الاستاذ والمحلل السياسي انطوان الصنا المحترم
تحية
تمنياتي لك وللعائلة الكريمة بالخير والعافية.
مقال تحليلي قيم لحدث الساعة عن الاستفتاء في اقليم كوردستان ، اتفق معك انه انتحار سياسي لو تاجل او الغي بعد كل هذه التظاهرة السياسية والاعلامية الواسعة ،ولكن اخي العزيز انطوان:
انك ضليع في السياسة والتحليلات السياسية للاوضاع الراهنة ،أ لم تكشف بأن ما تقدمت اليه حكومة اقليم كوردستان كانت عملية مبتورة لم يتم التهيئة اليها عالمياً ودولياً ، لانه من المفروض لو كانت الاجواء مهيئة لاعلنت بعض من الدول الاعضاء في الامم المتحدة تضامنها او دعوتها لفتح سفاراتها والاعتراف بالدولة المرتقبة فيما لو كانت حصيلة الاستفتاء لصالح قيام دولة كوردستان؟
شخصياً مع كل الاقوام المضطهدة حول العالم التي لم تحصل عل الاستقلال بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى لادراة نفسها وبما فيهم الكورد وشعبنا الكلداني والاشوري والسرياني ولو الاخير بات لا يشكل ديمغرافياً عاملاً لقيام دولة بحسب المعطيات الواقعية.
ان الكورد يناضولون لسنوات طويلة لنيل الاستقلال ، الا ترى منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الذي اقرت بميثاق عالمي من حق الشعوب ادارة نفسها والحفاظ على ارثها ان العديد من الاقوام بحاجة الى هذا الاستقلال؟
الدول المجاورة الاقليمية من العراق وسوريا وايران وتركيا هي التي تقف بالضد من استقلال الكورد ،في الوقت الذي يعرف كل المتابعين والمهتمين افرادا ودولاً ان هذه الشعوب جاءت واستقرت على هذه الاراضي التي سميت باسمائها ،فايران تاريخيا ليست للفرس الحاكمين بكل اراضيها ، والترك جاؤا من تركمانستان الى ما تُعرف اليوم بتركيا لتستحوذ على اجزاء من ارمينيا وارضروم وبلاد النهرين وتنشأدولة تركيا وهكذا العرب القادمون من الجزيرة الى العراق وسوريا،أ لم يفكروا يوما ما كما انهم استحوذوا على اراضي غيرهم وتمكنوا من قيام دولهم والاخرين بنفس المعيار بحاجة الى ما لديهم؟
الا تفكر الامم المتحدة بهذه الحقيقة التاريخية ، فمن صنع ووضع الحدود السياسية غير دول الامس ،واليوم نفسم يعترضون ولا يبالون.انها لعبة سياسية اخي انطوان ممثليها الدول المتنفذة الكبرى المعروفة ،فهي لو ارادت لاسكتت كل من ايران وتركيا والحكومة العراقية المركزية ولا احد يعلم ما يجري في ما وراء الكواليس السياسية .
اسف على الاطالة وشكرا
اخوكم
د. رابي