الساكت اخطر من مؤيد الاستفتاء ورافضه
يوسف شكوانا
من اهم الاحداث في هذه الفترة واكثرها سخونة هو موضوع الاستفتاء المزمع اجراؤها بعد أيام وفيه يتقرر مصير لا فقط كردستان الذي يعتبر حقهم المشروع في تقرير مصيرهم وانما المناطق المتاخمة لها والتي تعرف بالمتنازع عليها وهنا يكمن الخلاف وانقسام الرأي خاصة وان هذه المناطق تشكل شريطا عريضا يمتد من حدود سوريا الى حدود ايران. فموضوع الاستفتاء هذا يحتل مكان الصدارة في مختلف وسائل الاعلام. ومع تصعيد لهجة التهديدات وتوسعها لتشمل دول المنطقة وأكثر فلا أحد يعلم ماذا سيحصل في يوم الاستفتاء وما بعده. ومن المناطق المتنازع عليها مناطق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حيث تشير الاخبار الواردة من المنطقة تزايد قلق الجماهير حول ما ستؤول اليه الاحداث وعاد حديث الهجرة ليحتل موقع الصدارة في تفكير سكان المنطقة اذ من المعروف انه في مثل هذه الصراعات فالذي يدفع الضريبة الاكبر هم المكونات الصغيرة عدديا خاصة اذا كانوا ناس مسالمين لا ناقة لهم بمثل هذه الصراعات ولا جمل. وبما يخص تنظيمات شعبنا فالانقسام واضح منهم من يؤيد شمول المنطقة بالاستفتاء وهذا القسم يشمل الافراد المنتمين مباشرة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني والتنظيمات التي تسير بأوامره فنراها تتقدم حتى بعض التنظيمات الكردية في تأيدها للاستفتاء. اما القسم الاخر او الثاني فيرفض شمول المنطقة بالاستفتاء في الظروف الحالية التي يعيشها شعبنا المهجر وقبل التأكد رسميا من طبيعة الحقوق التي يحصل عليها شعبنا في حالة تشكيل دولة كردستان. ان موقف هذين القسمين واضح من مؤيد ومعارض ولكن الغير واضح هو موقف لقسم الثالث وهم الساكتون الذين ينتظرون النتائج كي يدينوا او يؤيدوا كما كان يفعل قادة الجيش في زمن الثورات والانقلابات حيث كانوا يحتفظون في مجرات مكاتبهم بنموذجين من البرقيات احدهما يدين المؤامرة الاستعمارية الصهيونية الرجعية والثاني يقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. فاذا فشلت المحاولة فتعتبر مؤامرة يبعث الاولى اما اذا نجحت فتكون ثورة فيرسل الثانية. ورغم ان زمن الانقلابات قد ولى وهذه الطريقة قد اكل عليها الدهر وشرب الا ان هذا البعض لا زال معجب بطريقة النموذجين من البرقيات. والا فهل من المعقول ان يسكت من يدعي تمثيل هذا الشعب ولا يكون له رأي في قضية مصيرية كهذه وكيف سيدافع عن حقوق الشعب من لا موقف له من مصيره. او ربما انهم يتبعون سياسة دعهم يتصارعون بينهم وبعد ان يضعف الجميع سنستلم عالحاضر كما فعل الاتراك الذين قدموا من الشرق الى تركيا وكما فعل الطالبان في افغانستان. ان القسم الثالث هذا يعتبر اكثرهم بعدا عن مصلحة الشعب فهو جاهز لتأييد الفائز بهذا الصراع ايا كان املا بالحصول على منصب او منحة وهذا النوع عادة ما يكون بارعا في ايجاد خط الرجعة لما بعد الاحداث ولكنه في المقابل يخسر ثقة الجماهير التي تنتظر موقفه ولكن يطول انتظارها. وهنا لا بد من السؤال عن الذي سيكسبوه مقابل سكوتهم الحالي ليؤيدوا الفائز ايا كان مستقبلا. ففي كل الاحوال لا يمكن ان يتعدى نصف منصب مدير ناحيبة او قائم مقام او عضو برلمان او حتى وزير. قلت نصف لأنهم سيتقاسموه مع القسم الاول الملكيين اكثر من الملك.
مما يؤسف له ان مصلحة ومصير الشعب ان وجدت فانها تأتي في مؤخرة نهجهم وتفكيرهم والشعب يعي ذلك جيدا ويرى من يعمل ويضحي من اجله ومن يطعنه وهو مهرول نحو الكراسي.