المحرر موضوع: ماذا لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 ؟؟؟  (زيارة 1425 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وحيد كوريال ياقو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 177
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماذا لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 ؟؟؟
[/b]

وحيد كوريال ياقو
منتصف ايلول 2017

بداية يجب ان نقول ونعترف ونقر ان حق تقرير المصير لاي شعب هو حق مشروع ومكفول وفق القوانين الدولية وانظمة الامم المتحدة ولا جدال في ذلك من حيث المبدا ، ولكن يجب الاخذ بنظر الاعتبتار الظروف العامة والخاصة ومدى ملاءمتها لكي تكون العملية سليمة وصالحة لجميع الاطراف ...
ولكن هذا ليس بالموضوع الذي اريد التطرق اليه في هذا المقال ، وانما ما اريد الاشارة اليه هو سؤال خطر ببالي وانا اتابع عن كثب الجدل القائم هذه الايام على قدم وساق حول موضوع الاستفتاء المزمع اجرائه في اقليم كوردستان العراق يوم 25 ايلول الجاري 2017 وهو :-
ماذا لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 مباشرة بعد بيان 11 اذار الخاص بمنح الحكم الذاتي للاكراد ؟؟؟
ولكن السؤال هذا قادني الى اسئلة كثيرة جدا لا مجال لذكرها كلها ولكني  سأختار منها سؤالين فقط للضرورة وهما :- 
-   ماذا كان سيحصل في العراق اكثر مما حصل او بدلا مما حصل لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 واستقال الاقليم وانفصل عن العراق ؟
وفي المقابل او للجانب الاخر :-
-   وماذا كان سيحصل في الاقليم اكثر مما هو حاصل الان لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 وتحقق حلم الاكراد التاريخي بتكوين الدولة الكوردية المستقلة ؟
طبعا هذه اسئلة افتراضية لم تحصل وقد فات عليها الزمن ولكني ارتأيت ان اثيرها فمن يدري لربما التاريخ سيعيد نفسه من جديد ..
ولهذا نقول ومن متابعة بسيطة لما يجري الان حول موضوع الاستفتاء وما يقال عنه من اقوال متضاربة وافكار متفاوتة ، انه لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 ، فأنه على الاقل لما كانت المواقف المختلفة سواءا المؤيدة او الرافضة قد وصلت الى هذه الدرجة من الاختلاف والتناقض والتقاطع ، ولما كان اصحاب هذه المواقف المختلفة قد اصبحوا بهذا القدر من الشدة والتطرف والعداء التي هم عليها الان ..
ومن ناحية ثانية فبالطبع لا احد يعرف بالضبط ماذا كان سيحصل في العراق لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 ، ولكن الكل يعرف جيدا ماذا حصل في العراق بعد سنة 1970 بسبب عدم جدية الحكومة في منح الحكم الذاتي الحقيقي وليس الشكلي للشعب الكوردي ..
ولتوضيح ما نريد ان نقول يكفي ان نلقي نظرة عابرة وسريعة لاهم الاحداث المتسلسلة والمترابطة التي حصلت في العراق بعد سنة 1970 ، تلك الاحداث التي عايشناها عن قرب بكل تفاصيلها نحن ابناء جيل النصف الثاني من القرن العشرين ، وشاهدنا بأم اعيننا معانات ابناء الشعب العراقي بكل مكوناته ومن مختلف اطيافه من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ومن دون استثناء ، وهذا ما يجعلنا نعتقد انه لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 اي قبل ما يقارب النصف قرن من الان ، لربما لما كان قد حصل كل ما حصل في العراق ، ولما كنا قد شاهدنا كل ما شاهدناه من احداث متسلسلة ومترابطة نذكر منها بأختصار شديد :-
-   عودة الاقتتال بين الحكومة والاكراد سنة 1975 بسبب عدم جدية الحكومة في منح الحكم الذاتي للاكراد ، هذا الاقتتال الدامي الذي انهك الحكومة العراقية واجبرها على توقيع اتفاقية الجزائر سنة 1975 مع شاه ايران والتي بموجبها تنازلت الحكومة العراقية مرغمة عن اراضي ومناطق عراقية لايران مقابل الكف عن دعم الحركة الكوردية التي كانت قد اصبحت في اوج قوتها انذاك ، ولكن بسبب هذه الاتفاقية انهارت وتلاشت تماما في ليلة واحدة فقط !!!.
-   الحرب العراقية الايرانية سنة 1980 التي دامت ثمان سنوات طوال ، هذه الحرب التي كان سببها الوهمي والمعلن حماية البوابة الشرقية للوطن العربي من امتداد الثورة الاسلامية التي قامت في ايران ، ولكن سببها الحقيقي كان محاولة النظام واستغلال فرصة سقوط الشاه وقيام نظام الملالي الضعيف انذاك في طهران لأستعادة الاراضي والمناطق التي وهبها للشاه ، فكانت الحرب التي طالت كثيرا وراح ضحيتها الالاف من خيرة الشباب واستنزفت كل طاقات العراق ونفذت كل ثرواته ودمرت الاقتصاد واوصلته الى الحضيض وخرج الطرفان من الحرب لا غالب ولا مغلوب عسكريا ولكن اقتصاديا يكفي فقط ان نشير الى ان الدينار العراقي كان قبل الحرب يساوي ( 3.3 ) دولار امريكي ولكن بعد الحرب اصبح الدولار يساوي اكثر من ( 3 ) دينار عراقي .
-   غزو الكويت سنة 1990 الذي ايضا كان سببه المعلن عائدية الكويت الى العراق او كما روج انذاك عودة الفرع الى الاصل ، ولكن السبب الحقيقي كان معروفا وهو محاولة النظام معالجة وضعه الاقتصادي المنهار بسبب الحرب التي خاضها مع ايران ، واما نتيجة الغزو فكانت ان اتت عاصفة الصحراء بما لم يكن يشتهي النظام في العراق  فراح الاصل ولم يعد الفرع ...
-   حرب الخليج التي سميت عاصفة الصحراء سنة 1991 التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية على العراق لطرد النظام من الكويت الذي اصر البقاء فيها ، والنتيجة كانت هذه المرة اسوء من سابقاتها حيث القيت الاف الاطنان من القنابل على رؤوس العراقيين ودمرت البنية التحتية تماما حيث لم يبقى حجر على حجر في عموم العراق الى ان اجبر النظام على الانسحاب من الكويت وهو يجر اذيال الخيبة وراءه واستجاب لجميع المطاليب الامريكية صاغرا واجبر على دفع قيمة ما سرقة من الكويت اضعاف مضاعفة ..
-   الحصار الجائر من سنة 1990 الى سنة 2003 ، هذا الحصار الذي فرضه التحالف الدولي على النظام في العراق بسبب غزوه للكويت ولكن النظام استطاع ان يحوله على الشعب العراقي مضاعفا فاصبح حصارا مزدوجا على الشعب العراقي ، حصار التحالف الدولي من جهة وحصار النظام من جهة اخرى الى ان جعلوه يأكل خبز النخالة ونشارة الخشب ، واما النتيجة اقتصاديا فكانت ان اصبح الدولار الامريكي يساوي ثلاثة الاف دينار عراقي سنة 1996 ..
-   سقوط النظام واحتلال العراق من قبل امريكا سنة 2003 وحل كافة مؤسسات الدولة الوطنية وتحويلها الى مؤسسات طائفية ومذهبية وتسليم ادارتها الى اناس غير اكفاء بحسب نظام المخاصصة ، فانشغلوا بنهب وسرق المال العام من دون ان يقدموا اية خدمات ، فاصبح العراق بلا ماء ولا كهرباء ولا امن ولا امان ..
-   حكومات الطائفية والمذهبية بعد سنة 2003 التي انشغلت بالصراعات الطائفية والمذهبية وتركت اللصوص والسراق ( الحرامية ) يستولون على مقدرات الدولة لينهبوا ويسرقوا كل ثروات العراق والمال العام ، وفي المقابل تركوا الارهابيين من القاعدة وداعش وغيرها من المسميات وما اكثرها يسرحون ويمرحون في كل ارجاء العراق الى ان اوصلوا العراق الى ما هو عليه الان ..
وخلاصة كل هذا نستطيع ان نقول ان هذه الاحداث التي حصلت في العراق والتي جاءت متسلسلة ومترابطة ، لما كانت لتحصل لو كانت الحكومة العراقية جادة في منح الحكم الذاتي حقا للاكراد سنة 1970 ..
واما فيما يخص الجانب الاخر اي الاقليم ، فلو كان الاستفتاء قد جرى سنة 1970 وكان الاقليم قد استقال وتحول الى دولة كوردية مستقلة ، فطبعا لا احد يستطيع ان يتنبأ بما كان سيحصل لهذه الدولة المفترضة ، فهل كانت الاحلام الوردية ستتحقق ام انها كانت ستصطدم بالواقع الغير المتوقع ؟ وبذلك كان الشعب الكوردي يخسر الدولة والاقليم  كما خسر النظام العراقي الفرع والاصل نتيجة خطأ حسابي وسوء تقدير؟...
واخيرا ما نريد ان نقوله بهذا الصدد ، لو كان هذا الاستفتاء قد جرى سنة 1970 ومهما كان قد حصل انذاك ومهما كان يترتب على ذلك ، لما كان اسوء مما سيحصل الان اذا ما جرى الاستفتاء في موعده المقرر يوم 25 ايلول الجاري 2017  ..
ومن ناحية ثانية نقول ايضا ان هذا الاستفتاء لو كان قد جرى سنة 1970 ، فكل ما كان سيترتب عليه من عواقب ، لكنا قد تحملناها نحن ابناء جيل النصف الثاني من القرن العشرين بدلا من كل ما تحملناه مما حصل فعلا  او اضافة اليه ، فلم يكن يفرق كثيرا ولكان كل شيء قد انتهى الان ، وبذلك كنا قد وفرنا على اجيالنا الجديدة الكثير ، ولكنا تركناهم ينعموا بقليل من الامن والامان والسلام .