وجهة نظر: ماذا سيحصل لسهل نينوى بعد الاستفتاء ولماذا؟
بقلم المهندس رائد كويسا
هناك عدة امور أراها تميز منطقة سهل نينوى لتكون مهمة جدًا لاقليم كردستان، الذي يدور الحديث عنه بسخونة غير مسبوقة في هذه الايام، من هذه الامور:
الموقع الجغرافي
- الطريق الذي يربط اربيل (عاصمة الإقليم) باوروبا يمر من مفرق بدرية الى مفرق القوش ثم مفرق شيخان وهكذا الى اربيل حيث الارتال التجارية التي تنقل البضائع تسلك هذا الطريق الذي هو كالشريان الرئيسي الذي يغذي التجارة في كردستان و هو الافضل حيث لا يدخل في المدن الرئيسية و هو الاسهل و الاسرع في حين باقي الطرق كثيرة الوعورة و الخطورة.
- الموقع من جانب سد الموصل، نرى ان من يسيطر عليه يسيطر على مُقدّرات العراق المائية فبيده يفتح او يغلق مجرى نهر دجلة.
الامن القومي للاقليم
إقليم كردستان لا يريد ان يكون لداعش او "المجاهدين السنة" اي منفذ لهم الى الجبل ولهذا يريدون الحفاظ على الكيانات الموجوده في المدن او القصبات المحاذية للجبل.
الموقع من الناحية العسكرية
وجود سهل نينوى ما بين الإقليم و"الدولة السنية مستقبلا" يجعل هذه المنطقة ارض حرام في اي معركة (لا سامح الله) تحدث مستقبلا، سواءً كان سهل نينوى مع كردستان او مع الدولة السنية المحتمل قيامها، بما معناه آن موقع سهل نينوى سيك،ن بين المطرقة و السندان في كل الأحوال.
ناحية الزراعة و المنتوجات الزراعية
ان اراضي سهل نينوى هي اراضي خصبة جيدة للزراعة و هي سلة الغذاء للمنطقة وبهذا تعتبر جزءًا من الامن الغذائي للمنطقة.
النفط و المعادن
وجود و استكشاف النفط و المعادن في المنطقة يجعلها محل اهتمام اقليم كردستان.
الموقع الديني
ان تعدد الاديان يجعل هذه المنطقة محط اهتمام كردستان فمثلا هي مركز المسيحية في العراق عموما و مركز اليزيدية كذلك كما كانت مركزًا لليهودية في السابق.
بالاضافة الى كل ما ذكرناه اعلاه يتميز ابناء هذه المنطقة بالذكاء، المهارة والابداع في عدد كبير من مجالات العمل سواء الصناعة او الزراعة او الاعمار.
بعد كل ما سبق ذكره، وأمام توقعات متزايدة ان العراق متجه نحو التقسيم (دولة كردية و دولة سنية و دولة شيعية). عندئذ التساؤل يواجه ابناء سهل نينوى الى اي منهم الانتماء؟
أمام هذا التساؤل، لعل ثمة حكمة الاختيار للذي وضعه أكثر استقرارا وأقوى في هذه الفترة، خصوصا ومن المؤسف الملاحظة ان المعركة لم تزل مفتوحة طائفيا بين السنة و الشيعة اذ ان امدها طويل و ان هدأت الان فسوف تستعر مرة اخرى قريبا.
كما يمكن من ناحية اخرى النظر الى خبرات كفاح سابقة، مع الاكراد، ضد الحكم، مكانة العم توما توماس عند الاكراد عامة و البرازانين خاصة.
وبعد، أود أن أخلص الى القول ان افضل شي يمكن ان نعمله الان هو ان نحاول ان نوقف التضارب في ارائنا و نتحد في مطالبنا و قراراتنا للحصول على اكثر المكاسب و فرض شروطنا قبل فوات الاوان.