'تستحق الدكتوراه' عبارة تثير عصفا على فيسبوكعبارة "تستحق الدكتوراه" التي وصمت بها رسالة الموسيقار العراقي لنيل الماجستير شغلت مستخدمي الشبكات الاجتماعية في مصر والعالم العربي.العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/09/18،]
التميز عنوانالقاهرة - تحولت مناقشة رسالة الموسيقار العراقي نصير شمة بشأن الأساليب الموسيقية، لنيل درجة الماجستير في العلوم الموسيقية التي جرت الخميس في القاهرة إلى عصف خلافي على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عبارة “يستحق الدكتوراه” التي أوردتها لجنة المناقشة.
وعبر مختصون جامعيون ونقاد موسيقيون فضلا عن المئات من مستخدمي الشبكات الاجتماعية عن آراء متقاطعة في الرسالة الجامعية واختيار القاهرة مكانا لمناقشتها مع أنها صادرة من الجامعة العربية في واشنطن.
وكان المجلس الأعلى للثقافة (حكومي) بالقاهرة استضاف رسالة ماجستير للباحث والموسيقي العراقي بعنوان “الأسلوبية موسيقيًّا” عبر لجنة مشكلة من الأكاديميين البارزين بمصر بينهم إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، والناقد المصري صلاح فضل.
وفي نهاية المناقشة قررت اللجنة بحسب ما تداولته وسائل إعلامية محلية مصرية أن الرسالة المقدمة من العازف الشهير “تستحق الدكتوراه”، رغم أنه تقدم لنيل الماجستير، وهو ما فتح الباب لانتقادات وتوضيحات على الشبكات الاجتماعية.
وانتهى هذا الفاصل المثير للجدل بإعلان شمة عن حصوله على الدكتوراه من الجامعة الخاصة الموجودة في شمال أميركا (الجامعة العربية المفتوحة) عملا بتوصية من اللجنة المشكلة بالقاهرة، وهي التوصية التي تفيد بأن العمل “يستحق الدكتوراه”.
وخلّف ما أثير في وسائل إعلام محلية عن حصول رسالة ماجستير شمة على الدكتواره، انتقادات عبر موقع فيسبوك.اللجنة العلمية المشكلة لبحث رسالة الماجستير المقدمة من الفنان نصير شمة، رأت أنه يستحق الحصول على درجة الدكتوراه في الفن بدلا من الماجستيروقال الأكاديمي المصري حسين عبدالقادر، الأستاذ بجامعة عين شمس (حكومية) عبر حسابه على فيسبوك “ما هذا العبث بالدرجات العلمية وهل الفنان نصير شمة العازف المتفرد للعود بحاجة إلى درجة علمية وعلى هذا النحو غير المألوف، وهل المجلس الأعلى للثقافة مقر أكاديمي تُمنح فيه درجات علمية؟”.
وعلى مسافة قريبة من هذا الانتقاد كتب سيد محمود، رئيس التحرير السابق لجريدة القاهرة المملوكة لوزارة الثقافة، “طوال 59 عاما هي عمر المجلس لم نسمع عن استضافة مناقشة لرسالة أكاديمية”.
وتساءل على موقع التواصل ذاته “هل يعني هذا أن المجلس يؤجر قاعاته لصالح مؤسسة أخرى؟ ولماذا لم يناقش الصديق العزيز نصير شمة رسالته في الجامعة التي سجل فيها؟ وما هي هذه الجامعة أصلا؟”.
وتساءل إعلامي مصري على فيسبوك “في قضية دكتوراه نصير شمة: هل يوجد من بين المهاجمين من اهتم بقراءة رسالته للوقوف على أهميتها من عدمها؟”.
وتهكم قائلا “ألا يعلم القوم أن تقليد منح الدرجة الأعلى معمول به في الكثير من الجامعات المرموقة، وليس من بينها بطبيعة الحال الجامعات المصرية العريقة؟”.
وتداول معلقون مقاطع فيديو تظهر أن القاعة ضجت بالتصفيق الحادّ، فرحًا بقرار منح الفنان شمّة درجة الدكتوراه.
وحظي المقطع الذي نشره شمة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي بعدد كبير من المشاهدات تجاوزت 20 ألف مشاهدة. وشرح خبراء أن التوصية بمنح درجة الدكتوراه “عُرف جامعي شهير في العديد من جامعات العالم المرموقة، إذا ابتكر الباحثُ جديدًا في علم ما، كما فعل نصير شمة حين شق طريقًا لعلم الأسلوبية في الموسيقى، في سابقة لم يسبقه إليها أحد”.
من جانبه حاول الناقد المصري عضو لجنة المناقشة صلاح فضل، التوضيح والتخفيف من حدة التوتر الحادث بقوله “اللجنة العلمية المشكلة لبحث رسالة الماجستير المقدمة من الفنان نصير شمة، رأت أنه يستحق الحصول على درجة الدكتوراه في الفن بدلا من الماجستير لتفوقه في مجاله وتقديرا لبحثه وأعماله على حد سواء”.
وأضاف فضل “أردنا كسر البيروقراطية المميتة التي نتبعها في مؤسساتنا التعليمية على الأقل في تقييم الفن والأدب”.
غير أن تصريحات أخرى لمسؤولة بلجنة المناقشة كانت أكثر وضوحا، حيث قالت إيناس عبدالدايم، “إن ما تم منحه بالفعل للفنان هو ‘درجة الماجستير’ فحسب، حيث أن اللجنة لا تملك الحق في منح درجة سوى ما تقدم الباحث للحصول عليه”.
وأوضحت أن كل ما هنالك أن بعض الصحافيين ترجموا كلمة “يستحق درجة الدكتوراه” بأنه “حصل بالفعل على هذه الدرجة”، وأوضح نصير شمة أن لجنة المناقشة ثمّنت البحث عاليا، مقترحة في توصياتها منح الدكتوراه كمرحلة أولى، والجامعة العربية المفتوحة في شمال أميركا وافقت على توصية اللجنة، إلاّ أن الطّلب الأساسي هو نيل درجة الماجستير بشكل رسمي وهو ما صدر من اللجنة.
ونصير شمة هو فنان عراقي مميز 1963 وله تاريخ حافل بالإبداع والجوائز.
