المحرر موضوع: الأبرار يعرفون عن الجحيم  (زيارة 800 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأبرار يعرفون عن الجحيم
« في: 21:00 20/09/2017 »
الأبرار يعرفون عن الجحيم
Oliver كتبها 
لو لم يكن هاماً أن نعرف ما هو الجحيم ما كان الروح القدس قد علمنا عنه الكثير.كان سيكتفي بالحديث عن الفردوس و الملكوت و الأمجاد و نبقي بسبب الجهل في خطر  بمصير من لا يقبل المسيح مخلصا و الروح القدس شفيعاً و الخلاص طريقاً وحيداَ للنصرة على الموت و ما بعد الموت.
المرة الوحيدة التي تكلم فيها المسيح عن الجحيم كان يقدم تأكيده للكنيسة أن أبواب الجحيم لن تقو عليها.مت16: 18و لأن شرح و تأكيد وجود العذاب الأبدى هام و مكمل لإيماننا نجد السيد المسيح له المجد  في مواقف و أمثلة أخري يتكلم  عنه و كيف أنه في الأصل معد لإبليس و جنوده مت 25: 41 نقرأ أن الروح النجس كان يلقي فريسته في النار  وفى  الماء ليهلكه لأنه يعرف أن هذه طريقة الهلاك التي تنتظره.مر9: 22.لذلك نسب المسيح الدود و النار إلى إبليس و جنوده  فقال  3 مرات (حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفا) في مر9.
 هناك من يريد أن ينضم لإبليس و جنوده و ينكر المسيح لذلك سينضم هؤلاء معه تحت إسم الأشرار. سماهم يوحنا المعمدان (التبن) لسهولة حرقه  فى النار التى لا تطفئ مت3: 12.و في مثل الحنطة و الزوان قال الرب يسوع أن الأشرار سيحرقون كما يحرق الزوان مت13: 40.و عشرات الآيات تتحدث عن هذه النار و صفات العذاب و أمور أخري مما أثار المتأملين في كلمة الله منذ القديم ليتناولوا موضوع الجحيم و النار و العذاب و هل هي مجرد حالة أم مكان فعلي يسمي الجحيم و كيف و أين يكون و أسئلة عديدة شبيهة.يدخل هذا الموضوع ضمن موضوعات أخري تخص الأبدية يجمعها علم إسمه الإسخاطولوجي أي علم ما يخص الآخرة.
الجميل في لغة المسيح أنه يتكلم بالسلام و لو كان حديثه عن العذاب الأبدي.لا يستخدم لغة الترهيب و التهديد كما يفعل الأشرار بسلطتهم.لكنه يريد أن يخلص حتي ما قد هلك.
الأبدية للجميع: كل البشر مخلوق على صورة الله و مثاله في خلوده أى أبديته.الفرق بين الأبرار و الأشرار هو فى نوع الأبدية التي سيعيشونها لكن كلاهما أبدى. للأبرار الحياة الأبدية و المجد الأبدي و الفرح و النورالأبدي و الخلاص الأبدي .و للأشرار و لإبليس و جنوده نفس الأبدية لكن بغير مجد و لا فرح و لا خلاص و لا نور لذلك تسمي الهلاك الأبدي و العذاب الأبدي و النار الأبدية والظلمة و  الموت الأبدى .و كما أن أمجاد الأبدية مع المسيح بغير حدود أو نهاية هكذا عذاب الإنفصال الأبدي عن المسيح هو ألم بغير حدود أو نهاية.هو موت دائم لأن روح المسيح فارقهم إلى الأبد.
وصف الجحيم :كل ما يخص الأبدية هو فوق العقل الأرضى.حتي لو كان الحديث عن الهلاك الأبدى.فالنار ليست النار التى تعرفها الأرض.هى نار بغير نور؟نار مظلمة؟ حتى أنها سميت سلاسل الظلام 2بط2: 4 مت8: 12 و مت 22 : 13.و هى نار بغير دفء أو حرارة لهذا يصاحبها صرير الأسنان علامة الخوف و البرد معاً.لو13: 28 و رغم عدم وجود النار التي تعرفها الأرض لكن الغنى الغبى لما راح للعذاب الأبدى نادى: يا ابي ابراهيم ارحمني وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب.لو16: 24 و هنا يصف الغني أنه في اللهيب و هي من صفات النار و مع هذا يطلب أن يأتيه لعازر بإصبع مبلل ليبرد لسانه .فهل اللهيب  داخل فم الغني و جسده  أم في خارجه؟فى الأغلب في داخله لأنه لن يدعو لعازر أن يصبح في النار حتي يبلل لسان الغني .هذا المثل يصف الحالة قبل الخلاص و الفرق في المكان الذى يسمي حضن إبراهيم لأرواح الأبرار و الهوة العظيمة لأرواح الأشرار.
كل نار تحتاج إلى مصدر يكفل لها البقاء و عدم الإنحسار.أما النار هذه فهي لا تطفئ؟مر9.ما مصدر النار؟ لم يذكر لنا الوحي المقدس لكن لو إعتبرنا أن الإنفصال عن المسيح هو العذاب الأبدي حسرة الأشرارهي مصدر النار الذى لا ينقطع  فى داخلهم .و يكون الأمر الإلهي للنار أن تبقي دائمة هو السبب الوحيد لبقاءها خارجهم فهي تستمد بقاءها من الأمر الإلهي.
الدود الأبدي فى بحيرة النار: الدود يوجد تلقائياً من التعفن.و الكبريت ينتج تلقائيا من تحلل المواد العضوية أي من التعفن .الأرواح الشريرة و أجساد الأشرار تأكل نفسها كما يأكل الدود الجسد من الداخل.هذا الدود الذى يعيش فى النار التي لا تطفئ ليس الدود الأرضى و لا يحمل صفة من صفاته لكنه يكشف البيئة المعتمة و الدار التى لا تطلع عليها الشمس و القذارة الدائمة   هذا عذاب داخلى يأكل قلب الشرير  دون أن يفنيه.هذه هى البيئة السيئة التى تملأ دار الهلاك الأبدى و إسمه جهنم النار,وجود الدود  في النار دون أن يموت يكشف أن العذاب هو فوق العقل البشرى.الكيان الوحيد الذى في أرض الموت و هو لا يموت هو الدود؟ هذه الحفرة أو الهوة السحيقة الممتلئة بالعفن هي جهنم النار أو بحيرة النار المتقدة بالكبريت  رؤ20 جهنم  أو بالعبرية وادي إبن هنوم لأن هذا الوادي  كان وادى القتل و كان موطنا للنار التي تأكل الذبائح  البشرية لعابدى الأوثان أر7: 32.لم يعش هناك سوى الدود و لم تفح هناك سوى رائحة العفن و الكبريت.
هل جهنم مكان  أم حالة ؟  حسب تعليم الكتاب هو مكان  و حالة معاً. هو مكان لأنه مسكن الأشرار.فهو مكان للأسر الأبدي.ليس للأشرار أن يتمتعوا بحرية مجد أولاد الله رو8: 21 الحرية التي في الفردوس الآن التي ينطبق عليها الوصف - يدخل من المسيح باب الخلاص .يتحرر يدخل و يخرج و يجد مرعى يو10: 9 لهذا تظهر الملائكة و القديسين للبشر لأنهم ليسوا في موضع الأسر.بل في موضع الراحة.أما الذين هم مع إبليس و جنوده ففى القيود الأبدية تحت الظلام (يهوذا:6) مما يجعلهم محاصرين في مكان.و لأنه مكان محكم  لا يستطيع أحد الخروج منه لذلك سمي بالسجن الأبدي مت5: 25.
وساعة موت المسيح عنا نزل إلى الجحيم إلى أقسام الأرض السفلى أي أنه نزل إلى مكان محدد أف4: 9 و كرز للأرواح التي في السجن أي في الجحيم فإذا كان الجحيم و هو مكان إنتظار الأشرار هو سجن فكم سيكون جهنم الذى هو المستقر النهائى للأشرار  إلا سجن أكثر منه ظلاماً و ألماً.1بط3 : 19.
 كما يوجد للأبرار مكان و ليس فقط حالة للمجد.فالملكوت مكان له أبواب و له مواصفات و له درجات و يسكنه الأبرار مع المسيح  إلى الأبد و لا يمكن لأحد أن يدعي أن الملكوت هو حالة سنعيشها دون أن يكون هناك مكان نعيش فيه حالة  المجد.فإذا تكلمنا عن حالة المجد نجد الكتاب يسميه ملكوت الله لأن الثالوث هو محور المجد و أصله.و إذا تكلمنا عن الملكوت كمكان نسميه ملكوت السماوت.و كما نؤمن أن الملكوت حالة و مكان نؤمن أيضاً أن جهنم للأشرار ستكون حالة و مكان كذلك. هى أسوأ حالة تفوق تصور الأشرار أنفسهم و هى مكان مجهز لكى يحبس الأرواح حيث أنه معد لإبليس و جنوده و هم أرواح بلا أجساد.هو حبس قاس لا تقدر سلطة أن تفك قيوده .في يد المسيح مفاتيح الهاوية.طبعا ليست المفاتيح التي نعرفها و لا الأبواب التي نراها فكل ما في الأبدية فوق التخيل حتي الأبدية المظلمة تفوق تصور الإنسان الأرضى.رؤ1: 17.كذلك في جهنم أقسام اي درجات عذاب مختلفة  ما نفهمه من كلام الرب يسوع عن حالات مختلفة من العقاب مت 11: 24- لو10: 12- 16 .هذا أيضاً يؤكد أنه جهنم مكان و حالة.
مقدار خلاصنا: الأبرار يعرفون عن الجحيم و عن جهنم كما يعرفنا صانع الأبرار يسوع المسيح.المعرفة الإيمانية التي بها يكتمل مفهوم الخلاص عندنا و نعرف مقدار أى تقديرنا للخلاص الذى خلصنا به المسيح عب2: 3 .حين نتكلم عن مقدار الخلاص يكون في ذهننا المجد الذى أعده الله لمحبيه ونظل نقرأ و نتأمل  بسلام و إطمئنان كل ما أعلمنا به الروح القدس عن نهاية إبليس و جنوده و نفرح بخلاصنا من الأهوال التي ما عاد لها سلطان علينا  لا الآن و لا بعد موتنا.لهذا نرنم أنشودة المنتصرين بنعمة المسيح أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية.