المحرر موضوع: الجامعات العراقية والرصانة !!!  (زيارة 741 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسين حسن نرمو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الجامعات العراقية والرصانة !!!
حسين حسن نرمو
كان للعراق أيضا ً مثل البعض من الدول العربية ، حصة في المكانة العالمية
وعلى المستوى العلمي للجامعات والمتمثل سابقا ً بجامعة بغداد ، حيث
المعروف عن هذه الجامعة ، والتي تعود اللبنة الأولى لتأسيسها إلى ما قبل
تأسيس الدولة العراقية ، حينما تم افتتاح كلية الحقوق قبل تأسيس الدولة
بشكل ٍ انفرادي ، وبعدها وتحديدا ً عام 1927 تم افتتاح كلية الطُب
والصيدلة أيضا ً ، هذا تم قبل تسمية جامعة بغداد مع الكليات الأخرى نهاية
الخمسينات من القرن المنصرم بتشكيلات أو بكليات وربمّا بمعاهد أكثر من
السابق ، تلتها في بداية الستينات تأسيس جامعة المستنصرية ، ثم جامعتي
الموصل والبصرة عام 1967 والجامعة التكنلوجية الرصينة ظهرت في الميدان
العلمي العراقي منتصف السبعينات  ...
نعم الجامعات العراقية وتحديدا ً التي ذكرناها أعلاه ، كانت تتمتع قبل
التسعينات من القرن المنصرم بمكانة عالمية بين الجامعات ، وتتنافس
الصدارة في الكثير من المجالات ، ولا سيما البحث العلمي ، رغم قلة الكادر
التدريسي واعتمادها على إبرام العقود مع أساتذة من دول صديقة ، سبق وأن
مارسوا مهنة التدريس في جامعات رصينة في الهند وباكستان ومصر و ... و...
. لذا ووفق شهادة الأمم المتحدة ( اليونسكو ) للتربية والتعليم والثقافة
، كانت تعتبر الجامعات العراقية من أفضل جامعات المنطقة ، فيما تخص
الحركة العلمية والمختبرات وتكنلوجيا متطورة متوفرة للطالب مع الدعم
الحكومي ( هذا طبعا ً قبل عام 1979 ) ، بحيث جامعة بريطانية ، أجرت دراسة
عن كفاءة الطلاب القادمين من خارج المملكة المتحدة ، كانوا الطلاب
العراقيون يحصلون على المرتبة الثانية بعد الصينيين ، وكانت الجامعات
العراقية حينذاك ، تشرف على ، وتدعم القاعدة الصناعية من الكهرباء
والطاقة ولا سيما الطاقة الذرية .
بدأت ظاهرة افتتاح الجامعات غير المدروسة ، من الناحية الأكاديمية ، أو
العلمية ، أو حتى المالية في الثمانينات من القرن المنصرم ، حيث الدولة
كانت في حالة حرب استنزاف طويلة الأمد مع أيران،  وحتى بعد حرب الخليج
الثانية في التسعينات ( زمن الحصار على العراق ) ، كلها جاءت خلافا ً
للشروط والتعليمات والنظام المعمول به في وزارة التعليم العالي ، ربمّا
الفكرة ( الافتتاح الموسع للجامعات ) كانت أصلا ً لتغطية الفشل والخسارة
في الحروب ، حيث تم افتتاح أكثر من 9 جامعات في المحافظات وكليات تقنية
ومعاهد فنية في كُل المحافظات ... لو نقارن عدد الجامعات الحكومية
والأهلية والكُليات والمعاهد والتي تم تأسيسها في مرحلة ما بعد سقوط
النظام عام 2003 ، بأنها كانت أكثر من المرحلة الما قبلها ، بحيث أقضية
العراق أيضا ً أصبحت لها حصة من وجود جامعة ، ربمّا للمحاصصة لها تأثير
أو مسقط رأس أحد القادة أو الزعماء ( الكثير منهم أميين ) الطارئين على
العراق في إحدى الأقضية أو القصبات والتي تستوجب افتتاح صرح علمي فيها ،
وحيث تأسيسها أيضا ً جاءت دون الاستناد على الأسس العلمية والأكاديمية ،
لا بل الجامعات أصبحت ساحات أو منابر للطائفية والفساد والرداءة في
الأداء وخاصة من الناحية العلمية ، بحيث فقدت حتى الجامعات العراقية
القديمة الرصينة هيبتها وقدسيتها ، لتمتد التأسيس إلى إنشاء جامعتي الوقف
الشيعي والسني أيضا ً ، ربمّا لتخريج علماء الفقه للطائفتين حتى يكونوا
أكثر تشدّدا ً ضد بعضهم البعض ، وربمّا كُل منهما ضد الآخرين من المكونات
العراقية ( الأقليات ) المغلوبين على أمرهم ... نعم خلال عقد من الزمن تم
تأسيس العشرات من الجامعات والكليات وبالذات في عام 2014 ، ربمّا لنفس
السبب في تغطية الفشل الذريع لحكومتي السيد نوري المالكي من 2006 ـــ
2014 ...
إذن ! نتيجة السياسة العلمية الخاطئة في زمن صدام حسين ، ( تراجعت مستوى
الجامعات العراقية بعد 1979 ) أي بعد استلامه السلطة بعد الضغط على أحمد
حسن البكر بالخروج من الساحة السياسية العراقية ، حيث تم تكملة السياسة
الخاطئة بعد التغير نيسان عام 2003 ، نحو الديمقراطية والعراق التعددي
الفيدرالي بعدم الاهتمام بالمسيرة العلمية ، لتصبح الصروح العلمية من
الجامعات والكليات والمعاهد وحتى الاعداديات المهنية وغيرها ساحات للعمل
السياسي ، لا بل أدخلت نظام المحاصصة فيها ، بتغير رؤساء الجامعات ،
وعمداء الكليات ، والمعاهد ، وحتى مدراء الاعداديات ، والثانويات ،
والمدارس الابتدائية بآخرين حزبيين بغض النظر عن الكفاءة العلمية ، هكذا
تراجعت الحركة العلمية في العراق ، نتيجة غياب سياسة تعليمية رصينة ،
وانتشار الفساد المستشري ، لتظهر الآلاف من الشهادات المزوّرة باسم
الجامعات العراقية ، أكثريتهم لمسؤولين عراقيين في الحكومة وأعضاء
البرلمان العراقي ، هذا ناهيك وبعد السقوط عن خروج ما يقارب 8000 عالما ً
عراقيا ً من البلاد ومن مختلف الاختصاصات ، حيث يُستفاد منهم الدول
الإقليمية والدولية في مجالات اختصاصهم ، كُل هذا عدا اغتيال أكثر من 500
عالم عراقي بعد 2003 ولا سيما في فترى الاحتقان الطائفي ... نستنتج من
هذه السياسة الخاطئة ( التدخل الحزبي والطائفي والمذهبي ) ، وفي سلك
التربية والتعليم ( كما في مجالات أخرى مثل سلك الشرطة والجيش ) ، سيجعل
البلد في تراجع مستمر دون تقدم ، ليصبح العراق في عِداد الدول المتخلفة ،
ولو عادة ً يتم تصنيف العراق وفي الكثير من المجالات ، لا سيما العلمية
وفق القياسات العالمية تكون دولة العرق العظيمة ( الأولى أو الثانية )
... لكن ! من مؤخرة قائمة التصنيفات ، وهذا ما يأسف عليه جُل العراقيين
الشرفاء وأصدقاءهم الأشرفين جميعا ً ...
13 / 9 / 2017
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com