المحرر موضوع: الجندي الأمين بين الأفعى والملك  (زيارة 860 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
{ الجندي الأمين بين الأفعى والملك }
جوزيف إبراهيم.
بعد أن إشتدت أشعة الشمس الحارقة في رحلة صيد ، قرر الملك أخذ قيلولة ,وسرعان ما خلد للنوم هو وجميع المرافقين معه, بإستثناء حارسه الشخصي الجندي الأمين ساعده’ الأيمن للشؤون الأمنية للمملكة,, متحدياً التعب والنعاس في سبيل أن يحرس ملكهُ وبقية المرافقين من الأخطار, وعلى غفلة شاهد أفعى من أخطر أنواع الأفاعي, جاثية ملتوية على صدر الملك ومقتربة من رقبته, أيقن الجندي أن ملكه بات في عداد الأموات, صفن الجندي لبرهة غير عالم بما سيفعله, فقرر المغامرة لإنقاذ مولاه, ثم إستل سيفه مقترباً بهدوء وحذر شديدين, رفع السيف وإذا بأشعة الشمس تتعامد مع نصل السيف.
أصدر السيف بريقًا وانعكاساً ضوئياً على الأفعى وعيني الملك, فولت الأفعى هاربةًبهدوء, في حين جفل الملك وإستيقظ مفزوعاً, فرأى الجندي قابضاً سيفه مرفوعاً بوضعية الهجوم والطعن, قرر الملك رفع دعوى مستعجلة ضد الجندي أمام الحاشية الملكية المرافقة, متهماً إياه بالتآمر و العمد بالقتل, مؤيداً إدعائه بالدليل الوحيد الدامغ.
دافع الجندي بكل شجاعة عن نفسه, موضحاً حقيقة الأفعى ومدى خطورتها على حياة الملك, ودعٌم دفاعه كيف كان متفانياً ومخلصاً لسنين كثيرة في خدمة المملكة بشكل عام والملك بشكل خاص , إلا أن كل ذلك لم ينجده من حادثة الأفعى والسيف بيده موجهاً إلى صدر الملك.
وحيث أن شهادة الملك لها مصداقية عمياء, لذا قررت لجنة المحلفين للجالية المرافقة بإنزال عقوبة الإعدام بالجندي, وهو قراراً غير قابلاً للنقض لإن الُمدعي هو رأس المملكة, صادق الملك على القرار وتم تنفيذه دون أية رحمة أو شفقة.
قد يتعرض أي إنسان منا لنفس الموقف , أو مشابهاً له دون أن يشفع له سجله الماضي الناصع البياض, فغلطة واحدة قد تمحو الآف المحاسن.
جوزيف إبراهيم /14/9/2017
/