وهذه القراءة ومع الأسف هي السائدة في صفوف شعبنا وفي منتدياتنا، ولا أقول صحافتنا لأننا لا نملك صحافة بالمعنى المهني.

لماذا؟ لأن يا اخي العزيز كأكاديمي كان علي التأكد من الاقتباس ولهذا عانيت كثيرا حتى وصلت الى المصدر الأصلي وهو كتاب أكاديمي رصين ومهم وثمين من الناحية التاريخية وأدناه المصدر:

A Chronicle of the Carmelites in Persia: The Safavids and the Papal Mission of the 17th and 18th Centuries
by H. Chick (Editor), Rudi Matthee (Introduction)

وذهبت الى الاقتباسى (صفحة 198) للتأكد. وأنت محق ان البابا ذكر كلمة الأشوريين في رسالته ولكن الكتاب الثمين هذا يذكر  أكثر من مرة كلمة Chaldeans (الكلدان) وفي نفس القترة وقبلها.



لا أريد ان أدخل في مزاريب التسمية لأنها أصبحت مقرفة بالنسبة لي كأكاديمي. ما يهمني هو ثقافة شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة تحت أي مسمى ومذهب.

اما بقدر تعلق الأمر بملفان كنيستنا المشرقية المجيدة ما أفرام السرياني، فأعدك أن أعود إليه في تعقيب منفصل لأهميته.

وكذلك سأعرج على نقطة مهمة أخرى أثارها السيد نيسان الهوزي وفي تعقيب منفصل أخر ولأهميته أيضا.

تحياتي

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحيه واحترام :

اخوني ليون ربنا يباركك ويبارك افكارك وما تقدمه لنا من مواضيع .
حلق عاليا كالنسور لتراك جميع الطيور ولاتهتم للبعض من اللقالق التي شغلها الشاغل ان تحلق عاليا على اكتاف النسور .فانت اكبر من هؤلاء كثيرا ومستوى عقولهم على قدر طيرانهم . (( لو يروحون يشوفولهم نكره يسبحون بيها هوايه احسن هذا اذا يعرفون يسبحون )) !! لان امثال هؤلاء دمرونا وسيخربون ما تبقى من حضارتنا بلقلقتهم الفارغه للاسف الشديد .

تحياتي و احترامي اخي ليون والقافله تسير ..... .

                                         ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل thair60

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 949
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدكتور ليون برخو المحترم
تحية
من احسن ما قراته من انسان يحب أصالته وتراثه وكنيسته ... فيسلم قلمك دكتور مع التقدير
أحب ان أضيف
لو حقا اعترفت الفاتكان بكنيستنا الشرقية وكنوزها التراثية، لغرد الجميع بنفس الاتجاه وعندها ستصبح المزامير والقصائد الهرتوقية ستصبح من اجمل القصائد وأجمل المزامير..... والأمثلة كثيرة وقد ذكرت الكثير منها
البشر اصبح مسير وخاصة عند شعبنا كما يقال " راس الشليلة ضايع"
محبتي وتقديري
ثائر حيدو

غير متصل Yousif beth Nohra

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاخ د.ليون برخو المحترم

سلام،
لا بأس ان اختلف معك احياناً، لكنني ممتن لاهتمامك بثقافة كنيسة المشرق واشكرك على ما تنشره بين الفينة والأخرى من نماذج جميلة لتراتيل كنيسة المشرق وأدبياتها وأسألكم المزيد لو أمكن. اما ما يسطره البعض من الإخوة من تعليق سلبي، فأرجو ان تغض الطرف عنه لانه، مع الأسف وبتقديري، نابع عن جهل مطبق حتى بأبسط مفردات تاريخ وارث وفكر هذه الكنيسة التي عانت الكثير على يدي اعدائها ونفر من ابنائها الضالين ايضا. ان مثل هذه التعليقات لا تتعدى "الشخبطة" وهي عرض من أعراض الطائفية التي يتاجر بها هؤلاء "المشخبطون".

مع الاحترام

غير متصل كنعان شماس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1136
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية ايها الشماس الغيــور الدكتور ليون برخو المحترم
موضوع خلافي حتمي . العقيدة سلاح مالم يطور ويصقل يصداء ويندثر . معك حق كما مع الاخ زيد ميشو وشخصيا اقف مع الاخير . نقراء في الانجيل ان مريم عندما يبشرها الملاك بالسيد المسيح  تقول :  ها انذا امة الرب ( عبدة ) وتعلمنا كنيستنا الكاثوليكية في الصلاة ( تعظيما لامنا العذراء)  ان  نقول :  يامريم ياوالدة الله صلي لاجلنا نحن الخطاة الان  وفي  ساعة موتنا امين  . على ذكر جبران خليل جبران  هذا الفيلسوف ربما كتب عن السيد المسيح  اجمل كثيرا مما في الانجيـــل  ... ان اكليل الشوك على راسك اجل واسمى من تاج بهرام ... والمسمار في كفك  ابهى من  صولجـــان المشتري ... وقطرات الدماء على قدميك  اســــنى لمعانا من  قلائد عشــــتروت  ... كلمات  تفوق الشعر  وتقرب  من  بلاغة القران  ... انما المسيح  كلمة الله  القاها الى مريم  وروح منـــه  .  تحيــــة

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
النشيد لا يتعارض مع الايمان الكاثوليكي على الاطلاق!


هذا صحيح وإن كان هناك خلاف فإنه لا يتعدى اللفظ والثقافة ليس إلا.

المشكلة الكبيرة هي عندما ننصب أنفسنا قيامون وحكام على المذهب او الدين.

والمذهب الكاثوليكي اليوم لا سيما في عهد البابا فرنسيس يترفع عن استخدام تعابير مثل الهرطقة او البدعة او التحريم لتوصيف أي مذهب مسيحي أخر.

ليس هذا فقط، فإن المذهب الكاثوليكي وبقيادة البابا فرنسيس لا يرى هرطقة ولا يرى بطلان أي دين أخر في الدنيا. فالبابا ذاته يصلي مع أتباع الأديان الأخرى ويرى ان ممارسة الإنجيل وأركانه الأربع في المحبة والتسامح والغفران والعطاء والتشبث بالبعد الإنساني في هذه الحياة هي قمة المسيحية.

شكرا للتوضيح

تحياتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحيه واحترام :
اخوني ليون ربنا يباركك ويبارك افكارك وما تقدمه لنا من مواضيع .
                                         ظافر شَنو

الأخ ظافر شانو المحترم

شكرا لك ويباركك الله.

احياء ثقافتنا ولغتنا وهويتنا المشرقية بالنسبة لي هو هدف لن أحيد عنه وما أكتبه وأقوم به من ممارسات بدأ يأتي بعض الثمار.

وهذا ليس سر، ولكن كنت في اجتماع مؤخرا مع أسقف كلداني حول المفاهيم التي أطرحها التي تخص ثقافة ولغة وآداب وفنون وليتورجيا وطقس كنيستنا المشرقية المقدسة المجيدة.

لقد أبدى الأسقف اعجابا كبيرا وشجعني على المضي وطلب مني مهمة محددة وأن اباشر بها فورا، بيد ان التزاماتي الأكاديمية حيث أسافر كثيرا ومع الأسف لن تمكنني من ذلك.

الاان التكنولوجيا الحديثة جعلت من البعد قربا ومن الفراق جوارا وأتفقنا على المساهمة من خلال التكنولوجيا الرقمية.

ما شدّني كان قوله وتأكيده على أن ما أقوم به هو جزء من "الرسالة" و "المسرة". 

كان لقائي معه يوما سعيدا.

تحياتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

لو حقا اعترفت الفاتكان بكنيستنا الشرقية وكنوزها التراثية، لغرد الجميع بنفس الاتجاه وعندها ستصبح المزامير والقصائد الهرتوقية ستصبح من اجمل القصائد وأجمل المزامير..... والأمثلة كثيرة وقد ذكرت الكثير منها

الأخ ثائر حيدو المحترم

شكرا لتواجدك في هذه الصفحة وشكرا لتثمينك.

اما عن موقف الفاتيكان حاليا - وليس في الماضي - فاقول بصراحة - ويعرفني الجميع أنني أنتقد المؤسساتية الكنسية بشكل واضح وجريء  - أقول إن موقف الفاتيكان في الوقت الحاضر من ثقافة شعبنا وتراثة الكنسي بلغته وكما هو بريازته وفنونه وآدبه موقف مشرف وارفع القبعة له

لقد أصدر الفاتيكان قرارات واضحة وصارمة تحتم على أتباعه من الكنائس المشرقية ومنها كنيسة المشرق الكلدانية الحفاظ على هذا الكنز كما اتانا من ابائنا القديسين العظام.

والقرارات هذ ملزمة وقد أكدها في رسالة خاصة البابا بندكتس.

الفاتيكان كان موقفه غير مشرف في الماضي أما الأن فإن موقف الفاتيكان واضح وهو الحفاظ على التراث والطقس والريازة والفنون والآداب وغيرها - أي عدم المس بتراثنا وإرثنا المشرقي وتحت اية الظروف.

أين العلة وأين السبب اذا؟ السبب هو نحن. نحن صرنا ننظر بدونية الى تراثنا. نحن وليس الفاتيكان اليوم ننظر نظرة الهرطقة والتحريم والطائفة على تراثنا وإرثنا.

العلة في صاحب او عراب التأوين وأعوانه من الذين يستنكفون حتى ارتداء ازيائنا المشرقية في المناسبات ويتشبثون بالدخيل والأجنبي في الريازة والطقوس واللغة ويؤلفون من عندهم وباللغة العربية الركيك والهزيل من النصوص ما لا يستحق ان يقرأ حتى في صف مدرسي ولا يكتبه معلم انشاء في مرحلة المتوسطة ومع كل هذا يفرضونه علينا ويلغون الأصيل والسامي والنبوي.

في هذا المجال أي مجال الحفاظ على تراثنا المشرقي بلغته وأصالته هناك تغيير في موقف الفاتيكان لصالحنا وهذا الموقف يجب ان يثمن ونرفع له القبعات.

العلة في زعمائنا وقادتنا ومثقفينا الذين يزدرزن هذا التراث ويفضلون عليه الدخيل والأجنبي ويشنون حملة تأوين شعواء دون وخز من ضمير بينما تقع عليهم مسؤولية كنسية وقانونية (قوانين الفاتيكان) وأخلاقية في الحافظ عليه.

عذرا للنأخير في الرد.

تحياتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الا بأس ان اختلف معك احياناً، لكنني ممتن لاهتمامك بثقافة كنيسة المشرق واشكرك على ما تنشره بين الفينة والأخرى من نماذج جميلة لتراتيل كنيسة المشرق وأدبياتها وأسألكم المزيد لو أمكن. 


الأخ يوسف بيث نوهرا المحترم

شكرا جزيلا لتعقيبك. كنيسة المشرق مدرسة. كل خورنة فيها وكل تجمع فيها كان مدرسسة ويجب ان يكون اليوم كذلك. كنيسة المشرق حافظت على هويتها وثقافتها وطقوسها ولغتها وإرثها ومعها هويتنا رغم عوادي الزمن وما حلّ بها من نكبات وكوارث من كل حدب وصوب.

سأعمل جهدي أن أكون أمينا لهذا الإرث وأن أشحذ قلمي وصوتي وكمنجتي للتعريف بهذه الكنيسة المجيدة وارثها وتراثها وفنونها ولغتها التي نشترك فيها جميعا.

ويجب ان لا يقف المذهب الذي نحن عليه والتسمية التي نتبناها عائقا أمام حبنا لهذه الكنيسة العظيمة التي لولاها لكنا ثقافة ولغة وإرثا وأدبا وفنونا وهوية في خبر كان.

تحياتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ كنعان شماس المحترم

الخلاف الفكري حالة طبيعية وظاهرة صحية طالما بقي ضمن إطار زيادة المعرفة.

وبخصوص الألفاظ التي نستخدمها للتعبير عن حبنا للعذراء مريم، فالثقافات (اللغات) لا تستيطع ولا يجوز ان تجعل خطابها واحدا. تعبر عن ذات الفكرة بألفاظ مختلفة. ولهذا القصيدة تطابق العقيدة في الجوهر ولكن لفظيا قد تراها مختلفة.

ومن ثم الألفاظ، حسب فهمي المتواضع، لا قيمة لها كثيرا في المسيحية التي ما هي الا ممارسة على أرض الواقع للمحبة والتسامح والغفران والعطاء.

وتذكر جبران وحسنا تفعل. ولكن هذا العملاق الذي يبقى كتابه "النبي" من حيث التأثير والوقع مساويا تقريبا لما للكتب التي يراها أصحابها من السماء، لم يكن يؤمن بالمسيحية على الطريقة التقليدية وكان في خلاف عميق مع المؤسسة الكنسية وكتب عنها وفضحها.

وهو لا يتشبث بأي دين ابدا. فهو يؤمن بواحدانية الكون والأديان وهو أقرب الى فكر المتصوفة الكبار منه الى أي دين أخر.

ما كتبه عن يسوع قرأته مرات ومرات ولكن يسوع جبران ليس يسوع المؤسسة الكنسية.

وللعلم فإن لجبران كتابات بهذا المستوى عن الأديان الأخرى ومنها الإسلام.

تحياتي

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل ليون برخو المحترم .
تحية مسيحية وبعد .
تأخرت قليلاً بالمشاركة على أمل ان اطّلع على ردود من اتهموا القصيدة بالهرطقة لكن طال انتظاري لهذا اسمح لي بهذا التداخل المتواضع ..
من المتعارف عليه ان الذي يدين يجب ان يكون بمستوى يؤهله لأطلاق احكامه وبهذا يكون قد انصف نفسه أولا وانصف الآخر المدان ...
قصيدتك لم تبتعد عن المفهوم العقائدي للعقيدة الكاثوليكية والتي ندين نحن بها ...
الأخوة ( زيد ميشو والـ د. عبد الله رابي ) المحترمون ... لا هم لاهوتيون ولا لهم علاقة بالموضوع عن قريب او بعيد . وبذلك هم ابعد ما يمكن لإدانة قصيدة او موضوع يتعلّق باللاهوت العقائدي الكاثوليكي ... ولكن مصيبتنا في هذا الزمان اننا بتنا أصحاب ( فتاوى ) ندين من نختلف معهم ، وان لم نجدهم ندين من نتفق معهم !... المهم ان يكون لنا موضوعاً نتكلّم فيه لتحقيق نسبة من المتابعين ليقول لنا الآخرون إننا ( صحفيين كبار ) ننقد كل شيء وأي شيء ..
نعم ردك أخي الفاضل كان بمستوى راقي أكاديمياً و ( هرطقتك ...! ) كانت من ضمن ما تؤمن به العقيدة الكاثوليكية وغيرتك على تراثنا المشرقي عالية ... الرب يبارك حياتك .
اخوكم حسام سامي    12 - 9 - 2017

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية مسيحية وبعد .
قصيدتك لم تبتعد عن المفهوم العقائدي للعقيدة الكاثوليكية والتي ندين نحن بها ...
... و ( هرطقتك ...! ) كانت من ضمن ما تؤمن به العقيدة الكاثوليكية وغيرتك على تراثنا المشرقي عالية ...  .
اخوكم حسام سامي    12 - 9 - 2017 [/size][/b]

الأخ حسام سامي المحترم

أبادلك التحية وأتفق معك أن القصيدة الجميلة هذه لا تعارض العقيدة الكاثوليكية وتقع ضمن اطارها. كما قلت الألفاظ قد تختلف نتيجة لإختلاف الثقافة (اللغة)، بيد أن الجوهر هو واحد.

وكم وقعنا، كمسيحيين، ضحية اختلاف اللفظ وشرعنا في الغاء الأخر وهرطقته وتكفيره وتحريمه رغم اننا كلنا نقرأ انجيلا واحدا.

ومن خبرتي في تحليل الخطاب ليس هناك ولن يكون ابدا هناك قراءة واحدة للنص الذي يراه الناس مقدسا. النص ثابت لا يتبدل اما القراءات فشتى، وتختلف بإختلاف الثقافة والزمان والمكان.

ولنقل جدلا ان القصيدة تتعارض مع العقيدة doctrine فهذا لا يلغي ابدا قيمتها وأهميتها الثقافية. لو قيمنا الأداب والفنون والثقافات الإنسانية من معيار او وجهة نظرنا المذهبية او الدينية لأسقطنا تقريبا كل لأدب الإنساني من الوجود وهذا لا يجوز ابدا.

ونعم انا أحب التراث المشرقي وأقول دائما أنا مسيحي مشرقي، وهذا معناه أنني انتسب الى تراث وثقافة وآداب وفنون كنسية مشرقية أثرت في وجودي وتكويني ودونها أفقد هويتي المشرقية المسيحية وهويتي القومية أيضا.

ونظرة سريعة الى الأدب المريمي المشرقي - وهذا لا يختلف عليه اثنان من الملمين بهذه الآداب والفنون المريمية - تظهر لنا عظمة مشرقيتنا وكيف ان اجدادنا بزوا الدنيا في حبهم للعذراء من خلال قصائد وتراتيل وفنون لا أظن لها مثيل في المسيحية برمتها.

وليبارك الرب حياتك اضا.

تحياتي