المحرر موضوع: القادة أم القاعدة  (زيارة 673 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
القادة أم القاعدة
« في: 15:03 23/09/2017 »
{القادة أم القاعدة }
جوزيف إبراهيم.
الشعوب الواعية المتعلمة تنتج قادة حكماء يتسمون ببعد النظر, يضعون المستقبل الجيد والمصلحة العليا لشعوبهم فوق كل اعتبار, والشعوب المتخلفة تنتج قادة جهلاء يصبحون عالة على أنفسهم وعلى أتباعهم, ولا يرون أبعد من رؤوس أنوفهم ولا يهمهم إن شاهدوا بأم أعينهم أتباعهم يتخاصمون ويقتلون بعضهم البعض, فينتج عن ذلك اضطرابات وعصيان من بعض فئات الشعب لتغيير حكامها وتحسين فرص الحياة للجميع.
في خضم هذه المعمعة يداس بين الأقدام المتعلمين وأنصاف المتنورين, الباذلين أنفسهم جسوراً لتلاقي الآراء والأفكار البناءة المشتركة بين الطرفين, وهؤلاء الأصلاء لا ناقة ولا جمل لهم من طرفي النزاع سوى وحدة الصف فمحبتهم لشعبهم تدفعهم إلى النظر بعيداً لما فيه خير وسلامة الجميع, وغالباً ما يتعرض طالبي الخير والتقدم والسلام للكره والخصام وللسهام الجارحة من القاعدة الشعبية والقادة على حد سواء, حقيقة هذا شيء محزن ويرثى له!
لكن من يتحمل فداحة الموقف المتدهور القادة والرؤساء أم الشعب اللامبالي؟ في الحقيقة الطرفان معاً يتحملان المسؤولية, فالمثل يقول إن الإناء ينضح بما فيه, إذاً ليس بوسعنا أن نحمل الفشل العام وعدم نجاح المؤسسات في مهامها على عاتق وأكتاف القادة وخاصة الروحانيين, فالمسؤولين الروحانيين تنحصر خدمتهم ومهمتهم بالرسالة الكتابية ضمن الأماكن المقدسة والمحافظة على الأيمان المسلم لهم من السلطات والمجامع المقدسة المعترف بها, أيضاً أن يكونوا رعاة صالحين عادلين مستعدين لبذل أنفسهم لإنقاذ أبناءهم من مخالب الذئاب المفترسة ,وهم ليسو مسؤولين مباشرة أمام اتباعهم في المجالات الدنيوية كالاقتصادية والتربوية والاجتماعية وغيرها الخ, فهذه الأمور مهمتها و مسؤوليتها تقع على عاتق الكوادر العلمانية المختصة ومن لهم القدرة والمعرفة في تمتين وتطوير العمل المنتج وتقوية البنية التحتية للمجتمع.
يحق للشعب المؤمن أن يراقب ويحاسب ويتخذ قرارات وإجراءات إقصائية في حق قادته الروحانيين, في حال شذوذهم عن طريق الإيمان القويم المتفق عليه في المجامع المقدسة, أما الإجراءات الإصلاحية فيجب أن تبدأ من كل فرد منتقداً ومصلحاً ما بداخله أولاً ليكون قدوة حسنة للآخرين, لكن أن يتم القفز إلى المطالبة الإصلاحية بتجميد صلاحيات أعلى مسؤول روحي, لا يمكن إلا و أن يكون وراء هكذا قرار خطير أكثر من علامة استفهام وتعجب؟!!!! فالمنطق يؤكد حتمية دور الخلافات والتراكمات الشخصية السابقة واللاحقة بينهما, وفي مثل هذه الحالات غالباً ما تساهم المشاعر الإنسانية في تأجيج وتضخيم إخفاقات الطرفين, وتقوم بالتالي العواطف القلية باتخاذ القرارات بالنيابة عن عقل المرء ولا يمكن الجزم بعدم صوابية القرار لكن المنطق يوثق ويقر بصحة ومصداقية العقل أكثر من قرارات القلب.
جوزيف إبراهيم. في /23/9/2017/