من لايتذكر السفرطاس ( سفر+ طاس)حيث كان عمال شركة نفط العراق ( الأنكليزية) يحملونه بعناية وكأنه طفل صغير , لكي لاينسكب منه سائل المرقة ولو قطرة واحدة .
كانوا يحملونه كما كنا نحمل كتبنا المدرسية في زمن لم تتوفر فيه الحقائب وخاصة المعلقة على الظهر التي يسهل على الأطفال حمل أوزانها .
أتذكر رؤية ما تبقى من بقايا بعض طاسات متناثرة من سفرطاس ضحايا السيارة المنكوبة في القابعة رأسا على عقب في قاع خاصة صو , لحادثة مرت عليها سنوات عديدة بعد صقوطها من أعلى الجسر القديم أمام قلعة كركوك , والذي كنا نمر فوقه مشيا على الأقدام من آخر موقف لباص الأمانة الذي كان ينقلنا من عرفة ( كركوك الجيدة) , بعد أن انتقلنا أليها من القلعة , ولكن كنا لانزال نداوم في مدرسة الطاهرة الأبتدائية للبنين , قبل انتقالنا الى مدرسة الخالدية الأبتدائية في كركوك . وتذكر والدتي المرحومة , بان والدي تأخر عن عمله بسبب وعكة صحية , وكان يستقل يوميا ذلك الباص ذو الهيكل الخشبي من محطة القطار الى أمام مدرج القلعة , وربما هذا السبب كانت نظراتنا تطول في الأمعان ونحن نمشي بسرعة للوصول الى صفوفنا المدرسية , وأن مشهد السفرطاس ليس من الماضي , لأن العمال الهنود والأسيويين هنا في مسقط لايزالون يحملونها الى مقرات عملهم في مواقع البناء , وتحملنا بعيدا الى تلك الذكريات القديمة في قلعة كركوك و والتي سبق وأن نشرت عدة حلقات منها على صفحات الحوار المتمدن و عنكاوة دوت كوم , ,ايضا عن عنكاوة القديمة
أن مغامرة الأخ لطيف أبداع مسرحي رائع و يستاهل عمل سيناريو سينمائي , وهذا يثبت قابليته ونجاحه على المسرح العراقي سواء بالتمثيل أو بكتابة السيناريو للمسرحيات التي كتبها , لايزال في تعليقاته الصحفية على صفحات الفايسبوك , وربما سيصدر له كتاب عن تلك الذكريات ونشد على يده لأكمال هذا المشروع , ليدون فيه تاريخ أيام وسنوات وعقود عصيبة عصفت بالبلاد والعباد ولاتزال مستمرة ولا أمل أو ضوء في نهاية هذا النفق الرهيب !!.., أنها تراجيدية عراقية شبيهة بتراجيديا الأغريق والرومان , ولكن بدون نهاية
شكرا للأخ العزيز لطيف لأسهاماته الرائعة التي تصيب كبد الحقيقة بجرأته المعهودة , على صفحات الفايسبوك , والى المزيد من الأبداع !!!..
أيوب عيسى (بيو) أوغنا
معماري وخبير ومحكم دولي وخليجي معتمد
مسقط/ سلطنة عمان