المحرر موضوع: ألآستفتاء وقرع الطبول..  (زيارة 1092 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيريزا ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 466
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألآستفتاء وقرع الطبول..
« في: 21:31 17/09/2017 »
ألاستفتاء وقرع ألطبول....
على مدى 14 عاماً من العمل المشترك وتقسيم الادوار في أدارة وطنناـ العراق بين بغداد وأربيل، بين العرب بشقيهم الشيعي والسني، والاكراد، وتهميش كامل لباقي المكونات والقوى المدنية والعلمانية. فلم تؤدي شراكتهم الى تفاعل وتجانس وزديادة خبراتهم والاقرار ببعضهم، بل ألعكس، حيث اوصلهم الى الانفصام والنفور، والى تصاعد الخلافات والصراعات مع بعضهم.
فكان الصراع على الاراضي المتنازع عليها واحدة من الخلافات الاساسية. فما هي هذه اللعبة؟ ومن أشعل فتيلها؟ ولمن باقية؟ وهل سيسمحون لبعضهم الاخر بالاستفادة والتهني بها؟ فها هو حال كركوك، واحدة من أغنى مدن العالم، مازالت شوارعها محفورة، ومجاريها مسدومة. وزاد الطين بلة بسهل نينوى، فما كان يكفيه التهميش والتغيير وأستقطاع أراضيه ومخصصاته على مر اكثر من 50 عاماً، فتبعته الموصل، وسنجار وتلعفر، والمحافظات الغربية. في الوقت الذي لايسعنا الا ان نتسائل هل تم أستثمار كافة أراضي العراق خارج الاقليم، وهكذا ضاقت اراضي الاقليم بناسه، لينقص الطرفين الاراضي؟ وهل تم تبليط كافة طرقاتهم، وخصوصاً بين القرى، بحيث ماعاد سكان القرى يقضون ألشتاء في دهوك، من شدة البرد في قراهم، ولانعدام خدمات النقل، التدفئة والحرارة، والوظائف، التي تؤدي الى أستقرار القرى والاقليم. ونترك خارج الاقليم لمقال اخر.
لقد تم تدمير قرى وقصبات ومدن ألاقليم ثلاثة مرات بالقليل في محاولة لكسر شوكة نضال قوى المعارضة العراقية والشعب الكردي في تطلعهم للمساواة، للحرية والشراكة الحقيقية أبان العصور الماضية، وهكذا تم أيضاً جرف وحرق قرى الاقليات في الاقليم ومنهم قرانا الكلدانية السريانية الاشورية. الكل في الاقليم الشمالي الكردستاني بكافة مكوناته دفع ثمن نضال الشعب الكردي التواق للاستقلال. فقضية الاكراد ليست فقط عراقية، وانما هي في نفس الوقت تركية، أيرانية، سورية، وعالمية.     أن هذه الدول ألاربعة التي اكرمتها مواثيق واتفاقيات الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الاولى بأجزاء من اراضي الاكراد، لم تكن الا وبالاً عليهم. ولو كانو على درجة من الذكاء، لكانوا منذ حينها تنازلو عنها لصالح الكرد وساعدوهم على تأسيس دولتهم الجارة الصديقة بأتفاقيات وبروتوكولات، كانت انهت الوجود ألاستعماري الاجنبي في المنطقة، التي منذ حينها قبل 100 عام، مازالت ذات الدول تلعب شاطي باطي بالمنطقة وبهذه الدول، التي لم تعرف الاستقرار يوماً، وخاضت عدة حروب وتنام بعيون نصف مغمضة. فماذا تستفاد أيران وتركيا وسوريا والعراق من هذا الوضع، حيث أهلكها التسليح العسكري، ومحاربتهم للمعارضة المطالبين بشراكة وطنية، ومحاربتهم للارهابيين اللذين عاثو فساداً، وشُل أقتصادهم وأرتفعت حدة التطرف، والانتقام وتخريب مدن ومنجزات بعضهم البعض، وتراجعت مداخيل المواطنين وانعدم الامن والاستقرار، وتفشى الفساد وسرقة المال العام، ونزعات الحكم الانفرادي، وفرض الامر. والغرب ينعم بالغنى والعلم، والازدهار.
فهل يكتب بعض حكامنا لنهاياتهم قريباً بسبب ازدواجية سياساتهم. ويتم دفعهم لها من قبل قوى خبيثة. فالتعامل بسواسية، والاقرار بالاحزاب والمكونات والاديان الشقيقة، هو البديل لحكم ناجح، وليس فرض الموالين والمنضوين تحت أمرتهم. حتى في ايام الكفاح المسلح التجأت بعض الاحزاب الكبيرة الى خلق بدائل وأجنحة لاحزاب المكونات، وهذه سياسة فاشلة مكتسبة من السياسات المتطرفة لبعض حكام الاتحاد السوفياتي التي ادت الى تفاقم مشكلاته وتناقضاته، ألتي ادت الى انهياره.
فبغداد التي أصبحت تماماً شيعية او الموصل السنية لم يكونو بأحسن من أربيل، فقامت المليشيات ألشيعية بتصفية، قتل وطرد المكونات ومنهم المسيحيين من دورهم وأستولو عليها، في المناطق الخاضعة لهم في الدورة واماكن كثيرة من بغداد، البصرة وغيرها. ومازالت مجزرة كنيسة سيدة النجاة ماثلة للعيان حتى اليوم. ومازالت حتى اللحظة هذه مستمرة سرقة اموال وبيوت المسيحيين في بغداد. في الوقت اللذي وبأشراف من ألكتل السنية البرلمانية، لم تصون المليشيات السنية، في الموصل وسهل نينوى المكونات ومنهم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من مصير اكثر أثماً وارهاباً وأبادة من ضرتهم بغداد.
فمشاركة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الاستفتاء يجب ان يكون مرهوناً ليس فقط بقبول وتبني لجنة الاستفتاء والاستاذ مسعود البارزاني رئيس الاقليم لورقة مطاليبنا، وانما أقرارها أيضا في البرلمان الكردستاني، والتصويت عليها بالاجماع، واعتبارها مصدراً أساسياً للتشريع ضمن الدستور الكردستاني.
ومن المؤسف ان يقوم بعض قيادي كنائسنا بزج اللوم دائماً في عدم اقرار حقوق شعبنا على احزابنا، وتصفهم بأوصاف غير لائقة، ماكان يجب ان تنطق بها هذه المرجعيات التي بدأت تفقد حضوتها عند رعاياها، فأظهرت تلك المرجعيات انانيتها وغرورها وأستغلت مناصبها لمصالحها، ضد شعبها. وهي بذلك تفقد قدسيتها، وحضوتها في اعين جموعها، وتخلخل هامتها ومصداقيتها بين رعايا كنيستها. ان قراءة هذه التصريحات مقرف ويثير الغثيان، والنفور. ولو كان المسيح اليوم معنا، لانكر ونهر ووبخ اصحاب هذه التصريحات الغير محترمة. على الشعب ان لايسكت عن مثل هذه الاهانات التي تصيب ابناءه. وعلى الكنيسة ان تهتم بقضاياها الجوهرية. ففي الوقت الذي كان رجال الدين هؤلاء محاطين بكل رجال السياسات والدولة الشيعية والسنية، وتربطهم علاقات جيدة بهم، فقاموا بتزكيتهم عالمياً ودعوهم في جولاتهم ومؤتمراتهم لحوار الاديان، فردوا الخير لهذه الحوارات بالفتاوي ضدنا. ولم تبخل الكنائس العالمية ومؤسساتها أجمع، على كنيستنا هذه في دعمهم وتزويدهم بالتبرعات، وهكذا الفاتيكان الذي منحهم امتيازات لاتعد ولاتحصى. فلماذا مع كل هذا الزخم والهبات والواسطات والتقارب والصداقة من مراكز القرار لم تستطيع هذه الكنيسة وقياداتها من حماية شعبنا من التهجير، القتل، الاختطاف، والدفاع عن املاكه.
فالعلة ليست في احزابنا السوراية العزل المنقسمين بين مطرقة بغداد وسندان أربيل، فما هو البديل لهم اذا؟ حين حتى كنائسنا تعاديهم وتقف بالضد منهم، رغم أنهم أبناءها ورعاياها. فهم لايملكون الترسانة التي تملكها هذه الكنيسة. وهم يعرفن جيداً أن العلة ليست فيهم وانما في صراع الكتل الكبيرة وترساناتهم، حيث أستحوذو على كل شئ بشتى طرق السرقة والجريمة المنظمة. فهم الحيتان التي ممكن ان تبلع الاسماك الصغيرة برشفة ماء. والحقيقة ان أحزابنا تعمل كل مابوسعها رغم قصر يدها وقلة مداخيلها المشروعة، التي حتى هذه تطمع كنائسنا بها، ولكن مثل هكذا تصريحات كنسية تصدر هي التي تعرقل عمل هذه الاحزاب، في الوقت الذي كان يجب ان تكون كنائسنا ظهرا لاحزابنا، وتوجه سهامها لاعداء شعبنا الحرباويين المتلونين اللذين يستغلون هذه ألكنائس لتغطية جرائمهم ضدنا.
فبماذا دعمت الحكومة العراقية مناطق النزاع والاقليات والمكونات، لاجل ان يكون لها الاستقلالية، ومكتفية ذاتياً، لها موارد، قوية وقادرة على أدارة وحماية نفسها بنفسها على مر 14 عاماً، لاجل ان تقول لا للانضمام للاقليم الكردستاني. اذ انه لم تتوقف محاولات بغداد والشيعة في فرض التغيير الديموغرافي في سهل نينوى على مر ال 14 سنة الماضية، وهاهي مدرسة الخميني الجديدة في برطلة خير شاهد على ذلك، هل هذا ماينقص برطلة؟؟؟ في الوقت الذي لم تضع بغداد حتى الان خطط اعادة أعمار سهل نينوى. ولم نسمع عن تخصيص ميزانية وبرامج أعمار. وتمارس المليشيات الشيعية في بغديدا وبرطلة كافة محاولات التغيير الديموغرافي، وسكانها الاصليين حتى الان خائفون من العودة تحت طائلة المليشيات الشيعية، ولكنهم ليسوا خائفون من العودة الى المناطق التي يسيطر عليها البيشمركة في تللسقف وتلكيف. فما أل اليه حال مناطقنا في سهل نينوى يدمى له القلب، أنها كما تقاسم وأقترع ألجنود فيما بينهم حتى على رداء المسيح المبلل بدمه وعرقه.
فلذلك ولى الاقليات ظهورهم لبغداد والشيعة.. حيث وللاسف فشل الشيعة في ادارة دولة، وأحترام الانسان وحقوقه كما فشل قبلهم سنة البعث، ولحقهم اليوم أصوليي السنة ومراجعهم ألداعشية في محاولاتهم أسترجاع الحكم من الشيعة.
فهل سيتوقف الاكراد عن الاستفتاء، او المطالبة بالاستقلال؟ اذا لم يشارك الاقليات والمكونات معهم؟ كلا! فهم ماضون في بناء حلمهم! ويجري التشويش علينا بكافة أساليب الدعاية المغرضة والتخويف. ولكن ماهو مصيرنا؟ بين هذا المد والجزر؟ بكنائس منقسمة ومتألبة، ومنتقصة من احزابها المنقسمة ايديولوجياً وأستراتيجياً بين بغداد وأربيل؟؟؟
فأقالات مدراء نواحي القوش وتلكيف لحقتها اقالة محافظ كركوك، الكل يمارس نفس سياسة ألقمع والاقصاء. والحبل على الجرار العين بالعين، والصراع مستمر!! وليس الاقرار بالاخر وبحقوق متساوية للجميع!!
فتصريح محسن السعدون عن ان سهل نينوى منطقة كردية.. بقدر ماهو أستفزازي فهو ايضا غير صحيح! وذلك بحد ذاته كافي لان يفقد الشخص ليس فقط مصداقيته، وانما حتى اصدقاءه المؤيدين للاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، ان لم يكن في الاقليم أيضا. ولن ندخل في ضمار اثبات تاريخ وعائدية سهل نينوى في الاصل وعبر التاريخ لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فكل حجر في باطنه وخارجه يشهد على ذلك عبر مالايقل عن فقط الا 1000 عام من التاريخ الحديث، سكنته فيما بعد على مر الزمن الاقوام الاخرى بسبب الحروب، والتهجير والقمع، كالشبك، والازيديين، والتركمان.. وغيرهم.
لذلك على القيادات الكردية ان تراقب كوادرها وتضعهم على المحك في توخي الحذر في ما يطلقونه من تصريحات ومطالبات تجاوزيه وأستفزازية ضد المكونات الصغيرة اصحاب الارض الاصليين في تلك المناطق، التي من الخطأ ان يطلق على البعض منها المتنازع عليها ومنها مناطقنا في سهل نينوى. فذلك سيكون له مردوداً سلبياً على المطالبات المشروعة للاكراد.
فالمسيحيين والمكونات خسروا الكثير وكانو ضحية الصراع العربي الكردي، وهجرت قرانا عشرات المرات، وواحدة منهم انا وعائلتي وعشيرتي اللذين هجرنا في الخمسينات من القرن الماضي من قريتنا أرادن نتيجة الحركة والثورة الكردية، وبدلا من ان نولد فيها. ولدنا في بغداد، التي تم تهجير مسيحييها منها مرة اخرى، وهذه المرة تحت حكم القيادات الشيعية.
ولكن بكل صراحة ومصداقية، وبدون خجل، وبعيد عن المجاملات، يجب أن نقر بقضية واحدة وهي ان من حق الشعب الكردي ان يقرر مصيره، ويلم شمله، ومن مصلحتنا كمكونات متعايشة مع الاكراد بحكم تجاورنا في الارض ان يحصل الاكراد على حقوقهم، لاجل ان يعم المنطقة الامن والاستقرار والتطور. ولكن لايجب ان يكون على حساب حقوقنا وحقوق المكونات الاخرى المتعايشة في الاقليم. الكل يبحث عن حقوقه في هذه المعادلة. ويجب ان يكون هناك تبادل مشترك في المصالح. لذا يجب ان يضمن الاقليم الكردستاني حقوق المكونات المؤيدة لاستفتاءه ويضمنها بدستور وقانون وتشريع دائمي غير قابل للنقض.
ولاجل ان يكون هناك فهم واضح وخصوصاً من بعض القيادات الكردية والشعب الكردي بأحقية بديهية في تقاسم العيش المشترك والسلطة وادارة الاقليم بين الاكراد ومكوناته بالمساواة، وليس منة من الاكراد، لاننا السكان والمالكين الاصليين. لذا يجب ان يتم ايجاد تسمية جديدة للاقليم او الدولة الكردستانية الجديدة، كمثال الاقليم الكردستاني ومكوناته، أو دولة كردستان ومكوناتها، يتم شرح هذه المكونات في باب وفقرات ثابتة في الدستور، ويصار الى توعية الجماهير وتثقيفها بتاريخ وحقوق ومنشأ واصالة الاقليات من خلال كراريس ومناهج دراسية، وبرامج تعريفية وأعلام، ومشاركة حقيقية للمكونات في الحياة اليومية. أذ ان للاقليم ومكوناته مهمة مشتركة، لديمومته ونجاحه لاجل ان لايفقدوا مكتسباتهم.
نعم للاستفتاء، ولمشاركة ألمكونات فيه، ولكن بعد ان يقر البرلمان الكردستاني ايضا بالاجماع على وثيقة مطاليب شعبنا ويجعلها باب ثابت من دستور الاقليم الثابت وليس المؤقت، غير قابلة للنقض. وليس بكاف ان تتبنى لجنة الاستفتاء او الاستاذ مسعود البرزاني رئيس الاقليم ورقة مطاليب شعبنا مع كامل أحترامنا وتقديرنا العالي لمواقفهم.
حيث ان مواقفنا معروفة، وكنا دائماً أصدقاء للشعب الكردي ومؤيدين لمطالباته بحقوقه، ولكن لايجب ان تكون على حساب حقوق المكونات الاخرى وعدم ألاقرار بها. حيث أصابهم ليس القليل من ألخسائر والتهجير والنقص السكاني، بسبب صراع الكتل الكبيرة السنية الشيعية الكردية في بغداد واربيل. فأن الاوان لاجل ان ينتهي هذا الصراع.
وعلى القيادات الكردية عدم الخلط في تعاملها في مايخص حقوق الاقليات بين احزاب وكنائس والمرجعيات الدينية لهذه المكونات ووضع خط فاصل بينها. فهل سترضى القيادات الكردية ان تسيرها الجوامع وشيوخهم وملاليهم مثلاً.
فهل سيتم الاستفتاء، أم ستقرع طبول الحرب وتتصاعد وتيرة التهديدات؟ ومن سينزع فتيلها؟ وهل ستوجه الحكومة العراقية فعلاً بنادقها الى سكان الاقليم؟ وهل سيتراجع الاقليم في اللحظات الاخيرة عن الاستفتاء؟ هل هي مسألة لوي اذرع بعضهم البعض. هل ستعرف الجماهير ما هناك من أسرار وخلافات خلف الكواليس بين القيادات الشيعية والكردية بعد القضاء على داعش؟ أذ لماذا أتى طلب الاستفتاء فوراً بعد تحرير الموصل؟ حيث كان ومازال الاقليم في جبهة مع بغداد لمحاربة داعش؟ وهل سيرضى العالم واطراف الصراع بمهاباد ثانية؟
ألمسؤولية جماعية والكل يجب ان يتحمل دوره تجاه الاجيال القادمة. فقط بالحوار والتفاهم والاقرار ممكن ان نبعد شبح الحرب والموت القادم بين المد ألكردي والجزر الشيعي.
تيريزا ايشو
17-09-2017