المحرر موضوع: كرازة نوح (أنج بنفسك)  (زيارة 539 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
كرازة نوح (أنج بنفسك)
« في: 18:27 17/09/2017 »
كرازة نوح (أنج بنفسك)
Oliver كتبها
- نوح البار كارز عظيم قام بدوره بكل بر و قداسة.مع أنه لم يقنع أحداً.لكن وصفه الوحي المقدس بلسان بطرس الرسول أنه كارز للبر2 بط 2: 1 -6.كيف كرز نوح البار ما نوع كرازته هذه التي يبدو للوهلة الأولي أنها فشلت.و أين البر في كرازته .فقط زوجته و أولاده الثلاثة وزوجاتهن سبعة أنفس صار لهم كارز للبر و هم لا يحتاجون إلى كرازة لأنه يعيش معهم و يرون بره يومياً.هذه هى حسابات الناس و تقييمها لكنها ليست أبداً تقييم الروح القدس للكارز الأمين نوح البار.
- كان عنوان كرازة نوح هو (أنج بنفسك) ليس مطلوبا منك سوى أن تدخل الفلك لتنجو.العجيب أن الله أخبر نوح بعدد من سينجون بأسماءهم  تك 6: 18 أى أن نوح يعلم أن هؤلاء الذين يكرز لهم لن ينج منهم أحد لكنه ظل يكرز كما أمره الرب لم يتراجع. ظل نوح الحكيم يبني الفلك علي الجبل  لكي يكون موقع البناء ذو دلالة مثير لأسئلة كثيرة لعلها تفيق الناس و تجعلهم يهتمون بخلاص نفوسهم.مائة عام من السخرية .مائة عام من إتهام البار بالخرف و أمراض الشيخوخة .مائة عام و لم يحدث الطوفان بعد و مع كل تأخير يظهر نوح البار كأنه يدعي قصة الطوفان.مائة عام يسمع فيها يومياً تهكمات الشباب و البنات و رؤساء القبائل يشددون الناس أنهم باقون و أن الطوفان قصة مختلقة من رجل فقد عقله. مائة عام و الرجل البار لم يرهقه العمل اليومي لبناء الفلك العملاق .هل تحتمل هذا التهكم و الإحتقار مئة عام و رغم هذا تظل تصدق قضاء الله و تصر على إخبار الناس به و تحذيرهم .و تدعوهم ليجدوا مكاناً في الفلك و يتشاركوا في صناعته لعل الطوفان يأتي سريعاً.فى الحقيقة كانت كرازة نوح أصعب كرازة.فهي لم تحمل أخباراً سارة كعادة الكارزين بل تحمل قضاء الله بإفناء الأرض و من فيها و هو قضاء لم يحدث و لم يره أحد من قبل فكيف يتخيلونه و من سيصدقه؟أقول لكم إن نوح لم يفقد عقله لكنه سلم عقله بالتمام لله لأن مهمته تفوق عقل البشر.كما لم يعد للعقل دور إذا ما كان  الطوفان هو المصير. و إذا ما إضطر الكارز البار أن يبني فلك نجاة يسير بالماء و هو فوق الجبل.
- لماذا يبني نوح البار الفلك فوق الجبل؟
لأن نجاتنا  تمت و تتم فوق جبل الجلجثة بالخشبة المقدسة كما نجا نوح و بنيه فوق الجبل بالفلك الخشبى المقدس أيضاً
لأن بناء فلكا فوق الجبل هو ضد المنطق الطبيعي.هو يقول أن هذا الفلك لن يذهب إلى المياه لتحمله لأنه بعيدا فوق الجبل بل ستأتيه المياه لتحمله و ترتفع به من هناك و هذا ما حدث.فموقع بناء الفلك جزء من الكرازة.نحن علينا الدخول للفلك و الله يقوم بالباقي وتأتي مياهه أي إنسكاب روحه و يحملنا للنجاة.هذا هو ما أختبره الثمانية أنفس الذين نجوا.
لكي يكون موضع النجاة عالياً واضحاً سهل الوصول إليه.نعم ما أسهل نجاة من يرغب في الخلاص.
الكرازة دائماً إرتفاع عن فكر الأرض.و إتحاد بفكر السماء.لذلك كان الفلك بتصميمه السمائي هو الأصلح لنجاة الأرضيين فلا نجاة بغير تدبير سمائي و لا نجاح لكرازة بغير أن تتبع خطة الله للخلاص.

-  كان كارزاً ثابت الإيمان واثق في صدق كلمة الله .لقد بني نوح فلكاً عظيماً تبللت أخشابه بدموع الأسى علي المستهزئين و تخلل كل جزء فيه سخرية المشاهدين و المارة.هذه السخرية لم تمنع نوح من البناء العظيم.كان نوح كارز يحمل رجاء أن يدخل الفلك أكبر عدد من الناس فلم يقصر في بناءه كأكبر سفينة في التاريخ.إستهانة الناس بالكارز الحقيقي لن تمنعه من أي عمل عظيم لأجل الخلاص.هنا البر.أن تتمسك برجاءك حتي فيمن يرونك عديم الفهم بمقاييسهم.فالكارزين هذه الأيام ليسوا محل تقدير و لم يكونوا منذ بدء الكرازة.لكن عدم التقدير لم يعوق البناء العظيم.
- هل فشلت كرازة نوح؟ أبداً لم تفشل.كانت مهمته إعلان قضاء الله علي البشر و قد قام بها بغير تردد أو جبن أو تشكك.حتماً قام ضده كثيرون.حتما كذبوه و قاوموه.و ظل علي رسالته الكرازية لم يهادن أحداً و لم يبسط الأمر لأحد لكي يكسبه في صفه بل ظل يقول قول الرب و قراره و وصل صوته إلى كل البشرية.و من بعد إنتهاء الطوفان عاد الكارز يحمل بدء خليقة جديدة و يتلقي تأسيساً للأرض الجديدة. كان أول ما صنعه نوح البار أنه بنى مذبحاً للرب فور خروجه من الفلك.لكي ينتقل الخلاص من الفلك إلى المذبح ثم من المذبح إلى الذبائح التي تقدم عليه ثم من الذبائح إلى الذبيح الأعظم ربنا يسوع علي الصليب.فكان كارزاً للحياة كما كان كارزاً للموت.و من يصبح أميناً في خدمة القضاء يتأهل لخدمة الأخبار السارة.كانت مهمة نوح أن يعرف الهالكين أنهم هالكون و أن هناك فرصة وحيدة للنجاة و هذا ما تم بالفعل.لم يفشل نوح البار لكن القلوب القاسية هي التي فشلت و هلكت.ليس علي الكارز إجبار أحد علي الخلاص بل تقديم العرض الإلهي المجانى للخلاص و ترك الحرية الفردية ليقرر كل أحد ماذا يريد أن يفعل.
على أن كرازة نوح تحولت من الحدث الحاضر إلى نبوة فصارت كرازة نوح وصفاً دقيقاً لما سيحدث في الكرازة عن مجئ إبن الإنسان تماما لما إنتقل حادث بقاء بونان فى بطن الحوت إلى نبوة عن موت المسيح ثلاثة أيام.مت24: 37 و 38.لو17: 26 و 27.
و إنتقل نوح من كارز بفناء العالم لبطل من أبطال الإيمان عب 11: 7. و كما صار الموت بالماء بعيداً عن الفلك صار الخلاص فى الفلك  بالماء أكبر و أشهر رمز للخلاص بالمعمودية 1 بط3 : 20.أنظروا كيف ترفع النعمة شأن الكارز إذا ما أطاع دوره المكلف به فيكون مؤهلاً لكرامات عظيمة.
يا فُلك الكارزين إستجب
أيها الرب إله الكارزين ضع في قلوبهم أن يتبعوك وحدك.لتكن قدامهم المهمة واضحة و بسيطة هذه التي إستئمنتهم عليها.أبطل سخرية الساخرين ممن يكرزون لك.فالفرح الحقيقي لمن يصبر إلى المنتهي فإليك و بك نصبر.علمنا أن نتكلم بنفس نبراتك.إن صرت غاضبا علي الشر ننقل غضبك للناس ليرتعدوا و إن فتحت لهم أبواب الخلاص نملأهم بأخبارك السارة لكي ينجوا.علمنا أن نطيعك في الصعب و السهل.في الموت و الحياة.في كل الأيام و لو لمئة عام دون أن تتزعزع ثقتنا بك بل تتشدد.يا إله نوح البار إعطنا من روحه فننتسب للفلك السماوي الذى هو شخصك بذاته إلهنا يسوع.هذا الهيكل الذى يحتوينا .لأنك قد قطعت عهداً أن لا تفني الأرض فأكثر من حاملي أخبارك السارة.ماء الغضب ينحسر و الناس عطاشى إلى روح المصالحة و نحن في يدك تستخدمنا كما تشاء.لك المجد نأخذه منك لنعطك إياه.لك العظمة نراها فيك و نخشع لها ساجدين.لك المحبة و الحنان  و منها نأخذ و نعطيك محبتنا.نحن منك و لك. صرنا ضمن بنود ميثاقك.خذنا حيثما تريد لكي نخاطب القلوب كما خاطبها عبدك نوح البار.و تكون ترنيمتنا للناس هي أنج بنفسك و ترنيمتنا لك هي أنت الفلك الذى نريد أن ندخله و نبقي فيه.ليتنا نحبك و نثق بك كما صنع هذا البطل و يكون إيمانه درس لنا .فنحن في الإيمان صغار مبتدئين لم نزل.يا فلك الكارزين إستجب .ها نحن نقف قدامك و نكتشف فيك العمق و العلو و الطول و العرض فنعرف أن لكل نفس مكانا في حضنك و بهذا نبشر. أيها الفلك الذى فرد أشرعته فوق الصليب ضُمنا في صدرك و أخبئنا من موت الخطية و إغسلنا بماء الحياة يا ينبوع الحياة.كل نفس عاصية أدكها قبل أن يغلق عليها العصيان.كل إنحراف عن مقاصدك رده مستقيماً فنكون قدامك من غير عيب.الكرازة هي شخصك الذى نرتديه فلا تدعنا من غير الحميم الثاني كل يوم و إقبل أنيننا و توبتنا لكيما نتأهل للحديث بإسمك.أحبك يا رب يا قوتي .